قصة توما الصغير
ملخص قصة توما الصغير
في ليلة حالكة، قرر الذئب الشرير التسلل إلى منزل الحطاب بحثًا عن طعام. وعندما وجد طريقه عبر الشباك، بدأ يأكل بشراهة حتى انتفخ بطنه ولم يعد قادرًا على الخروج. بينما كان الذئب مشغولًا بملء بطنه، كان توما، الطفل المغامر، في الداخل يدرك ما يحدث. لقد كان يُخطط لشيء ما، وعندما شعر بفرصة، بدأ يصيح ويغني بأعلى صوته، ليصدم الذئب ويستفزه.
أصوات توما الجيدة أزعجت الحطاب وزوجته، ما دفعهما إلى التفكير في أمر الذئب. فتحا باب المطبخ بحذر، وسمعا صوت توما المنبعث من داخل الذئب. شعر الحطاب بالخطر، فقال لزوجته إنه يجب عليه قتل الذئب ليخرج توما سالماً. لكن الزوجة كانت قلقة، وعبرت عن مخاوفها من أن يُصاب ابنهم أثناء الهجوم. لكن الحطاب كان مصممًا، وقال: “اقتل الذئب بالفأس، وسيتخلص توما من الخطر.”
استعد الحطاب للحظات الحاسمة، ونجح في حشر الذئب في زاوية المطبخ. وفي لحظة حاسمة، أهوى بفأسه على رأس الذئب، ما أدى إلى قتله. بينما سقط الذئب، استخدم الحطاب سكينه لشق بطنه بحذر، ليخرج توما حراً في الهواء الطلق. تملكت الفرح والدته، وكانت دموع السعادة تنهمر على وجنتيها، بينما احتضن الأب ابنه الذي عاد سالماً.
بدأ توما يروي لوالديه مغامراته المثيرة. فقال: “لقد واجهت العديد من المخاطر منذ أن أخذني الرجلان إلى البلدة. لكنني تمكنت من الهرب من قبضتهما بعد أن دخلت جحر أرنب، ثم وجدت نفسي في وضع غريب حيث كنت في معدة بقرة!” تعجب الوالدان من شجاعة توما وذكائه. سرد توما قصة كيف هرب من البقرة بعد أن صرخ داخلها، مما جعل الغني يظن أن روحًا شريرة تسكنها، فقرر ذبحها. لكن المفاجأة كانت عندما ابتلع الذئب البقرة نفسها بينما كان توما داخل معدتها.
تفاعلت الأم مع مغامرات توما بفرح، مشيرة إلى أنها لن تسمح له بالذهاب وحده مرة أخرى، حتى لو عُرض عليهم كنوز الدنيا. فقد كان هذا الدرس قاسيًا، ولكن النتيجة كانت أن توما تعلم أهمية الحذر والشجاعة.
مع مرور الوقت، بدأت العائلة تستعيد حياتها الطبيعية. خاطت الأم لتوما ثيابًا جديدة، وعاد ليكون الطفل اللطيف الذي يحب اللعب والمغامرة. رغم كل ما مر به، عاش توما وأسرته في سعادة، وقررت العائلة أن تروي قصص مغامراتهم المرعبة للجميع، لتكون عبرة وتعليمًا للجميع، مع إدراكهم لقيمة الأمان والحب.
تُظهر هذه القصة كيفية مواجهة التحديات بشجاعة وكيف يمكن أن يجلب الذكاء والخطة الجيدة الفرج في الأوقات الصعبة، مما يجعلها قصة ملهمة للأطفال، تحمل معاني عميقة عن الأسرة والشجاعة.
قصة توما الصغير مكتوبة
في قديم الزمان، كان حطاب وزوجته يعيشان حياة هادئة صالحة، إلا أنهما لم يرزقا أولاداً فكانا حزينين جداً. قالت الزوجة: “ولد واحد يكفيني. ما أصعب الوحدة وأنت غائب عني طوال النهار!” فأجاب الحطاب: “معك حق، فما أجمل أن يرزقنا الله طفلاً يحوم حولنا، ويملأ بيننا فرحاً.” وذات يوم قالت الزوجة: “أرضى أن نرزق طفلاً في حجم الإصبع. فكل ما أتمناه أن يكون عندي طفل أحبه وأعتني به.” تخيل، أيها القارئ العزيز، ما كان أشد فرحة الزوجين حين رزقا طفلاً صغيراً. غير أن ذلك الطفل كان، ويا للعجب، في حجم إصبع الإبهام، فسماه والداه، لذلك، توما الصغير.
أخذ الحطاب وزوجته يغذيان طفلهما أحسن تغذية، إلا أن حجمه بقي صغيراً كما هو. ومع ذلك، فقد كان ولداً نشيطاً ذكياً يزداد نشاطاً وذكاءً يوماً بعد يوم. وكان والداه يستمتعان بالحديث إليه، ولكنهما كانا يعتقدان أنه لن يتمكن من مساعدتهما في المستقبل. أما توما الصغير فكان يعتقد أنه يستطيع أن يساعد والديه.
وذات يوم قال الحطاب: “ليت توما كان كبيراً، فيساعدني في قيادة عربة الحصان.” فصرخ توما بأعلى صوته: “أنا أقدر على ذلك، أنا أقدر.” فقالت له أمه: “اسكت، فأنت لا تقدر حتى على الإمساك بالرسن، سوف تقع وتؤذي نفسك.”
توما الصغير وعربة الحصان
قال توما: “إذا أعددت العربة يا أمي أريك كيف أقودها.” ترددت الأم لحظة ثم قالت: “سأعد العربة، ونرى ما تفعل.” ذهب والد توما إلى الغابة، وربطت الزوجة الحصان إلى العربة وأعدتها، ثم قالت لابنها: “قل لي الآن، أيها الولد الذكي، كيف ستقود هذا الشيء الضخم؟”
فأجاب توما: “أدخليني في أذن الحصان، وأنا أقول له متى يمشي وأين يقف. وحين أصل إلى الغابة يحملني أبي وينزلني. ولا تخافي، فأذن الحصان مكان دافئ وآمن.” فقالت الأم: “إني فعلاً أخاف عليك، ولكن عملك يساعد أباك مساعدة كبيرة، لذلك علينا أن نجرب. كن حريصاً، وتمسك بما حولك جيداً.”
انطلقت العربة، وتوما داخل أذن الحصان متمسك بما حوله. وراح يصدر أوامره، فإذا كانت الطريق سهلة قال للحصان: “أسرع، وإذا كانت وعرة مزعجة، قال: على مهل.” والحصان يطيع، فيسرع أو يتمهل بحسب ما يؤمر به. مرت العربة في الطريق برجلين. سمع الرجلان توما يقول: “على مهل.” فأندهش حين سمعا صوت شخص يكلم الحصان ولم يريا أحداً.
المفاجأة في الغابة
قال أحد الرجلين لصاحبه: “أسمعت صوتًا يكلم الحصان؟” فأجاب الرجل الآخر: “توهمت أني سمعت صوتًا، ولكن العربة بلا سائق، ولا أرى أحدًا.”
قال الرجل الأول: “تعال نتبع العربة فتأكد مما سمعنا.” تبع الرجلان العربة، وسمعا فعلاً صوتًا يكلم الحصان. وبينما هما مندهشان، توقفت العربة في المكان الذي يشتغل فيه الحطاب، وارتفع صوت توما قائلاً: “مرحبًا يا أبي. أنزلني، من فضلك.”
نظر الحطاب إلى الرجلين باستغراب وقال: “أبيعكما إياه؟ كيف أبيعكما إياه؟ إنه ابني. ولن أبيعه ولو أعطيتموني ذهب الدنيا كله. إرحلا عني.” اندفع توما إلى أذن أبيه وهمس قائلاً: “دعني أذهب معهما يا أبي فتحصل على المال، وأهرب منهما بعد يوم أو يومين وأعود إليك.” قبل الحطاب، بعد تردده، أن يبيع ابنه. ورحل الرجلان فرحين، يضحكان في سرهما.
قال أحد الرجلين: “ننتقل بهذا الولد العجيب من مدينة إلى مدينة، نعرضه أمام الناس، ونكسب ثروة عظيمة.” قال الرجل الآخر: “ولن يكلفنا مالا كثيرًا، فإنه صغير الحجم، يأكل قليلاً، وينتقل معك في جيبك وينام هناك.” وهكذا مشى الرجلان، وتوما مستقر في جيب أحدهما يراقب مناظر الغابة من حوله.
رحلة توما المثيرة
مشى الرجلان طوال النهار متشوقين إلى الوصول إلى أول مدينة في طريقهما. وعند المساء، قال توما للرجل الذي يحمله: “أنزلني من فضلك، فقد يبست ساقي وأريد أن أحركهما قليلاً.” فوقف الرجلان، وأنزلا توما، وجلسا على الأرض يستريحان. تظاهر توما بأنه يريد أن يحرك ساقيه، ولكنه كان في الحقيقة يفتش عن مكان يختبئ فيه.
شعر الحطاب بسعادة كبيرة وقال: “أحسنت يا توما. ما كنت أحسب أنك قادر على قيادة العربة، ولكن فكرتك الذكية نجحت نجاحًا عظيمًا.” ثم أنزل ابنه برفق ووضعه على كيفه. فأدرك الرجلان عندئذ كيف كان الحصان يسير بغير سائق، كما عرفا من أين كان الصوت يأتي.
قال أحد الرجلين للحطاب: “ما أذكى ابنك أيها الحطاب! أتبيعنا إياه؟ سنعامله معاملة حسنة ونعتني به، كما لو كان ابننا.” رأى توما، فجأة، جحر أرنب، فقفز قفزة سريعة ودخل باب الجحر، وقال: “وداعًا يا صاحبي، أشكركما على الترهة، كونا حذرين في المستقبل، فالصغار يسهل عليهم الفرار.” قال توما ذلك ثم اختفى داخل جحر الأرنب.
غضب الرجلان غضبًا شديدًا، وأخذا يدفعان عصاهما في الجحر، ويحدقان فيه، ويصران: “اخرج.” لكن دون جدوى.
هروب توما من اللصوص
فلجحر الأرنب دائماً فتحة ثانية عند الطرف الآخر. منه، ومن الفتحة الثانية خرج توما، ومشى يشق طريقه بين الأعشاب، بينما أخذ الرجلان يتشاجران ويتذمران، ويفتشان بلا فائدة. وسرعان ما حل الليل فسارا في طريقهما غاضبين منزعجين.
أسعد توما أن يتخلص من الرجلين. ولما كان الليل قد حل، راح يفتش عن مكان آمن ينام فيه، فوجد صدفة فارغة. استلقى توما داخل الصدفة، وكان يوشك أن يغفو حين سمع أصواتًا. كانت تلك الأصوات صادرة عن لصين قريبين من مخبأ توما. قال أحد اللصين: “كيف ترى أن نحصل على ذهب الرجل الغني وفضته؟” فصرخ توما قائلاً: “أنا أقول لكما كيف.”
أنصت اللص الثاني لحظة، ثم قال: “هل سمعت أحدًا يتكلم؟” فقال توما: “خذاني معكما، وأنا أدلكما كيف تحصلان على مال الغني.”
حوار مع اللصين
تحير الرجلان. فإنهما كانا يسمعان صوتًا، ولا يريان أحداً. سأل أحد اللصين: أين أنت؟ فأجاب توما: «أنا أمامكما على الأرض، حيث تسمعان صوتي.»
ركع الرجلان على الأرض وأخذا يفتشان، فوجدا توما. التقطه أحدهما وقال: وكيف يمكن الصغير مثلك أن يساعدنا؟ أجاب توما: أقدر أن أمر من بين قضبان الشباك، وأحمل المال وأرميه إليكما. فقال اللصان: كلام معقول. نأخذك معنا، ونرى ما تقدر عليه.
حين وصل اللصان إلى بيت الرجل الغني، قام توما بما وعد به. وبعد أن مر من بين قضبان الشباك، صرخ بأعلى صوته: «أتريدان كل ما في الغرفة؟» فقال اللصان: اسكت! صراخك سيوقظ أهل البيت كلهم. تظاهر توما بأنه لم يسمعهما وصرخ بكل قوته قائلاً: كم تريدان؟ أتريدان أن أرمي لكما المال كله؟ استيقظت الطباخة، وكانت تنام في غرفة مجاورة، وجلست في سريرها تنصت إلى الصوت.
عندما سمع اللصان صراخ توما هربا، ثم عادا وقالا كأنهما مسين: نرجوك، كف عن الصراخ، وأرم المال…
ارتفع صراخ توما مرة أخرى قائلاً: عظيم، افتحا أيديكما فأرمي لكما المال. قفزت الطباخة من سريرها، وركضت نحو الباب، ولكن اللصين كانا قد هربا، أما توما فقد تسلل من الغرفة وذهب إلى حظيرة الماشية. كان تعباً جداً وطلب مكاناً ينام فيه.
مغامرة توما في حظيرة الماشية
حملت الطباخة شمعة وأخذت تفتش المكان، غرفة غرفة، لكنها لم تجد أحداً، فقالت: «لا بد أنني كنت أحلم، مع ذلك أقسم أنني سمعت أصواتًا.. ثم أطفأت الشمعة وعادت إلى فراشها، وهي لا تزال متحيرة مندهشة.
كان العلف في حظيرة الماشية ناعماً دافئاً. فقال توما: «غداً أجد طريق البيت.. ثم ارتمى فوق العلف وسرعان ما نام نوماً عميقاً. استيقظت الطباخة باكراً لتقدم العلف إلى البقرة وتحلبها. ذهبت مباشرة إلى حظيرة الماشية لتأتي بعض العلف، وحملت الكومة نفسها التي كان ينام عليها توما.
استيقظ توما على نفسه يتقلب مع العلف في فم البقرة. وكادت أسنان البقرة الضخمة تسحقه، وشعر بنفسه، فجأة، يسقط ويستقر في معدة البقرة، وسط أكوام العلف.
خاف توما وقال: «الظلام شديد هنا، والمكان ضيق.. أما البقرة فكانت مستمرة في تناول العلف، وكلما أكلت ضاق المكان على توما. فصرخ بأعلى صوته: كفاك أكلا، أكاد أختنق!
مشكلة توما مع الطباخة
أجفلت الطباخة حين سمعت صوتاً يخرج من فم البقرة، وسقط الدلو من يدها. وركضت إلى الرجل الغني وهي تصرح: سيدي، سيدي، البقرة تتكلم! فقال الغني: أنت مجنونة، فالبقر لا يتكلم.. لكن، في تلك اللحظة، صرخ توما مجدداً: كفاك أكلا، أكاد أختنق!!
وبدا أن الغني واثق من أن روحاً شريرة سكنت البقرة، وأنه، لذلك، لا بد من ذبحها. ذبحت البقرة، وألقيت المعدة بعيداً، وتوما في داخلها. فقال توما: هذه فرصتي. الآن أهرب.. اندفع بكل قوته يبحث عن مخرج له، ويضرب بيديه ورجليه إلى أن تمكن أخيراً من أن يخرج رأسه إلى الهواء الطلق. فقال: يا إلهي، ما أجمل الحرية!! لكن متاعبه لم تكن قد انتهت. فقد مر ذئب جائع ورأى المعدة فاختطفها وابتلعها.
فصرخ توما: يا الله، ما كدت أنتهي من ورطة حتى وقعت في أخرى.. وفجأة، خطرت المفكرة.
خطة توما للذئب
قال توما: «يا ذئب، يا ذئب، ألا تزال جائعاً؟» فأجاب الذئب: «أنا دائماً جائع..» قال توما: «أدلك على بيت قريب تجد فيه كل ما تشتهيه من طعام وشراب.» ووصف توما للذئب بيت أبيه، ودله كيف يصل إليه. بين توما للذئب كيف يستطيع أن يتسلل إلى مطبخ البيت من بين قضبان الشباك. وأخذ يعدد له أنواع اللحوم والمأكولات الشهية التي سيجدها هناك.
مغامرات توما العجيبة
فرح الذئب بما سمع. وحالما هبط الليل انطلق يفتش عن البيت. ولم يجد صعوبة في التسلل عبر قضبان الشباك. وباشر في الحال تناول الطعام.
أكل الذئب وأكل، حتى انتفخ بطنه. حاول بعد ذلك أن يخرج من الشباك، فلم يستطع. وحاول أن يخرج من فتحة في الحائط، فلم يستطع أيضًا. حاول كثيرًا، بطنه كان منتفخًا جدًا من كثرة الطعام ولكن ما حدث للذئب هو الأمر نفسه الذي كان توما يرجو أن يحدث، وأسعده كثيرًا أن نجحت خطته، فبدأ يصيح ويغني، فقال الذئب بغضب: “كفى صباحًا. ستوقظ أهل البيت كلهم.” فصاح توما قائلا: “ولقد لهوت، والآن دوري في اللهو.” ثم أخذ يصيح ويغني بأعلى صوته.
أيقظت الضجة التي أثارها صباح توما وغناؤه الحطاب وزوجته. فأتيا إلى باب المطبخ وفتحاه بحذر مسافة ضيقة. ارتد الحطاب إلى الوراء فرعًا، وقال لزوجته: “في المطبخ ذئب شرس غاضب. سأحضر فأسي.” سرعان ما عاد الحطاب بفأسه، ولكن زوجته قالت: “قد لا تقدر وحدك على قتل الذئب. سأحضر أنا أيضًا سلاحًا.” فقال الحطاب: “أحضري المنجل. أنا أضرب رأسه بالفأس، وأنت تهاجمين بالمنجل.”
سمع توما حديث أبويه ففزع فزعًا شديدًا. وحالما سمع أبويه يدخلان المطبخ صرخ بأعلى صوته: “أبي، أبي، أنا هنا في بطن الذئب!”
عودة توما إلى المنزل
اندهش الوالدان حين سمعا صوت ابنهما بعد ذلك الغياب الطويل. قالت الزوجة: “ماذا تفعل؟ فقد أصيب ابني إذا ضربت الذئب بالمنجل.” فقال الحطاب: “اقتل الذئب بالفأس، وتخرج بعد ذلك توما سليمًا دون أي مخاطرة.” هاجم الحطاب الذئب وحشره في زاوية المطبخ، وأهوى بالفأس على رأسه فقتله.
تناول الحطاب سكينه وشق بطن الذئب المقتول بحذر شديد. فخرج توما إلى الهواء الطلق سعيدًا بحريته. وبكى والداه فرحًا. قالت أمه وهي تمسح دموعها: “ظلنا أننا فقدناك إلى الأبد. ما الذي حدث معك؟ وكيف ابتلعك الذئب؟” وقال أبوه: “احك لنا ما جرى معك منذ أن أخذك الرجلان إلى البلدة المجاورة. فإنك وعدتني أن تهرب منهما، وأن تعود إلى البيت بعد يوم أو يومين.”
جلس توما في حضن أمه، وأخذ يروي لهما مغامراته كلها. قال: “إنني، منذ أن تركتكما، وجدت نفسي في أغرب الأماكن. في الليلة الأولى، طلبت من الرجلين الجشعين اللذين حملاني معهما، أن يتركاني حرا لأحرك ساقي المتيبستين. وبينما كانا غافلين عني أسرعت إلى جحر أرنب وهربت.”
مغامرات مثيرة
سألته أمه: “ألم تكن خائفاً من وجودك وحيدًا في الظلام؟” فأجاب: “كنت خائفاً، ولكن مغامراتي التالية كانت أشد هولا. فقد تظاهرت أني أساعد لصين في أخذ مال رجل غني. وحملتني طباخة الغني مع كومة العلف التي كنت أنام عليها، وأطعمتني للبقرة.”
سألها: “كيف نجوت؟” فأجاب: “صرخت وأنا في معدة البقرة، فظن الغني أن روحاً شريرة تسكنها فذبحها، وكنت أخرج من معدة البقرة سالمًا لولا أن جاء ذئب وابتلع المعدة وأنا في داخلها.”
قال الحطاب: “كانت خطتك في إقناع الذئب بدخول المطبخ من بين قضبان الشباك خطة ذكية. وكذلك كنت ذكياً حين صرخت بأعلى صوتك، وإلا فإنه كان يمكن أن تصيبك لو أننا ضربنا الذئب بالمنجل.”
ارتفع صوت الأم قائلة: “ما لنا ولهذه الأحاديث. فتوما الآن بيننا، وهو سليم معافى، ولن تبيعه بعد اليوم ولو أعطونا ذهب الدنيا كله.”
كانت ثياب توما قد تمزقت كلها في أثناء مغامراته، فخاطت له أمه ثياباً جديدة غيرها، وسرعان ما استعاد بشاشته وشكله اللطيف. وبعد زمن قصير، نوا جميعًا مغامراته المرعبة وعاشوا حياة هانئة سعيدة.
معرض الصور (قصة توما الصغير)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث