قصة شجرة الأسرار
ملخص قصة شجرة الأسرار
قصة شجرة الأسرار هي واحدة من أروع القصص الموجهة للأطفال التي تجمع بين المغامرة والتعلم. تحكي القصة عن أرملة فقيرة لديها ولدان، صالح ومالح، يختلفان في طباعهما. صالح عطوف وكريم، بينما مالح عنيد وطائش. تبدأ المغامرة عندما تغادر الأم ولديها للبحث عن حياة كريمة. في رحلتهما، ينفد الطعام، ويكشف لنا مالح عن طبيعته الأنانية بعدم مشاركة طعامه مع أخيه. يفترق الأخوان بعد مشاجرة، ويعاني صالح من حادث يفقده بصره.
تتغير حياة صالح عندما يكتشف سر شجرة الزيزفون العجيبة التي تعيد إليه بصره بعد أن استمع لأسرار الحيوانات التي تجمعت تحتها للاحتفال بمطلع الربيع. يصعد صالح الشجرة ويمسح عينيه بأوراقها الندية فيستعيد بصره. ينقل صالح هذا السر للملك يوهان الذي كان يعاني من العمى، وبالفعل يستعيد الملك بصره ويعين صالح مستشارًا له.
تستمر المغامرات عندما تصبح ابنة الملك مشلولة، ويجد صالح الحل بفضل نصيحة الحيوانات. بعد شفاء الأميرة، يواجه مالح تحديًا لإثبات تغييره ويمنحه الحيوانات فرصة لذلك.
من خلال قصة شجرة الأسرار، نتعلم عن الكرم والتعاون وأهمية التسامح. تعكس القصة كيف يمكن للطيبة والصبر أن يغيرا مصائر الأفراد ويعيدان لهم الأمل. للأطفال، هذه القصة ليست مجرد حكاية ممتعة، بل درسًا مهمًا في الأخلاق والتصرفات الصحيحة.
قصة شجرة الأسرار مكتوبة
في قديم الزمان كان يعيش في بعض البلاد البعيدة أرملة فقيرة وولداها صالح ومالح. وكانت الأم تعجب دائمًا من ولديها كيف يختلفان طبعا. فصالح عطوف كريم، ومالح عنيد طائش. في أحد الأيام قالت الأم: “يا ولدي أنتما الآن في سن الفتوة، فعليكما أن تجولا في الأرض بحثًا عن حياة كريمة.”
ثم أعدت لكل منهما صرة من الطعام، وودعتهما قائلة: “كان الله معكما! ولا تنسيا أمكما.”
مشى الأخوان طويلا، وتوقفا مساء عند طرف غابة ليرتاحا ويأكلا. نظر مالح في صرة طعام أخيه، وقال: “ما رأيك أن نأكل كلانا من صرتك، وعندما تفرغ نأكل معا من صرتي؟”
فتح صالح صرة طعامه راضيًا، وقال: “نأكل كلانا من صرتي أولا.”
الجوع والنزاع
بعد يومين من السير الشاق نفد الطعام من صرة صالح. فالتفت صالح إلى أخيه ليشاركه في طعامه. لكن مالح لم يكن راغبًا في أن يتقاسم الطعام مع أحد، فأبعد صرته وجلس في زاوية بعيدة يأكل وحده.
قال صالح: “شاركتني في طعامي يا أخي، ألا تسمح لي أن أشاركك في طعامك؟” قال مالح: “كنت أحمق عندما تركت غيرك يشاركك في طعامك، ولن أكون أنا أحمق مثلك.”
حزن صالح كثيرًا، وقال: “إذا كنت تمنع عن أخيك الطعام، فطريقك غير طريقي. سأجول في الدنيا، منذ الآن، وحدي، وأبحث عن حياة كريمة دونك.”
غضب مالح غضبًا شديدًا، واندفع نحو أخيه وخبطه خبطة عنيفة، وهو يصيح: “تريد أن تتركني وحدي، أيها الأخ الشرير؟”
وقع صالح على صخرة أصابت رأسه. وبدا له في تلك اللحظة أن ضوء النهار يهرب منه. وما هي إلا لحظات حتى كانت الدنيا كلها حوله ظلامًا دامسًا.
مد صالح يديه يتلمس الأشياء، وصاح: “أين أنت يا مالح؟ أنا لا أرى شيئًا!”
الضياع والبصيرة
عندما أدرك مالح أن أخاه قد فقد بصره خاف، وراح يجري بأقصى سرعة حتى ابتلعته البرية. جلس صالح وحيدًا عند حافة الغابة، لا حول له ولا قوة. وكان يعلم أن الليل يوشك أن يهبط، وخشي أن يظل في مكانه فتخرج إليه ليلا الحيوانات المفترسة.
زحف أخيرًا إلى الغابة، وأخذ يتلمس طريقه بين أشجارها حتى انتهى إلى شجرة زيزفون كبيرة عطرة، فتسلقها واستقر بين أغصانها العالية. وقال في نفسه: “أنا هنا بأمان من وحوش الغابة. وسأكون أول من يسمع تغريد الطيور، فأعرف أن الصبح قد انبلج.”
الاجتماع والحل السحري
استيقظ صالح ليلاً على أصوات وهمهمات. كانت بعض حيوانات الغابة – وهي الذئب كشور، والثعلب أبو الحصين، والأرنب مهربان، والدب نعسان – قد اجتمعت على عادتها كل عام، للاحتفال بمطلع الربيع. راحت الحيوانات الأربعة ترقص وتغني وتطرب، وتأكل وتشرب، ثم جلست تسمر وتروي الحكايات.
روى الثعلب أبو الحصين حكاية دجاجة سمينة افترسها، وروى الذئب كشور حكاية غنمة شهية اقتنصها. وذكر الأرنب مهربان أنه ليس عنده حكايات يحكيها، فهو مشغول دائمًا في الهرب من الصيادين. ثم جاء دور الدب، فقال: “كان الأسد هصور، ملك الحيوانات الجسور، قد شاخ وأصيب بالعمى. وقد وصف له مستشاروه من الحيوانات الخبيرة بنباتات الغابة الطبية، أن يمسح عينيه بالندى العالق بأوراق شجرة الزيزفون هذه التي نجلس الآن تحتها. وعندما فعل ذلك زالت الغشاوة عن عينيه وعاد بصره إليه!”
قال الثعلب: “هذه حكاية رائعة لو سمعها الملك الأعمى يوهان لكان أسعد إنسان!”
أحس صالح بقلبه يكاد يطير فرحًا. وظل ساهرًا ينتظر انقضاء الليل. وعندما سمع تغريد الطيور عرف أن الصبح قد انبلج، فأسرع يتلمس أوراق الشجرة الندية ويمسح بها عينيه. وما هي إلا لحظات حتى كان بصره قد عاد إليه.
البشارة والعودة
كان أول ما فكر فيه صالح أن يذهب إلى الملك يوهان، ملك تلك البلاد، ليبشره بما اكتشف. ومشى في الطريق المحاذية للغابة يترنم فرحًا بنعمة البصر التي عادت إليه.
علم الملك يوهان أن بباب القصر شابًا يزعم أنه يعرف كيف يعيد البصر إلى عينيه، فاستدعاه وقال له: “أيها الشاب، هذا أمر لا يجوز فيه المزاح. حاول كثيرون من قبل أن يعيدوا إلي البصر ففشلوا، وكانوا كلهم، قبل أن أسجنهم في قبو القصر، حكماء وأطباء. أأنت واحد من هؤلاء؟”
قال صالح: “لا، يا مولاي، أنا لست حكيمًا ولا أنا طبيب. ولكني أعلم أني وجدت العلاج الشافي، فقد كنت أنا نفسي عاجزًا عن الإبصار، وشفيت!”
الطريقة السحرية
بدا الاهتمام الشديد على وجه الملك، وقال: “حدثني عن ذلك، يا بني!”
قال صالح: “يا مولاي، كان قد وقع لي حادث أفقدني البصر. واتفق أن نمت فوق شجرة زيزفون أحتمي بها من الوحوش الكاسرة. وفي الصباح مسحت عيني بأوراق الشجرة الندية فعاد إلي بصري.”
انطلق الملك إلى شجرة الزيزفون في موكب ملكي. وأصر أن يتسلق الشجرة، وأن ينام فوق أغصانها العليا، مثلما كان صالح قد فعل تمامًا. وهكذا تجمع حوله المستشارون والمساعدون يحملونه ويشدونه ويعينونه على تسلق الشجرة، ثم تركوه ينام وحده فوقها.
الملك يستعيد بصره
لم يعرف الملك النوم تلك الليلة. وظل طوال الليل ملتصقًا بالشجرة، لا يبدي حراكا. وعندما سمع تغريد الطيور عرف أن الصبح قد انبلج، فأسرع يتلمس أوراق الشجرة الندية ويمسح بها عينيه. وما هي إلا لحظات حتى كان بصره قد عاد إليه.
انتفض الملك من فرح المفاجأة، فتكسرت من ثقله بعض الأغصان، واختل توازنه وهوى. لكنه تعلق بغصن قوي وراح يتأرجح في الهواء.
فر صالح والمستشارون وأمسكوا بالملك وأنزلوه إلى الأرض سالمًا.
حياة جديدة لصالح
منذ ذلك اليوم أصبح صالح مرافقًا للملك ومستشاره الأول. كان الملك يستشيره في شؤون المملكة الكبيرة والصغيرة، حتى في الأمور التي لا يعرف صالح عنها شيئًا.
مر عام على هذه الحال، وتعود صالح حياة القصر. إلى أن استدعاه الملك يومًا وقال له: “يا صالح، لعلك تعلم أني في مطلع كل ربيع أدعو ملوك الممالك المجاورة، والأمراء والحكماء في مملكتي، لقضاء أيام في قصري. وسيكون للقاء هذه المرة أهمية عظيمة، فإني سأرى بعيني هؤلاء الذين أدعوهم إلى قصري كل عام!”
مشكلة المياه
ثم قال: “لكن عندي، يا صالح، مشكلة خطيرة لا أعرف أحدًا في المملكة كلها يمكن أن يحلها سواك. لقد كانت مياه الآبار قد جفت في القصر منذ حين. أما القناة التي تجر المياه من الجبل فقد اضطربت بفعل الأمطار الغزيرة والعواصف القوية واختلطت بالطين. إني أريد لضيوفي مياهًا صافية، ولا أحب أن تخيب لي أملي.”
حار صالح في الأمر. فكيف يحل مشكلة الأمطار والعواصف؟ ثم سأل الملك أن يرى القناة، وذهب معه لتفحصها. رأى صالح المياه مختلطة بالطين حقًا، وعندما حاول الملك أن يتلقى بعض المياه سقط ضفدع في يديه.
البحث عن الحل
مشى صالح في حدائق القصر وطرق المدينة يفكر في العواصف والأنهار والمياه الصافية، ويتلفت حوله حائرًا عله يجد في ما يرى جوابًا. ثم قال وقد أحس باليأس: “لم أكن أعلم أن الحياة في القصور متعبة!”
رأى نفسه أخيرًا يخرج إلى البرية. وبينما هو يتأمل بشائر الربيع تذكر الحيوانات الأربعة التي تلتقي في تلك الليلة عينها من كل عام. فأسرع إلى شجرة الزيزفون بتسلقها، آملًا أن يجد عند الحيوانات جوابًا شافيًا.
الاجتماع السنوي للحيوانات
سرعان ما وصل الذئب كشور والثعلب أبو الحصين، والأرنب مهربان، والدب نعسان. واجتمعت الحيوانات، على عادتها كل عام، ترقص وتغني وتطرب، وتأكل وتشرب. ثم جلست تسمر وتروي الحكايات.
روى الدب والثعلب والأرنب حكايات طريفة خفيفة. أما الذئب فقد صمت برهة، ثم قال: “كنت مرة أستكشف بعض الكهوف المحيطة بقصر الملك يوهان. وانزلقت فجأة في كهف جوفي عميق مظلم يقع تحت مجلس الملك في البستان. ورأيت نفسي هناك أقع في مجرى مائي صاف. وقد خرجت من ذلك الكهف ببرد شديد وخوف من الكهوف كلها!”
اكتشاف النبع الخفي
عادت الحيوانات إلى بيوتها على أن تلتقي في مطلع الربيع الآتي. فقفز صالح من الشجرة وأسرع يطلب من الملك أن يأمر بحفر المجلس الملكي في البستان. عجب الملك لذلك الطلب وقال بشيء من الغضب: “ألم تجد مكانًا تحفره غير مجلسي الملكي؟” لكنه لم يرد أن يخالف مشورة مستشاره الأول، فأمر أن يحفر الصخر في ذلك الموضع. وما كان أعظم دهشته وسعادته حين انكشف الصخر عن نبع عظيم يسيل ماؤه الصافي الرقراق في أرض البستان كأنه جدول جوفي صغير.
صاح الملك يوهان: “الآن أستقبل ضيوفي مرفوع الرأس!” وعندما بدأ الضيوف يتوافدون على القصر، أسرع الملك يوهان يستقبلهم فرحًا ويشير إلى صالح قائلا: “هذا مستشاري الأول وطبيبي!”
الملوك يقدّرون صالح
بعد أن عاد الملوك إلى ممالكهم، وعاد الأمراء إلى منازلهم والحكماء إلى مناسكهم، استدعى الملك يوهان مستشاره الشاب، وقال له: “يا صالح، لقد أعطيتني العلاج الذي أعاد إلي البصر. وكشفت لي عن ينبوع الماء الصافي الذي سقى الملوك والأمراء والحكماء ورفع رأسي بين الضيوف الأعزاء. ولقد قدمت لي المشورة الصالحة في شؤون المملكة، كبيرها وصغيرها، فأنت بحق مستشاري الخطير وطبيبي الشهير!”
صمت الملك برهة، ثم قال: “لكن، يا صالح، أنا مع ذلك رجل حزين. فابنتي الأميرة الشابة مشلولة. لقد وقعت عن ظهر جوادها قبل عامين، وهي منذ ذلك اليوم عاجزة عن المشي. لقد وعدتها أن أجد لها العلاج الشافي، وأن يكون ذلك هدية لها في عيد ميلادها بعد أيام، ولا أحب أن أخيب أملها. أنت أعدت لي بصري، فعليك الآن أن تشفي ابنتي!”
البحث عن علاج الأميرة
وقف صالح خائفًا حائرًا. فكيف يشفي صبية مشلولة عجز الأطباء والحكماء عن شفائها؟ وقال في نفسه أخيرًا: “لعل عند حيوانات الغابة جوابا!” لكن كان عليه هذه المرة أن يذهب هو إلى الحيوانات، لا أن ينتظرها فوق شجرة الزيزفون. فمطلع الربيع الآتي بعد عام، والملك لن ينتظر عامًا كاملاً.
خرج صالح إلى البرية، وحاول مرارًا أن يخاطب الأرنب. لكن الأرنب كان دائمًا يسرع في الهرب قبل أن يسمع كلمة واحدة من كلماته. وحاول مرارًا أن يخاطب الدب، لكن الدب كان دائمًا مشغولا مع أسرته، بعد أن نام في كهفه طوال الشتاء. راح صالح يبحث عن الذئب والثعلب. كان الثعلب أبو الحصين يراقب الحيوانات الصغيرة من وراء بعض الأشجار، فرأى الشاب يتلفت حوله، فخاف وأسرع إلى جاره الذئب كشور. ابتسم كشور ابتسامة عريضة، وقال: “لا تخف فهذا صالح! أنا أعلم من هو.”
نصيحة الحيوانات
خرج الذئب والثعلب من وراء الأشجار، فأسرع صالح إليهما، وقال: “أنا صالح. لقد أتيت اليوم إلى الغابة طلبًا لعونكما!”
قال الثعلب: “وكيف نعينك، يا صالح؟”
روى لهما صالح ما حدث له منذ أن نام فوق شجرة الزيزفون، وكيف أنه شفى نفسه، وشفى الملك، واستخرج الماء من أرض البستان الملكي. ثم قال: “والآن علي أن أشفي ابنة الملك المشلولة. لقد طلب مني الملك ذلك، ولا أستطيع أن أخالف له أمرًا. أرجوكما ساعداني!”
قال الذئب: “أنت يا صالح، قد أطعمت أخاك، وحملت العلاج إلى عيني الملك، واستخرجت له المياه من جوف البستان. نحن نعلم الآن أنك إذا وقعت على خير فهو لك وللناس. إذا سنكشف لك العلة التي أصابت ابنة الملك بالشلل. عندما وقعت الأميرة عن جوادها انغرست في ظهرها شوكة دقيقة، ولن تشفى من شللها إلا إذا انتزعت تلك الشوكة!”
علاج الأميرة وإعلان الزواج
شكر صالح الذئب والثعلب، وأسرع إلى القصر وأعلم الملك بالأمر. فهب الملك وأمر طبيبه أن ينتزع تلك الشوكة. وما هي إلا لحظات حتى كانت الأميرة تمشي وتغفر وتمرح كما يمشي الشباب ويغفرون ويمرحون.
أعلن الملك في أنحاء المملكة أن الأميرة ابنته ستقترن بمستشاره الأول وطبيبه وطبيب المملكة كلها، صالح. فأقيمت احتفالات عظيمة، وتوافد الناس إلى القصر مهنئين ومشاركين.
لقاء الأخوين
لاحظ صالح في هذه الأثناء أن نفرًا من المتشردين قد تجمع حول القصر طمعًا بشيء من الطعام، ولفت انتباهه هيئة أحدهم. أحس صالح أن قلبه يكاد يغفر من صدره، فخرج إلى ذلك المتشرد فإذا هو حقًا أخوه مالح.
أقبل صالح على أخيه يعانقه. أما مالح فقد استغرب، أول وهلة، ما يحدث. فإنه لم يعرف أخاه في ثياب الأغنياء وهيئة النبلاء.
قال صالح: “أنت منعت الطعام عن أخيك، أما أنا فأطعم أخي!” ثم أدخله معه إلى مجلس الملك، وقال: “مولاي، هذا أخي!”
بعد أيام، خرج الأعوان صالح ومالح للنزهة في بستان القصر. فذكر مالح أنه منذ أن ترك أخاه عاش فقيرًا، وكثيرًا ما كان ينام دون طعام. وروى صالح بدوره ما جرى معه بعد أن فقد بصره، وقال: “يا أخي، إذا شئت أدلك على شجرة الزيزفون، لعلك تسمع من أسرار الحيوانات ما يجعلك تجد حقك بين البتراء.”
مغامرة مالح مع الحيوانات
في مطلع الربيع التالي خرج مالح إلى البرية، وأسرع إلى شجرة الزيزفون يتسلقها قبل حلول الظلام. وبعد قليل أقبلت الحيوانات الأربعة: الذئب كشور، والثعلب أبو الحصين، والأرنب مهربان، والدب نعسان. فاجتمعت على الرقص والغناء، وتناولت الطعام والشراب، ثم جلست تسمر وتروي الحكايات.
حرص مالح على ألا تفوته كلمة مما تقوله الحيوانات. وبينما هو يمد جسده ويتنصت، انزلق من أعلى الشجرة وسقط بين الحيوانات المجتمعة.
انتفض الدب والذئب غضبًا، وارتد الثعلب إلى الوراء، واحتمى الأرنب وراء الدب.
اختبار مالح
قال الذئب: “أنا أعرف هذا الرجل، إنه مالح! لقد رأيته يسيء إلى الناس ويخدعهم. بل قد رأيته يخدع أخاه ويمنع عنه الطعام!”
قال الدب: “إذا كشفنا أمامه سرًا من أسرارنا فقد يستخدمه في خداع الناس، ولن ينفع أحدًا إلا نفسه.”
قال الأرنب: “هو أيضًا ضخم الجسم، وأنا أخاف منه!”
ابتسم الثعلب ابتسامة ماكرة، وقال: “إنه محتال فعلا، لكن قد يتغير المحتال من حال إلى حال. ليعد إلينا مالح في العام المقبل، فإذا كان قد أحسن الفعل أسمعناه حكاياتنا، وإلا طلبنا منه أن يعود بعد عام آخر، وآخر، إلى أن يتأكد لنا أنه أصبح سويا صالحا.”
فرصة مالح للتغير
وهكذا كان، أن اتفقت الحيوانات على أن تعطي الفتى فرصة ليصلح من حاله.
عاش صالح وزوجته الأميرة الفاتنة في قصر مجاور لقصر الملك. فقد كان الملك يريده أن يكون قريبًا منه يستشيره في شؤون المملكة، كبيرها وصغيرها، في أي وقت يشاء. وكان صالح قد استدعى أمه، فجاءت إلى القصر ونسيت عيشة الفقر. أما مالح فقد انطلق يدور في الدنيا، عله يكتسب شيئًا من الصدق والمحبة. فقد كان عليه أن يمثل بعد عام أمام الحيوانات الأربعة: الدب والذئب والثعلب والأرنب، فيراقبها ترقص وتغني وتطرب، وتأكل وتشرب، ويقدم لها حسابًا عما تعلم في ذلك العام.
مناقشة القصة
- بم كان صالح ومالح يختلفان، وكيف؟
- ما كان جواب مالح عندما طلب منه أخوه أن يشاركه طعامه؟
- لم تسلق صالح الشجرة؟
- هل توافق المؤلف على الأسماء التي أعطاها للذئب والثعلب والأرنب والدب؟ لماذا؟
- كيف كان رد فعل الملك حين علم أن بالباب شابا يزعم أنه قادر على شفائه؟
- أين نام الملك ليلته تلك، ولماذا؟
- ما المطلب الجديد للملك؟
- لم اختبأ صالح فوق الشجرة فلم يكشف عن نفسه؟
- ما كانت المكافأة التي حصل عليها صالح؟
- ما كان مطلب الملك هذه المرة من مستشاره الخطير وطبيبه الشهير؟
- بم كان الدب مشغولا، ولماذا؟
- لم قررت الحيوانات مساعدة صالح؟
- لم لم يعرف مالح أخاه أول الأمر؟ كيف تعرف أن صالحًا لم يخجل من هيئة أخيه المتشرد؟
- لم لم يخبر صالح أخاه مالحا بسر شجرة الزيزفون؟
- لم لم تساعد الحيوانات مالحا؟ ما الشرط الذي وضعته لمساعدته؟
- هل تعتقد أن مالحا سيفي بوعده هذه المرة؟ لماذا؟
- بكلمة واحدة، صف شخصية كل من صالح ومالح والملك. علل جوابك.
معرض الصور (قصة شجرة الأسرار)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث