قصة جعيدان

قصة جعيدان تروي كيف غيّر رجل غامض حياة الملكة سلمى بوعد مثير، مما أدى لمغامرة تتضمن الطمع والتحدي في عالم مليء بالسحر.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في صباح يوم مشمس، دخل الملك إلى غرفة سلمى ودهش من رؤية الذهب الذي ملأ الغرفة، لكن طمعه دفعه إلى طلب المزيد. أمر سلمى بتحويل القش إلى خيوط ذهبية، ووعدها بالزواج منها. لكن سلمى، التي كانت حزينة، قابلت رجلًا صغيرًا عرض عليها المساعدة في هذه المهمة مقابل وعد بأن تعطيه أول طفل لها بعد أن تصبح ملكة. وافقت سلمى على هذا الوعد، وبدأ الرجل في تحويل القش إلى ذهب قبل أن يختفي.

تزوجت سلمى من الملك وأصبحت ملكة، لكن بعد ولادة طفلها الجميل، جاء الرجل الصغير مطالبًا بما وعدته به. شعرت الملكة بالخوف وطلبت منه أن يترك طفلها، عارضةً عليه كل ثروات المملكة. لكن الرجل الصغير رفض، مبررًا أن الطفل أعزّ إليه من أي كنز.

عندما أخبر الحارس الملكة بأنه رأى الرجل الغريب يرقص حول النار في الغابة، أدركت الملكة أن اسمه هو “جعيدان”. وعندما جاء الرجل مجددًا، تظاهرت بأنها لا تعرف اسمه، لكنها بعد محاولات عدة اكتشفت اسمه الحقيقي. حينها، غضب جعيدان وضرب الأرض، مما أدى إلى حدوث ثقب عميق. بعد محاولاته المستميتة للخروج، غادر الغرفة غاضبًا، ولم يعد بعدها.

بهذا، تبرز القصة أهمية الوفاء بالوعود والتعامل مع العواقب، وكيف أن الطمع يمكن أن يؤدي إلى فقدان الأشياء الثمينة.

قصة جعيدان مكتوبة

يحكى أنه كان في قديم الزمان طحان فقير يعيش مع ابنته سلمى. وفي يوم من الأيام طلب الملك من الطحان أن يأتي إليه. جاء الطحان إلى الملك خائفًا، لأنه لم يكن يعلم ماذا يريد الملك منه. كان الطحان رجلًا غبيًا، فأراد أن يقول للملك شيئًا، أي شيء. ثم قال له: “وأيها الملك! تقدر ابنتي أن تحول القش إلى ذهب.”

فقال له الملك: “هل هذا صحيح؟! هذا عظيم! جنني بابنتك غدا!” وفي اليوم التالي جاء الطحان ومعه ابنته سلمى إلى قصر الملك. أدخل الملك سلمى إلى غرفة مملوءة بالقش. لم يكن في الغرفة غير قش ومغزل وكرسي وبعض البكرات.

الغرفة المظلمة

قال الملك لسلمى: “وهيا حولي هذا القش إلى خيطان من الذهب، حوليه هذه الليلة قبل طلوع الشمس وإلا ستموتين.” قال الملك تلك الكلمات، وأقفل باب الغرفة عليها وذهب.

جلست سلمى على الكرسي، ونظرت إلى القش كله وهي حزينة حائرة، لا تدري ماذا تفعل. لم تكن سلمى تعرف كيف تحول القش إلى ذهب. قالت لنفسها: “لا شك في أنني سأموت غدًا.” خافت سلمى كثيرًا، وصارت تبكي.

فجأة، فتح باب الغرفة، ودخل رجل صغير الجسم غريب الشكل. كان ذلك الرجل أعجب رجل رأته سلمى في حياتها. قال الرجل الصغير: “مساء الخير يا سلمى! لماذا تبكين؟”

الرجل الغريب

أجابت سلمى: “طلب الملك مني تحويل هذا القش إلى خيطان من الذهب وإلا قتلني، وأنا لا أعرف كيف أحول القش إلى ذهب.”

قال الرجل الصغير: “وأنا أعرف كيف أحول القش إلى ذهب، فما جزائي إن حولته لك؟”

قالت سلمى: “سأعطيك عقدي.” أعطت الرجل الصغير العقد، وجلس على الكرسي يغزل من القش خيطان من الذهب.

جلس الرجل الصغير يحول القش إلى خيطان من الذهب. ور، ور، وإذا ببكرة قد امتلأت بخيطان من الذهب. ور، ور، وإذا ببكرة ثانية قد امتلأت. كان الرجل الصغير يملأ البكرة بعد البكرة بخيطان من الذهب بسرعة كبيرة. ظل يغزل خيطانًا من الذهب طول الليل. أكمل الرجل الصغير تحويل جميع القش إلى خيطان من ذهب قبل طلوع الشمس. ملأ البكرات بخيطان الذهب واختفى.

تحدي الملك

عند طلوع الشمس جاء الملك إلى غرفة سلمى. رأى الملك الذهب، فدهش وفرح كثيرًا. لكنه كان طماعًا، فما اكتفى بما صار عنده من الذهب. أمسك بيد سلمى، وأخذها إلى غرفة أكبر، مملوءة بالقش. قال لسلمى: “هيا حولي هذا القش إلى خيطان من الذهب، حوليه قبل طلوع الشمس، وإلا قتلتك.”

جلست سلمى على الكرسي خائفة تفكر. أحست سلمى أنها ستموت في الغد؛ لأنها لا تعرف كيف تحول القش إلى ذهب. أحست أنها ستموت، فصارت تبكي. فجأة، انفتح الباب، ودخل الرجل الصغير إلى الغرفة.

الصفقة الثانية

قال الرجل الصغير لسلمى: “ما جزائي إن حولت لك القش إلى ذهب؟”

أجابت سلمى: “سأعطيك خاتمي.” أخذ الرجل الصغير الخاتم، وجلس على الكرسي يغزل خيطان الذهب. ظل يغزل خيطانًا من الذهب طول الليل. أكمل الرجل الصغير تحويل القش إلى خيطان من الذهب قبل طلوع الشمس. ملأ البكرات بخيطان الذهب، واختفى.

البداية

جاء الملك عند طلوع الشمس إلى غرفة سلمى. رأى الذهب، فدهش وفرح كثيرًا ولكنه كان طماعًا، فما اكتفى بما صار عنده من الذهب. أمسك بيد سلمى، وأخذها إلى غرفة أكبر، مملوءة بالقش. قال الملك لسلمى: “هيا حلي هذا القش إلى خيطان من ذهب. حوليه هذه الليلة، وسأتزوجك بعد ذلك وتصيرين ملكة.”

جلست سلمى على الكرسي، وصارت تبكي. وبينما كانت تبكي، دخل الرجل الصغير إلى الغرفة. دخل وسألها: “ما جزائي إن حولت لك هذا القش إلى ذهب؟” بكت سلمى المسكينة، وقالت: “ما بقي عندي شيء أعطيك إياه!”

قال الرجل الصغير: “أريد منك وعدًا بأن تعطيني أول طفل تلدينه بعد أن تصيري ملكة.” فكرت سلمى وقالت لنفسها: “سأوافق على طلبه. فربما لا أصير ملكة، وإن صرت ملكة، فقد لا يكون لي طفل.” قالت سلمى ذلك لنفسها، ووعدت الرجل بأن تعطيه أول طفل تلده بعد أن تصير ملكة. فرح الرجل الصغير بهذا الوعد، وجلس يغزل من القش خيطان من الذهب.

وعد الملكة

أكمل الرجل الصغير تحويل جميع القش إلى خيطان من ذهب، قبل طلوع الشمس واختفى. وعند طلوع الشمس، جاء الملك إلى غرفة سلمى. رأى الذهب، ففرح كثيرًا. فرح وقال لنفسه: “إن ابنة الطحان جميلة. وقد صرت بفضلها غنيًا جدًا. سأتزوجها.” وفي الملك بوعده لسلمى، وتزوجها، وأصبحت ملكة.

كانت المملكة سلمى تعيش سعيدة جدًا في قصر زوجها الملك. وبعد سنة من زواجها، ولدت طفلًا جميلًا. فرح الملك والملكة كثيرًا بمولد الطفل. نسيت الملكة كل شيء عن الرجل الصغير الذي حول القش إلى ذهب.

ظهور الرجل الصغير

بعد أيام قليلة من مولد الطفل، جاء الرجل الصغير إلى غرفة الملكة. جاء إليها فجأة، وقال: “جئت لأطلب طفلك الذي وعدتني به.” خافت الملكة عندما سمعت كلامه، وضمت طفلها إلى صدرها.

خافت الملكة، وطلبت من الرجل الصغير أن يترك لها طفلها. وقالت له: “سأعطيك كل ما في المملكة من مال، إن أنت تركت لي طفلي.” رفض الرجل الصغير، وقال: “أترك لك طفلك؟ هذا مستحيل! إن الطفل أعز إلى قلبي من كل ما في المملكة من كنوز.”

سمعت الملكة كلام الرجل الصغير، فصارت تبكي بكاء شديدًا. بكت كثيرًا، فأشفق الرجل الصغير عليها، وقال: “لن أخذ طفلك، إن حزرت اسمي خلال ثلاثة أيام.” بقيت الملكة تلك الليلة ساهرة تحاول أن تتذكر الأسماء التي سمعت بها طوال حياتها.

محاولة الملكة

وفي الصباح طلبت الملكة من حارس في القصر أن يأتي إليها. أتى إليها الحارس، فطلبت منه أن يجمع لها أسماء جميع الذكور الذين في المملكة. جاء الرجل الصغير في اليوم الثاني، فذكرت له الملكة كل اسم سمعت به. لكن الرجل الصغير كان يقول لها بعد كل اسم تذكره: “هذا ليس اسمي.”

وفي الصباح التالي طلبت الملكة من حارسها أن يذهب إلى بلد آخر. طلبت منه أن يجمع لها أسماء جميع الذكور في ذلك البلد. عاد الحارس إلى الملكة بأسماء غريبة جدًا وكثيرة. ذكرت الملكة جميع تلك الأسماء للرجل الصغير عندما جاء إليها. لكن الرجل الصغير كان يقول لها بعد كل اسم تذكره: “هذا ليس اسمي.” شعرت الملكة باليأس والحزن؛ لأنها ما عرفت اسم الرجل الصغير.

الغابة والرجل الغريب

عاد الحارس إلى الملكة في اليوم الثالث متأخرًا، وقال لها: “ما سمعت اليوم أي اسم جديد أذكره لك ولكنني رأيت بيتًا صغيرًا على جبل عال في آخر الغابة، ورأيت نارًا تشتعل أمام ذلك البيت.” قال الحارس: “كان هناك رجل صغير غريب الشكل يرقص حول النار، كان يرقص ويغني قائلاً: ‘اشتعلي اشتعلي يا نيران وارقص وافرح يا جعيدان، اسمك لن تعرفه سلمى وستعطيك الطفل اليوم، فارقص وافرح يا جعيدان.'”

فرحت الملكة عندما سمعت ما قاله الحارس، وعرفت اسم الرجل الصغير. وعندما جاء الرجل الصغير، تظاهرت الملكة بأنها لا تعرف اسمه. قالت له: “هل اسمك معطبان؟” أجابها الرجل الصغير: “لا، هذا ليس اسمي.” سألت الملكة: “هل اسمك عربشان؟” أجابها: “لا، هذا ليس اسمي.” قالت الملكة: “إذا لا بد أن يكون اسمك جعيدان.”

الغضب والعاقبة

سمع الرجل الصغير اسمه فغضب كثيرًا، وضرب الأرض برجله من شدة الغضب، وقال: “لا بد أن إحدى الساحرات أخبرتك باسمي.” ضرب الأرض برجله بشدة، فأحدث ثقبًا في الأرض. علقت رجله في الثقب، فازداد غضبه. أمسك رجله بيديه وبدأ يشد بكل قوته ليخرجها من الثقب. شد رجله بقوة فأخرجها. أخرج رجله من الثقب، وخرج عاضبًا من الغرفة. خرج وما عاد بعد ذلك أبدًا.

معرض الصور (قصة جعيدان)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى