قصة تونغا السلحفاة المزمجرة

هل سبق لك أن سمعت سلحفاة تزمجر؟ نعم، تزمجر! حسنا، لقد كانت تونغا تفعل ذلك! وتونغا سلحفاة كانت تعيش مع عائلة نديم وكان الجميع يحبونها ويعطفون عليها. وكانت العائلة تقتني كلبا صغيرا اسمه برق، وكان مصدر الإزعاج الوحيد لتونغا، وهو السبب الذي دفعها إلى تعلم الزمجرة. فقد دأب برق على محاولة اللعب مع تونغا، وكان يتمادى أحيانا في اللعب فيبدو خشنا فظا. ولم يكن بالطبع يقصد إيذاءها – فقد كان في الواقع كلبا لطيفا لا يقصد سوى اللعب. غير أنه كان أكبر حجما وأقوى جسما من تونغا التي منعتها صدفتها الثقيلة من التحرك بسرعة.

محاولات برق

اعتاد برق أن يجري مندفعا نحو تونغا، عندما تكون في حديقة المنزل تستمتع في هدوء بقضم الحشائش، فيدحرجها على الأرض مثل الكرة. وكان يحاول في بعض الأحيان أن يطوح بها في الهواء. ولم تكن تونغا المسكينة تدري ماذا تفعل. كانت الدحرجة على الأرض تمرضها، وكان التطويح في الهواء مفزعا ويسبب لها الدوار. كان الأمر عسيرا حقا على تونغا، لأن السلاحف لا تصدر عادة أصواتا، لذلك لم تكن تعرف كيف تضع حدا لخشونة برق. كانت تستمتع باللعب فوق حشائش الحديقة – ولكن كيف تستمتع باللعب إذا أصيبت بالدوار؟ فكرت تونغا بالأمر كثيرا، وصممت أن تجد حلا.

التعلم من برق

أخذت تستمع إلى الأصوات التي يطلقها برق. كان ينبح عندما يكون مسرورا، ولكنه كان يزمجر عندما يغضب. آه لو تستطيع فقط أن تزمجر أيضا لتري برقا أنها لا تقبل أن يدحرجها أو يطوح بها في الهواء! وقررت تونغا أنه لا بديل عن هذا الحل، وعليها الآن أن تتعلم كيف تزمجر. كانت تعلم أن الأمر لن يكون سهلا. وبدأت الصعوبات تتكشف لها، فمن أين لها الصوت الذي سترمجر به؟ ولكنها صممت أن تزمجر، وتونغا عندما تصمم أن تفعل شيئا فإنها تفعله مهما بدا صعبا.

محاولة الزمجرة

أخذت تونغا تبدل محاولات جادة للزمجرة عندما تكون بمفردها، وتمكنت بالتدريج من إطلاق زمجرة لا بأس بها. كانت تدفع برأسها من تحت صدفتها، وتدير عينيها، ثم تهز رأسها وتفتح فمها، وهنا تنطلق زمجرة عالية: «غرررررر». وأخيرا، وبعد مران طويل، قررت تونغا أن الزمجرة من القوة بحيث تكفي لوضع حد لخشونة برق.

انتصار تونغا

وفي مرة اندفع برق ناحية تونغا وهم أن يدفعها بأنفه، وهنا زمجرت تونغا: «غرررررر». انزعج برق – ولم يستطع أن يصدق أذنيه. وكرر المحاولة ولكن تونغا كانت تزمجر: «غررررر». وفي كل مرة كانت الزمجرة تأتي أقوى من سابقتها. مسكين برق. وقف ساكنا تماما، ثم زحف نحو تونغا وأخذ يلعق صدفتها بلطف، وسرت هي لذلك، فأطلت برأسها وزمجرت زمجرة خفيفة. وبدأ برق يدرك أن تونغا ترغب في صداقته ومشاركته اللعب، ولكنها ترفض أن يطوح بها في الهواء، أو يدحرجها على الأرض. وفهم الواحد منهما بعد ذلك طباع الآخر، وقضيا معا ساعات هنيئة في اللعب والمرح.