قصة طريق الخروف الضائع

ضل خروف طريقه، ووجد نفسه وحيدا في ظلام الليل. شعر بالخوف، وقال: “ماذا أفعل؟ أين أذهب؟” نظر حوله، ونظر فوقه، فوجد في السماء نجوما مبعثرة تتألق تألقا لطيفا. ثم، فجأة، رأى نجمة بعيدة، ناصعة كالثلج وذات ضوء باهر. قال الخروف: “سأمشي حتى أصل إلى تلك النجمة.” وبدأ يمشي في الظلام متلفتا حوله منصتا لكل حركة وصوت.

لقاء الكلب والحمار

كان الجو باردا، شديد الرياح، ولكن صوفه الكثيف حماه من البرد باستثناء أنفه الصغير العاري من الصوف. مشى طويلا، ثم فجأة صادف شبحا. فتجمد في مكانه ورفع أذنيه ينصت. قويت الحركة، ورأى الخروف أمامه كلبا يخرج من بين الأشجار. قال الكلب: “سيدي فقير، ولم يعد قادرا على إطعامي، فتركني أرحل. ولا أعرف مكانا أرحل إليه.”

أجاب الخروف: “تعال معي. أنا أتبع تلك النجمة الساطعة.” مشى الخروف والكلب معا في الظلام، متلفتين حولهما منصتين لكل حركة وصوت.

فجأة، سمعا وقع خطوات. تطلع الخروف حوله وراح يشتم الهواء. وتطلع الكلب حوله وراح يستمع الأرض. ثم توقفت الخطوات. صاح الكلب: “من القادم؟” فرد صوت ضعيف قائلا: “أنا حمار عجوز متعب.” وبرز من ظلام الليل حمار ذو أذنين طويلتين، وقال: “طردني سيدي لأني لم أعد قادرا على الحمل. ولا أعرف مكانا أرحل إليه.”

قال الخروف: “تعال معنا، إذا. إننا نتبع تلك النجمة الساطعة.”

الوصول إلى المغارة

وهكذا مشى الخروف والكلب والحمار معا في الظلام. مشت الحيوانات الثلاثة طويلا، متلفتة حولها منصتة لكل حركة وصوت. وصلت، فجأة، إلى حيث تقف النجمة الساطعة، فوجدت أمامها مغارة، فوقفت على بابها. قال الخروف: “أسمع صوت طفل يبكي.”

مد الخروف رأسه ونظر داخل المغارة، وكذلك فعل الكلب والحمار، فإذا أمامها مشهد محزن. رأت طفلا يبكي من شدة البرد وقد ازرق جسده. ورأت إلى جانبه سيدة ترتجف من أثر الرياح الباردة التي تعصف في المغارة. وإلى جانب السيدة رجل يرتجف هو الآخر وتهتز لحيته اهتزازا عنيفا.

الدفء والنجاح

أسرعت الحيوانات الثلاثة إلى داخل المغارة، وراحت تدفئ الطفل والمرأة والرجل بأجسادها. وسرعان ما تمشى الدفء في جسد الطفل وتوقف الرجل والمرأة عن الارتعاش. وابتسم الطفل ابتسامة وادعة واصطبغت وجنتاه بلون الورد.

أحست الحيوانات بسعادة عامرة لأنها استطاعت أن تساعد أسرة فقيرة، وشكرت العناية التي هيأت لها تلك النجمة الساطعة.