قصة نجمي الصغير ثعلوب

ملخص قصة نجمي الصغير ثعلوب
كان الثعلب الصغير ثعلوب كثير التساؤل، وفي يوم من الايام وهو يطارد اوراق الشجر المتساقطة، تساءل بفضول: الى اي ارتفاع تصل السماء؟ اراد ان يعرف اين تنتهي اعلى نقطة يمكن الوصول اليها. اخذ والده بيده في جولة استكشاف رائعة. اولا، اخبره عن الاشجار العالية، ثم اراه النحل الذي يطير اعلى، فالطيور التي تحلق في الفضاء. كلما راى ثعلوب شيئا جديدا مرتفعا، جرب ان يقلده وسال والده: “هل وصلنا الى القمة؟” استمرت الرحلة، فتعرف ثعلوب على قوس قزح الملون والغيوم البيضاء التي تسبح في السماء، ثم راى الشمس وقت غروبها والقمر الساطع ليلا، واخيرا النجوم المتلالئة التي تبدو بلا عدد. في كل مرة، كان الاب يجيب ان السماء اعلى. وفي النهاية، كشف له الاب الحقيقة الجميلة: السماء لا تنتهي ابدا، مثلها مثل المحبة التي لا تعرف حدودا، وهي تبدا من هنا، من قلب ثعلوب الصغير نفسه.
قصة نجمي الصغير ثعلوب مكتوبة
كان الثعلب الصغير ثعلوب يطارد اوراق الشجر المتساقطة محاولا التقاطها. وكان كلما نجح في التقاط واحدة منها، سقطت ورقة اخرى على الارض. فقال وهو يلهث من شدة التعب: لا بد لي من التقاطها جميعها.
راه والده الثعلب، فقال له: قد يكون من الصعب ان تلتقطها كلها، فهي كثيرة جدا انظر اليها، فكل واحدة منها تنتظر دورها لكي تسقط.
حدق الثعلب الصغير في الاغصان المكسوة بالاوراق واخذ يغني: “ما اروع الاشجار، باوراقها الصفراء والخضراء، ما اجمل الاشجار، وهي تحلق عاليا في السماء!”
فقال والده مدعدعا انفه الصغير: السماء ابعد من ذلك بكثير… لكن توجد اشياء اخرى يمكن ان ترتفع اكثر من الاشجار.
وما هي هذه الاشياء، يا بابا؟ سال الثعلب الصغير.
النحل مثلا! اجاب والده. انظر اليها!
نظر الثعلب الصغير الى اعلى فراى مجموعة من النحل تحلق فوق اعالي الاشجار وهي تصدر طنينا قويا.
فاخذ يردد: وززز وززز…. انا نحلة طنانة صفراء… اطير واحلق في اعالي السماء!
بداية استكشاف السماء
ثم سال والده: “هل تنتهي السماء هناك؟”
اجابه والده وهو يطرد نحلة عن وجه ابنه الصغير: “لا، السماء لا تنتهي هناك. قل لي هل تعرف ما الذي يطير اعلى من النحل؟”
“انها الطيور!” صاح الثعلب الصغير، وصار يغني: “انا طائر صغير، احلق عاليا في السماء… اطير واحلق كالنحل، وانام واصحو على مهل!
لكنه تعثر ووقع على الارض. فسأل من جديد: “هل هذه هي القمة؟ هل تنتهي السماء هناك؟”
من قوس قزح الى القمر
قبله والده بحنان وقال له: “لا يا بني، السماء لا تنتهي هناك. هل تعرف ما الذي يرتفع اكثر من الطيور ولكنه لا يظهر الا بعد توقف المطر؟”
نعم، اعرف، انه قوس قزح. قال الثعلب الصغير ضاحكا. انظر الي الان. ها انا ارقص ممتطيا قوس قزح، اعلى من الطير والنحل والشجر.
ثم سال والده: “هل وصلت انا الى القمة؟ هل تنتهي السماء هناك؟”
هز والده الثعلب راسه وقال: “هناك اشياء اخرى اعلى من قوس قزح.”
وما هي؟ قال الثعلب الصغير، اخبرني يا والدي!
فاجابه والده: “انها الغيوم والسحب! فهي تسبح في الفضاء… انظر اليها، انها تدلنا الى الطريق المؤدي الى بيتنا.”
راح الثعلب الصغير يحدق في الغيوم في السماء، ثم صاح قائلا: “لنلحق بها.”
واخذ يجري ويتدحرج متجها نحو الوجار.
عندما وصلا الى المنزل كانت الشمس قد بدات بالغروب، فخاطبها الثعلب الصغير قائلا: “تصبحين على خير ايتها الشمس. اعرف انك اكثر علوا من الغيوم، لكنك لست عالية الان.”
“هذا صحيح،” قال والده، “فهي ذاهبة الى فراشها لتنام، تماما كما تفعل انت. ولكنها غدا سوف تصعد الى السماء من جديد. لكن انظر… ها قد طلع القمر وحل مكانها لينير الارض.”
النجوم وسماء لا نهاية لها
اخذ الثعلب الصغير يتطلع الى القمر الساطع فوقه ويقول: “ان يدي تكاد ان تطاله مع انه مرتفع جدا.”
ثم اضاف: “لا بد ان تكون القمة هناك. هل تنتهي السماء هناك؟”
“لا، القمة ليست هناك،” اجابه والده وتابع قائلا: “ترى ما الذي يلمع في السماء وهي اكثر علوا من القمر؟”
نظر الثعلب الصغير الى السماء المظلمة حوله، واجاب ضاحكا: “النجوم! النجوم هي التي تلمع في اعالي السماء!”
ثم اخذ يحدق بها ويعدها نجمة نجمة وهي تتلالا. وقال متنهدا: “ما اكثرها!”
فقال والده موافقا: “وما اجملها ايضا.”
تثاءب الثعلب الصغير وقال: “اذا هذه هي القمة، والسماء تنتهي هناك.”
فاجابه والده: “لا يا بني، انها ابعد من ذلك بكثير. وكما تلاحظ، لا يوجد لها نهاية…”
فالنجوم تنير الارض من مكانها في الفضاء المعتم العميق الذي لا نهاية له.
السماء والمحبة
اخذ الثعلب الصغير يحدق عاليا في الظلمة الحالكة السواد، واحس بالدفء والامان بوجود والده بجانبه. فهمس قائلا وهو يقاوم النعاس: “اذا، فالسماء تمتد الى ما لا نهاية. لكن من اين تبدا؟”
اقترب الثعلب من ابنه الصغير وعانقه بكل حنان وقال له: “هي السماء يا بني هي كالمحبة، ليس لها حدود…”
“وهي تبدا من هنا…”
“من نجمي الصغير ثعلوب.”
كان الثعلب الصغير يسير في الغابة مع والده عندما بدا يتساءل: الى اي ارتفاع تصل السماء؟ فما كان من والده الا ان حول التساؤل الى لعبة جعلت الثعلب الصغير يكتشف ان السماء ليس لها حدود تماما كالمحبة!
شارك برأيك
ما أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!