قصة الجواهر الخالدة
ملخص قصة الجواهر الخالدة
في مدينة روما القديمة، عاش أخوان ثريان، أنطونيو وألبرتو، ورثا ثروة كبيرة بعد وفاة والدهما. كان أنطونيو، الأخ الأكبر، يحب المال والتباهي، فاشترى القصور والجياد ليظهر مكانته أمام الناس. ورغم ثروته الكبيرة، كان بخيلًا، ولم يقدم مساعدة للفقراء أبدًا. على عكسه، كان ألبرتو عاشقًا للكتب والمعرفة، لا يهتم بجمع المال بل بتثقيف نفسه ومساعدة الآخرين.
أحب ألبرتو فتاة تدعى كورنيليا، وهي من أسرة متوسطة الحال، لكنها كانت ذكية وقنوعة وتحب القراءة. رغم اعتراض أنطونيو على زواج أخيه من فتاة فقيرة، إذ كان يعتقد أن الزواج يجب أن يكون من فتاة ثرية ليزداد غنىً، قرر ألبرتو أن يتزوج كورنيليا. عاشا بسعادة ورزقا بخمسة أطفال. كانا متفاهمين في كل شيء، وكورنيليا ساعدته في الادخار لأنها لم تكن تهتم بالمظاهر البراقة.
في الوقت نفسه، تزوج أنطونيو من فتاة ثرية تُدعى أوفيديا، التي كانت مولعة بالتباهي مثل زوجها. أنفقت أوفيديا ثروتها وثروة أنطونيو على الملابس الفاخرة والمجوهرات، حتى أصبحت حياته مليئة بالديون والشقاء. كانت تشتري أغلى المجوهرات ثم تبيعها لتشتري أخرى، ولم تكن لمطالبها نهاية. أما ألبرتو وزوجته كورنيليا، فكانا سعيدين بحياتهما البسيطة واهتما بتربية أطفالهما وتثقيفهم.
في أحد الأيام، سأل طفل صغير أمه كورنيليا عن المجوهرات، بعدما رأى أوفيديا تتزين بأفخر الحلي. أجابت كورنيليا برقة أن أغلى مجوهراتها هم أبناؤها، وأنهم أثمن من أي كنوز في الدنيا. وكما قالت كورنيليا، كبر أبناؤها ليصبحوا ناجحين ومرموقين، في حين فقد أنطونيو ثروته وافترق عن أوفيديا بعد أن دمرتها مطالبها التي لا تنتهي.
وهكذا، كانت جواهر كورنيليا، المتمثلة في أطفالها، أثمن وأبقى من كل مجوهرات أوفيديا.
قصة الجواهر الخالدة مكتوبة
قد يتأثر الصغار، كما يتأثر الكبار، بمظاهر الدنيا البراقة، وتكون نتيجة ذلك سيئة عليهم. لذلك يجب على الوالدين، وعلى الأم بالذات، مراقبة الأطفال وحسن توجيههم إلى المبادئ والأخلاق الحميدة.
في مدينة روما القديمة، كان هناك أخوان ورثا ثروة طائلة بعد وفاة والدهما. كان الأخ الأكبر يُدعى أنطونيو، والأخ الأصغر يُدعى ألبرتو.
على الرغم من أنهما كانا شقيقين، اختلفت طباع أحدهما عن الآخر اختلافًا كبيرًا. كان أنطونيو، الأخ الأكبر، محبًا للظهور وفرض سيطرته على الناس، وكان يقتني أجمل الجياد وأقواها، لا لشيء سوى أن يتفاخر بها.
على الرغم من أن أنطونيو لم يكن في حاجة إلى تلك الجياد بسبب عمله في التجارة، نجح في تجارته بنجاح كبير. اشترى قصرًا فاخرًا وكان يتنقل في طرقات المدينة في عربته الخاصة التي كانت تجرها أربعة جياد بيضاء. ورغم ترفه الواسع وازدياد ثروته يومًا بعد يوم، كان أنطونيو بخيلًا إلى أقصى درجات البخل، فلم يتصدق مرة واحدة على فقير أو مسكين. وكلما ازدادت تجارته رواجًا، ازداد حبه للمال.
الفرق بين أنطونيو وألبرتو
أما الأخ الأصغر ألبرتو، فلم يكن يكترث لجمع المال وتكديسه كأخيه الأكبر. كان ألبرتو يهوى القراءة والاطلاع، وكانت الكتب في ذلك الوقت نادرة وباهظة الثمن. إلا أن حب ألبرتو للثقافة دفعه إلى شراء عدد كبير من الكتب، غير مكترث بغلاء ثمنها.
كانت أسعد لحظات أنطونيو تلك اللحظات التي ينفرد فيها بخزانته ليحصي كميات الذهب والمجوهرات الثمينة التي أصبح يمتلكها. وعلى قدر بخل أنطونيو وتقتيره الشديد، كان كرم ألبرتو ورحمته بالفقراء والمساكين واضحًا.
أحب ألبرتو فتاة من أسرة متوسطة الحال في روما، وكان اسمها كورنيليا. لم تكن كورنيليا باهرة الجمال، لكنها كانت لطيفة وعلى قدر كبير من الرقة والتهذيب.
كانت كورنيليا، رغم فقرها، تعتز بنفسها اعتزازًا كبيرًا. فإذا خرجت من بيتها لقضاء حاجة، سارت في طرقات مدينة روما رافعة الرأس، لا تلتفت يمنة ولا يسرة.
لقاء ألبرتو بكورنيليا
وكانت بقوامها الجميل وقدّها الممشوق تلفت أنظار الرجال، لكنها كانت لا تبالي بهم ولا تهتم بعبارات الإعجاب التي تصدر من بعضهم.
كانت كورنيليا مولعة بشدة بالقراءة والاطلاع. شاء القدر أن يلتقي ألبرتو بها في حانوت لبيع الكتب. في البداية، لم يهتم ألبرتو بها لأن وجهها كان عاديًا، رغم رشاقة جسدها وأنفها الطويل قليلًا.
ولكن ما إن سمع ألبرتو صوت كورنيليا وهي تتحدث مع بائع الكتب حتى بدأ يهتم بها بشكل كبير. كانت تسأل عن كتاب معين، فأخبرها البائع أن لديه كتابًا آخر أفضل منه، وذكر لها اسمه. ردت كورنيليا بابتسامة هادئة قائلة: “لقد قرأت هذا الكتاب الذي تعرضه عليّ، ولم يعجبني.” وعندما سألها البائع عن السبب، أجابت: “لأن مؤلفه يهتم بشكل كبير بالألفاظ الرنانة والكلمات الصعبة، وأهم شيء في نظري هو المعاني وليس مجرد الألفاظ.”
إعارة الكتاب لكورنيليا
كان ألبرتو يتظاهر بالبحث عن كتاب لشرائه، لكنه كان يتابع بشغف النقاش بين كورنيليا وبائع الكتب. كانت تتحدث بصوت رخيم عذب النبرات، وكان حديثها هادئًا يعكس ثقافة واسعة، وكما هو الحال مع ألبرتو، لم تكن تكترث بالمظاهر البراقة.
الكتاب الذي كانت تبحث عنه كورنيليا لم يكن موجودًا عند البائع، وعلى الرغم من أن هواة جمع الكتب نادرًا ما يفرطون في كتبهم أو يعيرونها لأحد، عرض ألبرتو على كورنيليا إعارة الكتاب، معربًا عن سعادته بذلك.
ابتسمت كورنيليا بلطف وقالت: “لا أدري كيف أشكرك.” قام بائع الكتب بتقديمهما لبعضهما البعض. ومنذ ذلك الحين، تكررت لقاءاتهما في الحانوت وفي أماكن أخرى. كانت علاقتهما طاهرة وشريفة، وتركزت أحاديثهما حول مناقشة الموضوعات التي يقرآنها في الكتب.
تأكد ألبرتو من أن كورنيليا هي الفتاة المناسبة له إذا فكر في الزواج، وعزم على أن يخطبها من والدها.
استشارة أنطونيو بشأن الزواج
وكان يجب على ألبرتو أن يستشير أخاه الأكبر أنطونيو، كما تقضي بذلك تقاليد الأسر العريقة في مدينة روما القديمة. فذهب ألبرتو إلى قصر أخيه وأخبره برغبته في الزواج من كورنيليا. سأل أنطونيو عن أسرة كورنيليا، فأجابه ألبرتو قائلاً: “أنا لا يهمني اسم الأسرة، فكم من فتيات ينتمين إلى أسر ذات أسماء رنانة، قلبن حياة أزواجهن إلى ما يشبه الجحيم. إنها من أسرة متوسطة الحال.”
رد أنطونيو: “إذا أردت أن تعرف رأيي، فإني أنصحك بعدم التفكير في الزواج من هذه الفتاة.” استفسر ألبرتو قائلاً: “ولكن… لماذا؟” أجاب أنطونيو: “إنك لم تفكر في استثمار ثروتك كما فعلت أنا، فإذا تزوجت من فتاة فقيرة مثل كورنيليا هذه، فسوف تكون عبئًا ثقيلاً عليك، وتزداد نفقاتك أضعافًا إذا أصبحت أبا لعدة أطفال. أنا نفسي أفكر في الزواج، ولكني لن أتزوج إلا من فتاة على جانب كبير من الثراء، فأضم ثروتها إلى ثروتي ونعيش في سعادة وأمان.”
قرار ألبرتو بالزواج
لم يقتنع ألبرتو بنصيحة أخيه أنطونيو، وتقدم لخطبة كورنيليا ووافقت أسرتها على ذلك، وتزوجا. دارت الأيام ومرت الأعوام، وكان أنطونيو قد تزوج من فتاة ثرية تُدعى أوفيديا. أما ألبرتو فرزق بخمسة أطفال: بنتين وثلاثة صبيان.
عاش ألبرتو مع زوجته كورنيليا في سعادة غامرة، حيث كانا متفاهمين في كل شيء. ساعدته سعة اطلاعه على أن يُلقي الدروس والمحاضرات في بعض المدارس والمعاهد العالمية التي كانت منتشرة في روما في ذلك الوقت، وأمكنه بذلك أن يدخر بعض المال. ساعدته كورنيليا على الادخار، فقد كانت تمتاز بالقناعة ولم تهتم بمظاهر الدنيا كما تفعل النساء الأخريات.
مجوهرات كورنيليا الحقيقية
اهتم ألبرتو وكورنيليا اهتماماً كبيراً بتربية أبنائهما وتثقيفهم. كما كانت أوفيديا زوجة أنطونيو وكورنيليا تتبادلان الزيارات بين وقت وآخر.
وفي أحد الأيام، حضرت أوفيديا لزيارة كورنيليا وكانت تتزين كعادتها بمجوهرات ثمينة من الماس واللؤلؤ والذهب. سأل أحد الأطفال أمه كورنيليا ببراءة: “أليست لديك يا أمي مجوهرات مثل زوجة عمي؟” ردت كورنيليا وهي تربت برفق على رأس الطفل: “كلا يا حبيبي، لأني أكتفي بالمجوهرات التي عندي.” سأله الطفل: “وما هي هذه المجوهرات؟”
أجابت كورنيليا: “مجوهراتي الثمينتان هما أنت وأخواتك، فأنتم أغلى من أي مجوهرات في هذه الدنيا.” وحققت الأيام ما قالته كورنيليا لأبنها الصغير.
نهاية أنطونيو وأوفيديا
كان أنطونيو ينفق من ثروته في بذخ ليُلَبِّي مطالب أوفيديا، التي لم تكن تنتهي أبدًا. كانت ترتدي أفخر الثياب ولا تظهر بالثوب الثمين إلا مرة واحدة ثم تلقي به وتشتري ثوبًا آخر. كما كانت تفعل الأمر ذاته مع الحلي والمجوهرات، تشتريها بأغلى ثمن ثم تبيعها بأبخس ثمن لتشتري غيرها. تراكمت الديون على أنطونيو، وأصبحت حياته مع أوفيديا جحيماً لا يُطاق، حيث كانت تدور وتغضب إذا تأخر في تلبية أي من طلباتها.
ومرت الأيام… وكبر أبناء ألبرتو، حيث أصبح أحدهم ضابطاً مرموقاً في الجيش، بينما شغل الآخر منصباً في البلاط الملكي. وتزوجت بنات كورنيليا زواجًا مشرفًا، وأصبحت بيوتهن كأنها بيوت والدتهن، يعمرونها بالحب والحنان.
أما أنطونيو فقد افترق عن أوفيديا بعد أن أوشكت ثروته على الضياع. وهكذا كانت مجوهرات كورنيليا، أبناؤها، أثمن وأبقى من مجوهرات أوفيديا.
معرض الصور (قصة الجواهر الخالدة)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث