قصة صانع الجزيرة
ملخص قصة صانع الجزيرة
في قديم الزمان، هطلت أمطار غزيرة على جزيرة نائية مما أدى إلى فيضان عظيم غطى سطح الجزيرة بأكمله. وسكجاك، الشقيق الأكبر للطير والحيوان، صنع طوفًا لينقذ بعض المخلوقات، لكنه لم يتسع للجميع. ومع استمرار الفيضانات، غرقت الجزيرة بالكامل واختفت.
وسكجاك أراد صنع جزيرة جديدة، لكنه كان بحاجة إلى حفنة من التراب. طلب من ثعلب الماء والقندس المساعدة، لكنهما فشلا في جلب التراب من قاع الماء. أخيرًا، استنجد وسكجاك بفأر المسك الصغير، الذي غطس بشجاعة واستطاع أن يجلب حفنة من التراب، لكنه أغمي عليه خلال المهمة.
وسكجاك نفخ في التراب ووضعه على ظهر السلحفاة حتى جف، ثم بدأ ينفخ فيه لينشئ أرضًا جديدة. عمل وسكجاك بجد حتى أصبحت الجزيرة صالحة لجميع أصدقائه. أرسل الحيوانات لاستكشاف الجزيرة، وكان الجميع راضين. استقر فأر المسك في المستنقعات، سعيدًا بجذور النباتات والمياه.
القصة تعلم الأطفال أهمية المثابرة والعمل الجماعي وكيف يمكن للتحول من الفشل إلى النجاح من خلال التعاون والشجاعة.
قصة صانع الجزيرة مكتوبة
منذ زمن بعيد جدًا هطلت أمطار غزيرة فوق إحدى الجزر المنعزلة النائية. تعاظمت مياه الأنهار والبحيرات وحدث فيضان عظيم غطى سطح الجزيرة. صنع وسكجاك، الشقيق الأكبر للطير والحيوان، طوفًا أنقذ بواسطته عددًا من المخلوقات. لكن الطوف لم يكن يتسع لسائر أنواع الطير والحيوان، فانقرض عدد كبير من تلك الأنواع. ثم هاج البحر وتدافعت مياهه، فغطت الهضاب ورؤوس المرتفعات، وغرقت الجزيرة كلها واختفت.
البحث عن التراب
انتظر ركاب الطوف طويلاً لكن الأرض لم تعد إلى الظهور، رغم توقف الأمطار وهدوء البحر. قال وسكجاك: “لو كان معي حفنة من التراب لصنعت جزيرة جديدة تكفي لركاب هذا الطوف.” كان وسكجاك بحاجة إلى حفنة التراب تلك ليصنع جزيرته، فإنه لم يوهب القدرة على صنع شيء، لكنه وهب القدرة على تحويل الأشياء من شكل إلى آخر. نادى ثعلب الماء وقال له: “يا أخي أنت قوي وشجاع وسباح ماهر، اغمس في الماء وجلبني بشيء من التراب.” كان ثعلب الماء يحب الإطراء، فدبت به الحماسة وغطس في الماء دون إبطاء، لكنه وبعد أن أشرف على الاختناق عاد دون أن يأتي بالتراب.
نادى وسكجاك القندس وقال له: “يا أخي القندس، أنت قوي وشجاع وسباح ماهر، جلبني بحفنة من التراب فأعطيك في جزيرتي الجديدة مسكنًا مريحًا من الطين والعيدان.” ضرب القندس ذيله العريض في الماء، ثم غطس. ظل يغطس طويلاً لكنه لم يصل إلى قعر الماء، ولما خاف الاختناق عاد إلى الطوف.
المثابرة والتحدي
صاح وسكجاك: “حاول مرة ثانية! ابذل جهدًا أعظم. سأعطيك زوجة تعيش معك في منزلك.” عاد القندس إلى الماء، وبدل جهدًا عظيمًا، وكاد أن يصل، وأحس برائحة الأرض، لكنه عجز عن الوصول، فعاد إلى سطح الماء، بعد أن أشرف على الاختناق. نادى وسكجاك فأر المسك وقال له: “يا أخي، أنت صغير ولكنك شجاع جدًا وسباح ماهر، جلبني بحفنة من التراب أصنع منها الجزيرة، فأعطيك حق اختيار المكان الذي تعيش فيه.”
تردد فأر المسك قليلاً، فشجعه وسكجاك قائلاً: “سأعطيك جذورًا كثيرة تأكلها أنت وأولادك الكثيرون.” أجاب فأر المسك: “سأحاول، لكن اربطوا ذيلي بحبل ترفعونني به إذا مت.” صنع وسكجاك من رقعة جلدية حبلًا دقيقًا طويلاً ربطه إلى ذيل فأر المسك. وغطس الحيوان الصغير في الماء مستخدمًا ذيله في توجيه سباحته، وراح ينزل وينزل وينزل إلى أن أحس أنه مشرف على الاختناق.
الوصول إلى التراب
لم يتوقف فأر المسك، بل مد يديه أمامه وأحس بهما تلمسان الأرض. لكن في تلك اللحظة انقطع تنفسه. أحس وسكجاك بارتخاء الحبل فعرف أن فأر المسك قد لمس الأرض، فأسرع يرفع الحبل. كانت ذراعا الحيوان الصغير ملتصقتين بصدره، وبين مخالبه الطين المنتظر. لم يضيع وسكجاك لحظة واحدة، فقد عرف أن الحيوان لم يمت، بل انقطع تنفسه. فأسرع ينفخ في منخريه عبر قصبة. وما هي إلا لحظات حتى عاد فأر المسك إلى تنفسه، وراح يفاخر بمغامرته.
وضع وسكجاك حفنة التراب فوق ظهر السلحفاة لتجف في الشمس. بعد ذلك، أخذ ينفخ في حفنة التراب، نفخًا هادئًا في البداية، ثم راح ينفخ بقوة متعاظمة. فغطى التراب المنطقة المجاورة للطوف، وتحول إلى أرض صلبة يمكن الوقوف عليها. ظل وسكجاك يعمل أياما وشهورا حتى لم يعد يرى من حوله إلا اليابسة.
استكشاف الجزيرة الجديدة
كان يريد أن تكون الجزيرة صالحة لسائر أصدقائه. فطلب من الأيل أن يدور في الجزيرة ليستكشفها. عاد الأيل راضيا، وقال: “إنها واسعة، أستطيع أن أجري فيها كما أشاء.” ثم طلب من الدب أن يستكشف الجزيرة. فمشى الدب الثقيل مشية بطيئة. وعاد بعد وقت طويل يقول: “إنها واسعة تكفيني. أستطيع أن أمشي فيها كما أشاء.” لكن قشرة الأرض كانت رقيقة في بعض الأماكن لم تتحمل ثقل الدب فبرز الماء في موضع خطواته، وسمى وسكجاك تلك البقعة مستنقعًا.
ثم أرسل وسكجاك الذنب والغراب وثعلب الماء والقندس وفأر المسك لاستكشاف الجزيرة، وعادت جميعها راضية.
توزيع الأماكن
جلس وسكجاك أمام النار، وجلس حوله أصدقاؤه. قال ثعلب الماء إنه يريد أن يعيش في الماء وفوق اليابسة، وكذلك كانت رغبة القندس وفأر المسك. لكن فأر المسك كان له قبل غيره حق اختيار المكان الذي يقيم فيه منزله. نمت الغابات والمراعي الغنية بالطعام، فبدا لفأر المسك أنه ارتكب خطأ، ورغب في العيش على الشواطئ المعشبة.
ثم عندما جفت التلال جفافًا تامًا، عدل فأر المسك عن رأيه مرة أخرى، ورغب في العيش فوق التلال. فامتعض وسكجاك منه وقال له: “ألا تثبت على رأي؟ مرة تريد الأماكن الجافة، وأخرى تريد الأماكن الرطبة! سأعطيك مملكة نصفها يابسة ونصفها ماء.” وهكذا عاش فأر المسك في المستنقعات، سعيدًا بالمياه والأعشاب الخضراء وجذور النباتات، وأنجب الكثير من الأولاد وكان له طعام وفير.
معرض الصور (قصة صانع الجزيرة)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث