حكايات جحا والحمار

اكتشف حكايات جحا والحمار ومغامراته الطريفة. قصص مسلية تعلم الأطفال قيمًا وحكمًا بطريقة مبسطة، لترتقي بوعيهم وتغرس بهم الفضائل بأسلوب شيق.
عناصر القصة (جدول المحتويات)
نأسف، لا يوجد تلخيص متوفر حاليًا لهذه القصة. قد يكون السبب هو قصر القصة أو ضغط العمل لدينا…. إذا كنت ترغب في الحصول على تلخيص لهذه القصة، يمكنك التواصل معنا عبر صفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال نموذج الاتصال في الموقع.

حكايات جحا والحمار مكتوبة

اكتشف معنا نوادر شيقة وقصصًا تعليمية مسلية تدور حول شخصية جحا الفكاهية وحماره الذكي. انغمسوا في عالم من المتعة والذكاء، حيث يجد الصغار والكبار على حد سواء ما يبهجهم ويثري معرفتهم. كل قصة تقدم درسًا خفيًا بأسلوب ساحر وممتع، لتظل عالقة في الأذهان وتثير الابتسامة في القلوب.

قصة مرضاة الناس

ذهب جحا وابنه يومًا إلى إحدى القرى. أركب جحا ابنه على الحمار، فصادفهم أحدهم وقال: “آهٍ من هذا الزمان! انظروا كيف يركب هذا الغلام ويترك والده الشيخ الكبير يمشي على قدميه!”

فقال الولد: “أبي، ألم أقل لك اركب أنت؟ لا تعاندني.” فركب جحا ونزل الغلام. صادفتهما مجموعة أخرى فقالوا: “أيليق بهذا الشيخ الذي قوِيَ جسمه وتقدم به العمر أن يدع هذا الغلام الصغير يمشي وهو يركب؟”

فأخذ جحا ابنه من يده وأردفه وراءه. عندما سارا قليلًا، صادفهما آخرون فقالوا: “تأملوا يا ناس هذا الرجل! كيف يركب هو وابنه على الحمار الضعيف؟”

فغضب جحا ونزل هو وابنه، وساقا الحمار أمامهما وهما يمشيان في ذلك الحر الشديد. صادفتهما جماعة أخرى فقالوا: “الله الله! من هذين اللذين يتركان الحمار يمرح وهما يمشيان في هذا الحر؟!” فحمل جحا الحمار وسار به، فضحك الناس عليه. فقال جحا: “يا هؤلاء، من يسلم من ألسنة الخلق فلله دَرُّه!”


قصة جحا والمهر

كان جحا يسير يومًا في طريق طويل، فتعب. جلس تحت ظل شجرة وقال: “يارب، لو مننت عليّ بحمار أركبه.” وبعد قليل، مر أمامه فارس معه سوط وخلفه مهر صغير. لما رأى الفارس جحا جالسًا، أمره أن يقوم ويحمل المهر على ظهره إلى القرية لأن المهر تعب من المشي. رفض جحا ذلك، فوجد سوط الفارس قد ألهب ظهره، فقام مسرعًا وحمل المهر. كان كلما أراد أن يُنزله، نظر إلى سوط الفارس فأسرع في السير حتى وصل القرية في عشر دقائق. وأخيرًا، وقع على وجهه هو والمهر من شدة التعب، فتركه الفارس وسار وخلفه المهر. لم يُفق جحا إلا بعد نصف ساعة. لما أفاق، ذهب إلى شجرة وجلس تحتها، ورفع رأسه إلى السماء وقال: “يارب، طلبت منك حمارًا أركبه، فأرسلت لي مهرًا يركبني!”


قصة عمل الحمار

كثيرًا ما نجد فلسفة الرفق بالحيوان يعيشها جحا مع حماره، ولكن هل فعلًا كان دائمًا رفيقًا بهذا الحمار، أم أنه كان يؤذيه؟

فقد حمل حماره ذات يوم هشيمًا يابسًا، ثم قال في نفسه: “لأنظر هل يلتهب هذا الهشيم أم لا.” ثم أخذ قطعة نار وقربها من الهشيم الذي على ظهر الحمار. كان الهواء شديدًا والرياح قوية، فعلقت النار في الهشيم، واندلع لسان اللهب وصارت شعلة من النار فوق ظهر الحمار المسكين، فراح الحمار يقوم ويقعد، وينهق لشدة الحرارة فوق ظهره. لما رأى جحا أنه لا يمكنه اللحاق بالحمار أو الاقتراب منه أو إنقاذه، صرخ فيه بصوت عالٍ وقال له: “إذا كان فيك عقل فأسرع إلى البحيرة!”


قصة الحمار العاصي

اشترى جحا حمارًا من السوق وأتى به يجره خلفه، فرآه اثنان من اللصوص فاتفقا عليه. تقدم أحدهما فخلع الجرس من رأس الحمار بخفة، وربط رأسه بالجرس، ومشى خلف جحا، بينما عاد الثاني بالحمار. ولما وصل جحا إلى البيت التفت إلى الحمار فرأى الرجل والمقود في رأسه، فتعجب جحا من أمره وقال له: “من أنت؟” فوقف اللص باكيًا يمسح دموعه وقال: “يا سيدي، أنا رجل جاهل أغضبت أمي فدعت عليّ أن يمسخني الله عز وجل حمارًا، فاستُجيب دعاؤها وباعوني لك في السوق، وببركتك ويُمْنِك قد رجعت الآن إنسانًا.” وانطرح على يد جحا يقبلها داعيًا شاكرًا، فصدقه جحا وتركه بعد أن نصحه بأن يطيع أمه ويرضيها.

وفي اليوم الثاني، نزل جحا إلى السوق لشراء حمار آخر، فرأى الحمار نفسه، فعرفه فتقدم منه فورًا وهمس في أذنه قائلًا: “أظنك لم تسمع كلامي وأغضبت أمك، والله لن أشتريك.”


قصة الذيل موجود

قد يريد الإنسان إصلاح شيء هين، فيفسد شيئًا كبيرًا، فماذا يفعل ليعيد ما أفسده؟ تعالَ نشاهد ماذا فعل جحا عندما احتاج إلى عدة دراهم..

أخذ حماره ليبيعه في السوق. أثناء الطريق، نظر جحا إلى حماره، فرأى ذيل الحمار ملونًا، فاستقبح هذا المنظر، وفكر كيف يعالج ذلك ويصلحه حتى يبيع الحمار بسعر كبير. فما كان منه إلا أن أخذ سكينًا وقطع الذيل وخبأه. ولما دخل السوق، اجتمع عليه المشترون، ولكنهم أحجموا عن الشراء لما رأوا ما في الحمار من عيب. فلما علم جحا سبب إحجامهم عن الشراء قال لهم: “فلنتفق أولًا على السعر، والذيل موجود في مكان قريب.”


قصة أيام الصبا

قد تجد إنسانًا يريد أن يصنع شيئًا ما، أو يقوم بعمل عظيم، ولكن قوته لا تعينه على ذلك، فيردد أمام الناس: “أين أيام شبابي وقوتي؟ لقد مضت أيام الشباب.. ليت الشباب يعود يومًا.” فهو يبرر عجزه بهذه العبارات. ولكن هل إذا كان وحده فماذا يقول؟ هذا ما نعرفه من جحا. فقد أراد جحا أن يركب يومًا فرسًا عالية قوية، فقفز على ظهرها، ولكنه وقع ولم يستطع الركوب، وظن أن الناس يرونه، فقال: “آه على زمان الصبا!” ثم التفت حوله فلم يجد أحدًا، فقال: “أما الحقيقة، فلم أكن في زمن الصبا أفضل مما أنا الآن.”


قصة الحصان القوي

في يوم من الأيام، كان قوم يتفاخرون بفروسيتهم في أيام الصبا، فنهض جحا وقال: “جيء ذات يوم بجواد حَرون للغاية، لا يمكن الاقتراب منه. فتقدم إليه أحد شجعان القرية فلم يقدر على ركوبه، ولا الاقتراب منه. وقفز آخر على ظهره فصرعه وأوقعه على الأرض. وأتى ثالث فلم يتمكن من الركوب أيضًا. عندها أخذتني الحميّة، فرفعت ثيابي وشمرت عن ساعدي وأمسكت بعرفه بسرعة وقفزت…” (ودخل في تلك البرهة أحد أصحابه)، فأكمل جحا حديثه قائلًا: “… ولكني لم أقدر أن أركبه أنا أيضًا.”


قصة البغلة عسراوية

كثيرًا ما نجد رجلًا أعسر، أو امرأة عسراوية، تأكل أو تشرب أو تعمل بيدها اليسرى. ولكن هل رأينا حيوانًا أعسر، أو حمارة أو بغلة عسراوية؟

لم نر ذلك إلا في بغلة جحا، ولم نعرف ذلك إلا منه. عندما كان مسافرًا مع جماعة، ونزلوا للراحة في مكان ثم أرادوا أن يستكملوا السير ويستأنفوا السفر، فطلب جحا بغلته، فأُحضرت له. فوضع رجله اليمنى في الركاب، وكان المفروض أن يضع رجله اليسرى ليكون ركوبه صحيحًا، ولكنه لما وضع اليمنى وقفز جاء ركوبه مقلوبًا، أي وجد وجهه ناحية ذيل البغلة، فضحك من رآه، فقال لهم: “أنا لم أركب بالمقلوب ولكن البغلة عسراوية.”


قصة بائع المخلل

ذات يوم، أخذ جحا يبيع مخللًا. وقد اشترى أدوات المخلل مع حمار المخللاتي، فكان الحمار يعرف البيوت التي تشتري منه، وكلما نادى جحا (مخلل.. مخلل)، كان الحمار ينهق في كل الأزقة المزدحمة ويغطي بنهيقه على صوت جحا، فغضب جحا لأنه لم يتمكن من سماع صوته في المناداة.

وفي يوم وصل إلى محل مزدحم، وأخذ جحا ينادي: “مخلل!” فسبقه الحمار إلى النهيق. فلما رآه كذلك، ألقى له مقوده على عاتقه، وحملق بعينه فيه، وقال له: “انظر يا هذا.. أأنت تبيع المخلل أم أنا؟!”


قصة لم يرض الحمار

حمار جحا ليس كأي حمار، إنه حمار من نوع خاص، يرفض ويرضى، يحب ويكره، يوافق ولا يوافق. والذي صبغه بهذه الصفات هو جحا نفسه.

وقد حدث أن رجلًا جاءه ذات يوم، يطلب منه إعارة حماره لمدة ساعة، لينقل عليه بعض المتاع الخاص به. فقال له جحا: “أنا ليس عندي مانع في هذا الأمر، ولكن لا بد أن أذهب إلى الحمار لأستشيره، فعساه يقبل ذلك.”

ثم دخل جحا الإسطبل ومكث به وقتًا طويلًا، ثم خرج إلى الرجل وقال له: “لقد حاولت إقناع الحمار كثيرًا أن يذهب معك، ولكنه لم يرض؛ لأنه يزعم أنك سوف تضربه ضربًا مبرحًا، وتشتمه هو وصاحبه.”


قصة الحمار الشرس

كان لدى جحا حمار قوي شديد وشَرس، يعض ويَرفُس من يقترب منه. فأخذه جحا إلى السوق، ووقف بجانبه يعرضه للبيع. فجاء أحد الناس ليشتريه، فمد يده إلى فم الحمار ليعرف عمره حسب العادة، فعضه الحمار عضة بالغة، فراح الرجل يشتم الحمار ويسبه، وتركه وانصرف.

فجاء مشترٍ آخر، وأراد أن يمسك ذيل الحمار ليعرف حالته، فرفسه الحمار فأوقعه على الأرض، فأخذ الرجل في الشتم والسب وذهب.

وكان الدلال يلاحظ ذلك كله، فاقترب من جحا وقال له: “هذا الحمار لا يبتاعه أحد، فهو يعض ويرفس.”

فقال له جحا: “نعم، وأنا لم أحضره للبيع، وإنما جئت به ليعلم المسلمون ماذا يصيبني منه.”


قصة لا ذنب عليه

كان إصطبل جحا مغلقًا بخشبة ضعيفة، فسُرق حماره. فطلب من أصحابه أن يساعدوه لمعرفة السارق. فقال أحدهم: “كان يجب أن تضع قفلًا على باب الإصطبل، وإلا فإن عمل الأكرة الخشبية لا يفيد؛ إذ بأقل حركة يمكن كسرها.”

وقال آخر: “هل كنت نائمًا ولم تدرك أن الذي سرق الحمار أخرجه من الباب لا أنه وضعه في عبه، فأين كنت حينئذٍ؟”

وقال ثالث: “اعلم أني في الليل أقفل باب داري من الخلف وأضع المفتاح تحت رأسي فبالطبع لا يجسر اللصوص أن يكسروا القفل.”

وهكذا.. لم يقم معه أحد وإنما أخذوا يتداولون مثل هذه العبارات التي ضايقت الشيخ، وكانت كلها تعنيفًا له ولومًا على تفريطه. فنفذ صبره وقال: “أيها السادة، إنكم تقولون الحق، وكل ذلك عائد على الماضي ولا يفيد الآن، إلا أني أرجو منكم الإنصاف، فهل كان الحق كله علي؟ بينما اللص لا ذنب عليه أبدًا؟”


قصة عليق الحمار

طلب جحا من زوجته أن تضع عليقًا للحمار، فرفضت، فاتفقا على أن الذي يتكلم أولًا يضع العليق للحمار. فقام جحا إلى جنب من جوانب الغرفة وظل ساكتًا ساعات طويلة، بينما ذهبت زوجته إلى إحدى جاراتها، وحكت لهم القصة وطلبت منهم أن يرسلوا له طبقًا من الشربة لأنه عنيد ولن يطيعها، فأرسلوا ابنًا لهم بذلك.

وأثناء ذلك، جاء لص وسرق كل ما في البيت أمام عين جحا حتى سرق القاووق من على رأسه فلم يتحرك ولم يهتم. وجاء الغلام بالشربة، فأشار له جحا على رأسه ليخبره بالإشارة أن اللص سرق قاووقه وسرق البيت، فظن الغلام أنه يريد أن يضع الشربة على رأسه ففعل، ولم يتحرك جحا. وأخيرًا فهم الغلام بالإشارة أن البيت سُرق، فأخبر زوجة جحا، فجاءت مسرعة.

فلما رأت ذلك صرخت قائلة: “ما هذا الحال؟!”

وهنا تكلم جحا قائلًا: “ها قد تكلمت قبلي، اذهبي وأعطي الحمار عليقه وكفاك عنادًا.”


قصة الحمار الضائع

نوادر جحا مع حماره أكثر من أن تُحصى، فكم كان له من موقف طريف مع هذا الحمار الفيلسوف! ولذلك كان هذا الحمار عزيزًا جدًا عند جحا، يحبه جحا ويفضله أحيانًا على أبنائه وزوجته. ولكن ذات يوم فقد جحا هذا الحمار، وضاع منه، فأصيب جحا بحزن شديد، وقام يبحث عن حماره هنا وهناك، ويتلفت عليه في كل مكان وقد استفز الناس ليبحثوا معه عن حماره العزيز.

ولكن الناس سمعت جحا وهو يبحث يحمد الله شاكرًا، فتعجبوا من ذلك. وقد علموا أن لجحا فلسفة في كل موقف، فأحبوا أن يعرفوا فلسفته في حمده وشكره لله على ضياع حماره، فسألوه عن ذلك: “لماذا تشكر الله وقد ضاع الحمار وأنت تبحث عنه؟”

فأجاب جحا قائلًا: “أشكره لأني لم أكن راكبًا على الحمار، وإلا فلو كنت راكبًا عليه لضعت معه.”


قصة لذة وجود المفقود

ضاع الحمار من جحا يومًا، فراح يبحث عنه هنا وهناك، وأثناء بحثه كان يغني فتعجب الناس من ذلك، وقالوا له: “هل من أضاع حماره يغني أم يحزن؟”

فأجابهم: “لعله وراء هذا الجبل، فإذا لم أجده فلا بد أن يسمع صوتي، فيعلم أني مهتم له فيأتي.”

واستمر في الغناء، فلما يئس أخذ ينادي ويقول: “من وجد الحمار فإني أعطيه إياه مع بِرذَعته ومقوده (الحبل الذي يقوده به).”

فتعجب الناس منه، وقالوا له: “يا جحا وما الفائدة من وجوده إذا كنت تريد أن تعطيه لغيرك؟!”

فأجابهم جحا بقوله: “إنكم لا تعرفون لذة وجود المفقود.”


قصة الحمار الرياضي

تعرض جحا في شتاء إحدى السنين إلى ضائقة مالية، فقال في نفسه: “عجبًا ألا يمكنني أن أقلل علف الحمار؟”

وراح في كل يوم ينقص شيئًا من العلف المعتاد، فلم يؤثر ذلك في الحمار، فأنقص حفنة كبيرة، فلم يهتم الحمار بذلك. وهكذا خفض جحا العلف لدرجة النصف من المعتاد، فلم ير بأسًا في الحمار، فأراد أن ينقص من التبن، فأنقص منه حفنة مع نقص الشعير. فلما أصبح وجد الحمار ميتًا، فأسف على ذلك، وقال: “يا للأسف، عودنا الحمار على الرياضة، ولكن لم يساعده الأجل.”


قصة الحمار القارئ

كان لدى تيمورلنك حمار أهداه له بعض الناس، فأراد تيمور أن يُميِّز هذا الحمار عن باقي الحمير، لأنه حمار تيمور فلا بد أن يختلف عن باقي الحمير. فأعلن في المدينة أنه يريد رجلًا يعلم حماره القراءة، ومن يتقدم ولا يستطيع فسوف يضرب عنقه بالسيف، فتقدم جحا لتلك المهمة الصعبة، وأخذ الحمار إلى البيت وأحضر كتابًا كبيرًا من عدة صفحات وكان يضع بين كل صفحة بعض الشعير والبرسيم، فإذا جاع الحمار قلب له الصفحات ويأكل الحمار ما بينها، وظل على ذلك شهرًا كاملًا حتى ترسخ في ذهن الحمار أن الطعام بين صفحات الكتاب، وكان الحمار يقلب الصفحات بلسانه ويأكل ما بينها.

وحان موعد الاختبار، فجمع تيمور الناس في ميدان وجاء جحا بالحمار وهو في شدة الجوع، ثم وضع أمامه الكتاب وليس بين صفحاته طعام، فلما رأى الحمار الكتاب توجه نحوه وقلب صفحاته يبحث عن الطعام وينهق، والكل يصفق له وقد ظنوه يقرأ الكتاب.


قصة الحمار الكاتب

بعدما تعلم حمار تيمورلنك القراءة كما توهم ذلك، أعطى لجحا جائزة كبيرة، ثم وعده بمبلغ كبير إذا علمه الكتابة، وإلا قطع رأسه.

فقال جحا: “وكم تدفع لي إن علمته الكتابة؟”

فقال: “ألف درهم.”

فقال جحا: “أنا موافق على ذلك بشرط أن آخذ نصف المبلغ الآن، والنصف الثاني بعدما يتعلم الحمار الكتابة.”

فوافق تيمور وأعطاه خمسمائة درهم، ثم سأله: “متى يكون اختبار الحمار في الكتابة؟”

فقال جحا: “بعد عشر سنوات.”

فقال تيمور: “ولكن هذا كثير.”

فقال جحا: “يا مولاي، هذا أقل وقت ممكن ليمسك الحمار القلم ويكتب.”

فوافق تيمور. فلما خرج جحا قال له الناس: “أنت مجنون، حكمت على نفسك بالإعدام، هل الحمار يمكن له أن يكتب؟!”

فأجابهم جحا: “يا بلهاء، بعد عشر سنوات إما أن أكون متّ أو مات تيمور، أو مات الحمار.”


قصة اذهب مع الحمار

كان جحا يكره الأغبياء، أو يكره الذين يتغابون عليه، أو يحاولون استفزازه بأسئلة تثير الغضب والضيق، فكان يرد عليهم بإجابات ترد عليهم غباءهم، وتجعل منهم أضحوكة وسخرية. ومن ذلك أنه كان يسوق يومًا حماره إلى السوق، وعليه بعض العنب يريد بيعه هناك.

وأثناء الطريق، التقى به أحد الناس، وعرف الرجل الحال التي أمامه وما يفعل جحا، ورافقه في الطريق قليلًا، ثم أراد هذا الرجل أن يمازح جحا، فقال له: “إلى أين تسير أنت وحمارك؟”

ففكر جحا قليلًا، ثم أشار إلى الحمار، وقال للرجل: “اذهب أنت مع الحمار رويدًا، وأنا لي شغل قليل هنا، سوف يريك الحمار إلى أين هو ذاهب، ويجيبك عما تسألني عنه.”


قصة كفاه حمله

جحا عنده فلسفة خاصة في الرفق بالحيوان، ويظن أنه يريح الحيوان بصورة ما، وهي في الحقيقة صورة وهمية، ليس فيها راحة للحمار، وليس فيها راحة أيضًا لجحا نفسه.

من ذلك أنه حمل حماره حطبًا، ثم ركب على الحمار واقفًا على قدميه، وهو يظن بذلك أن الحمار لا يحمل سوى قدميه ولا يحمل جسمه كله، فلما رآه الناس تعجبوا من ركوبه على الحطب بهذه الصورة، فأخذوا يضحكون من عمله ذلك، ثم قال له أحدهم: “لماذا لا تركب جالسًا وتستريح؟!”

وهنا أظهر جحا فلسفته، ورأفته بالحيوان، فأجاب قائلًا: “أيها الناس، أين الرحمة بالحيوان؟ أما يكفي حمله للحطب حتى أزيد عليه ثقلي أيضًا، فيكفيه أنه رفع رجلي عن الأرض.”


قصة البحث عن الحمار

يقال في الأمثال: “ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة.” بمعنى أن من يهمه أمر تجده يقوم به بجد واجتهاد، أما من لا يعنيه أمر كلف به يقوم به غير مهتم. فما بالنا إذا كلف إنسان بإصلاح أمر هو الذي أفسده، فكيف يكون حاله؟

هذا ما حدث مع جحا حين ضاع حمار الحاكم، فخرج الناس يبحثون عن هذا الحمار فوجدوا جحا ذاهبًا إلى بستانه، فقالوا له: “بما أننا ذاهبون إلى جهة واحدة فاشترك معنا في التفتيش على الحمار.”

فلم ير الشيخ مانعًا من إجابة طلبهم، ومشى وهو يختال ويتبختر بين البساتين وهو يغني فتعجب الناس من أمره وانتهره أحدهم قائلًا: “أي نوع من التفتيش هذا؟”

فأجاب جحا بكل برود قائلًا: “من أضاع حمار غيره يفتش عليه وهو يغني.”


قصة حمار جحا

وفد ثلاثة من العلماء على بلد جحا، فاستضافهم السلطان، فأرادوا أن يناظروا العلماء، فأرسل السلطان إلى جحا فجاء على حماره، وربطه قريبًا منهم، ثم جلس.

فقال له السلطان: “إن هؤلاء يريدون مناظرتك.”

فقال جحا: “اسألوا.”

فقال أحدهم: “أين هو وسط الدنيا؟”

فأشار جحا إلى موضع يد حماره اليمنى وقال: “هو هذا المكان تمامًا.”

فقال أحد العلماء: “وما دليلك؟”

فقال: “إن لم تصدقني فعليك بقياس الدنيا، فإن ثبت عكس ما أقول فكذبني.”

فقال الثاني: “كم عدد نجوم السماء؟”

فقال جحا: “هو كعدد شعر حماري تمامًا.”

قال: “وما دليلك؟”

قال: “عُدّها فإن زادت واحدة أو نقصت واحدة كان الحق معك.”

قال: “وهل يُعدّ شعر الحمار؟”

قال: “وهل تُعدّ نجوم السماء؟”

فقال الثالث: “كم شعرة في لحيتي؟”

فقال جحا: “بقدر ما في ذيل حماري.”

قال: “وما دليلك؟”

قال: “تقلع شعرة من لحيتك وشعرة من ذيل حماري.. وهكذا فإن اتفق المجموعان فالحق معي وإلا فالحق معك.”

فضحك السلطان، وأعطى جحا الجائزة.


قصة رأس الحمار

أراد جحا أن يزين حماره، فذهب إلى السوق ليشتري مقودًا (المقود: شيء يوضع على رأس الحمار وفمه ليُجر منه). فلما دخل السوق ذهب إلى البائعين، وظل أكثر من ثلاث ساعات يتنقل من بائع لآخر، يتفحص بضاعة هذا، وبضاعة ذاك.. حتى أعجبه مقود جميل مزين بالودع، فسأل عن ثمنه، فوجده غالي الثمن، ولكنه رغم ذلك اشتراه، ودفع ثمنه حبًا في حماره، ثم وضع المقود للحمار، وصار يركبه مفتخرًا به.

وذات يوم.. غفل جحا عن حماره، فُسرق مقوده المزين. فلما رأى جحا ذلك حزن حزنًا شديدًا، وأمسك بأذني الحمار وعاد به إلى البيت.

وبعد يومين.. ذهب جحا إلى السوق، فرأى المقود برأس حمار كبير، فتعجب من ذلك، وقال: “هذا الرأس رأس حماري، ولكن كيف تبدّل جسمه؟!”


قصة الأنبوب المسدود

سمع جحا في المسجد يومًا عن أهمية صلة الرحم بين المسلمين، وكان له قريب في قرية بعيدة، فأراد أن يزوره، فخرج لزيارته في وقت الظهيرة.. وكان ذلك في أحد شهور الصيف والجو شديد الحرارة والشمس حارقة، والصحراء كأنها قطعة من النار.

وأثناء سير جحا في الطريق، أصابه عطش شديد، فراح يبحث عن مورد ماء يشرب منه. فصادف على قارعة الطريق أنبوبًا مسدودًا بخشبة، فاقترب منه، كأنه وجد كنزًا سمينًا، فالماء بالنسبة له في هذا الوقت هو الحياة. ثم اقتلع الخشبة من فم الأنبوب، فاندفع الماء بشدة وقوة، وسال سيلًا عظيمًا من فم الأنبوب، فبلل جحا من رأسه إلى قدميه، وأغرق ثيابه.

فنظر جحا إلى الأنبوب في غيظ وقال: “لو لم تكن مجنونًا لما ترَكوك وحدك في هذا المكان الحار.”


قصة ذكاء خارق

كثير من الأشياء تحتاج إلى التعرف عليها، أو حل مشكلتها بقليل من التفكير الصحيح، ومعرفة القرائن التي تقترن بها. ولكن جحا كان على غير ذلك، وذلك لأن منطقه في الحياة أن يُصعّب على نفسه السهل، في حين أن المسائل الصعبة كان يجد لها حلًا سريعًا وسهلًا.

ومن المسائل السهلة التي صعّبها جحا على نفسه أن رجلًا جاءه وفي يده بيضة، وقال له: “إذا عرفت ما بيدي أعمل لك منه أكلة عجة شهية ولذيذة؟”

فقال له جحا: “صف لي شكله ولونه.”

فقال الرجل: “هو بيضاوي الشكل خارجه أبيض وداخله أصفر.”

فقال جحا: “عرفته! إنه لفت فرّغوا داخله وحشوه جزرًا.”


قصة جرة الحصى

كان جحا كثير النسيان، فلما جاء شهر رمضان خشي أن يصوم أقل أو أكثر من عدد أيامه، فاشترى جرة، وفي كل يوم، كان يضع حصاة في الجرة؛ كي لا يخطئ في حساب الأيام.

وبعد أيام لاحظت ابنته الصغيرة ما يفعله والدها، فملأت كفها بالحصى وألقته في الجرة.

وذات يوم، كان عند جحا بعض أصدقائه، فاختلفوا على عدد الأيام التي مضت من شهر رمضان، فقال لهم جحا: “لا تختلفوا فسوف أخبركم حالًا.” ثم أسرع فدخل البيت وعد ما في الجرة، فوجد فيها مائة وعشرين حصاة، فاستعظم العدد وقال: “لو أخبرتهم بالعدد الصحيح لحسبوني أبله، ولكني أقسم العدد إلى قسمين.”

ثم خرج وقال لهم: “هذا هو اليوم الستون من الشهر.”

فضحكوا وقالوا: “متى كان الشهر يزيد على الثلاثين؟”

فقال: “لماذا تسخرون مني؟ لو كنت قلت لكم الحقيقة على حساب الجرة لكان هذا اليوم هو المائة والعشرون من الشهر فصدقوا بما قلت فإنه خير لكم.”


قصة جحا والحلواني

ذهب جحا يومًا إلى قرية قونية، فشعر بالجوع الشديد، فراح يبحث عن مكان به طعام.

وكان هناك حلواني يعرض أطباق الحلوى، فاقترب جحا من أحدها، وبدأ يلتهم ما في الطبق قطعة قطعة.

ولاحظ الحلواني ذلك، فاعترضه، وقال له: “بأي حق تأكل مال الناس بهذه الجرأة؟”

فلم يلتفت جحا إلى كلامه، واستمر مواظبًا على الأكل. فلم يكن من بائع الحلوى إلا أن أحضر عصا، وراح يضرب جحا على ظهره، ولكن ذلك لم يمنع جحا عن متابعة الأكل بسرعة زائدة، قائلًا: “بارك الله فيكم يا أهل قونية، إنكم تطعمون زائركم الحلوى، وتصرون على أن يأكل ولو أجبرتموه على ذلك بالضرب.”


قصة حقيبة جحا

دخل جحا يومًا أحد البساتين أثناء غياب صاحبه، وراح يقطف ما يقع تحت يده من الثمار والخضر حتى ملأ حقيبة كانت معه، ولما هم بالخروج رأى البستاني عائدًا فارتبك، واضطرب، وخاف.

فقال له البستاني: “ما الذي تفعله هنا؟”

فقال مرتبكًا: “لقد حملتني العاصفة التي هبطت أمس، فألقتني هنا رغماً عني.”

فقال: “حسنًا. ومن الذي قطف ما في حقيبتك؟”

فقال: “كان الهواء الشديد يتلاعب بي ويلقي بي هنا وهناك، فأمسك بما يقع تحت يدي من الثمار، فتقطع وتظل في يدي.”

قال البستاني: “وهذا أحسن! ولكن ما الذي وضع ذلك في الحقيبة حتى ملأها؟”

فلم يجب جحا على هذا وإنما قال: “وأنا أفكر في هذا أيضًا، ولكني أصدقك القول بأني أبحث منذ رأيتك عن جواب فلم أجد.”


قصة قضاء الدين

كان لجحا عند أحد الناس عشرة دراهم، وكان كلما طلبها منه راوغه الرجل، وماطله، حتى صار هذا الأمر يزعج جحا جدًا، ويفكر فيه كثيرًا، ويتمنى أن يأخذ حقه بأية طريقة.

وفي إحدى الليالي.. رأى جحا في منامه أن هذا الرجل يعطيه تسعة دراهم بدلًا من العشرة، فلم يرض جحا بهذا الأمر، وأصر أن يأخذ العشرة، اختلفا، وتنازعا، ولما احتدم بينهما الجدال انتبه جحا من نومه مذعورًا، فلم ير في يده شيئًا، فحزن وتكدر، ولام نفسه على طمعها، ولكنه عاد فاستلقى في الفراش وأنزل رأسه تحت اللحاف، ومد يده إلى خصمه الموهوم قائلًا: “هاتها تسعة ولا تغضب.”


قصة غناء في الحمام

دخل جحا الحمام يومًا، وكان السكون فيه سائدًا، فغنى، فأعجبه صوته، فحدثته نفسه بأنه لا يجوز أن يبخل بهذا الصوت البديع على إخوانه.

فلما خرج من الحمام صعد مئذنة الجامع، وبدأ ينشد بعض التواشيح الدينية في وقت الظهيرة، فاستغرب المارة من هذا الأمر، إذ أن صوته كان خشنًا مزعجًا جدًا، فناداه أحدهم قائلًا: “ويحك يا جحا، مالك تزعج الناس بهذا الإنشاد بصوتك المزعج، وفي مثل هذه الساعة؟”

فأجابه جحا من أعلى المئذنة: “يا أخي لو أن محسنًا يتبرع لي ببناء حمام فوق هذه المئذنة لأسمعتك من حسن صوتي ما ينسيك تغريد البلابل.”

معرض الصور (حكايات جحا والحمار)

تحميل الحكاية

شارك برأيك

ما أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى