قصة هادية

قصة هادية تروي مغامرات فتاة يتيمة تعيش بين الجبال والعاصمة، تتعلم من خلالها قيمة الأسرة والصداقة والتغلب على الصعاب بشجاعة.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

كانت هادية فتاة صغيرة يتيمة تعيش مع عمتها زمرد. قررت العمة زمرد أن تأخذها إلى الجبل لتعيش مع جدها العجوز. كانت رحلة صعبة ولكنهما استمرتا حتى وصلتا. في الطريق، التقتا بعباس، الفتى الذي يرعى العنزات، ورافقهما إلى بيت الجد. فرحت هادية بحياتها الجديدة مع جدها، وأحبت كل شيء في البيت.

في صباح اليوم التالي، دعا عباس هادية للذهاب معه إلى المرعى العالي، ووافقت بعد أن أخذت إذن جدها. استمتعت هادية بوقتها في الجبل، وأصبحت تذهب مع عباس إلى المرعى كل يوم. ومع مرور الوقت، بدأت تشعر بالسعادة والاستقرار في حياتها الجديدة.

لكن الحال لم يدُم طويلًا، إذ قررت عمتها زمرد أن تأخذها إلى العاصمة لتعيش مع فتاة عليلة تدعى زينة. حزنت هادية لفراق جدها والجبل، لكنها وافقت على الذهاب. في العاصمة، شعرت هادية بالحنين إلى بيتها في الجبل، وكانت تُحدّث زينة عن حياتها هناك.

ذات يوم، ظهرت قصة غريبة عن شبح في البيت، فاتصل والد زينة بالطبيب ليحقق في الأمر. اكتشف الطبيب أن هادية تسير في نومها بسبب اشتياقها للجبل. قرر والد زينة والطبيب أن يعيدا هادية إلى بيتها في الجبل.

عاد والد زينة بهادية إلى الجبل، حيث استقبلها جدها بفرح كبير. عادت هادية إلى حياتها اليومية مع عباس والعنزات، وعادت السعادة إلى قلبها. زارت زينة وهادية الجبل مرة أخرى، وحدثت معجزة عندما تمكنت زينة من الوقوف والمشي بمساعدة أصدقائها.

عندما جاء والد زينة لزيارتها ورأى ابنته تمشي، فرح كثيرًا وشكر الله على هذه النعمة. وبعد اعتراف عباس بدفع الكرسي إلى الوادي بدافع الغيرة، سامحوه جميعًا وعاد السلام والفرح إلى حياة الجميع في الجبل.

هكذا، انتهت قصة هادية وزينة وعباس بعودة الفتاة الصغيرة إلى مكانها المفضل بين الجبال، محاطة بأصدقائها وأحبائها.

قصة هادية مكتوبة

كانت هادية فتاة صغيرة يتيمة، تعيش مع عمتها زمرد. قالت العمة زمرد ذات يوم: “تعالي، يا هادية، سأخذك إلى الجبل لتعيشي مع جدك”. سرعان ما جمعت هادية ثيابها وحاجاتها كلها ومشت هي وعمتها في طريق الجبل.

لقاء مع عباس

مشيتا كثيرا إلى أن استوقفتهما صديقة من صديقات العمة زمرد، وقالت: “إلى أين تأخذين الفتاة الصغيرة يا زمرد؟”. أجابت العمة: “آخذها إلى جدها لتعيش معه”. شهقت الصديقة وقالت: “ماذا تقولين؟ الجد عجوز لا يقدر على تربية طفلة صغيرة!”. أجابت العمة زمرد: “فليتدبر أمره. أنا ذاهبة للعمل في العاصمة، ولا وقت عندي لتربية الأطفال”.

تابعت هادية والعمة زمرد المشي، فقابلتا في الجبل صبيا اسمه عباس، كان يرعى بضع عنزات. رافق عباس الفتاة إلى بيت جدها. خرج الجد من بيته ليعرف من جاء، فقالت له العمة زمرد: “هذه حفيدتك هادية. جئت بها لتعيش معك”. قالت ذلك وأدارت ظهرها وأسرعت عائدة إلى قريتها.

التعايش مع الجد

مشى عباس إلى حظيرة الماعز وأخذ عنزات الجد ومضى بها ليرعاها. تلفتت هادية حواليها وقالت لجدها: “أرجوك، يا جدي، أرني بيتك”. دخلت هادية البيت مع جدها وأحبت كل شيء فيه. رأت مصطبة علف، فأسرعت تتسلقها وقالت: “أين تريدني أن أنام يا جدي؟ تسمح لي أن أنام فوق مصطبة العلف؟”. ساعد الجد هادية في إعداد فراش لها فوق العلف، ثم ذهبا معا ليتناولا الطعام.

بعد الظهر عاد عباس بالعنزات، فحلب الجد عنزة وقال لهادية: “اشربي، هذا الحليب لك”. شربت هادية الحليب وذهبت لتنام فوق مصطبة العلف.

رحلة إلى المرعى العالي

في صباح اليوم التالي عاد عباس ليرعى العنزات. قالت له هادية: “أين تأخذ العنزات يا عباس؟”. أجاب عباس: “أخذها إلى المرعى العالي. أتأتين معي؟”. فقالت هادية: “أحب أن أذهب معك. أسمح لي، يا جدي، بالذهاب مع عباس؟”. ابتسم الجد وقال: “نعم، أسمح. لكن لا تتأخرا”.

صعد عباس وهادية إلى المرعى العالي. وأحبت هادية البرية، وتمتعت بالأشجار والأزهار، ولعبت هي وعباس والعنزات، وفرحت كثيرا. كان عباس يزور هادية بين وقت وآخر، وذات يوم دعاها إلى زيارة جدته التي تسكن في قرية قريبة. فرحت هادية بالدعوة وأرادت زيارة الجدة في تلك الساعة، لكن جدها قال لها: “تزورينها في وقت آخر، سأرافقك إلى بيتها قريبا”.

بداية السعادة

منذ ذلك الوقت صار عباس يأتي كل يوم إلى بيت الجد، ويصعد هو وهادية والعنزات إلى المرعى العالي. وكانت تلك أسعد الأيام. ثم حل الشتاء فتركت العنزات في الحظيرة طوال الوقت، وانشغل عباس بالمدرسة. في أحد الأيام الباردة قال الجد: “تعالي يا هادية، اليوم نزور جدة عباس”.

ذهبا معا إلى القرية المجاورة، فدخلت الفتاة وحدها بيت الجدة، وعاد الجد إلى قريته. قالت الجدة الكفيفة: “من دخل البيت؟”. أجابت هادية: “أنا هادية، صديقة عباس. أتيت أزورك”. أسعد الجدة أن يكون معها إنسان تتحدث إليه، فتحدثت إلى هادية طوال بعد الظهر. أخيرا قالت هادية: “علي الآن يا جدتي أن أعود إلى البيت. سآتي لزيارتك قريبا”.

النهاية المؤقتة

في أحد الأيام، جاءت العمة زمرد لزيارة الجد، وقالت له: “أتيت لأخذ هادية. سآخذها معي إلى العاصمة. أعرف فتاة عليلة يريد أبوها أن يجد لها صديقة تعيش معها وتسلّيها. سأخذ هادية إلى هناك”. صرخ الجد في وجه العمة قائلا: “ارحلي عنا. هادية سعيدة هنا”. لكن العمة قالت: “هادية لم تعد طفلة، لا بد أن تذهب إلى المدرسة. تعالي يا هادية”. بكت هادية وقالت: “لا! لن أذهب معك. أنا سعيدة هنا مع جدي”. لكن العمة زمرد قالت بصوت جاف: “سيسعد جدك أن يتخلص منك. كما أنك ستحبين العيش في العاصمة”.

قالت هادية بصوت حزين يائس: “أتسمحين لي بزيارة جدي؟”. أجابت العمة: “نعم، نعم، أسمح لك. عجّلي الآن، وإلا تأخرنا عن القطار”. ذهبت هادية وعمتها إلى بيت الفتاة العليلة زينة. بقيت هادية مع زينة، وعادت العمة إلى بيتها. كانت زينة كسيحة، تجلس في كرسيها طوال النهار. فأسعدها أن تجد صديقة تتحدث إليها. ولكن المربية لم تحب هادية، وأرادت أن تضايقها، فقالت لها: “تصرفاتك لا تعجبني. سأعلمك حسن السلوك”. وراحت تتكلم وتتكلم حتى شعرت هادية المتعبة الحزينة بالتعب، ونامت في كرسيها.

بداية جديدة في العاصمة

في صباح اليوم التالي، تطلعت هادية من الشباك فلم ترَ شجراً ولا زهراً كما كانت ترى في الجبل. ولم ترَ إلا شوارع ومخازن وبيوتاً، فقالت: “لا أحب العاصمة. أريد أن أعود إلى بيتي في الجبل.”

ثم جاءت معلمة زينة، فدرست الفتاتان معاً. طوال بعد الظهر، حدثت هادية صديقتها زينة عن بيتها في الجبل، وعن جدها وعباس وجدته. وأسعد زينة أن يكون لها صديقة تتحدث إليها.

لقاء مع جدة زينة

في أحد الأيام عادت جدة زينة من السفر فأجبت هادية وعاملتها معاملة لطيفة. أحبت هادية زينة وجدتها، ولكنها لم تحب العاصمة. فقد اشتاقت إلى جدها وإلى عباس وجدته، وكانت كل ليلة تحلم بأنها عادت إلى بيتها في الجبل.

ذات صباح، قالت المربية إنها سمعت ليلاً حركة داخل المنزل. وفي تلك الليلة، رأت المربية خيالاً أبيض يخرج من المنزل. فخاف الجميع وقالوا: “في البيت شبح”.

ثم كتبوا إلى والد زينة رسالة قالوا فيها: “تعال حالاً، فإن في البيت شبحاً”.

العودة إلى البيت

تحير والد زينة من الرسالة التي وصلته، وأدرك أن وراء قصة الشبح سراً خفياً، وأراد أن يعرف ذلك السر. كان رجلاً شجاعاً حكيماً لا يصدق قصص الأشباح، ولكنه كان يخاف كثيراً على ابنته الكسيحة، ويخاف أن تزيد حكاية الشبح هذه من مرضها. لذلك قرر أن يعود إلى بيته فوراً.

عاد والد زينة إلى بيته، وطلب من صديقه الطبيب أن يسهر معه انتظاراً للشبح. تحدثا وانتظرا، وفجأة سمعا حركة. وإذا بشبح أبيض يطل عليهما، فصرخ الرجلان في وقت واحد: “هادية! هذه هادية! أنتِ هي الشبح إذن! ماذا تفعلين هنا؟”. فأجابت هادية: “لا أعرف”.

أمسك الطبيب يدها بلطف وقال: “تعالي إلى فراشك يا هادية”. وضع الطبيب هادية في فراشها، وقال بلطف: “احكي لي عن حلمك”. أجابت هادية: “أحلم كل ليلة أني عدت إلى بيتي في الجبل، وأني أرى جدي ومعه عباس وجدته”. هز الطبيب رأسه وقال: “وهل كنتِ سعيدة في الجبل؟”. أجابت هادية: “نعم كنت سعيدة”. فقال الطبيب: “أما هنا فأنت حزينة، أليس كذلك؟”. ردت هادية قائلة: “لا يجوز أن أقول ذلك، فزينة وأهلها ألطف الناس”. فقال الطبيب: “فهمت. نامي الآن، وغداً نرى كيف نساعدك”.

عاد الطبيب إلى والد زينة وقال له: “هادية كانت تسير في نومها. فهي مريضة، ويجب أن تعود إلى بيتها في الجبل”.

العودة إلى الجبل

فرحت هادية فرحاً شديداً حين علمت أنها عائدة إلى البيت. لكن زينة كانت حزينة، فقال لها والدها: “لا نستطيع أن نبقيها هنا. لكن يمكن أن تزوريها إذا شئت. والآن تعالي، يا هادية، وإلا تأخرنا عن القطار”. ثم ركب معها القطار وأوصلها إلى قريتها وعاد. فمشت هادية وحدها في طريق الجبل، ومرت من أمام بيت عباس فدخلته وسلمت على جدته، ثم تابعت طريقها.

دخلت هادية بيت جدها، فالتفت جدها إليها وهتف: “هادية! ما أسعدني برجوعك إلي!”. أجابت هادية: “ما أحلى الرجوع إلى البيت يا جدي! زينة وأهلها كانوا ألطف الناس، ولكني اشتقت إليك”. بعد قليل، عاد عباس من المرعى العالي ومعه العنزات. ففرح هو أيضاً بعودة هادية، وتحدث إليها طويلاً، ورجع مساءً إلى بيته.

حياة جديدة في الجبل

شربت هادية حليبها ذلك المساء ونامت على الفراش الذي أعده جدها فوق مصطبة العلف. ولم تسر في نومها تلك الليلة، لأنها كانت سعيدة جداً برجوعها إلى البيت.

رجعت هادية تصعد كل صباح إلى المرعى العالي مع عباس والعنزات. وذات يوم أرسلت زينة رسالة تقول فيها إنها وجدتها ستزوران هادية. أقامت هادية في البيت يومين تنتظر وصول صديقتها. ولم تصعد إلى المرعى مع عباس والعنزات.

انتظرت هادية كثيراً. وأخيراً، رأت من بعيد رجلين يحملان زينة وكرسيها، ووراءهما مشت الجدة. فرحت هادية بزيارة صديقتها فرحاً شديداً، وتحدثت إليها طويلاً. فقال الجد: “ابقي معنا يا زينة”. التفتت زينة إلى جدتها، وقالت لها بلهفة: “أتمحين لي بالبقاء هنا، يا جدتي؟”. أجابت الجدة: “أسمح لك. فهواء الجبل يفيد صحتك. سأعود قبل حلول الشتاء لأرافقك إلى البيت”.

لقاء الفتاتين

في ذلك المساء، نامت الفتاتان معاً فوق مصطبة العلف، وكانتا أسعد فتاتين. جاء عباس في صباح اليوم التالي ليأخذ العنزات إلى المرعى. وقال: “تعالي، يا هادية، أنا في انتظارك”. أجابت هادية: “لن أذهب معك. عندي صديقة”.

حزن عباس لأنه سيصعد وحده إلى المرعى. وتمنى لو تعود زينة إلى بيتها ليبقى وحده مع هادية. أما هادية فقد قالت لجدها: “هل تسمح لزينة، يا جدي، بالصعود معنا إلى المرعى ذات يوم؟”. أجاب الجد: “نعم، وأنا أوصلها بنفسي”.

اختفاء الكرسي

في صباح اليوم التالي، جاء عباس ليرعى العنزات، فرأى كرسي زينة قرب البيت. كان يشعر بغيرة شديدة، فدفع الكرسي إلى الوادي وهرب إلى المرعى. خرجت هادية بعد قليل لتجلب الكرسي فلم تجده. فتشت هي وجدها كثيراً، ولكن بلا فائدة. فقال الجد لزينة: “لا تحزني يا زينة، أنا أحملك إلى المرعى بنفسي”.

حمل الجد زينة إلى المرعى العالي، وعاد ليفتش عن الكرسي. أمضت زينة وهادية يوماً سعيداً في المرعى. رأت هادية من بعيد أزهاراً جميلة، فقالت: “سأتركك الآن، يا زينة، مع عباس والعنزات، وأذهب إلى تلك الأزهار، وأعود بعد قليل”. لكن هادية عادت مسرعة، وقالت: “ساعدني يا عباس لنحمل زينة إلى تلك الأزهار الجميلة”.

معجزة الشفاء

حاول عباس وهادية أن يحملا زينة فلم يستطيعا. وأرادت زينة أن تساعدهما فأنزلت قدميها وأسندتهما إلى الأرض. وما إن فعلت ذلك حتى شهقت وصاحت: “أنظرا. أنا أقف على قدمي؟”. ساعد عباس وهادية زينة على الوصول إلى الأزهار.

عاد الجد بعد الظهر ليحمل زينة، فصاح عباس وهادية: “زينة تمشي!”. أمسك الجد زينة وساعدها على أن تمشي مسافة قصيرة.

أخذت زينة تتمرن على المشي وتزيد المسافة التي تمشيها يوماً بعد يوم. ثم كتبت إلى جدتها رسالة تسألها فيها أن تأتي إليها. سرعان ما وصلت الجدة. ورأت زينة تمشي، فلم تصدق عينيها أول الأمر، وخافت. ثم أسرعت إلى الفتاة تقبلها وتشهق وتقول: “الحمد لله يا ابنتي، الحمد لله!”.

زيارة الأب

تطلعت زينة وهادية إلى طريق الجبل فرأتا رجلاً قادماً من بعيد. صاحت زينة: “إنه أبي!”. تطلع الأب إلى ابنته، ثم أسرع إليها وحملها وقبلها، وقال: “لا أصدق عيني! هل صحيح أن ابنتي الحبيبة تمشي؟”. قالت زينة: “نعم، يا أبي أنا أمشي. انظر!”. ومشت زينة بمساعدة هادية، فصاح الأب: “الحمد لله يا ابنتي، أنتِ تمشين! الحمد لله!”.

اعتراف عباس

عاد عباس من المرعى بالعنزات وكان قلقاً وحزيناً. قالت جدة زينة: “لم أنت قلق وحزين، يا عباس؟”. قال الجد: “أنا أعرف السبب. ألست أنت الذي دفع الكرسي إلى الوادي يا عباس؟”. أجاب عباس: “نعم، أنا الذي فعل ذلك. أنا آسف! كانت فعلتي فظيعة”. قالت الجدة: “كانت فعلتك فظيعة، لكن شرها انقلب خيراً، شُفيت زينة فشكراً لك. تعال يا عباس، خذنا إلى جدتك لنزورها”.

فرح عباس لأنهم سامحوه، وقال: “ستفرح جدتي بزيارتكم”. وقد فرحت كثيراً.

معرض الصور (قصة هادية)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى