قصة الطائر الذهبي

قصة الطائر الذهبي هي حكاية مغامرات للاطفال قبل النوم تحكي عن مغامرة ثلاثة فرسان لينتهي بهم المطاف أن يتزوج كل فارس أميرة أحلامه.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في قديم الزمان، كانت الصداقة متينة بين ملك جزر الكناري وملك جزر الزمرد، وكانا يتبادلان الهدايا. في إحدى المرات، أرسل ملك الكناري إلى صديقه هدية طائر ذهبي نادر، أحبه ملك الزمرد كثيرًا وأمر أولاده الثلاثة وزوجته بالاعتناء به أثناء غيابه في رحلة.

لكن أثناء غياب الملك، عصى الأولاد أوامر خالتهم الشريرة التي كانت تكرههم، فأطلقت الطائر الذهبي ليهرب إلى الغابة السوداء. عند عودة الملك وغضبه الشديد، أمر بنفي أبنائه حتى يعيدوا الطائر. انطلق الإخوة في رحلتهم؛ كل منهم بحث في مكان مختلف عن الطائر.

الابن الأكبر أنقذ فتاة شقراء، اسمها “قرنفلة”، من النهر، وتبين أنها ابنة ملك الزمرد. الابن الأوسط قابل فتاة ضائعة اسمها “أقحوان” وساعدها للعودة إلى قصر أبيها. أما الابن الأصغر، فقد عثر على الطائر الذهبي بعد معركة مع قطاع طرق لإنقاذ فتاة تدعى “بنفسج”.

عاد الإخوة الثلاثة مع الأميرات والطائر الذهبي إلى قصر الملك. تعانقوا وسط فرحة الجميع، وعندما حضر والدهم، طلب يد الأميرات لأبنائه. تزوج الإخوة الثلاثة، وعاشوا في سعادة، بينما نالت الخالة الشريرة جزاءها، حيث هربت إلى الغابة السوداء لتعيش حياة مليئة بالندم والذل.

وهكذا انتهت القصة بالحب والوفاء بين الأبناء ووالدهم، بينما انتهى الشر إلى زوال.

قصة الطائر الذهبي مكتوبة

كانت العلاقات بين ملكي جزر الكناري وجزر الزمرد ودية للغاية. كانا يتبادلان الهدايا بانتظام، إضافة إلى الرسائل الودية التي توطد علاقتهما. كانا يحكمان بالعدل، ما جعلهما محبوبين ومقدرين من شعبيهما، حيث لم يكن أحد يعصي لهما أمراً. في إحدى المناسبات، وصل رسول من ملك جزر الكناري إلى ملك جزر الزمرد حاملاً هدية، وقال:

“هدية متواضعة يا مولاي من ملك الجزر البعيدة، مع أطيب التحيات وتمنياته بأن يديمكم الله في نعمة الصحة والسعادة.”

كانت الهدية قفصاً من قصب الخيزران، بداخله طائر جميل الشكل، ذهبي الريش، صغير الرأس وذو ذنب يشبه ذنب الطاووس. كان الطائر يتميز بصوت رخيم يشبه صوت العندليب.

ابتسم الملك ابتسامة رضا، وقال لرئيس خدمه: “أكرموا الرسول بأفضل ما لدينا.” ثم أضاف: “وأرسلوا إلى جلالة أخينا الملك الحصان الأصهب، أفضل خيولنا الأصيلة، مع فائق الشكر والامتنان.”

الملك والطائر الذهبي

أعجب الملك بالطائر الذهبي إعجاباً كبيراً. كان يجد صعوبة في فراقه، إلا حينما كان ينشغل بمهامه وأمور رعيته. إذا جلس لتناول الطعام، كان يجلس الطائر قربه ويقوم بإطعامه بيده، وإذا ذهب إلى النوم كان يضع الطائر قرب سريره.

كان للملك ثلاثة أبناء جميلين كأنهم الأقمار، يعيشون في كنف خالة قاسية تكرههم بعد أن حرمتهم الأقدار من عطف أمهم وحنانها. وفي إحدى المرات، خرج الملك في رحلة، وأوصى زوجته بأن تعتني بالطائر الذهبي أثناء غيابه.

الخالة القاسية والطائر الذهبي

أثناء غياب الملك، تصرف الأبناء الثلاثة بحرية وعصوا أوامر خالتهم، الأمر الذي أغضبها بشدة وجعلها تفكر في الانتقام. فقامت بفتح قفص الطائر، وتركته يهرب إلى الغابة السوداء القريبة من القصر الملكي.

عند عودة الملك من رحلته، سأل عن الطائر الذهبي. فأخبرته زوجته أن الأبناء أطلقوا سراحه، ما أثار غضب الملك. أمر على الفور بنفي أبنائه من المملكة حتى يعيدوا الطائر.

انطلاق الأبناء في البحث عن الطائر

غادر الأبناء الثلاثة المملكة، كل واحد منهم على ظهر فرسه. اقترح الابن الأكبر أن يتوجه كل منهم إلى جهة مختلفة في الغابة السوداء للبحث عن الطائر. توجه الأكبر نحو النهر الكبير الذي يخترق الغابة، أما الأوسط فتوجه نحو المروج الخضراء والسهول الواسعة، بينما اخترق الأصغر الغابة المظلمة.

لقاء الابن الأكبر والطائر

رأى الابن الأكبر الطائر الذهبي وهو يطير باتجاه النهر الكبير. تبعه إلى النهر وشاهد منظراً مروعاً؛ فتاة تتخبط بين الأمواج وتحاول النجاة من تيار النهر القوي. قفز الابن في الماء وأنقذ الفتاة، التي اتضح أنها ابنة ملك جزر الزمرد. اسمها كان “قرنفلة”، وقد طلبت منه أن يعيدها إلى قصر أبيها. وافق الابن وعاد بها إلى القصر.

لقاء الابن الأوسط وفتاة الغابة

أما الابن الأوسط، فتجول في السهول حتى رأى الطائر الذهبي يجمع السنابل ليبني عشه في شجرة كبيرة. وبينما كان يسير نحو الشجرة، صادف فتاة ممزقة الثياب، ضائعة في الغابة بعد أن تاهت إثر عاصفة قوية. كانت الفتاة تبكي، فأقترب منها الابن وهدأ من روعها. اسمها كان “أقحوان”، وهي أيضاً ابنة ملك جزر الزمرد. طلبت منه أن يعيدها إلى قصر أبيها، فوعدها بذلك وعاد بها إلى القصر.

مغامرة الابن الأصغر

توجه الابن الأصغر إلى أعماق الغابة، باحثًا عن الطائر الذهبي، دون أن يلمحه أو يعثر على أي أثر له. بعد أن تعب حصانه، قرر أن يستريح قليلًا في إحدى المغاور ليستعيد نشاطه قبل مواصلة البحث. وبينما كان يأخذ قسطًا من الراحة، فوجئ بالطائر الذهبي داخل المغارة. أمسك به على الفور، وكانت فرحته لا توصف، إذ علم أن والده سيُسعد به وبإخوته كثيرًا.

لكن، قبل أن يعود إلى قصر أبيه، سمع صوتًا يطلب النجدة. ركض نحو الصوت، فوجد فتاة رائعة الجمال تواجه ثلاثة من قطاع الطرق وتحاول الفرار. لم يتردد، فجرد سيفه وهجم عليهم بشجاعة، وتمكن من قتلهم جميعًا، إلا أنه تعرض لإصابة بسيطة في كتفه الأيمن.

بدأت الفتاة تبكي، واعتذرت له قائلة: “سامحني أيها الشهم، لقد جرحت بسببي، وستنال مكافأة عظيمة على شجاعتك. أنا الأميرة بنفسج، ابنة ملك جزر الزمرد.” طمأنها الابن الأصغر، وأعادها مع الطائر الذهبي إلى قصر والدها.

إعلان الحداد في جزر الزمرد

في جزر الزمرد، كان الملك قد أعلن الحداد بعد اختفاء بناته الثلاث. أعلن أن من يعثر على إحداهن سيتزوجها ويحصل على نصيبها من إرث والدها. حاول الفرسان البحث عن الأميرات، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل. شعر الملك بالحزن الشديد، وأرسل رسائل إلى الملوك يطلب مساعدتهم.

وفي هذه الأثناء، كان والد الفرسان الثلاثة قد قرر أن ينعزل عن الحياة بعد نفي أبنائه. وعندما وصلته رسالة ملك جزر الزمرد، شعر بالحزن وقرر أن يذهب إليه ليواسيه ويشاركه أحزانه. أمر بمئة فارس من فرسانه بحمل الهدايا والتوجه إلى جزر الزمرد فورًا.

عودة الفرسان مع الأميرات

توجه كل فارس من الإخوة الثلاثة ومعه أميرته إلى قصر ملك الزمرد، دون أن يعلم أي منهم ما فعله الآخرون أو ما حدث خلال غيابهم الطويل.

في هذا الوقت، كانت الطبيعة قد ارتدت حلتها الربيعية، وكانت الأجواء معطرة بعبق الأزهار. عادة ما كان الملك يعلن الاحتفال بعيد الزهور في هذا الوقت من العام، لكن همومه جعلته يتردد فيما سيفعل. وبينما كان الملك في حيرته، صرخ مراقب البرج بصوت عالٍ: “افتحوا الأبواب! هناك فارس قادم ومعه فتاة.”

فرحة اللقاء

ما إن فُتحت الأبواب حتى علت الزغاريد، ودخل الفارس الأكبر ومعه الأميرة قرنفلة. بعد قليل، أعلن المراقب عن فارس آخر، فدخل الفارس الأوسط ومعه الأميرة أقحوان. تعانقت الأميرات الثلاث مع والدهن وأخواتهن.

وأخيرًا، أعلن المراقب عن فارس ثالث قادم، ففتحوا الأبواب ودخل الابن الأصغر ومعه الأميرة بنفسج والطائر الذهبي.

اجتماع الأحباب

تعانق الإخوة الثلاثة وسط دهشة الحاضرين، وتعانقت الأميرات أيضًا، إذ كانت المصادفة تجمع الأحباب بعد غياب طويل. لم يمر وقت طويل حتى دخل الملك العظيم، والد الفرسان، ومعه فرسانه وهداياه. عندما رأى أولاده مع الأميرات والطائر الذهبي، شعر بسعادة غامرة.

طلب الملك يد الأميرات الثلاثة لأبنائه: قرنفلة للابن الأكبر، أقحوان للابن الأوسط، وبنفسج للابن الأصغر. تم الزواج، وأُعلنت ليالي الأفراح في المملكة لمدة ثلاثة أشهر متتالية.

مصير الخالة الشريرة

أما الخالة الشريرة، فقد جُنت عندما سمعت الأخبار، وهربت إلى الغابة السوداء. عاشت حياتها طريدة الندم، بعدما حاولت التفريق بين الملك وأبنائه، ونالت جزاءها من الذل والحرمان، وهذا هو المصير الطبيعي لمن يسعى لنشر الأذى والشر بين الآخرين.

معرض الصور (قصة الطائر الذهبي)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

المصدر
قصة الطائر الذهبي - حكايات وأساطير للأولاد - منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر - بيروت

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى