قصة زنبقة الصخرة
ملخص قصة زنبقة الصخرة
كان علاء فتى يتيماً يعيش في منزل عمه العجوز. منذ طفولته، أحب علاء الخروج إلى البرية، حيث يلعب بين الأزهار والأشجار ويرعى الحيوانات الصغيرة. كانت حديقته الأجمل في القرية، واعتاد أهل القرية أن يتعجبوا من مهارته في الزراعة.
أهدى عمه لعلاء خاتماً ذهبياً مرصعاً بحجر زمرد، وأوصاه بأن يقدم الخاتم للفتاة التي يحبها عندما يكبر. قرر علاء أن يهدي الخاتم إلى جارته زينة، الفتاة ذات العيون الخضراء والشعر الذهبي. ولكن، عندما كان يخفي الخاتم في نقرة صخرة في حديقته، جاء طائر ضخم وخطف الخاتم.
ذهب علاء في بحث محموم عن الخاتم، وخلال رحلته، التقى بفتاة جميلة ذات بشرة سمراء وعينين سوداوين تدعى نور الصباح، التي أعادت له الخاتم. تأثر علاء بجمالها وبدأ يفكر فيها كثيراً.
مرت الأيام، وكبر علاء وزينة. أصبحت زينة حزينة عندما أدركت أن علاء لم يعد يهتم بها. في هذه الأثناء، بدأت نور الصباح تزور علاء في حديقته. لكنها توقفت عن زيارته فجأة عندما علمت أن أميراً من بلد مجاور طلب يدها.
حاول علاء مواجهة الأمير بسيف، ولكن الناس ظنوا أنه يحتفل بقدوم الأمير. عاد علاء إلى حديقته وأصابه الحزن، وفي تلك الليلة، نصحته الزنبقة أن يأخذ الخاتم ويطلب يد الأميرة نور الصباح. رغم حيرته، استجمع شجاعته واقتلع الزنبقة ليأخذ الخاتم.
ذهب علاء إلى قصر الملك وطلب يد الأميرة، لكن الملك أخبره بأن ابنته مخطوبة للأمير. رحل علاء بخيبة أمل، ولكنه التقى بنور الصباح التي أبلغته بأن والدها يرغب في تعيينه بستانياً في القصر. أدرك علاء أن نور الصباح تراه بستانياً مميزاً، فقرر العودة إلى قريته.
مرت الأيام، ومع حلول الربيع، بدأت الزنابق تنبت في أنحاء القرية، بما في ذلك حديقة زينة. وفي أحد الأيام، مرت نور الصباح بالقرية ورأت الزنابق الجميلة، بينما استمر علاء في العناية بحديقته وزنبقته الجديدة.
توضح القصة أهمية الحب الحقيقي والصبر، وكيف أن التقدير لجمال الطبيعة يمكن أن يكون جزءاً كبيراً من هويتنا وسعادتنا.
قصة زنبقة الصخرة مكتوبة
علاء كان يتيماً يعيش في منزل عمه العجوز. اعتاد منذ صغره أن يخرج إلى البرية حيث يمرح بين الأزهار والأشجار ويلعب مع الحيوانات والطيور. إذا لم يخرج إلى البرية، كان يقضي بعضاً من يومه في حديقة منزله يهتم بأزهارها وأشجارها حتى أصبحت أجمل حدائق القرية. كان أهل القرية يقولون: “لو زرع علاء الصخر لأنبت زهراً!”
الخاتم الثمين
في أحد الأيام، استدعاه عمه وقال له: “يا بني، لقد تركت لك أمك خاتماً وأوصتني أن أسلمه لك عندما تصبح فتى يافعاً. لقد أهدتها أمها هذا الخاتم عندما تزوجت أباك وهي توصيك أن تهديه عندما تكبر، إلى الفتاة التي تحب.”
ثم أخرج من علبة خشبية صغيرة خاتماً ذهبياً مرصعاً بحجر زمرد فريد، وقدمه لعلاء. أخذ علاء الخاتم بفرح عظيم واحتضنه بقوة قائلاً في نفسه: “أعرف لمن سأهدي هذا الخاتم!” ركض علاء إلى منزل مجاور تحيط به حديقة جميلة حيث كانت تعيش فتاة خضراء العينين ذات شعر ذهبي اسمها زينة.
قال علاء: “إن عندي سراً، يا زينة!”
ردت زينة: “أتطلعني عليه؟”
“سأطلعك عليه إذا وعدت ألا تبوحي به لإنسان!”
وعدت زينة بعدم البوح، فأخرج علاء الخاتم وقال: “هذا الخاتم تركته لي أمي لأقدمه عندما أكبر، هدية للفتاة التي أحب!”
المكان السري للخاتم
أشعّت عينا زينة فقد كانت تعرف أن علاء يحبها، وكانت هي أيضاً تحب علاء. كانت واثقة أن علاء يريد أن يقول لها إنه يحبها وأن هذا الخاتم سيكون يوماً خاتمها. قال علاء: “أين أخبئ هذا الخاتم، يا زينة؟” ردت زينة: “علقه بسلسلة وارتديه حول عنقك!” لكن علاء لم يأخذ برأيها خوفاً من ضياع الخاتم أثناء اللعب أو العمل في الحديقة.
بينما كان يوماً يعمل في حديقته، وكانت زينة إلى جانبه، التفت إليها وقال: “وجدت المكان المناسب، يا زينة!” كان هناك صخرة كبيرة في الحديقة، وكان بها نقرة عميقة قال: “هذا مكان آمن لا تلتفت إليه العيون!” وأسرع هو وزينة يخبئان الخاتم في تلك النقرة.
طائر المنقار
مرت سنوات، وكبر علاء وزينة، وأصبح اليوم الذي سيقدم فيه علاء الخاتم إلى زينة قريباً. لكن في صباح أحد الأيام، حط فوق الصخرة في حديقة علاء طائر ضخم طويل المنقار. أدخل الطائر منقاره في نقرة الصخرة والتقط الخاتم وطار بعيداً. رأى علاء الطائر يخطف خاتمه وجرى وراءه لكنه سرعان ما اختفى الطائر عن الأنظار.
أخذ علاء يجري كالمجنون يبحث عن الخاتم بين الأعشاب وفوق الشجر، ورأته حيوانات البرية وطيورها فظنت أنه أصيب بالجنون فهربت بأصوات عالية. كان علاء يجري وراءها ويصيح: “هل رأيت الطائر ذا المنقار الذي خطف خاتمي؟” لكن الطيور لم تكن تسمع ما يقول.
أوشك الظلام على الهبوط، فخفض علاء رأسه حزناً ومشى عائداً إلى قريته. كان في أثناء الطريق ينظر إلى الأرض وحواليه. فجأة، سمع صوتاً رقيقاً يقول: “أضيعت شيئاً، أيها الفتى؟”
الفتاة الساحرة
التفت علاء فرأى صبية تضب يديها كأنها تخفي شيئاً. قالت الصبية: “صف لي هذا الخاتم!” فأجاب: “إنه خاتم ذهبي مرصع بحجر زمرد وقد تركته لي أمي لأقدمه للفتاة التي أحب!”
ابتسمت الصبية وقدمت له الخاتم قائلة: “إنه خاتم جميل! وجدته على رأس جوادي وكأنما سقط من السماء!”
كانت الفتاة ذات عينين سوداوتين وبشرة سمراء ناعمة وشعر أسود طويل. مشى علاء في طريق القرية فرحاً لكنه كان يشعر أن شيئاً فيه قد تغير. لم يكن يستطيع أن يبعد صورة الفتاة عن ذهنه وكان يردد في نفسه: “إنها أجمل فتاة في الدنيا!”
أعاد علاء الخاتم إلى النقرة في الصخرة، لكنه ملأها بالتراب قائلاً: “لن يخطف طائر خاتمي مرة أخرى!”
زنبقة الصخرة
أقبل الشتاء. كان شتاءً بارداً عاصفاً، فغطى الثلج سفح الجبل، ولجأ الناس إلى منازلهم يقضون فيها جانباً كبيراً من أوقاتهم. أما علاء، فكان يخرج كل يوم إلى البرية يحمل حباً للطيور وطعاماً للحيوانات الصغيرة.
في يوم من أيام الربيع، وكان الثلج قد ذاب كله، لاحظ علاء في نقرة صخرة الحديقة نبتة صغيرة. سرعان ما كبرت تلك النبتة فإذا هي زنبقة حمراء تنبت من الصخر وترفع رأسها الجميل عالياً فوق أزهار الحديقة كلها. ذاع في الجوار أن في حديقة علاء زنبقة تنبت في الصخر. كان الناس يمرون من أمام الحديقة يتأملون زنبقة الصخرة لحظة، ثم يتابعون سيرهم.
لقاء الأميرة
في أحد الأيام، كانت الأميرة نور الصباح تمر في القرية، فوقفت هي أيضاً تتأمل تلك الزنبقة. رأى علاء الأميرة تنزل من عربتها، وسمع الناس يهتفون: “نور الصباح، الأميرة نور الصباح!” خفق قلبه خفقاناً شديداً، فقد كانت الأميرة هي الفتاة السمراء نفسها التي أعادت إليه خاتمه.
خرج علاء متردداً حيياً، فابتسمت الأميرة ابتسامة عريضة وقالت: “أنا نور الصباح!”
قال علاء: “أنا، يا سيدتي… أنا علاء!”
قالت نور الصباح: “لم أرَ أجمل من زنبقة الصخور هذه، ولم أرَ أجمل من حديقتك! لم أكن أعلم أن في البلاد حديقة أجمل من حديقتي!” ثم مالت على علاء، وقالت له هامسة: “قل لي، ماذا فعلت بخاتمك الذي ستهديه إلى الفتاة التي تحب؟”
الحيرة
احمر وجه علاء حياءً، وقال بصوت خفيض: “مولاتي، إنه مخبأ تحت زنبقة الصخرة!”
أضاء وجه نور الصباح بفرح شديد، وقالت: “لم أسمع بأجمل من حكاية هذا الخاتم، يا علاء! صاحبة هذا الخاتم ستكون محظوظة!”
منذ ذلك اليوم، صارت نور الصباح تتردد على حديقة علاء، تجول معه فيها وتسأله عن زنبقة الصخرة وغيرها من الأزهار. كان عندها هي أيضاً حكايات جميلة عن حديقتها وأزهارها وأطيارها. لم يعد علاء يفكر إلا في نور الصباح. لم يعد يخرج من ولا يخرج إلى البرية، ولا يطعم الطيور والحيوانات الصغيرة، ولا يذهب إلى زينة.
الاختيار
في أحد الأيام، قالت نور الصباح: “ألا تأتي يوماً إلى حديقتي، يا علاء؟” أحس علاء يومها أنه قد آن الأوان أن يقدم خاتم الزمرد إلى الفتاة التي يحب. تلك الفتاة لم تكن زينة، بل كانت نور الصباح. وكانت زينة حزينة جداً.
لم تزر نور الصباح بعد ذلك اليوم حديقة علاء، بل حتى لم تعد تمر في القرية. وسرعان ما ذاع بين الناس أن أميراً من بلد مجاور جاء لطلب يدها.
الحلم
أحس علاء بحزن شديد، وأقام في منزله لا يخرج منه أبداً، ولا يفكر إلا في نور الصباح. كثيراً ما كان يردد في نفسه: “لو كنت أميراً… ليتني كنت أميراً!”
سمع يوماً ضجيجاً، ورأى من شباك منزله الناس يتجمعون في طرقات القرية. وسمع بعضهم يقول: “الأمير آت! من هنا يمر الأمير!”
المحاولة
وجد علاء نفسه يجري إلى السيف المعلق على الحائط. لم يكن قد أمسك سيفاً من قبل. انتزع السيف، وجرى به إلى الشارع يريد أن يبارز الأمير. رآه الناس يرفع السيف ملوحاً به فظنوا أنه يفعل ذلك ترحيباً. فرفعوا، هم أيضاً، سيوفهم وراحوا يلوحون بها ويهتفون: “عاش الأمير، عاش الأمير!”
لم يعرف علاء في تلك الليلة النوم. قبيل بزوغ الصباح، خرج إلى حديقته وجلس أمام زنبقة الصخرة يتأملها ويفكر في الخاتم الذي تخفيه، ويحلم أن يضع ذلك الخاتم في يد نور الصباح. فجأة، بدا له أنه يسمع صوتاً رقيقاً يناديه. تلفت حوله فسمع الصوت يقول: “أنا الزنبقة يا علاء! خذ خاتمك واذهب إلى الأميرة واطلب يدها. فما في الدنيا يحبها كما تحبها أنت.”
القرار
بدا علاء خائفاً وحائراً، ثم قال: “كيف تطلبين ذلك؟ فأنا لن أصل إلى الخاتم إلا إذا اقتلعتك أنت!” جاء صوت الزهرة يقول: “أنا زهرة، إذا لم تقتلعني أنت، اقتلعني الشتاء أو اقتلعتني العواصف أو اقتلعني رجل لا يحب الأزهار!”
وقف علاء لحظات حائراً، ثم مد يديه المرتعشتين إلى الزنبقة وأخذ يسحبها. حمل علاء خاتم الزمرد وزهرة الزنبق التي اقتلعها، وركب بغلة عمه وتوجه إلى قصر الملك. كانت الأميرة نور الصباح قد حدثت أباها الملك عن صاحب زنبقة الصخرة والحديقة البديعة، فأذن له الحرس بالدخول.
دخل علاء بثيابه الريفية العتيقة على الملك الذي كان يحيط به أهل البلاط والأمير الزائر. وقال: “يا مولاي، جئت أطلب يد الأميرة نور الصباح!”
المواجهة أمام الملك
توقع أهل البلاط أن يأمر الملك رجاله برمي علاء في الحبس أو طرده أو حتى قطع رأسه. لكن الملك أشفق على ذلك الفتى الذي يحب الأزهار ويحب ابنته، فقال: “يا بني، ابنتي مخطوبة. طلب أمير كريم يدها ووافقنا على طلبه.”
أخرج علاء خاتم الزمرد وقال: “ما من أمير في الدنيا، يا مولاي، يحبها كما أحبها أنا! وإني أقدم لها هذا الخاتم الذي ورثته عن أمي!” ثم تلفت حوله فرأى الملك والأمير وأهل البلاط كلهم ينظرون إليه بإشفاق، فخفض رأسه وخرج.
نزل علاء درجات القصر خافض الرأس. فجأة سمع صوتاً رقيقاً ساحراً يناديه. كان ذلك صوت نور الصباح. كانت نور الصباح في حديقة القصر، فرأته وأسرعت إليه. أمسكت الأميرة يده وقالت: “تعال يا علاء، لقد حدثت أبي عنك وأنا أعرف أنه سيرحب بك. لقد ذكر لي أنه سيعينك بستانياً في القصر!”
لم يكن علاء يريد أن يكون بستانياً في قصر الملك. أراد أن يصرح في وجه نور الصباح. لكنه أدرك فجأة أن نور الصباح كانت تحب أزهاره، وكانت دائماً تراه زارع الأزهار البارع لا الفتى الذي تحلم أن يأتي إلى قصرها ويطلب يدها من أبيها الملك. فتمتم مودعاً ومضى إلى قريته.
وصل علاء ببغلته إلى القرية، فأحنى رأسه ومضى بها على مهل. كانت زهرة الزنبق لا تزال معه، لكنها كانت قد ذبلت وتغير لونها. واتفق أن سقطت منه في الطريق فتركها ولم يلتفت إليها.
الزنبقة النابلة
في اليوم التالي، كانت زينة تسير في القرية فرأت الزنبقة النابلة تحملها الريح من مكان إلى مكان، فأسرعت إليها وحملتها إلى منزلها وخبأتها بين كتبها وأوراقها. أقبل الشتاء. وكان في ذلك العام أيضاً بارداً جداً وعاصفاً. غطت الثلوج التلال والسفوح، وملأت الأرض وسطوح المنازل. كثيراً ما كانت زينة تفتح أوراقها، كلما فكرت في علاء، وتتأمل الزنبقة المخبأة بينها، وتقول:
أنا أحب زنبقة محفوظة في ورقة حكيت أسراري لها فهي شفاء معلقة
في أحد الأيام، هبت عاصفة قوية بدت وكأنها ستحمل معها الأشجار وسقوف المنازل. أغلقت زينة الأبواب والشبابيك وجلست في زاوية من زوايا المنزل خائفة. انفتح شباك فجأة، وعصفت في المنزل ريح قوية فرقت الكتب والأوراق وحملت معها الزنبقة اليابسة ونثرتها في فضاء القرية.
أخذ الناس في أواخر الشتاء يتفقدون الأرض حولهم وسفح الجبل. كان الثلج قد بدأ يتحول إلى ماء يسيل في السفوح ويغور في الأرض. وما كان أعظم دهشتهم إذ رأوا نباتات تطلع في الصخور التي تجاور منازلهم وفي صخور السفح كله.
الربيع الساحر
ما إن أطل الربيع حتى تفتحت تلك النباتات الصخرية عن زنابق كتلك الزنبقة التي كانت تزين صخرة علاء. بدا وكأن قريتهم وسفح الجبل كله حديقة من الزنابق الساحرة. وكانت أجمل الزنابق تلك التي نبتت في حديقة زينة وفي الصخور المجاورة لمنزلها. فقد بدت هناك عالية زاهية، تشع بألوانها وتلاعب الريح.
في يوم من أيام الربيع، مرت الأميرة نور الصباح في طريق القرية. كان الأمير إلى جانبها، فأطلت من العربة تتأمل الزنابق في البيوت وعلى سفح الجبل. وتمنت لو كان في بلدها الجديد الزاهبة إليه زنابق تنبت في الصخر كهذه الزنابق.
نبت في صخرة علاء أيضاً زنبقة، ففرح بها فرحاً شديداً، وصار يعتني بها كما كان يعتني بالزنبقة التي اقتلعها. لكنه هذه المرة كان ينوي أن يحافظ عليها.
معرض الصور (قصة زنبقة الصخرة)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث