قصة أمير الأصداف

جدول المحتويات

في قديم الزمان، كان هناك صياد فقير يُدعى مبروك يعيش بالقرب من شاطئ البحر، وكان يعشق البحر بكل ما فيه. كان مبروك يخرج كل صباح باكرًا، يلقي شبكته في الماء وينتظر رزق البحر. وفي يوم من الأيام، بينما كان يتحدث إلى البحر ويتساءل عما إذا كان سيجد فتاة تقبل بالزواج منه، لمحت عيناه فرسًا أبيض يحمل أميرة جميلة تُدعى قلب النهار، ابنة الملك. شعر مبروك بانبهار شديد بجمالها، ولكنه لم يجرؤ على التفكير في طلب يدها.

ذات يوم، وبينما كان مبروك يصطاد، وجد صدفة ساحرة لامعة، أخذها معه إلى البيت واحتفظ بها بجانب فراشه. وفي الليل، سمع صوتًا يخرج من الصدفة، يأمره بأن يذهب ويطلب يد الأميرة قلب النهار. في البداية، ظن أنه يحلم، لكنه قرر في النهاية أن يستمع للصوت ويذهب إلى القصر.

عندما وصل مبروك إلى القصر، سخر منه الحراس ورموه خارجًا، لكن الصدفة التي كانت بحوزته سقطت في حديقة القصر. عثرت الأميرة على الصدفة وأعجبت بها كثيرًا، خاصة عندما اكتشفت أنها تصدر أصوات البحر والموج. أرادت معرفة سر هذه الصدفة، فبدأت في البحث عن صاحبها.

تنكرت الأميرة في زي غلام وخرجت تبحث عن مبروك. عندما وجدته، طلبت منه أن يسترجع الصدفة، لكنه رفض، متخوفًا من أنها كادت تدفعه لطلب يد الأميرة. لم تكشف الأميرة عن هويتها، ولكنها عادت إلى القصر وهي تفكر في الصياد.

وفي اليوم التالي، دعا الملك الأمراء الثلاثة ليقدموا هداياهم للأميرة، وكل منهم قدم هدية مبهرة: صندوق موسيقي، مرآة ذهبية، ودبوس شعر مرصع بالجواهر. لكن عندما جاء دور مبروك، قدم للأميرة صدفة الحب البسيطة التي كانت تحوي رسالة خاصة. حين وضعت الأميرة الصدفة على أذنها، سمعت صوت مبروك يعبر عن حبه لها.

أعجبت الأميرة بالهدية أكثر من كل الهدايا الأخرى، وفي نهاية المطاف، اختار الملك مبروك ليكون زوجًا لابنته. عاشا سعيدين، وكانت الصدفة ترافقهما دائمًا، تهمس في أذن الأميرة كل يوم بحب مبروك الصادق لها.

قصة أمير الأصداف مكتوبة

كان مبروك صيادًا فتيًا فقيرًا يحب البحر كثيرًا ويسعد بتأمله وسماع صوته. كان يخرج فجرًا إلى الشاطئ القريب من كوخه، فيقف على صخرة من صخوره، ويرمي شبكته. فإذا حل المساء عاد إلى كوخه يحمل معه ما جاد به البحر. وكثيرًا ما كان مبروك يخاطب البحر ويسأله: “أتغطيني، يا بحر، رزق اليوم؟” وكان يسمع البحر يقول له: “نعم، اليوم أعطيك سمكًا كثيرًا!” أو يسمعه يقول له: “اليوم أعطيك بضع سمكات!” أو: “اليوم لا أعطيك سمكًا أبدًا!” وكان مبروك يظل راضيًا على كل حال.

في أحد الأيام، كان مبروك يرمي شبكته في البحر. وعلى عادته في كثير من الأحيان، أخذ يخاطب البحر. قال: “أنا، يا بحر، فتى فقير جدًا. أترى أني أستطيع أن أجد فتاة تقبل بي زوجًا؟” ثم تنهد وقال: “ليتك تعطيني صبية أتزوجها، مثلما تعطيني سمكًا آكله!”

الأميرة قلب النهار

توقف مبروك عن مخاطبة البحر، فقد سمع وقع حوافر الخيل. التفت فرأى خيولًا تنطلق بمحاذاة الشاطئ. وكان بينها فرس أبيض يحمل صبية تبهر الأبصار. سمع مبروك الصيادين في الأماكن المجاورة يهتفون: “هذه هي قلب النهار! إنها الأميرة قلب النهار!” كانت قلب النهار تلبس عباءة حريرية بيضاء ذات خطوط طولية سوداء محمرة، وتلف رأسها بشال أحمر مزركش. بدت على فرسها الذي كان يجري بها، كأنها زهرة هاربة من بستان.

رمى مبروك شبكته، وهو لا يزال يفكر بقلب النهار. وعندما أخرجها من الماء وجد أنه اصطاد صدفة ملتفة محشوة بالتراب الصخري. أخذ الصدفة معه إلى البيت، فقد كانت الشيء الوحيد الذي اصطاده في ذلك اليوم، وأقام ساعات يستخرج منها التراب الصخري ويلمعها. وقف مبروك يتأمل الصدفة تتألق ببريق لؤلؤي ساحر. وبدا له أنه يسمع شيئًا. أسرع يضع الصدفة على أذنه، فإذا فيها صوت الموج والريح. وعندما نام كانت الصدفة إلى جانب فراشه.

الحلم الغريب

لم تكن تلك الليلة كغيرها من الليالي. فقد استيقظ مبروك على صوت يقول له: “اذهب واطلب يد الأميرة قلب النهار!” ظن مبروك أنه يحلم. ثم خطر له أن يضع الصدفة على أذنه، فسمع الصوت نفسه يقول: “قلت لك اذهب واطلب يد الأميرة قلب النهار! إذا لم تذهب إليها تزوجت واحدًا من الأمراء الثلاثة الآتين لطلب يدها!” سمع مبروك ذلك فخاف، وغطى رأسه ونام وهو يقول: “أتظنينني مجنونًا؟ إذا أنا اقتربت من الأميرة لن أسلم، لا من الملك ولا من الأمراء الثلاثة!”

عندما استيقظ مبروك في صباح اليوم التالي، أسرع يضع الصدفة على أذنه. لكن الصدفة لم تقل له شيئًا. قال في نفسه: “كان ذلك حلمًا مضحكًا.”

اختار في ذلك اليوم صخرة بعيدة من صخور الشاطئ يقف عليها ويرمي شبكته. كان الجو هادئًا، وأمل مبروك بصيد وفير. لكنه عندما رمى شبكته علقت في البحر، ولم يستطع أن يخلصها. فربط حبلها في صخرة ونزل إلى الماء.

المغامرة تحت الماء

أحس مبروك بنفسه يدور في الماء، وأخذ البحر يشده إلى قاعه. لم يكن البحر مضطربًا، لكن بدا كأن فيه دوامة تسعى إلى ابتلاعه. تمسك مبروك بحبل الشبكة، وأخذ يشد نفسه. وبعد جهد عظيم تمكن من الخروج سالمًا. عاد مبروك إلى منزله مساءً ووضع الصدفة على أذنه، فإذا هي تقول له: “أنت لم تخف البحر ولا دواماته، فلمَ تخاف أن تطلب يد الأميرة قلب النهار؟”

مفاجأة الصباح

حمل مبروك في الصباح صدفته، واتجه صوب قصر الملك. استوقفه الحراس عند بوابة القصر، وسألوه عن اسمه وعما يريد. فقال لهم: “أنا مبروك الصياد! جئت أطلب يد الأميرة قلب النهار!” ظنّه الحراس مجنونًا، وأسرع اثنان منهم فحملوه ورموه في الطريق. سقطت الصدفة أثناء ذلك منه، فأمسكها أحد الحراس ورماها بعيدًا، فوقعَت في حديقة القصر. مشى مبروك يتوجع من وقعته، ويقول: “تخلصت من هذه الصدفة المجنونة!”

وجدت الأميرة قلب النهار الصدفة في حديقتها، ورأتها تبرق بريقًا لؤلؤيًا فريدًا فأحبتها. وسرعان ما اكتشفت فيها صفير الريح وهدير الموج، فأصابها عجب شديد. وأسرعت تسأل عن سر تلك الصدفة. سألت أباها الملك، فقال لها: “يا ابنتي، هذا أمر غريب يستدعي استشارة مجلس المستشارين.” وسألت أمها، فقالت لها: “أنا يا ابنتي أخاف البحر، ولا أعرف شيئًا عنه ولا عن أصدافه!”

رحلة البحث عن صاحب الصدفة

أخيرًا وصلت الأميرة إلى الحراس، فقالت: “هل يعرف أحد منكم شيئًا عن هذه الصدفة؟” قال أحد الحراس: “إنها وقعت يا مولاتي من صياد شاب مجنون!” فسألته: “ولمَ يجيء صياد مجنون إلى القصر؟” فأجاب الحارس: “جاء يا مولاتي… جاء يطلب يدك!” في صباح اليوم التالي، تنكرت قلب النهار في زي غلام، ولفت رأسها وجانبًا من وجهها بشال، وحملت الصدفة، وركبت جوادًا أسود ومضت إلى الشاطئ. أخذت تتنقل من صياد إلى آخر تسأل عن صاحب تلك الصدفة، ولكنها لم تجده. وعندما نال منها التعب واليأس، استدارت لتعود إلى قصر أبيها. في طريق عودتها، لمحَت صيادًا أسمر طويلًا يقف وحده في موضع منعزل من الشاطئ ويرمي شبكته. مال قلبها إلى ذلك الصياد، فاقتربت منه، وترجلت عن جوادها ورفعت الصدفة أمامه، وسألته: “هل تعرف صاحب هذه الصدفة؟”

أمير الأصداف

قال مبروك، وكان هو ذلك الصياد: “نعم، إنها صدقتي!” فسألته: “ألا تريد أن تسترجعها؟” فأجاب: “لا، أرجوكِ! لا أريد هذه الصدفة المجنونة. لقد أغرتني بأن أطلب يد الأميرة قلب النهار، وكادت أن تتسبب في هلاكي!” فأجابت الأميرة متنكرة: “ولكن، ألا تريد أن تطلب يد الأميرة؟ الأمراء يتمنون أن يطلبوا يدها! في القصر الآن ثلاثة أمراء جاؤوا يطلبون يدها!” ردّ مبروك: “لو كنت أميرًا لطلبت يدها!” عندها رمت قلب النهار الصدفة بين يدي مبروك، وقفزت إلى جوادها، وأسرعت تختفي بين الصخور. وقف مبروك يتمتم: “ولكن.. من أنت أيها الفتى؟”

الهدية المفاجئة

سمع مبروك مساءً قرعًا على بابه. أسرع يفتح الباب، فإذا أمامه رجل يمسك فرسًا فضي اللون ذا سرج لؤلؤي وعرف مزين بالأصداف. قرّب الرجل الفرس من مبروك، وقدم له طاقية عالية صدفية الشكل، ورداءً منسوجًا من أصداف صغيرة، وقال: “هذا فرسك، وهذه عدتك، يا سيدي، أمير الأصداف!” ثم استدار ومضى. لم يفهم مبروك من ذلك كله شيئًا. قال في نفسه: “لعل الفتى الذي أعاد لي صدقتي ساحر! ولعله هو الذي أرسل لي عدة هذا الأمير!” أسرع يضع الصدفة على أذنه، فسمعها تقول له: “يا أمير الأصداف، اطلب يد الأميرة قلب النهار!” في الصباح، وضع مبروك الطاقية الصدفية العالية على رأسه، ورمى الرداء الصدفي على كتفيه، وركب فرسه الفضي، ومضى إلى قصر الملك. وعندما رآه الحراس انحنوا أمامه، وأقبل قائدهم نحوه، وقال له: “نحن في انتظارك، يا أمير الأصداف!”

اللقاء في القصر

دخل مبروك القصر، وراح يتلفت حوله مبهورًا بما يرى. وفي الممرات، رأى مرآة كبيرة ذات إطار ذهبي مجدول. نظر إلى نفسه في المرآة، فرأى طاقيته عالية فوق رأسه، ورأى رداء الأصداف على كتفيه، فبدا كأنه سمكة كبيرة واقفة على ذيلها، وقد علقَت بجسدها ورأسها الأصداف. قال في نفسه: “أنا مبروك الصياد، لا أمير الأصداف!” ثم رمى الطاقية والرداء، ودخل بلاط الملك.

دهشة الجميع

حدقت الأميرة قلب النهار في الصياد الشاب بعجب. وحدق به الملك وضيوفه الأمراء الثلاثة، وأهل البلاط كلهم. وهبّ حارس يقول: “يا مولاي، هذا ليس أمير الأصداف! هذا الصياد المجنون الذي جاء يطلب يد الأميرة! أنا أتولى أمره.” أوقف الملك حارسه وقال: “من يحب الأميرة ليس مجنونًا! اتركه! سأستمع إليه كما أستمع إلى هؤلاء الأمراء الثلاثة الذين جاؤوا يقدمون إلى الأميرة قلب النهار هداياهم.” ثم أجلسه بين أولئك الأمراء.

الهدايا الملكية

تقدم الأمير أرجان يحمل بين يديه صندوقًا فضيًا صغيرًا، نقشَت عليه أزهار وأشكال هندسية رائعة. وضع الصندوق أمام الأميرة، وطلب منها أن تفتحه. عندما فعلت، انبعثت من الصندوق موسيقى ساحرة. دهش الجميع لتلك الهدية، وبدا الإعجاب حتى على الأميرة قلب النهار. سأل الملك الأمير قائلاً: “هل تستطيع أن تقدم للأميرة صندوقًا آخر مثله؟” نفخ الأمير أرجان صدره وقال: “أقدم لها، يا مولاي، عشرة صناديق! فإن لدي مالًا كثيرًا، ولدي رجال يصنعون لي ما أشاء!”

ثم تقدم الأمير أور يحمل بين يديه مرآة ذات إطار ذهبي، نقشَت عليه أزهار وأشكال هندسية رائعة. وضع المرآة أمام الأميرة، وطلب منها أن تنظر فيها. عندما فعلت، رأت نفسها في المرآة ثلاث مرات، مواجهة ومن الجانبين. دهش الجميع لتلك الهدية، وبدا الإعجاب حتى على الأميرة قلب النهار. سأل الملك الأمير قائلاً: “هل تستطيع أن تقدم للأميرة مرآة أخرى مثلها؟” نفخ الأمير أور صدره وقال: “أقدم لها، يا مولاي، مئة مرآة! فإن لدي مالًا كثيرًا، ولدي رجال يصنعون لي ما أشاء!”

ثم تقدم الأمير ياقوت يحمل بين يديه دبوس شعر ذهبيًا مرصعًا بجواهر فريدة براقة. وضع الدبوس أمام الأميرة، وطلب منها أن تشكه في شعرها. عندما فعلت، كانت ألوان الجواهر البراقة تتغير كلما حركت الأميرة رأسها. دهش الجميع لتلك الهدية، وبدا الإعجاب حتى على الأميرة قلب النهار. سأل الملك الأمير قائلاً: “هل تستطيع أن تقدم للأميرة دبوسًا آخر مثله؟” نفخ الأمير ياقوت صدره وقال: “أقدم لها، يا مولاي، ألف دبوس! فإن لدي مالًا كثيرًا، ولدي رجال يصنعون لي ما أشاء!”

الهدية البسيطة

نظر الملك بعد ذلك إلى مبروك، وقال: “وأنت أيها الشاب، ماذا تقدم للأميرة قلب النهار؟” تقدم مبروك مترددًا، وأخرج صدفته من عبّه، ووضعها أمام الأميرة، ورجاها أن تقربها من أذنها. اقتربت الأميرة الصدفة من أذنها، فسمعت صوت الموج والريح، لكنها سمعت أيضًا شيئًا آخر. كان فيها صوت الصياد، وكان الصوت يقول: “أنا أحبك يا قلب النهار!”

أخذ الملك الصدفة ووضعها على أذنه، ثم أخذها الأمراء الثلاثة ووضعوها على آذانهم، فلم يسمع أحد منهم شيئًا، ولا حتى صوت البحر.

وقف الأمير أرجان في وسط البلاط ونفخ صدره وقال: “يا مولاي، قدمت للأميرة قلب النهار صندوقًا فضيًا عازفًا، فهديتي أجمل الهدايا!”. ووقف الأمير أور في وسط البلاط ونفخ صدره وقال: “يا مولاي، قدمت للأميرة قلب النهار مرآة ذهبية ترى فيها نفسها من ثلاثة جوانب، فهديتي أجمل الهدايا!”. وكذلك وقف الأمير ياقوت في وسط البلاط ونفخ صدره وقال: “يا مولاي، قدمت للأميرة قلب النهار دبوسًا من جواهر تتغير ألوانها كلما حركت الأميرة رأسها، فهديتي أجمل الهدايا!”. ووقف مبروك وقال بصوت خفيض: “يا مولاي، قدمت للأميرة قلب النهار صدفة تحمل إليها حبي!”

القرار النهائي

في ذلك المساء، استدعى الملك ابنته الأميرة قلب النهار. قال لها: “كيف وجدتِ هدية الأمير أرجان، يا ابنتي؟” أجابت قلب النهار: “إنها تسليني، يا أبي!” “وهدية الأمير أور؟” “إنها تريني صورتي!” “وهدية الأمير ياقوت؟” “إنها تزين شعري!” “وهدية الصياد؟” سكتت قلب النهار لحظة، ثم قالت: “إنها تسعدني، يا أبي!”

هل تعلم من اختار الملك زوجًا لابنته؟ نعم، اختار الصياد. وقد عاش مبروك وقلب النهار سعيدين جدًا، ورافقتْهما الصدفة طوال حياتهما. وكانت دائمًا صدقة صادقة، تهمس في أذن الأميرة بصوت الصياد كل يوم قائلة: “أنا أحبكِ، يا قلب النهار!”

معرض الصور (قصة أمير الأصداف)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى