قصة حلاق الإمبراطور

في قصة حلاق الإمبراطور، يكشف الحلاق الشاب ليان سر الإمبراطور طروجان، ويتعرض لمواقف غير متوقعة تؤدي إلى لم الشمل والعثور على الحب الحقيقي.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في قديم الزمان، كان هناك إمبراطور يُدعى طروجان يحكم بلاده بقبضة قوية، لكنه كان يحمل سراً يعذبه: كان لديه أذنان شبيهتان بأذني الحصان. وكان هذا السر معروفاً فقط لحلاقه العجوز الذي وافته المنية. عندما توفي الحلاق، بدأ طروجان في استدعاء حلاقين جدد، وكلما كشف لهم سره، كانوا يتعرضون للسجن، حتى جاء دور الشاب ليان.

كان ليان شاباً ذكياً وحكيماً، وعلى الرغم من معرفته بسر الإمبراطور، لم يُفصح عنه لأي شخص. بمرور الوقت، أصبح ليان حلاق الإمبراطور الموثوق به، مما أثار غيرة الحلاقين الآخرين الذين حاولوا التخلص منه دون جدوى. لكن ليان كان يحمل السر في قلبه وبدأ يشعر بالضيق من كتمانه.

ليان قرر أن يبوح بالسر لشجرة في البرية، حيث صرخ: “للإمبراطور طروجان أذنا حصان!” وأحس براحة كبيرة بعد ذلك. بعد فترة، وجد مشطاً ذهبياً عجيباً وأعادته للفتاة الجميلة قانيا التي كانت تحاول الهرب من حياة قاسية. نشأت بينهما علاقة عاطفية قوية.

عاد ليان إلى المدينة ليجد الناس يتحدثون عن سر الإمبراطور. ذهب ليان إلى القصر ليحاول تبرئة نفسه، فاستدعى الإمبراطور مستشاريه ليبحثوا عن مصدر الشائعة. اكتشفوا أن الراعي قد سمع الشجرة تردد السر بفعل الرياح.

ذهب الإمبراطور ورجاله إلى الشجرة، وعندها اعترف ليان بأنه بوح بالسر للشجرة لاعتقاده أن ذلك سيخفف عنه الحمل. أدرك الإمبراطور أنه لم يعد هناك حاجة لإخفاء سره، وأن الراحة النفسية أهم بكثير.

حين سمع الإمبراطور بقصة المشط الذهبي، أدرك أن قانيا هي ابنته المخطوفة التي كان يبحث عنها. وعاد ليان والإمبراطور بسرعة للقصر ليجمعوا الشمل بين الأب وابنته. في نهاية المطاف، تزوج ليان من قانيا، وعاشوا حياة سعيدة معاً. أصبح الإمبراطور طروجان أكثر سعادة وراحة بعدما تخلص من حمل السر وعاد ابنته إليه.

بهذا، انتهت قصة الإمبراطور ليان وفتاته الجميلة قانيا بنهاية سعيدة لكل الأطراف، ليعلمنا أن بعض الأسرار لا تستحق أن تبقى مخفية، وأن الحب والصدق هما الأساس في الحياة.

قصة حلاق الإمبراطور مكتوبة

في قديم الزمان كان يحكم بعض البلاد البعيدة إمبراطور اسمه طروجان. كان طروجان إمبراطوراً قوياً حازماً ذا هيبة وسلطان، لكنه لم يكن سعيداً. فقد كان لصوص الغابة قد هاجموا، أول عهده بالحكم، موكب الإمبراطورة وخطفوا ابنته الطفلة. وزاد في حزن الإمبراطور سر كان يعذبه ليلاً ونهاراً. فقد كان له أذنان عاليتان مدببتان شبيهتان بأذني حصان يخفيهما بطاقية إمبراطورية مناسبة. ولم يكن أحد من البشر يعلم بذلك السر إلا الحلاق العجوز الأمين الذي كان حلاقه منذ الطفولة وحلاق أبيه من قبل.

اختيار الحلاق الجديد

وجاء يوم مات فيه الحلاق العجوز الأمين. فاستدعى الإمبراطور مستشاريه وطلب إليهم أن يأتوه بحلاق بارع مؤتمن يحسن مخاطبة الأباطرة ويحفظ أسرارهم. فاختار المستشارون أبرع حلاقي الإمبراطورية وأحسنهم خلقاً ومعشراً، وجاؤوا به إلى القصر. أدخل الإمبراطور حلاقه الجديد إلى قاعة خالية من الناس، ووقف يتأمله برهة، ثم نزع فجأة طاقيته. جفل الحلاق وتمتم: “إن لك أذني حصان، يا مولاي!”. أعاد الإمبراطور الطاقية إلى رأسه، ونادى رجاله وأمرهم أن يرموا الحلاق المسكين في أعماق السجن.

صار المستشارون بعد ذلك يأتون كل يوم بحلاق جديد. وكان الحلاق يدخل القصر ولا يخرج منه أبداً وسرعان ما شاع الخبر في الإمبراطورية كلها. فدب الذعر في قلوب الحلاقين، وصار الواحد منهم يخشى أن يصله من الإمبراطور رسول يدعوه إلى القصر.

الجرأة والفرصة

غير أن حلاقاً شاباً فطناً اسمه ليان كان يتوق إلى أن يكون حلاق الإمبراطور. فلم يأبه بما يسمع من أخبار، وحتى لم ينتظر أن يأتيه رسول الإمبراطور، بل أعد نفسه للخدمة الإمبراطورية، وعزم على أن يتوجه إلى القصر.

أصيبت والدة الحلاق الشاب ليان بالذعر، ووقفت أمام ابنها ترجوه أن يعدل عن رأيه، بل ترجوه أن يترك المملكة كلها قبل أن يأتي دوره ويقع اختبار الإمبراطور عليه. لكن ليان كان قد عزم على أن يكون هو حلاق الإمبراطور، وقال لأمه: “يا أمي، لقد كنت دائماً تقولين إنه لا يليق بي إلا أميرة. إذا كنت سأتزوج أميرة، كما تقولين، فعلي أن أعاشر السلاطين لا الحلاقين!”.

طلب ليان مقابلة الإمبراطور، فاستقبله الإمبراطور في قاعة خالية من الناس، ووقف يتأمله برهة ثم نزع فجأة طاقيته. لكن ليان لم ينطق بحرف، وظل يقف أمام الإمبراطور بوقفة جد واحترام، وكأنه لم ير ما تحت الطاقية الإمبراطورية. اقترب الإمبراطور من ليان، وقال: “أيها الشاب، قل لي ما ترى؟”.

الحظوة والثقة

انحنى ليان انحناءة احترام، وقال: “أرى، يا مولاي، إمبراطوراً جسوراً وأسداً هصوراً!”. سر الإمبراطور بما سمع، لكنه لم يظهر سروره للشاب، فقد أراد أن يزداد اطمئناناً إليه وثقة بفطنته وحكمته. فقال له: “أيها الشاب، ارفع رأسك، وقل لي ما ترى؟”. رفع ليان رأسه ونظر إلى الإمبراطور وقال باطمئنان: “أرى، يا مولاي، وجهاً صبيحاً كريماً ورأساً مدبراً حكيماً!”.

ومنذ ذلك اليوم أصبح ليان حلاق الإمبراطور المؤتمن. عندما دخل ليان القصر ظن الناس أنه لن يخرج منه أبداً، مثله في ذلك مثل الحلاقين الذين سبقوه إليه. وما كان أعظم دهشتهم عندما رأوه يخرج سليماً معافى، وما عرفوا تفسيرا للحظوة التي وجدها بعد ذلك عند الإمبراطور.

الثورة ضد ليان

وأيا كان الأمر، فقد بدا الحلاقون، في الإمبراطورية كلها، سعداء بأن تولى ليان منصب الحلاق الرسمي. لقد جعلهم ذلك يطمئنون إلى حياتهم وينامون في أسرتهم هانئين، ولو إلى حين. فقد رأى الحلاقون بعد حين، أن ليان الشاب قد نال حظوة عظيمة، وأنهم أحق بهذه الحظوة منه. وكان أن اتفقوا على أن يرسلوا إلى الإمبراطور وفداً منهم لعله ينبذ ليان ويختار بدلاً عنه واحداً منهم.

استمع الإمبراطور إلى رجال الوفد بغضب شديد، وأحس بأذنيه تنتفضان وتكادان تخرجان من طاقيته. وعندما أنهوا كلامهم، صاح: “أيها الحراس، خذوا هؤلاء جميعاً وارموهم في أعماق السجن!”. لكن في هذه اللحظة وصل ليان، فتوسل إلى الإمبراطور أن يعفو عنهم، ففعل.

لم يعد أحد بعد ذلك يفكر في إبعاد ليان عن منصبه. وبدا كأن ليان قد استقر في القصر، وأنه سيظل حلاق الإمبراطور المؤتمن طوال حياته. لكن كثيراً ما كان ليان يخلو إلى نفسه، ويحس بضيق. فقد كان السر الذي يكتمه يثقل صدره. وبمرور الأيام، تعاظم هذا الشعور، وأخذ ينغص عليه حياته. لكنه كان كلما أحس بالرغبة في إفشاء السر يقول في نفسه: “إذا بحت بالسر لحقت بالحلاقين الآخرين!”.

الإحتفاظ بالسر

جاء يوم لم يعد فيه ليان قادرا على الاحتفاظ بالسر، وأحس أن عليه أن يفعل شيئا قبل أن يبوح بما في صدره وينتهي في أعماق السجن. وجاءته أخيرا فكرة أحس أن فيها الفرج. ركب حصانه وخرج إلى البرية. وجلس يرتاح عند شجرة حور عالية. ولاحظ أن عند جذع تلك الشجرة فجوة عميقة. فقال في نفسه: “هذا موضع مناسب!” ركع على الأرض، ووضع رأسه عند الفجوة، وصاح: “للإمبراطور طروجان أذنا حصان!”

تنهد ليان تنهدة ارتياح، فقد أخرج من صدره السر الذي كان يعذبه. ولا خوف على ذلك السر، مع ذلك، فقد باح به للأرض لا للبشر، والأرض لا تنقل الأسرار. راح ليان يرقص في البرية فرحا. فجأة رأى شيئا يلمع أمام عينيه ويسقط على الأرض. تناول ذلك الشيء، فإذا هو مشط ذهبي صغير. رفع ليان عينيه ليعرف كيف سقط ذلك المشط أمامه، فرأى طائرا أزرق يحلق فوق رأسه ويصفق بجناحيه، ثم رآه يرتفع في الفضاء ويختفي في عتمة المساء.

المشط الذهبي

أمسك ليان المشط الذهبي الصغير ومسحه برفق، وأخذ يتأمل جماله. ثم وضعه في جيب صدره، وعزم على أن ينام ليلته تلك هناك، على أن يعود صباحا إلى قصر الإمبراطور طروجان. استيقظ ليان بعد وقت قصير على حركة غريبة في صدره. أسرع يمد يده إلى جيبه، فإذا المشط الذهبي الصغير يرتعش. نظر ليان إلى المشط دهلا غير مصدق ما يرى.

أحس ليان برعشة في جسده، فوضع المشط الذهبي الصغير على صخرة مجاورة. لكن المشط لم يهدأ، وسمع لارتعاشه فوق الصخرة صوت أشبه بالأنين. في سكون الليل بدا لليان أن ذلك الأنين هو صوت صاحبة المشط. فعزم على يجدها ويرد إليها مشطها، قبل أن يعود إلى الإمبراطور طروجان. عندئذ فقط سكن المشط، فلا ارتعاش فيه ولا أنين.

البحث عن صاحبة المشط

امتطى ليان جواده، وأسرع ليلا يستكشف المناطق المجاورة. رأى بعد حين قصرا مضيئا. اقترب من القصر، فإذا في حديقته جمع غفير من الناس يحتفلون. استأذن ليان بالدخول، ثم وقف بين المحتفلين، ورفع المشط الذهبي الصغير في يده، وقال: “هل يعرف أحد صاحبة هذا المشط؟”.

عجب الناس من أمر ذلك الشاب، ولاح على وجوههم الابتسام. أما ليان فكان ينظر إلى النسوة وكأنه يسألهن جوابا. لم تقل أي من النساء أن ذلك المشط لها أو أنها تعرف صاحبته. وحرصت كل منهن على أن تميل برأسها لتلفت الانتباه إلى مشطها الذهبي المطعم بالجواهر، وأن تحرك يديها لتري الخواتم الثمينة والأساور الفريدة. بدا واضحا أن نساء القصر يرين ذلك المشط صغيرا جدا لا يليق برؤوسهن، ولا يمكن أن يكون لأي واحدة منهن.

العثور على الحقيقة

التقى ليان في اليوم التالي نسوة يغسلن الثياب في نهر مجاور لقريتهن. اقترب منهن وسألهن عن صاحبة المشط الذهبي الصغير. فوقفت امرأة منهن، وصاحت: “هذا مشطي!” نظر ليان إلى المرأة فرأى أنها ذات شعر جعد كثيف، تشكه بمشط خشبي ضخم، فقال: “أعطيك المشط، يا سيدتي، إذا ذكرت الاسم المنقوش عليه.” ولم يكن على المشط اسم، لكن المرأة لم تكن تعرف ذلك، فتلعثمت وسكنت، فوضع ليان المشط الذهبي الصغير في جيبه ومضى.

إنقاذ الفتاة

قطع ليان نهاره يتجول في السهول والتلال، سائلا عن صاحبة المشط الصغير. وقبيل هبوط الظلام توقف لقضاء ليله عند جدار صخري عال، يرتفع فوقه منزل تسوره الصخور. استيقظ ليان ليلا على صياح وضجيج. وفي ضوء القمر رأى حبلا من ملاءات وشراشف يتدلى فوق الجدار الصخري، ورأى فتاة تحاول بائسة الهرب مستخدمة ذلك الحبل. وخلف الفتاة رأى رجلين يحاولان الإمساك بها.

أسرع ليان إلى جواده فقاده إلى الموضع الذي يتدلى الحبل إليه. وعندما وصلت الفتاة تلقاها بين يديه، وأركبها خلفه على الحصان. وقبل أن ينطلق ليان بالحصان أشعل النار في الحبل النازل، فراحت النار تطارد الرجلين اللذين ارتدا يتسلقان الحبل مذعورين. أحس ليان بعد حين أنه في أمان. فتوقف يريح حصانه، والتفت إلى الفتاة يسأل عن حكايتها.

قصة قانيا

وما كان أشد دهشته حين رأى أمامه صبية فاتنة، ذات شعر ذهبي وعينين زرقاوين ووجه صبيح! كان ضوء القمر يشع على تلك الصبية فيزيدها بهاء. وأحس ليان بقلبه يخفق فجأة خفقانا شديدا.

روت الصبية، وكان اسمها قانيا، حكايتها. فذكرت أنها نشأت في المنزل المحاط بالصخور يتيمة لا تعرف أهلها. والآن يريد أصحاب المنزل القساة أن يزوجوها ابنا شرسا من أبنائهم ولو لم تهرب لكانوا زوجوها ذلك الفتى الشرس أو قتلوها!

اللقاء مع قانيا

أخرج ليان المشط الذهبي الصغير يريد أن يقدمه إلى قانيا، وهو يقول في نفسه: “إذا لم أكن قادرا على أن أجد صاحبة المشط، فلتكن هذه الصبية صاحبته!” أشعت عينا الفتاة عندما رأت المشط، وصاحت: “هذا مشطي!” قفز قلب ليان فرحا، لكنه تمالك نفسه وقال: “أعطيك المشط إذا ذكرت لي الاسم المنقوش عليه!” ابتسمت فانيا، وقالت: “تريد أن تمتحنني؟ سأقدم لك برهانا أسطع!” ثم أخرجت من شعرها مشطا مماثلا لذاك الذي بين يدي ليان وقالت: “أحمل هذين المشطين في شعري منذ أن كنت طفلة. وأمس كنت على الشرفة فهبط طائر أزرق واختطف من شعري مشطا وطار! وها أنت الآن تعود إلي بالمشط المفقود، فأنت الأمير الذي كنت أحلم أن يأتي فيخلصني!”

سر الإمبراطور

نسي ليان حلمه القديم في أن يتزوج أميرة، ورأى أن قانيا بثيابها العتيقة أحب إلى قلبه من أميرات الدنيا كلها. في تلك اللحظة هبت نسمة هواء، فتطاير شعر قانيا وانكشفت أذناها. ولاحظ ليان أن في أذنيها ارتفاعا مدببا طفيفا. كان في انتظار الشاب في المدينة مفاجأة قلبت سعادته إلى ذعر. فحيثما اتجه كان الناس يتهمسئون قائلين: “للإمبراطور طروجان أذنا حصان!” أدرك ليان أن الإمبراطور سيتهمه بإفشاء السر، فأسرع يترك قانيا عند والدته، واتجه إلى القصر ليحاول أن يبرئ نفسه. ووجد الإمبراطور، كما كان يتوقع، في هياج شديد.

انحنى ليان أمام الإمبراطور، وقال: “مولاي، أقسم لك إني لم أفش سرك لإنسان!” كان الإمبراطور طروجان في غليان، لكنه لم يشأ أن يتسرع فاستدعى مستشاريه وأمرهم أن يبحثوا في المدينة عمن نشر ذلك الخبر. وظل رجال الملك يحققون مع الناس واحدا فواحدا، حتى علموا أخيرا أن الذي فعل ذلك راعٍ شاب. فاقتادوه إلى الإمبراطور. وقف الراعي أمام الإمبراطور يرتعش فرعا، وقال: “لست أنا صاحب الخبر، يا مولاي. لقد أذاعته شجرة من أشجار البرية، كنت كلما هبت الريح أسمعها تردد: “للإمبراطور طروجان أذنا حصان!”

زيارة الشجرة

ازداد الإمبراطور هياجا، وصاح: “أتسخر مني؟” ثم أمر رجاله برمي الراعي المسكين في أعماق السجن. قفز ليان عندئذ وقال: “مولاي، فلتذهب إلى الشجرة. لعل للأمر تفسيرا!” مضى الموكب الإمبراطوري إلى البرية، وتوقف عند شجرة الحور التي باح ليان لها بالسر، وسرعان ما هبت ريح قوية، فراحت الشجرة ترعق زفيفا عاليا يملأ الفضاء قائلة: “للإمبراطور طروجان أذنا حصان!” وتردد ذلك مرة بعد مرة. اقترب ليان عندئذ من الإمبراطور، واعترف له بأنه لم يفو على حمل ذلك السر، وقال: “خشيت أن أبوح به للبشر، وظننت أني إذا بحت به للشجر كان السر في أمان!”

الإمبراطور يواجه الحقيقة

أدرك الإمبراطور أن السر الذي حمله طوال حياته قد انكشف لكنه أحس فجأة أنه راضٍ ومطمئن. ليس غاضبا أو ناقما، بل في الواقع، فقد ارتاح عن صدره هم ثقيل. وأدرك أن ذلك السر قد شوه حياته كلها بلا سبب. فليس الإنسان بأذنيه أو عينيه بل بعقله وقلبه. وأحس الإمبراطور بعطف شديد على الحلاق المسكين. فليان لم يبح بالسر. وهو حين لم يقدر على حمله باح به للأرض، والأرض باحت به للشجرة، والشجرة باحت به للريح، والريح أذاعته على الناس كلهم. قال الإمبراطور في نفسه: “بعض الأسرار لا يطاق حملها!”

فرحة العودة

عاد الموكب الإمبراطوري إلى القصر. وخرج الإمبراطور إلى الشرفة مكشوف الرأس، ووقف يحيي الناس الذين تجمهروا في الساحات يلوحون بأيديهم لإمبراطورهم المحبوب. بعد ذلك أجلس الإمبراطور حلاقه إلى جانبه، وسأله عن حاله. فراح ليان يروي له ما حدث، وعندما ذكر المشط الذهبي الصغير، أحنى الإمبراطور رأسه وبدا عليه حزن شديد. لكن مع تواصل الحكاية أشعت عيناه وراحا يزدادان تألقا. وعندما ذكر ليان المشط الذهبي الثاني هب الإمبراطور واقفا.

صاح بصوت مخنوق: “هذه ابنتي المخطوفة! والمشطان الذهبيان هدية لها من أمها، وقد تعلقت ابنتي بهما تعلقا شديدا حتى لم تكن تنزعهما من شعرها أبدا!” بعد أن صحا الإمبراطور وحلاقه من المفاجأة أسرعا يركبان جواديهما إلى بيت الحلاق، وخلفهما جرى المستشارون والمرافقون وجمع غفير من أهل المدينة. في ذلك اليوم كان الإمبراطور طروجان أسعد إنسان. فقد أراح عن صدره هما ثقيلا حمله منذ أن كان طفلا. وهو أيضا قد وجد ابنته الضائعة، وعلم، فوق ذلك، أنها ستتزوج فتى فطنا شجاعا لا يكشف الأسرار. كانت أم الحلاق أيضا من أسعد الناس. فقد تحقق حلمها أخيرا في أن يتزوج ابنها أميرة من الأميرات. عاش ليان والأميرة زوجته حياة هانئة، وأنجبا بنين وبنات. وكان الإمبراطور طروجان كلما ولد لابنته طفل جديد يحمله إلى الناس، ويريهم بفخر الارتفاع المدبب الطفيف في أذنيه الذي ورثه الطفل عن أمه الأميرة وجده الإمبراطور.

معرض الصور (قصة حلاق الإمبراطور)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى