قصة الشمس والسمكة

ملخص قصة الشمس والسمكة
ذات مساء، بينما كانت الشمس تستعد للغروب، زلقت فجأة وسقطت في البحر، مما غمر العالم في الظلام. اضطر القمر إلى الطلوع مبكرًا ليحل محلها، لكنه كان غاضبًا وثقيل الظل. حاول البحارة رفع الشمس بحبل متين لكن المحاولة باءت بالفشل. بعد ذلك، صنع الصيادون شبكة ضخمة لكنها لم تستطع تحمل ثقل الشمس، فتمزقت وسقطت الشمس مرة أخرى في البحر.
حاول الجنود تفجير الشمس بالبارود لكنها لم تتحرك من مكانها وظلت تعاني من الألم والتعاسة. بدأ القمر والناس يشعرون بالقلق، فالزهور لم تتفتح والقمح بدأ يذبل. في هذه الأثناء، كانت السمكة الصغيرة فرحانة الوحيدة التي لم تشعر بالقلق، وقررت التدخل. رغم سخرية الناس منها، أصرت فرحانة على محاولة مساعدتها.
سبحت فرحانة إلى الشمس وأخذت تدغدغها بزعانفها، مما جعل الشمس تضحك وتفقد صبرها. في النهاية، قفزت الشمس قفزة هائلة إلى كبد السماء، وعاد النور إلى العالم. شكر القمر والناس السمكة الصغيرة، وتحولت فرحانة إلى سمكة ذهبية بفضل اقترابها من الشمس، وصارت محط اهتمام الجميع.
قصة الشمس والسمكة مكتوبة
كانت الشمس ذات مساء تهم بالغروب حين زلقت فجأة، وسقطت في ماء البحر محدثة رشاشا هائلا وصوتا صاخبا، فغرق العالم كله في الظلام واضطر القمر إلى الطلوع مبكرا تلك الليلة ليحل محل الشمس في إنارة الأرض. غير أن القمر كان غاضبا وراح يتمتم قائلا: هذه الشمس تزداد طيشا وإهمالا يوما بعد يوم. وها هي قد سقطت في البحر وملأت الدنيا رذاذا، وكأن الأمر هين يسير. لست أقوى على حملها، إنها ثقيلة! على البحارة أن يتدبروا أمر رفعها.
قال أحد البحارة: المسألة سهلة، سنرفع الشمس بحبل متين مثلما نرفع المرساة.
فتشوا كثيرا حتى عثروا على حبل ثخين كأنه جذع شجرة. وكان حبلا ثقيلا جدا فتعاون مئات البحارة على رفعه. ربطوا الشمس حول وسطها مستخدمين أنواعا عديدة من العقد، ثم عادوا إلى سفنهم الضخمة وراحت السفن تشد بأقصى قوتها. أخذت الشمس ترتفع بوصة بوصة. لكن، فجأة، انقطع الحبل وسقطت الشمس في البحر ثانية! كان الصباح قد اقترب؛ مع أن الصباح لن يطلع والشمس واقعة في البحر. على أن الشمس لم تكن تبالي، بل كانت مستلقية، سعيدة باسترخائها، تلهو بإرسال الرذاذ من حولها.
محاولة إنقاذ الشمس
عبس القمر وقال وهو يتنهد: أظن أن علي أن أنير الأرض في النهار أيضا. لكنني حزين للناس الذين ينتظرون الشمس. فهؤلاء ما ذنبهم؟
ثم نظر إلى أسفل وصاح: أيها الناس، أليس عندكم شبكة؟ رد عليه الناس قائلين: الصيادون يصنعون الآن شبكة، وسيرفعون بها الشمس من الماء كما يرفعون السمك.
وعلى ضوء القمر ظل الصيادون منهمكين طوال النهار في صنع شبكة ضخمة. انتهوا من صنعها مساء، فإذا هي في اتساعها مناسبة جدا. لكن الشبكة لم تتحمل ثقل الشمس، فإن بدأت ترتفع حتى تمزقت وسقطت الشمس مرة أخرى في البحر.
مر يوم آخر، كان القمر فيه لا يزال ينير وحده السماء. فقال بشيء من القلق: لا بد من حل لهذه المشكلة. ربما أعاننا الجنود.
فكر الجنود كثيرا ثم قالوا: جربنا الشد وجربنا الرفع فلم يأتيا بنتيجة. سنحاول الآن نفض الشمس عن البحر نفضا، فليس هناك من طريقة أخرى. هاتوا يا شباب البارود وركزوه في أسفل الشمس.
جلب الجنود براميل البارود الضخمة ورصفوها تحت الشمس، ثم أشعلوا الفتيل. وكان انفجار عظيم!
معاناة الشمس
صرخت الشمس ألما. ولكن نظر الجميع بعد انقشاع الدخان فرأوها في مكانها مستلقية في الماء. ولكنها كانت في حالة مزرية من الألم والتعاسة.
تمتمت الشمس بحسرة قائلة: تعبت من الشد والرفع والنفض. ولم أعد أجد في رذاذ الماء تسلية. أريد أن أعود إلى بيتي في كبد السماء.
بدأ القلق يساور الناس فقد جربوا كل الطرق الممكنة، ولكنها جميعها فشلت ولم يكن نور القمر كافيا، كما إنهم أخذوا يشعرون، في غياب الشمس، بالبرد. ولم تعد الأزهار تتفتح، وبدأت سنابل القمح تذبل، والقمر نفسه بدأ يكتئب ويذبل هو أيضا.
قال القمر بألم: وأسفاه! أنا متعب، وأخشى أن أقع أنا نفسي في البحر.
فكرة السمكة الصغيرة
غير أن مخلوقا واحدا لم يكن يشعر بالقلق. ذلك هو السمكة الصغيرة فرحانة. ولم يكن أحد يعير تلك السمكة البنية الصغيرة اهتماما. لذا فإنها حين قالت للناس إن لديها فكرة، سخروا منها. ولكنها أصرت على موقفها، فقال الناس: لن نخسر شيئا. هذه السمكة الصغيرة لن تزيد الأمر سوءا.
سبحت فرحانة بخفة ورشاقة إلى عرض البحر. وهناك كانت الشمس مستلقية حزينة بائسة، وسمعتها تقول: أنا متعبة، أعيدوني إلى بيتي، أعيدوني إلى بيتي!
لم تر الشمس السمكة الصغيرة فرحانة، فتلك عطست في أعماق الماء، وأخذت تدغدغ الشمس بحاصرتها بزعانفها الطويلة. أخذت الشمس تضحك وتضحك، بينما فرحانة تزيد في دغدغتها. عندها انفجرت الشمس بصوت مزمجر صارخة: ما عدت أحتمل! ما عدت أقدر!
عودة الشمس
ثم، فجأة، قفزت الشمس قفزة هائلة فإذا هي في كبد السماء! وعاد نور الشمس إلى العالم. وارتمى القمر في سريره متعبا، وهو يقول: شكرا لك أيتها السمكة الصغيرة! وكذلك صاح الناس قائلين: نحن لك من الشاكرين.
لكن فرحانة لم ترد على الناس تحيتهم، ليس لأنها كانت خجولة، بل لأنها قد تحولت، لاقترابها من الشمس، إلى اللون الذهبي الرائع! صاحت فرحانة: أنا الآن سمكة ذهبية! وكانت حقا كذلك.
صار الناس منذ ذلك الوقت يعيرون تلك السمكة اهتماما شديدا وصاروا يضعونها في أحواض خاصة، ويعتنون بها أعظم العناية. أما الشمس فإنها كانت سعيدة لعودتها إلى بيتها المعهود. وقد أعجبها أن دغدغها أحد، فلم تكف بعد ذلك عن الابتسام. فلا عجب أن نراها دائما باسمة منشرحة في كبد السماء.
معرض الصور (قصة الشمس والسمكة)
تحميل القصة PDF أو صور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث
شارك برأيك
ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!