قصة هدى والمزرعة

قصة هدى والمزرعة هي قصة تعليمية قصيرة بالصور للأطفال يتعلم الصغار منها أهمية السيطرة على المزاج وإنهاء المهام بدون حزن وعبوس.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

تروي القصة عن حكاية الفتاة الصغيرة هدى التي كانت متحمسة للذهاب مع أمها إلى المزرعة في يوم مشمس. ولكن، قبل الوصول إلى المزرعة، اضطرت هدى إلى مرافقة والدتها للتسوق، وهو أمر كانت تكرهه بشدة. بعد الانتهاء من التسوق ولقاء والدتها بإحدى صديقاتها، كانت هدى قد فقدت حماسها تماماً. وعندما وصلا إلى المزرعة، ورغم جمال المكان ووجود العديد من الحيوانات، لم تكن هدى قادرة على الاستمتاع بأي شيء، وبقيت عابسة وغير متحمسة. بعد أن عادت إلى المنزل وهي تشعر بالحزن، تحدثت مع والدتها وأدركت أن العبوس لم يحل المشكلة، بل زاد الأمور سوءاً. اتفقت مع والدتها على العودة إلى المزرعة في وقت لاحق، ووعدت بألا تدع مشاعر الإحباط تفسد متعتها مرة أخرى.

قصة هدى والمزرعة مكتوبة

كانت هدى سعيدة ذلك اليوم، فالطقس كان مشمساً بعد أيام متواصلة من المطر، وكانت ستذهب مع أمها إلى المزرعة في أطراف المدينة. سألت هدى أمها: “هل تعتقدين أننا سنجد نعجات صغيرة؟”. فأجابتها: “أظن ذلك، على كل حال ارتدي معطفك السميك، فالجو بارد”.

تناولت هدى وشاحها وقفازيها وانتعلت حذاءين عاليين، وأخذت تغني. كانت تحب زيارة المزرعة في هذا الوقت من السنة، وربما يسعدها الحظ وترى عجلاً صغيراً حديث الولادة. كانت المزرعة بعيدة، ومع أن أم هدى كانت تمشي بسرعة، فقد سبقتها هدى ببضع خطوات لشدة شوقها للوصول إلى هناك.

هتفت الأم ضاحكة: “تمهلي! علينا أن نتوقف في السوبر ماركت أولاً، فأنا بحاجة لشراء بعض الأشياء”. لم تكن هدى تتوقع ذلك، فهي تكره التسوق، خاصة في ذلك المكان حيث كانت الموسيقى صاخبة والأنوار باهرة بشكل مزعج. فأخذت تسير وراء أمها بخطى بطيئة وسألت: “ألا يمكننا التسوق في طريق العودة؟”. فأجابتها أمها: “قد لا نشعر بالرغبة في ذلك عندها”. ردت هدى متذمرة: “لا أرغب في ذلك الآن!”.

التسوق والانتظار

لما انتهتا من التسوق، كان هناك صف طويل من الناس عند المخرج. أزاحت هدى وشاحها وقالت بتذمر: “أشعر بحر شديد”. ولما خرجتا من المتجر، رأت والدة هدى إحدى صديقاتها. فصاحت هدى متبرمة: “ليس الآن!”. لكن والدتها كانت قد ألقت التحية، وانتظرت هدى وهي واقفة تهز إحدى رجليها ثم الأخرى، وتنكش في ثقب صغير في قفازها.

لم تطل والدة هدى الحديث مع صديقتها، وبعد فترة قصيرة هتفت: “هيا بنا إلى المزرعة!”. لكن هدى لم تبتسم، فقد كان شعورها بالملل من التسوق يطغى عليها.

أخيراً، وصلت هدى مع أمها إلى المزرعة، وكانت تعلو في الأجواء أصوات الحيوانات: بط يوقوق، إوز يهسهس، وديك يصيح. ضحكت أم هدى قائلة: “إنه يقول صباح الخير”، لكن هدى ظلت عابسة. شاهدا وسامعا العديد من الحيوانات، وحاولت أم هدى أن تلفت نظر ابنتها إليها، لكن هدى لم تنطق بكلمة ولم تبدِ اهتماماً.

في حظيرة الماشية

عند دخولهما حظيرة الماشية، كان هناك عدد من الأولاد وكثير من الحملان الصغيرة. نادى المزارع قائلاً: “سنطعم الخراف الصغيرة الآن. تعالوا ساعدوني!”. وقفت هدى بعيداً تراقب بصمت، في حين تقدمت بنت صغيرة وحملت زجاجة حليب وبدأت في إطعام أحد الحملان. قالت البنت بفرح: “آه، إنه جائع جداً!”.

وقفت هدى في زاوية الحظيرة، وضعت يديها في جيبيها وتظاهرت بأنها لا تراقب الحملان الصغيرة، رغم أن عينَيها كانتا تتابعان المشهد باهتمام.

جاءت أم هدى وقالت: “هل تريدين الذهاب لرؤية الماعز؟ أم تفضلين تناول الغداء الآن؟”. لكن هدى لم تجب، بل هزت كتفيها بلا اكتراث. غضبت أمها وقالت: “لقد ضقت ذرعاً بكل هذا! فلنعد إلى البيت”. أجابت هدى ببرود: “حسناً”.

العودة إلى البيت

عندما عادت هدى إلى البيت، دخلت غرفتها. حاولت أن تقرأ كتاباً، لكن أفكارها كانت مشغولة بالمزرعة. شعرت بالحزن لأنها لم تستمتع بوقتها كما كانت تأمل. بعد قليل، دخلت أمها وسألتها: “ألا تزالين عابسة؟”. أجابت هدى بهدوء: “أجل، وأنا آسفة جداً”.

قالت أمها: “أعلم أنك لا تحبين التسوق، لكن علينا جميعاً أحياناً أن نقوم بأعمال لا نحبها. تذكري أن العبوس لا يفيد”. علقت هدى قائلة: “صحيح، إنه يفسد كل شيء”.

جلست الأم بجوار ابنتها، فقالت هدى: “كنت فعلاً أود أن أطعم الحملان، ولم أكن أرغب في الوقوف جانباً”. ابتسمت الأم وقالت: “أعلم ذلك”، ثم وضعت يدها حول هدى وسألتها: “هل تريدين العودة إلى المزرعة مرة أخرى الأسبوع القادم؟”. هتفت هدى بفرح: “أجل، أجل، وأعدك أنني لن أكون غاضبة أو سيئة المزاج”.

ابتسمت الأم وقالت: “اتفقنا، وإذا كان علينا الذهاب إلى السوق سأعلمك مسبقاً”. انفرجت أسارير هدى وأجابت: “حسناً”.

مناقشة القصة

الشعور مثل هدى: هل سبق أن كنت متقلب المزاج مثل هدى؟ هل شعرت بالحزن على نفسك وعبست؟ عندما تكون كئيباً تتمنى أن يتفهمك الآخرون. لكن المشكلة هي في أن تصرفك هذا يغضبهم ويبعدهم عنك.

الكف عن العبوس: عندما تقطب جبينك يتفاقم وضعك سوءاً، ويصعب عليك التفكير في أي أمر آخر. وكما اكتشفت هدى، فإن العبوس يفسد كل شيء. فإذا كان مزاجك كئيباً حاول ألا تتمادى في شعورك هذا: جرب التفكير في النواحي الإيجابية وتذكر أن استمرارك في العبوس يحرمك من التمتع بالأشياء الجميلة حولك.

السيطرة على المزاج: من الصعب أن يتكيف الإنسان مع مزاجه، حتى ولو كان بالغاً. لكن الطبع السيئ قد ينغص حياة صاحبه والمحيطين به. وعلينا جميعاً أن نتعلم السيطرة على طبعنا السيئ. صحيح أن ذلك صعب في البداية، لكنه يصبح أسهل مرة بعد مرة.

فكر في الأمر: فكر في القصة التي قرأتها. لقد عبست هدى لكنها اكتشفت شيئاً عن مزاجها، فماذا تعلمت أنت عن تقلب المزاج وكيفية السيطرة عليه؟

معرض الصور (قصة هدى والمزرعة)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

المصدر
قصة هدى - تقلب المزاج - سلسلة القراءة الموجهة الصواب والخطأ - أكاديميا إنترناشيونال

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى