قصة الخلد والحمائم

تحكي قصة الخلد والحمائم عن صداقة ساهر الخلد وسحر الحمامة وشجاعتهما في مواجهة الصياد القاسي وإنقاذ سرب الحمائم من الشبكة.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في قرية صغيرة عاشت سحر الحمامة وصديقها الخلد ساهر. كانت سحر حمامة شجاعة وذكية، وقادت سربها بحكمة. أما ساهر، فكان خلدًا مفعمًا بحب الاستكشاف. رغم التنمر الذي تعرض له من سرب الحمائم، بقيت سحر صديقته الوفية.

في يومٍ ما، انطلق ساهر في رحلة استكشافية ليكتشف جبل اللآلي البعيد. وفي هذا الوقت، ازداد تهديد الصياد القاسي، الذي صنع شبكة خفيفة ودقيقة ليصطاد بها الحمائم. عند أول ضوء للفجر، نشر الصياد شبكته فوق القمح، وسرعان ما علقت الحمائم فيها.

لكن سحر لم تفقد شجاعتها، وأمرت الحمائم بالتحليق مع الشبكة إلى السماء. طاروا بعيدًا حتى وصلوا إلى جبل اللآلي حيث يعيش ساهر. بفضل أسنانه الحادة، قضم ساهر وأصدقاؤه الخلدان خيوط الشبكة حتى تحررت الحمائم.

عادت الحمائم إلى ديارها بسلام، مع علم الجميع بأن سحر وساهر هما مثالان للصداقة والشجاعة. في النهاية، اجتمع الأصدقاء القدامى تحت ضوء النجوم، يتذكرون أيام الطفولة بسعادة غامرة.

قصة الخلد والحمائم مكتوبة

كان ساهر وسحر صديقين منذ الطفولة. كان ساهر خلداً وكانت سحر حمامة. كانت الحمائم في سرب سحر تنظر إلى ساهر نظرة استهزاء. قالت واحدة: “ما هو إلا خلد!” وصاحت حمائم السرب الأخرى: “سنجعل منه طعاماً لغدائنا.”

أسرعت سحر تدافع عن صديقها وقالت: “سأقاتل كل من يقترب منه.” ثم نفخت صدرها ونفشت ريشها ووقفت وقفة استعداد للقتال. خافت حمائم السرب فابتعدت ولم تقرب من ساهر ثانية.

مع الأيام اكتشف ساهر أن لديه رغبة في الاستكشاف، فودع صديقته سحر، وانطلق في رحلة طويلة. ووصل في استكشافه إلى جبل اللآلي، الذي يبدو من بعيد تلالاً زرقاء.

القيادة والشجاعة

مع الأيام أيضاً ازدادت سحر فطنة وشجاعة وصارت قائدة سرب الحمائم. كانت في كل يوم تقود السرب إلى الحقول حيث الحبوب السمينة الطيبة. وعندما كانت الحمائم الأخرى تغفو بعد وجباتها الشهية، كانت سحر تظل يقظة تراقب ما حولها بعين لا تنام. ففي الجوار كلبان بريان وقطط، وفيه ما هو أفزع وأشنع، فيه صائد الطيور.

كان الصياد رجلاً قاسياً. وكانت شبكته من الخفة والدقة بحيث لا تكاد ترى. غطس الصياد شبكته في جدول ونظفها. وبعد أن جففها رماها بقوة فطيرها. وقعت على العشب فبدت كقطرات الندى. وها قد علق فيها طائر وصار صيداً مؤكداً!

أقبل الصياد يخطو خطوات واسعة. جسمه ضخم وسكينه قاطعة. الطائر المسكين يشوى ويحمر، أو يباع في السوق لمن يدفع أكثر. لكن الصياد القوي الخطر لم يقدر يوماً على اصطياد حمامة من سرب سحر.

تهديد الصياد

ذات يوم كان سرب الحمائم يجثم مستريحًا فوق أغصان شجرة عالية. مر الصياد ونظر إلى تلك الحمائم، وعرف أنه لا يستطيع الوصول إليها. غضب غضبًا شديدًا وصاح: “احذري غضبي أيتها الحمائم! لقد تمكنت حتى الآن من تجنب شباكي، لكن سيأتي يوم وتقعين، وأفوز أنا بلحمك الطيب السمين.”

صاحت سحر: “لن أسمح لك بأن تقترب من حمامتي.” ثم انقضت عليه تنقر رأسه وأذنيه وتنفض الغبار في عينيه. وكان الصياد يحاول أن يمسكها، لكنها كانت تدور حوله بسرعة كبيرة، تعلو وتنخفض، وتقرب وتبتعد. أخيرًا يئس وتعب فتركها وهرب.

شبكة جديدة

نقلت الطيور والحيوانات أخبار ما رأت وهمست بها الأشجار، وسرعان ما عرف العالم كله أن سحر حمامة شجاعة جدًا. في جبال اللآلي البعيدة، سمع الخلد ساهر أيضًا بتلك الأخبار، وقال بافتخار: “إنها صديقتي، صديقتي المفضلة.”

قال له أصدقاؤه الجدد: “من المؤكد أنها نسيتك.” قال ساهر: “لا، لم تنسني! سترون.” قال أصدقاؤه: “نعم، سنرى.”

كان الصياد لا يزال يفكر في طريقة يصطاد بها الحمائم. انشغل في منزله أيامًا يصنع شبكة أنعم حتى من سابقتها وأشد خفاءً. كانت أزكى من ضوء الشمس، وأخف من النسيم، وأمتن من الفولاذ. أول طلوع الفجر، نشر شبكته فوق القمح الناضح، وكمن في موقع قريب انتظارًا لوصول سرب الحمائم.

وصلت الحمائم، ورأت القمح الناضج، فهتفت: “ما أشهى منظره اليوم!” لم تنتظر إشارة من سحر، وانقضت هابطة إلى الحقل. وسرعان ما وقعها الصياد في شبكته.

حاولت الحمائم التخلص من الشبكة. صفقت بأجنحتها، فلم تنجح. شدت وتدافعت وصاحت، فلم تنجح. سحر كانت لا تزال طليقة، فأسَرَعتْ تهبط إلى الحمائم العالقة وقالت لها: “اهدئي!”

الخطة والهرب

جمدت الحمائم، فقد كانت سحر قد دربتها أحسن تدريب. كان الصياد قد اقترب من الحمائم. قال: “أخيرًا علقتِ! الآن سأربطكِ وأحملكِ إلى السوق!”

أخذت الحمائم ترتجف مذعورة، لكن سحر واجهت الصياد بشجاعة وانقضت عليه. خاف الصياد وارتد إلى الوراء. ثم أسرع يجري في اتجاه القرية طلبًا للمساعدة. قالت سحر: “الآن!”

قالت حمامة: “الآن ماذا؟ علقنا في الشبكة وسنموت.”

قالت سحر: “يمكننا أن ننقذ بعضنا بعضًا. ولكن لا نستطيع أن نفعل ذلك إلا إذا تعاونّا.”

النجاة

صاحت الحمائم بيأس وخوف: “كيف؟ كيف نتخلص من الشبكة؟” قالت سحر: “لا نستطيع أن نتخلص من الشبكة. لكن يمكننا أن نهرب من الصياد. بإمكاننا أن نهرب قبل أن يعود عندما أعطي الإشارة – طيري!”

قالت حمامة عجوز: “هل تمزحين؟ كيف نطير ونحن عالقون في هذه الشبكة؟” قالت حمامة فتيّة: “نرفعها!” صاحَت سحر آمرة: “استعدّي يا حمائم للانطلاق!”

“خمسة!” نشرت الحمائم أجنحتها.

“أربعة!” انحنت الحمائم إلى الأمام.

“ثلاثة!” صفقت الحمائم بأجنحتها.

“اثنان!” شعرت الحمائم بنفسها ترتفع.

“واحد!” ارتفعت الحمائم في الجو.

لقاء الأصدقاء القدامى

علت الحمائم وعلت، حاملة معها الشبكة. علَت وعَلت حتى صارت بين الغيوم، وكانت أجنحتها تصفق وتصفق مع تصفيق جناحي سحر! طارت فوق الحقول، فوق الأنهار المتعرجة، فوق القرية التي قصدها الصياد. ورأت الصياد يعود إلى الحقل برفقة عدد من أصحابه.

بعد ساعات من الطيران، قالت حمامة، “نحن متعبات وجائعات وضائعات، هل بإمكاننا أن نهبط إلى الأرض؟”

قالت سحر، “ليس الآن.”

فردت حمامة غاضبة، “جسمي تكسر، ولن أطير أكثر.”

قالت سحر، “إذا سقطت واحدة، نسقط كلنا! علينا جميعاً أن نصبر ونصمد!”

كانت الحمائم الآن تطير غرباً، وكانت الشمس تبهر العيون. وبدا أن الطريق لا نهاية لها.

سألت حمامة، “ماذا يحدث عندما نهبط إلى الأرض؟ سنظل عالقات بهذه الشبكة إلى آخر حياتنا ونموت جوعاً!”

كانت الحمائم تفكر في الثمار العنبية الشهية وحبوب القمح الطرية، وفي أعشاشها الناعمة وغروب الشمس البديع. كانت متعبة الجناحين، وأخذت شيئاً فشيئاً تفقد من ارتفاعها في السماء.

قالت سحر مشجعة، “لم يعد مكاننا بعيداً!”

فأجابت الحمامة العجوز، “وثقنا بك حتى الآن، لكن ينبغي أن نعرف إلى أين تأخذيننا.”

قالت سحر، “نحن ذاهبات لنرى صديقي.”

وهل بإمكان صديقك أن ينقذنا؟”

أجابت سحر، “صديقي لم يتخلَ عني يوماً.”

عودة الأمان

كان قد حل الغروب حين حط سرب الحمائم في جبل اللآلي. سقطت الحمائم بعضها فوق بعض على كومة من العشب الطري.

نادَت سحر بصوت متعب، “ساهر! أين أنت يا ساهر؟”

كان ساهر قد جلس إلى المائدة استعداداً لتناول عشاءه – ثمار عنبية عصارية وبعض الجوزات الطيبات.

مرت من أمام بابيه حلزونة وقالت له، “في الخارج من يناديك.”

خرج ساهر من جحره، وماذا رأى؟ صديقته القديمة سحر، ومعها حمائم السرب الأخرى مكومات في شبكة، بعيداً عن موطنها أميالاً وأميالاً!

“سحر!”

“ساهر!”

صاحت الحمامة العجوز باشمئزاز، “أتيت بنا كلنا إلى هنا لنقابل خُلداً؟”

قالت سحر، “انظري وانتظري!”

لم ينتظر ساهر من أحد أن يخبره ما يفعل. فقد بدأ في الحال يقضم بأسنانه الحادة اللامعة خيوط الشبكة، وسرعان ما أخذت خيوطها تتقطع!

رأى الخلد أن الشبكة كبيرة، فسرع إلى إصدار صرير حاد. وما هي إلا لحظات حتى وصل عدد كبير من أصحابه، وشرعوا في الحال يقضمون خيوط الشبكة بأسنانهم اللامعة الحادة. وظلوا يقضمون ويقرضون إلى أن أحدثوا في الشبكة فتحة كبيرة. اندفعت الحمائم خارجة تصفق بأجنحتها بفرح عظيم.

رحب الخلد ساهر وأصحابه بالحمائم. وشكرت الحمائم الخلد وأصحابه. وأقيمت على شرف الحمائم وليمة عظيمة. كان ذلك أسعد يوم في حياة سحر وصاحباتها، وحياة ساهر وأصحابه.

قالت الحمامة العجوز، “ما الذي جعلك تخاطرين وتجيئين بنا إلى هذا المكان البعيد؟”

أجاب ساهر، “كانت تعرف أنني هنا، وتعرف أن الصديق لا يتخلى عن أصدقائه!”

في تلك الليلة نام الجميع نوماً هانئاً. كانت الحمائم ستعود في اليوم التالي إلى ديارها. وكان الخلد وأصحابه سيعودون في اليوم التالي إلى حياتهم المعتادة. لكن في هدوء الليل، وفي ضوء النجوم، كان ساهر وسحر ساهرين يتحدثان عن أيام طفولتهما. وكانا سعيدين جداً.

معرض الصور (قصة الخلد والحمائم)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى