قصة نمرود الغابة
ملخص قصة نمرود الغابة
نمرود هو نمر عنيد يعيش في الغابة ولكنه يشعر بالملل من حياته الروتينية ورغبةً في استكشاف الدنيا. رغم تحذيرات أصدقائه، يقرر نمرود الرحيل. خلال رحلته يواجه نمرود حمارًا سعيدًا بحياته بسبب رعاية صاحبه الآدمي له، مما يثير إعجاب النمر.
يتبادل نمرود والحمار الحديث، ويقرر نمرود تجربة حياة الحمار بنفسه، فيرتدي كسوته ويعيش في حظيرته. تبدأ المغامرة الجديدة عندما يتعامل نمرود مع تحديات الحياة اليومية كحمار، من بينها التعامل مع صاحب الحمار الصارم والجار الذي يستعير الحمار.
تعرف نمرود على الحمارة البيضاء التي تعيش في الحظيرة نفسها، وتساعده على التأقلم. تواجه نمرود أيضا تحديات في التعامل مع أطفال صاحب المنزل الذين يلعبون معه، مما يجعله يتعلم التعايش مع البشر والحمير في بيئة مختلفة عن غابته الأصلية.
خلال هذه التجربة، يشعر نمرود بالحنين لحياته القديمة في الغابة ويتساءل عن جدوى تجربته. في لحظة غضب، ينتفض نمرود ويخلع كسوة الحمار ويعود إلى طبيعته النمرية، مما يثير دهشة وخوف الحيوانات والبشر المحيطين به.
عندما يعود نمرود إلى الغابة، يدرك قيمة الحياة التي كان يملكها، ويتعلم تقدير ما لديه. بفضل حديث صديقه السعدان، يتقبل نمرود حقيقة أن الدنيا ليست مكانًا مناسبًا للنمور، ويقرر البقاء في الغابة حيث ينتمي. يتخلى نمرود عن رغبة الاكتشاف ويصبح أكثر رضا بحياته بين أصدقائه.
تظهر القصة أهمية القناعة والرضا بما نملك، وتعليم الأطفال أن السعي وراء ما يملكه الآخرون ليس دائمًا هو الحل الأفضل. القصة تقدم درسًا في قبول الذات والتعايش مع الآخرين بسلام.
قصة نمرود الغابة مكتوبة
مر النمر العنيد، نمرود، يوما حياته، وأراد أن يترك موطنه ويستكشف الدنيا. استشار أصحابه في الغابة، لكن لم يبد أن أحدا كان يعرف شيئا عن الدنيا. كانت كثرة الوحوش تظن أن الغابة هي الدنيا. قال له صديقه السعدان: أنت نمرود الغابة المخوف، يا سيدي، فما الذي لا يرضيك في حياتنا؟ قال نمرود: اسمع، يا سعدان، إني منذ ولدت أفعل ما أفعله كل يوم، يوما بعد يوم مللت هذه الحياة ومللت أيضا صحبة الوحوش. كلها تخاف مني، فلا أسمع منها رأيا ناصحا. ثم إني قد أكون راغبا في غزال فأصطاد أرنبا، أو أكون راغبا في أرنب، فأصطاد غزالا، وهذا شيء لا يطاق.
قرار الرحيل
في أحد الأيام، بينما كان نمرود في رحلة صيد، أمطرت السماء مطرا غزيرا، فتبللت فروته، ولم يجد فريسة واحدة يصطادها. وعاد إلى بيته مبللا غاضبا. كان لا يزال عنده بقايا أرنب اصطاده في يوم سابق، فأخذ ينتس تلك البقايا بغير حماسة. سمع صوت صديقه السعدان يمر بالمكان فخطر بباله أن يأكله. لكنه قال: لا يجوز أن يأكل الواحد، إذا جاع، صاحبه! ثم قال: إن من الخير لي أن أرحل من غدي، فأستكشف الدنيا، وأطلب رزقي.
لقاء الحمار
شرع نمرود في صباح اليوم التالي في رحلته. رأى في طرف الغابة حمارا ضخما يحمل على ظهره آدميا. تحفز للانقضاض على الحمار وراكبه لافتراسهما. قال في نفسه: هذه رحلة موفقة من أولها! ثم رأى على وجه الحمار علامات الرضا، فعجب، وقال في نفسه: لو ركب أحد ظهري لاقترسته! أريد أن أعرف سر هذا الحمار، لعله يعلمني شيئا عن الدنيا! مشى وراء الحمار بصمت وهدوء. لكنه نسي بعد برهة نفسه، فزمجر زمجرة ارتجت لها الأشجار. جمد الحمار في مكانه، وذعر صاحبه فراح يضربه بقدميه وعصاه، ولما لم يتحرك قفز عن ظهره وهرب. اقترب نمرود من الحمار، وقال له: لا تخف، يا صاحبي! أريد أن أعرف منك فقط كيف يركب أحد ظهرك وتكون راضيا.
حديث الحمار
هدأ الحمار قليلا، ثم ابتسم، ونهق وقال: أنا حمار محظوظ، يا سيدي! فالآدمي الذي رأيته يركبني يوفر لي طعامي، ويسكنني حظيرة، ويرعاني صيفا وشتاء. ونحن، معشر الحمير، فخورون بما نعمل، فنحن نقوم بأشياء لا يستطيع حتى الآدميون أن يقوموا بها! فهل رأيت آدميا يحمل على ظهره حمارا؟ رأى نمرود في الحمار حماسة وصدقا، فأحبه، وأحب طبع الحمير. وبدا له أن هذه هي الدنيا التي يبحث عنها. قال للحمار: اسمع، يا صديقي! أنا قررت أن أحل محلك، فأحمل صاحبك على ظهري، وأنام في حظيرتك، وآكل طعامك وأنعم مثلك بالرضا! ذعر الحمار. فإنه لم يكن يريد أن يتخلى عن مكانه لأحد. لكنه رأى من الحكمة ألا يرفض طلب نمرود. فهز رأسه موافقا، ثم قال: يا سيدي، إن لي بين الحمير صديقة ذات لون أبيض وأذنين لطيفتين، وإني أحب هذه الصديقة حبا عظيما، وهي أيضا تحبني، لكن أخاف إذا رأتك أن تميل إليك! عدني ألا تظهر أمامها بطشك وسلطانك.
تلبية الطلب
زمجر نمرود زمجرة خفيفة، وقال: أعدك ألا أميل إلى أحد من الحمير. قال الحمار: لم يبق إذا، يا سيدي، إلا أن تلبس كسوة حمار! لبس نمرود كسوة حمار، وأرسل صاحبه الحمار إلى الغابة، حيث يكون في حماية صديقيه: الذئب والسعدان. كانت الدنيا ليلا، وكان نمرود يظن أن الظلام يحجبه عن أهل الغابة. لكن بومة، كانت تبحث عن صيد، رأته، وسمعت ما دار بينه وبين الحمار، وعجبت كثيرا، فطارت حول شجرتها، وصاحت: نمرود لبس كسوة حمار! سمع أسد صياح البومة، فعجب كثيرا هو أيضا، وصاح: تقول البومة إن نمرودا لبس كسوة حمار! وسمعت حية صياح الأسد، فعجبت كثيرا هي أيضا، وصاحت: سمع الأسد البومة تقول إن نمرودا لبس كسوة حمار! وسمع ضبع صياح الحية، فعجب كثيرا هو أيضا، وصاح: أخبرتني الحية أن الأسد سمع البومة تقول إن نمرودا لبس كسوة حمار! وسرعان ما كانت وحوش الغابة كلها وطيورها وحيواناتها الصغيرة والكبيرة تعرف ما حدث.
سبب ارتداء كسوة الحمار
تركت حيوانات الغابة وطيورها منازلها وأوكارها وأعشاشها، ولحقت بنمرود، وقالت له: لم لبست كسوة حمار يا سيدي؟ قال نمرود: أريد أن أرى الدنيا! لم تكن وحوش الغابة قد رأت حمارا من قبل، ولا كانت تعرف شيئا عن الدنيا. قال الضبع: أتعيرني، يا سيدي، كسوة الحمار، فأرى الدنيا أنا أيضا؟ وقالت الحية: أتعيرني إياها أنا أيضا؟ وراحت الحيوانات كلها ترجو نمرودا أن يعيرها كسوة الحمار. فقال نمرود: أنا أرى الدنيا أولا، ومن بعدي سائر الوحوش!
تسلل نمرود ليلا إلى حظيرة صاحب الحمار، وجد فراشا ناعما من قش، فأحبه كثيرا، ونام نوما هانئا. كان نمرود كسولا يحب النوم، لكنه استيقظ فجرا، كما كان صاحبه الحمار قد أوصاه. صبر نمرود حينا، حتى ضاق صدره. كان ينتظر أن يأتي صاحبه إليه بطعام، ويعتني به. فنهق مقلدا الحمار، لكن نهقته جاءت مختلطة بزمجرة هزت المنزل. هب صاحب المنزل من نومه غاضبا، وجاء إلى الحظيرة، وأمسك أذنيه وشدهما. وضع الرجل على ظهر نمرود بردعة، وشدها حول بطنه بسيور جلدية، وربط عنقه بحبل، وقال له غاضبا: إذا أزعجتني بنهيقك الغريب مرة أخرى، قطعت أذنيك! هكذا بدأ نمرود نهاره في الدنيا.
تعامل نمرود مع الوضع
وضع صاحب المنزل أمام نمرود كومة من الحشيش، وخرج من الحظيرة. كان نمرود يأمل في بقرة أو غنمة أو حتى أرنب. وبينما هو حائر في أمره، سمع نهقة لطيفة. التفت فرأى إلى جواره حمارة ذات لون أبيض وأذنين لطيفتين. أدرك أن تلك هي الحمارة التي حدثه عنها صديقه. وبدت له زائرته نشطة فطنة. قالت الحمارة البيضاء اللطيفة في عجب: لم تلبس هذه الكسوة، يا سيدي؟ ثم التفتت إلى كومة الحشيش، وهزت رأسها، وخرجت دون أن تنهق نهقة واحدة. وعادت بعد حين تحمل نصف غنمة كبيرة. أقبل نمرود على نصف الغنمة يأكل بشهية. ووقفت الحمارة البيضاء إلى جواره تنظر إليه بإعجاب.
سمع نمرود جلبة بباب الحظيرة وأصواتا. التفت إلى الحمارة البيضاء وسألها عن ذلك. قالت له: استعد! فهذا جارنا، وهو يستعير الحمار بين حين وحين، وينزل به إلى السوق! قال نمرود غاضبا: لم يذكر لي الحمار شيئا عن هذا الجار! لن أرضى أن يركبني شخص غريب! دخل الجار وابنه الفتى وحاولا كلاهما أن يركبا نمرودا. لكنه رماهما عن ظهره مرتين. رفع الرجل عصاه يريد أن يضربه بها، فأسرعت الحمارة البيضاء، ووقفت بينه وبين نمرود. ترك الرجل وابنه نمرودا. وركبا الحمارة البيضاء ومضيا بها. وسمع النمر الرجل يقول لابنه: ماذا جرى للحمار؟ كان دائما يأخذ دوره في الحمل ودور الحمارة، ولا يشتكي أبدا!
عودة الحمارة
عادت الحمارة من السوق متعبة جدا. لكنها كانت سعيدة لأنها خلصت نمرودا من عصا الجار. اقترب منها نمرود، ووضع يده عليها وقال لها: أشكرك، أيتها الحمارة البيضاء اللطيفة الأذنين! ظنت الحمارة البيضاء أن نمرودا أخذ يميل إليها. وكانت هي في الواقع قد مالت إليه منذ أن وقع نظرها عليه. فاقتربت منه، وضربته بذيلها ضربة تودد، ومدت عنقها تمسح رأسه برأسها.
انتفض نمرود وارتد إلى الوراء، وقال في نفسه: صاحبي على حق! لا يجوز أن أظهر بطشي وسلطاني أمام هذه الحمارة الضعيفة! وأراد أن يتخلص منها. فكر كثيرا، فلم يجد وسيلة أحسن من أن يأكلها. لكنه كان شبعان جدا. وسرعان ما حلت المشكلة، فقد مر عدد من الحمير بألوان مختلفة، يرفع كل منها رأسه بفرح واعتزاز. فتركت الحمارة البيضاء نمرودا، وانضمت إلى أصحابها.
بينما كان نمرود يتنهد تنهدة ارتياح، سمع صياحا وصخبا ولعبا، ورأى صبيين وبنتا يدخلون الحظيرة. قدر أن هؤلاء أولاد صاحب المنزل، ولم يكن صاحبه الحمار قد ذكر له شيئا عنهم أيضا. فلم يعرف ما يفعل. اقترب الأولاد منه، وأخذوا ينطون على ظهره، ويشدونه من ذيله. سمعت الحمارة البيضاء صياح الأولاد، وكانت لا تزال قريبة، فالتفتت إلى نمرود، وقالت بنهقة لطيفة: العب مع الأولاد! لم يعرف نمرود كيف يلعب مع الأولاد. حاول أن يضرب بقائمتيه الخلفيتين، فاختل توازنه وتعثر ووقع على الأرض. ضحك الأولاد كثيرا، ثم ساقوه إلى التلال المحيطة بالمنزل، وظلوا ساعات يركبونه وينطون عليه.
عودة نمرود إلى الغابة
نام نمرود نوما مضطربا. فقد جرى في ذلك النهار وتعب، وشد وجذب. في صباح اليوم التالي دخل عليه صاحب المنزل مبكرا. كان صاحب المنزل ذا شاربين مفتولين ووجه صارم. وضع على نمرود بردعة الحمار، وربط عنقه بحبل، وحمله أحمالا ثقيلة، وركبه ومشى به.
مشى الرجل بنمرود في طريق الغابة، فأحس النمر بحنين إلى حياتها. كان صاحبه ينخسه برجليه، ويضرب قفاه من الجانبين بعصاه، ويشد عنقه بالحبل يمينا ويسارا. لم يحب نمرود ذلك. كانت الشمس قوية. تعب نمرود وغلب عليه النعاس، فتوقف في ظل شجرة يستريح ويغفو، كما تعود أن يفعل. أغضب ذلك صاحبه، فنخسه بقدميه، وصاح به، وضربه بالعصا على قفاه ضربة شديدة.
كان في ذلك المكان من الغابة صقر يبحث عن صيد. رأى نمرودا يدخل الغابة فعرفه. طار حول شجرته، وصاح: نمرود عاد من الدنيا! سمع ضبع صياح الصقر، فعجب كثيرا هو أيضا، وصاح: يقول الصقر إن نمرودا عاد من الدنيا! وسمعت حية صياح الضبع، فعجبت كثيرا هي أيضا، وصاحت: سمع الضبع الصقر يقول إن نمرودا عاد من الدنيا! وسمع أرنب صياح الحية، فعجب كثيرا هو أيضا، وصاح: أخبرتني الحية أن الضبع سمع الصقر يقول إن نمرودا عاد من الدنيا! سرعان ما تجمعت وحوش الغابة وطيورها وحيواناتها الصغيرة والكبيرة، لترى نمرودا وتسأله عن الدنيا. ووقفت كلها تراقب الرجل وقد ركب ظهر نمرود، وراح يضربه بقدميه وعصاه.
المواجهة الكبرى
رأى نمرود وحوش الغابة وطيورها وحيواناتها الصغيرة والكبيرة، تراقبه من فوق الأغصان ومن وراء الأشجار. فأحس بالدم يغلي في عروقه. زعق فجأة وانتفض انتفاضة عظيمة، فطار راكبه وعلق بين أغصان شجرة عالية. ثم خلع عنه كسوة الحمار، وراح يزعق زعيقا ترتج له الغابة كلها، ويصيح: لن أرى الدنيا بعد اليوم في كسوة حمار!
مشى نمرود في الغابة مشية مختال. وعندما وصل إلى مجلسه، رأى صاحبه الحمار يحمل على ظهره الذئب والسعدان معا، فهجم عليه يريد أن يأكله، وهو يصيح: كيف ترضى أن تكون حمارا؟ أسرع السعدان يقف بينه وبين الحمار، وقال: يا سيدي الدنيا ليست كلها نمورا! اقتنع نمرود بكلام صديقه السعدان، وعفا عن الحمار. منذ ذلك اليوم لم يعد يفكر في ترك الغابة، أو الشكوى من شرابه وطعامه، أو حتى من صحبة الوحوش.
مناقشة القصة
- لماذا أراد نمرود الغابة أن يترك موطنه ويستكشف الدنيا؟
- ما الذي جعل نمرودا يمتنع عن أكل السعدان؟
- ما الذي أعجبه في تصرفات الحمار؟
- لماذا اعتبر الحمار نفسه محظوظا؟
- ما الذي أقلق الحمار أشد القلق؟
- كيف ذاعت في الغابة حكاية كسوة الحمار؟
- لماذا لم يرض نمرود أن يعير كسوة الحمار إلى أي من حيوانات الغابة؟
- لماذا لم تكن بداية اليوم الأول مشجعة؟
- لماذا لم يحب نمرود الطعام الذي قدم إليه؟
- لماذا عجب الجار وابنه من تصرف نمرود؟
- ما الحل الذي خطر لنمرود تخلصا من مضايقات الحمارة البيضاء؟
- أذكر سببا واحدا على الأقل منع نمرودا من أن يأكل الأولاد.
- صف ببضع كلمات شخصية صاحب المنزل.
- ماذا فعلت وحوش الغابة عندما علمت أن نمرودا عاد من الدنيا؟
- كيف اقتنع نمرود بأن يمتنع عن أكل الحمار؟
- أعط هذه القصة عنوانا مختلفا
معرض الصور (قصة نمرود الغابة)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث