قصة أحتاج لمكاني الخاص

اكتشف مغامرات الفيلة الصغيرة آفي في قصة "أحتاج لمكاني الخاص" حيث تتعلم درسًا هامًا عن القيادة والشجاعة أثناء مواجهتها لأخطار الغابة بمفردها.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في قلب الغابة المتشابكة، كانت الفيلة الصغيرة آفي تحلم بقيادة قطيعها مثل أمها بيسا. لكن عندما طلبت ذلك، اشترطت بيسا أن تقضي آفي ليلة بمفردها لتتعلم المسؤولية. في البداية، شعرت آفي بالحماس والحرية بعيدًا عن القيود، لكنها سرعان ما واجهت الخطر عندما أحاطتها مجموعة من الصباع الجائعة. حاولت آفي تقليد أمها بضرب الأرض بقدميها، لكن الصباع لم تبتعد. في لحظة خوف شديدة، تعرضت لهجوم وصرخت طالبة النجدة. حينها، وصل القطيع بسرعة وأنقذها. في النهاية، فهمت آفي درسًا مهمًا عن الشجاعة والحكمة، واعتذرت لأمها بيسا، التي احتضنتها بحب وحنان.

قصة أحتاج لمكاني الخاص مكتوبة

في الجدول الفضي، وسط الغابة المتشابكة، كان الفيلان الصغيران، آفي وتوسكو، يلعبان معًا في مياه الجدول الباردة الصافية، ناسيين كل ما حولهما. كانا يرشّان بعضهما بالماء الموجِل، ويغنيان في سعادة غامرة:

“مرحى! ضخم كالصخرة، مجعّد ورمادي
نغمرُكَ بالماء بخرطومِنا الطويل
نتحركُ على أنغامِ الموسيقى
كي تدور، ونتدرج، ونركل، ونسكب الماء
مرحى مرِح! ضخم كالصخرة”

وبينما كان الصغيران يلعبان، ويرقصان ويغنيان، كانت أمهما بيسا تراقبهما عن بعد. بيسا كانت قائدة قطيع مكوّن من ثلاثة وعشرين فيلاً. كان القطيع يحبها ويحترمها، فهي عائلتها وأغلى ما لديها.

القرار الحاسم في الغابة

في صباح أحد الأيام، وبينما القطيع يشق طريقه في الغابة، غطت سحب كثيفة السماء، فحلّ ظلام شديد لدرجة أنه كان من الصعب معرفة إذا كانوا في النهار أم الليل. لم يستطع القطيع رؤية أي شيء أمامهم. ثم رعدت السماء بقوة، وتساقطت الأمطار بغزارة.

لكونها قائدة العائلة، أشارت بيسا إلى القطيع بالتوقف على الفور، وقالت لهم: “أصدقائي، من الصعب أن نرى خطوتين أمامنا. الأرض بالكامل مغطاة بالماء، ولا توجد طريقة لرؤية الحفر الكبيرة أو النقوب الصغيرة”. استمع القطيع إليها بانتباه شديد، وتابعت الأم الحاكمة حديثها قائلة: “سوف أتقدمكم وأستشعر الأرض، اتبعوني”.

أومأ الجميع برأسهم موافقين، باستثناء آفي التي قالت لأمها بصوتها المرتجف: “لا يا أمي! سوف أتقدم أنا”. أجابتها بيسا وهي غاضبة بعض الشيء: “لا يا صغيرتي، هذا غير ممكن”.

مواجهة بين الأم والابنة

غضبت آفي كثيرًا، وصاحت كالمعتاد: “ولكن لماذا لا يمكنني؟ أنتِ فقط تتحسسين الأرض بخرطومكِ، يمكنني أن أفعل ذلك أيضًا”. كانت بيسا غاضبة ومستاءة في الوقت نفسه من كلام ابنتها بهذه الطريقة. شعرت برغبة عارمة في أن تضرب آفي بخرطومها كما تفعل أمهات الفيلة مع صغارها لتأديبهم. لكنها، ولكونها قائدة، أدركت أن الأفضل أن تبقى هادئة في موقف كهذا.

التفتت بيسا إلى آفي وسألتها بهدوء: “إذن تعتقدين أن الأمر يتوقف على مجرد تحسس الأرض بحثًا عن ثقوب وفخاخ، ولا شيء آخر؟”. أومأت آفي برأسها قائلة: “بالطبع، أي أحد يمكنه عمل ذلك، حتى أنا”. فردت بيسا: “حسنًا، سوف أسمح لكِ بقيادة القطيع غدًا، ولكن بشرط”.

قالت آفي دون اهتمام: “أي شرط؟!” فأجابت بيسا: “الشرط هو أن تقضي ليلة واحدة بعيدًا عن القطيع”.

عندما سمع توسكو ذلك، خاف كثيرًا على أخته وقال: “ماذا؟ ليلة كاملة! آفي، ما الذي تفعلينه؟”. ولكن قبل أن يتمكن توسكو من إرجاع أخته إلى صوابها وثنيها عما تنوي عمله، أسرعت آفي تقول: “أنا موافقة”.

اختبار الشجاعة والاستقلال

بقلب حزين، استسلمت بيسا لرغبة ابنتها، وتقدمت القطيع والقلق يتملكها. قالت بيسا في نفسها: “إنها تتصرف بوقاحة. حان الوقت لأن تعرف حدودها. لعلها تدرك الخطر الذي وضعت نفسها فيه”.

مواجهة آفي مع الصعاب

ظلت الأمطار تهطل بغزارة كأنها لن تتوقف. لم يعرف أحد متى حلّ الليل. عندما اشتدت الظلمة، ابتعدت آفي عن القطيع قليلاً. لم تكن تستمتع بصحبتهم كثيرًا، ولم تمانع في بقائها بعيدة عنهم. لم تفكر في أي شيء سوى الغد. قالت لنفسها: “إنها ليلة واحدة فقط. غدًا سأكون القائدة، وسأتمكن من عمل ما يحلو لي”. عندما رفعت خرطومها لأعلى، فكرت كم تود أن تكون بمفردها عندما تكبر. فالعيش مع عائلة كبيرة يفرض عليها قيودًا كثيرة، وهو الأمر الذي لا تحبه. تمتمت قائلة: “أكره ذلك”. وقفت بمفردها في ظلمة الليل المطبق، لا تخشى شيئًا، تمامًا مثل أمها بيسا.

المواجهة مع الخطر

وجد صبع شارد آفي فريسة سهلة عندما رآها بمفردها، بعيدة عن القطيع. فأشار لمجموعة من الصباع بالمجيء، وعندما اقترب مزيد منهم، وقفوا حولها في دائرة وطوقوها استعدادًا للهجوم. قالت آفي بصوت مرتجف: “يمكنني التعامل معكم”. ضربت الأرض بقدمها، قائلة في نفسها: “هذا هو ما تفعله أمي لتخيفهم”. اقتنعت تمامًا بأن هذا التصرف سيبعدهم عنها.

ظلت آفي تنخر وتقرقر وتضرب الأرض بقدمها، لكن الصباع الجائعة ظلت تحوم حولها. شد أحدهم ذيلها محاولًا طرحها أرضًا، وهاجمها آخر من ناحية أخرى. صاحت آفي متألمة، وتملكتها الذعر عندما لاحظت اقتراب المزيد من الصباع. قالت في نفسها بعدما تملكها الخوف: “يا إلهي، أعدادهم تتزايد! لقد فعلت كل ما تفعله أمي، لماذا لا يبتعدون؟”.

إنقاذ في الوقت المناسب

قبل أن تفكر فيما ستفعله، شعرت بعضة قوية في قدمها. صرخت: “آه! أنقذيني يا أمي!”. وظلت تصرخ في ألم شديد. فجأة، دوّت صرخات قوية من قلب الغابة. جاء قطيع الفيلة بسرعة وهو يضرب الأرض بأقدامه القوية، رافعًا خراطيمه لأعلى. كانت الأرض تهتز تحت أقدامهم، ففرت الصباع على الفور عائدة إلى ظلمة الغابة.

اعتذار آفي

كانت آفي مذهولة فلم تتحرك من مكانها. أسرع إليها توسكو وقال لها: “آفي، هل أُذيتِ؟” كان خائفًا على أخته كثيرًا. تجمدت آفي في مكانها، وعيناها مغرورقتان بالدموع: “أنا… أنا آسفة، آسفة حقًا”. اقتربت من أمها بيسا، تتحسس حنانها. أحاطت بيسا ابنتها بخرطومها في حب، وقربتها منها دون أن تنطق بكلمة. في لحظة الصمت تلك، فهمت آفي كل شيء.

معرض الصور (قصة أحتاج لمكاني الخاص)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى