قصة بياض الثلج وحمرة الورد

قصة بياض الثلج وحمرة الورد تأخذنا في رحلة مثيرة مع قزم ودب، حيث يتعلم الأطفال قيم الشجاعة والصداقة من خلال مغامرات شيقة وملهمة.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في يوم مشمس جميل، انطلقت الشقيقتان، بياض الثلج وحمرة الورد، إلى ضفاف أحد الجداول لصيد السمك. بينما هما تستمتعان بجمال الطبيعة، رأتا قزمًا غريبًا يقفز في الهواء وكأنه يحاول القفز إلى الماء. وعندما اقتربتا منه، اكتشفتا أنه عالق بسبب سمكة كبيرة سحبت خيط صنارته، مما جعل القزم مهددًا بالسقوط إلى الماء. حاولت الأختان مساعدته، ولكن لم يستطع فك لحيته من الخيط. وعندما قصت حمرة الورد جزءًا من لحيته باستخدام مقصها، انفجر القزم غضبًا، وأخذ يدعو عليهما.

بعد فترة، أرسلت الأم الشقيقتين إلى المدينة لشراء إبر وخيوط. في طريقهما، شاهدتا طائرًا كبيرًا يحوم، وفجأة انقض على القزم، الذي كان عائدًا أيضًا إلى المكان نفسه. بالرعب، ركضت الأختان نحو القزم وأمسكتا به من سترته، مما أنقذه من قبضة الدب. لكن القزم لم يُظهر لهما أي شكر، بل انتقدهما بسبب خشونتهما.

ثم، بينما كنتا عائدتين إلى منزلهما في المساء، التقتا القزم مرة ثانية في المكان نفسه، حيث كان يفتخر بجواهره اللامعة. وعندما رآهما، انفجر غاضبًا مرة أخرى، ولكن هذا الغضب لم يدم طويلًا، إذ ظهر دب كبير من الغابة. فزع القزم وطلب من الدب أن يأكل الأختين بدلاً منه، مشيرًا إلى أنه صغير ولن يشبع جوع الدب. لكن الدب لم يستمع له وضربه بقوة، مما أوقف القزم عن الحياة.

بعد ذلك، عرفت الأختان صوت صديقهما العزيز الدب، الذي انكشف عن شكله الحقيقي كأمير جميل يرتدي ثيابًا ذهبية. أخبر الأمير أنه كان ابن ملك، وقد حوله القزم الشرير إلى دب بعد أن سرق ثروته. كان على الأمير الانتظار حتى يموت القزم ليستعيد شكله الطبيعي.

كانت فرحة بياض الثلج وحمرة الورد عظيمة، فقد سمعا القصة ورأتا كيف استعاد الأمير حريته. بعد فترة قصيرة، تزوج الأمير بياض الثلج، وتزوج أخوه حمرة الورد، وقررا أن يقتسما الثروات التي أخفاها القزم.

عاش الجميع في قلعة كبيرة، وكانوا سعداء جدًا. لم تنسَ الشقيقتان شجرتيهما اللتين زرعوهما في حديقة الكوخ، فزرعتا الشجرتين في حديقة القصر تحت نافذة غرفة الأم، واستمرتا في إنتاج أجمل أنواع الورود البيضاء والحمراء، مما زاد من جمال القصر.

تظهر القصة كيف يمكن للشجاعة والمساعدة أن تتغلب على الشر، وكيف يمكن للصداقة الحقيقية أن تقود إلى السعادة والحرية. بياض الثلج وحمرة الورد لم ينقذا الأمير فحسب، بل اكتسبتا أيضًا صديقًا عزيزًا، وعاشوا جميعًا في سعادة ومحبة.

قصة بياض الثلج وحمرة الورد مكتوبة

يُحكى أنه عاشت في قديم الزمان أرملة فقيرة مع بنتيها الصغيرتين في كوخ مبني في طرف الغابة. وكانت أمام الكوخ حديقة صغيرة فيها شجرتان صغيرتان من الورد، تحمل إحداهما ورداً أبيض، وتحمل الثانية ورداً أحمر. وكانت شجرة الورد أكبر عمراً من البنتين الصغيرتين، اللتين سُميتا باسم الوردتين.

لقد تشابهت الأختان في الصلاح والطاعة، وفي انشغالهما الدائم، وسعادتهما الكبرى. ولكنهما كانتا تختلفان اختلافاً شديداً في شكلهما، وفي طرق معيشتهما.

كانت إحدى الأختين شقراء، وهادئة جداً ولطيفة. وكانت في الصيف تحب أن تزين شعرها بوردة بيضاء، فسُميت بياض الثلج. أما الأخت الثانية فكانت سوداء الشعر، تحب أن تركض من مكان إلى آخر وتقفر. وكانت كثيرة النشاط والسرور دائماً، وتحب أن تزين شعرها بوردة حمراء، فسُميت حمرة الورد.

كانت الأختان، بياض الثلج وحمرة الورد، تحبان إحداهما الثانية حباً عظيماً، حتى أقسمتا مراراً أن تبقيا معاً ما دامتا على قيد الحياة. وكانتا تتقاسمان كل شيء، ولم تخرجا من المنزل للمشي مرة، إلا وكانت يد إحدى الأختين في يد الثانية.

مغامرات الشقيقتين في الغابة

كانت الشقيقتان تقضيان قسماً كبيراً من وقتهما في اللعب في الغابة. ولم يحدث أن أصابتهما أذى من أي حيوان متوقف في تلك الغابة. كانت الحيوانات تقترب أحياناً من البنتين الصغيرتين كأنها تثق بهما. وكانت الأرانب البرية تأكل من أيديهما، والغزلان ترعى العشب في جوارهما، وتقف حولهما. أما الطيور فكانت تقف على الأغصان القريبة منهما، وتغني لهما أعذب أغانيها.

وحين تكون الفتاتان بعيدتين عن بيتهما عندما يحل الظلام، كانتا لا تخافان من قضاء ليلتهما في الغابة، وتنامان معاً على فراش من العشب حتى الصباح، دون أن تصابا مرة بأي ضرر. أما أمهما فكانت لا تخاف عليهما عندما ينامان في الغابة، لعلمها أن الحيوانات لن تؤذيهما.

وفي إحدى المرات، بعد أن قضت بياض الثلج وحمرة الورد ليلة في الغابة، استيقظتا في الصباح، فوجدتا ولداً جميلاً، لابساً ثوباً أبيض براقاً يجلس بجانبهما. فابتسم الولد لهما، ثم اختفى. وعندما نظرت البنتان إلى ما حولهما، وجدا أنهما كانتا نائمتين كل الليل قريباً من حافة منحدر صخري عالٍ جداً. ولو تحركتا قليلاً لكانتا وقعنا عن حافة المنحدر دون شك.

الملاك الحارس

وعندما أخبرتا أمهما بذلك، قالت لهما إن الولد الذي رأياه لا بد من أن يكون الملاك الحارس، الذي يرعى بعناية الأولاد الصالحين.

كانت بياض الثلج وحمرة الورد تنظفان دائماً كون أمهما تنظيفاً ممتنعاً، وترتبانه ترتيباً حسناً بحيث يسر الداخل إليه سروراً عظيماً. كانت حمرة الورد في الصيف تجمع كل صباح باقة من الأزهار، وترتبها ترتيباً جميلاً في إناء للزهر، وتضعها جانب سرير أمها. وكان بين تلك الزهرات دائماً وردتان، واحدة بيضاء والثانية حمراء، مقطوفتان من الشجرتين الصغيرتين الموجودتين في الحديقة.

وفي الشتاء، كانت بياض الثلج تشعل النار كل صباح، وتضع الغلاية عليها. وكانت تلك الغلاية مصنوعة من النحاس الأصفر، الذي كانت بياض الثلج تلمعه تلميعاً شديداً، حتى يصبح كالذهب.

الأم والبنتان والدب

كانت الأم تتجمع مع بنتيها الصغيرتين حول النار في كل مساء من أمسية الشتاء التي يتساقط فيها الثلج. وكانت الأم تقرأ للبنتين بصوت عالٍ وهما جالستان تغزلان الصوف، وإلى جوارهما يرقد على الأرض حمل أبيض، وعلى مقربة منه حمامة بيضاء.

وفي مساء أحد الأيام، بينما كانت الأم وبنتاها جالسات حول النار، قرع الباب قرعاً عالياً، فقالت الأم: “يا حمرة الورد! افتحي الباب بسرعة، إذ لا بد من أن يكون أحد المسافرين المساكين قد أضاع طريقه.” فركضت حمرة الورد إلى الباب وفتحته.

لم يكن الذي دخل الغرفة مسافراً أتعبه السفر كثيراً، بل كان دباً كبيراً أسوداً. وعندما رأته حمرة الورد، ركضت نحو أمها وهي تصرخ، وتخبأت بياض الثلج خلف كرسي أمها، وبدأ الحمل يصوت، واستيقظت اليمامة وراحت تحرك جناحيها.

فقال الدب بصوت لطيف: “لم آت لكي أؤذي أحداً، ولكنني أتيت لتدفئة نفسي بنار الموقد؛ لأن جسمي يكاد يتجمد.” فقالت الأم: “أيها الدب المسكين! اقترب واضطجع قرب النار، واحذر من أن تخرق فروتك.” ثم نادت بنتيها قائلة: “يا بياض الثلج! يا حمرة الورد! لا حاجة لكما إلى الاختباء؛ لأن الدب لن يؤذيكما.”

صداقة الدب والبنتين

فاقتربت البنتان من النار، والخوف يملأ قلبيهما، واقترب الحمل واليمامة أيضاً. ثم قال الدب: “أيتها البنتان العزيزتان! هل لكما أن تزيلا الثلج عن فروتي؟” فتناوبت بياض الثلج وحمرة الورد على إزالة الثلج عن فروة الدب، وما كادتا تنتهيان من ذلك حتى زال عنهما خوفهما كله، وأصبح الدب رفيقاً لهما في اللعب.

وعندما حان وقت النوم، قالت الأم للدب: “أيها الدب اللطيف! ابق هنا قرب النار طول الليل.” وفي الصباح فتحت البنتان الصغيرتان الباب، فخرج الدب من الكوخ مسرعاً إلى الأحراج المكسوة بالثلج.

في المساء عاد الدب، وعندما فتح الباب، دخل الكوخ وتمدد على الأرض قرب الموقد، كأنه تعود أن يفعل ذلك كل عمره. وفي المساء التالي، عاد ثانية إلى الكوخ، وواظب على ذلك في جميع أمسية الشتاء.

مغامرات ممتعة

لقد أولعت البنتان بالدب كثيراً، حتى أصبحتا لا تغلقان الباب في الليل أبداً قبل مجيء صديقهما الكبير الأسود، لكي تلعبا بعد ذلك معه أمام النار. وكانت الأختان تنتفان شعرهن، وتضعان أقدامهن على ظهره وتقلبانه. وعندما كان يتظاهر بالغضب، كانت تضحكان وتتقلبان معه.

وداع الدب

دامت زيارات الدب الليلية إلى أن حل فصل الربيع، الذي عادت فيه الغابات ثانية إلى اخضرارها، وبدأت فيه الطيور أناشيدها. وفي صباح أحد الأيام، قال الدب لهما: “وداعًا أيتها الفتاتان العزيزتان، فالربيع قد حل هنا الآن، ولا بد لي من أن أترككما، ولن أعود طول فصل الصيف.” فسألته بياض الثلج قائلة: “لماذا يجب عليك أن تتركنا أيها الدب العزيز؟ إلى أي مكان ستذهب؟”

فأجابها الدب: “يجب أن أبقى في الغابة لأحمي كنوزي من الأقزام الشريرين. ففي فصل الشتاء تتجلد الأرض، وتصبح صلبة، ولكن الشمس الدافئة قد أذابت الجليد الآن، وأصبحت الأرض لينة، فيستطيع الأقزام البدء بحفرها ثانية.”

فذهبت بياض الثلج وحمرة الورد إلى الباب، وهما حزينتان، ففتحتاه لكي يخرج منه صديقهما العزيز. علقت قطعة من فرو الدب بسقاطة الباب، وهو خارج منه. فخيل إلى بياض الثلج أنها لمحت ذهبًا براقًا تحت الفرو، ولكنها لم تكن متيقنة من ذلك. وقفت البنتان الصغيرتان في مدخل الكوخ، وراحتا تلوحان لصديقهما، وتفكران في مقدار الوحشة التي ستجدانها في أثناء غيابه عنهما.

أما الدب فقد ذهب مسرعًا، واختفى بعد وقت قصير بين الأشجار. بعد فترة من الزمن، أرسلت الأم بنتيها إلى الغابة لتجمعا منها حطبًا. وعندما وصلتا إلى جذع شجرة كبيرة ملقى على الأرض، رأتا شيئًا يقفر على جذع الشجرة ذهابًا وإيابًا، ولكنهما لم تستطيعا في أول الأمر أن تعرفا ما هو.

قزم الشجرة

وعندما اقتربتا منه، رأتا أنه قزم صغير جداً، له وجه كثير التجاعيد يدل على طوله الأبيض. كان القزم كبيرًا في صدره، ولحية قد حاول أن يشق جذع الشجرة بفأسه الصغيرة، فعلقت لحيته الطويلة في الشق الذي أحدثه، وراح يقفر فوق جذع الشجرة مرارًا، ويشد لحيته بقوة وعنف، ولكنه لم يستطع تخليصها.

عندما لمعت عينا القزم بياض الثلج وحمرة الورد، صاح قائلاً: “أيتها المخلوقتان البشعتان! لماذا تقفان هناك وتنظران إلي، عوضًا عن أن تحاولا مساعدتي؟” أرادت الشقيقتان مساعدة القزم، مع أنه كان فظاً جداً معهما. وقد بذلتا جهودًا كبيرة لتخليص لحيته، ولكن الشق في جذع الشجرة كان يشد عليها بقوة.

وعندها قالت حمرة الورد للقزم: “سأركض إلى البيت لأبحث عن شخص يساعدك.” فصاح بها قائلاً: “أيتها البنت البليدة! ما الفائدة من إحضار أشخاص بليدين آخرين لكي ينظروا إلي؟ ألا تستطيعين عمل أي شيء لإنقاذي؟”

فقالت له بياض الثلج: “دعني أفكر في الشيء الذي أستطيع عمله.” ثم أخرجت مقصها من جيبها، وقصت لحية القزم فوق شق جذع الشجرة مباشرة، فأنقذته بعملها هذا. وعندما وجد القزم نفسه حرًا، التقط كيسًا من الذهب، كان ملقى إلى جانب الشجرة، والتفت نحو البنتين، وعوضًا عن أن يقول كلمة شكر لهما، أخذ يتمتم قائلاً: “أيتها البنتان الشريرتان! كيف تجرأتما على قص جزء من لحياتي الجميلة؟ ليحل النحس عليكما.”

قزم الجدول

وذات يوم، بعد مدة من الزمن، ذهبت بياض الثلج وحمرة الورد لتصطادا السمك على ضفاف أحد الجداول. وهناك رأيتا، على مسافة منهما، شخصًا عجيبًا صغيرًا يرتفع عن الأرض ويهبط إليها، كأنه يوشك أن يقفر إلى الجدول. فركضنا إليه، فوجدنا أنه كان القزم نفسه.

سألته حمرة الورد قائلة: “ما الذي تحاول أن تعمله؟ إنك لا تريد القفر إلى الماء طبعًا.” فقال القزم بصوت عال: “إنني لست مجنونًا، ألا تستطيعين أن تبصري أن هذه السمكة الكبيرة جدًا تجرني إلى الجدول؟”

وعندما حدقت الشقيقتان النظر، استطاعتا أن تريا أن القزم قد علقت صنارته بسمكة كبيرة. ومن سوء حظه كانت لحيته وخيط الصنارة قد تشابكا، وكلما حاولت السمكة أن تنتر نفسها لتتخلص من الصنارة، كانت تسحب القزم قريبًا من حافة الماء. وكان القزم يتمسك بشدة بالقصب والأعشاب على ضفاف الجدول، ولكن السمكة كانت أقوى من أن يثبت لها. وكانت تقربه من الماء قليلاً قليلاً.

فعندما رأت الأختان القزم على تلك الحال، أمسكنا به بكل ما لديهما من قوة. ولكنهما لم تستطيعا أن تفكا لحيته من خيط قصبة الصيد. وأخيرًا أخرجت حمرة الورد مقصها، وقصت أكثر من نصف لحيته. فغضب القزم غضبًا شديدًا، مع أنه عرف أنها فعلت ذلك لكي تنقذ حياته. ثم صاح بها قائلًا: “كيف تجرأت على تشويه منظري على هذه الصورة؟ ففي المرة الأولى قصصت طرف لحيتي، والآن قصصت أكثر من نصفها. كيف أستطيع مقابلة الناس، وأنا على هذا الشكل المرعب؟ إنني أدعو عليكما بأن تواصلا الركض، حتى لا يبقى لحذائيكما نعال.” والتقط بعد ذلك كيسًا من اللآلي، كان قد خبأه بين القصب، ووضعه على كيفه، واختفى عن الأنظار.

العودة إلى البلدة

بعد فترة من الزمن، أرسلت الأم بياض الثلج وحمرة الورد إلى البلدة، لتشتريا لها إبرًا وخيوطًا، فقادتهما خطاهما إلى ساحة من الأرض الجرداء، نثرت عليها الصحور الضخمة. وهناك رأتا طائرًا كبيرًا يحوم فوق بقعة من تلك الأرض ثم انقض فجأة، فسمعت البنتان صرخات تستدر الشفقة. فاندفعنا إلى الأمام ورأتا، والرعب يملأ قلبيهما، عقابًا ضخمة قد أمسكت القزم بمخالبها، وأوشكت أن تطير به. فأمسكت بياض الثلج وحمرة الورد بذيل سترة القزم بكل قواهما. وراحتا تشدان بقوة وعنف، حتى تركت العقاب القزم، وطارت.

وما كاد خوف القزم يزول، حتى التفت إلى الشقيقتين قائلًا، وهو في أشد حالات الغضب: “أيتها البنتان الحمقاوان! ماذا قصدتما بإمساككما بي بتلك الخشونة؟ كدتما تمرقان سترتي الجديدة من ظهرها. أما كنتما تستطيعان الإمساك بي بعناية أكبر؟” ثم التقط كيسًا من الحجارة الثمينة، واختفى وراء إحدى الصحور الضخمة.

كانت بياض الثلج وحمرة الورد قد تعودتا فظاظته، فلم تتوقعا منه أن يشكرهما على مساعدتهما له. وواصلتا سيرهما إلى البلد، حيث اشترينا إبرًا وخيوطًا لأمهما.

قزم الجواهر

وبينما كنتا عائدتين إلى منزلهما في المساء، التقتا القزم مرة ثانية في المكان عينه. كان راكعًا على الأرض ينظر إلى جميع جواهره التي كانت منثورة حوله، والتي كانت تلمع وترسل بريقًا شديدًا، حتى ظنت البنتان أنهما لم تريا في حياتهما شيئًا له مثل ذلك الجمال. ولم يكن في استطاعتهما إلا الوقوف والتمتع بذلك المنظر الفتان. رفع القزم رأسه فجأة، وعندما رآهما احمر وجهه غضبًا، وصرخ قائلاً: “إلى أي شيء تنظران، وأنتما واقفتان هناك؟” في تلك اللحظة سمع زئيرًا مرعبًا، وخرج من الغابة دب كبير أسود، راح يهرول نحوهم.

فقفر القزم واقفًا، والرعب يملأ قلبه، وأصبح وجهه الأحمر الغاضب شاحبًا من الخوف. وقبل أن يتمكن من الهرب، كان الدب إلى جنبه. رجى القزم الدب بصوت متقطع، قائلًا: “يا سيدي الدب العزيز! أرجوك رجاء حارًا أن تبقى على حياتي. فما أنا إلا صغير جدًا، ولن أكون سوى لقمة واحدة لك. لماذا لا تأكل هاتين البنتين الشريرتين إذا كنت جائعًا؟ إنهما أسمن مني، وإن أبقيت على حياتي، أعطيتك كثري كله.” ولكن الدب لم تؤثر فيه كلمات القزم. وما كان منه إلا أن رفع كف قدمه الأمامية، وقتل القزم بضربة واحدة.

فهربت البنتان الصغيرتان من شدة خوفهما، ولكن الدب ناداهما قائلًا: “يا بياض الثلج ويا حمرة الورد! لا تخافا. ألا تعرفانني؟” فعرفت الأختان صوت صديقهما العزيز، والفرح يملأ قلبيهما. فالتفتا نحوه، وركضتا إليه، بينما أسرع هو للقائهما.

اللقاء مع الأمير

وعندما تلاقوا، سقطت فروته عن جسمه، ووقف قبالتهما شاب جميل، يلبس ثيابًا ذهبية، بدلاً من الدب صاحب الشعر الكثيف الطويل. ثم قال لهما الشاب: “إنني ابن ملك، وقد سرق ذلك القزم الشرير كثري كله، وحولني بسحره إلى دب. ومنذ ذلك الحين، صرت أتجول في الغابة، مترقبًا فرصة مناسبة لقتله. فالسحر لا يزول أثره عني إلا بعد موته. وأنا حر الآن، أما هو فقد نال عقابه العادل.”

كان فرح بياض الثلج وحمرة الورد عظيمًا جدًا. عندما سمعا قصته، كان فرح أمهما عندما ذهب الأمير معهما إلى منزلهما. بعد بضع سنوات، تزوج الأمير بياض الثلج، وتزوج أخوه حمرة الورد. واقتسم الأميران بينهما الكنز الذي كان القزم قد أخفاه زمنًا طويلاً.

عاشوا جميعًا في قلعة كبيرة، وعاشت معهم الأم الصالحة. أما شجرتا الورد الصغيرتان اللتان كانتا في حديقة الكوخ، فقد زرعتا في حديقة القصر تحت نافذة غرفة الأم، وظلتا تحملان أجمل أنواع الورد الأبيض والأحمر، كما كانتا تفعلان من قبل.

معرض الصور (قصة بياض الثلج وحمرة الورد)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى