قصة الكذاب يخسر ثقة الأخرين

في وقت الفسحة، كان كل من: جاسر، وعلي، وتامر، يلعبون بداخل الفصل بمدرستهم.

ركل جاسر الكرة بغير حرص نحو تامر، وصاح قائلا: “التقط الكرة”.

حاول تامر التقاطها ولكن بلا جدوى. ارتطمت الكرة بإناء زجاجي كان موجودا على منضدة معلم الفصل، وتحطم الاناء الى شظايا صغيرة، وانسكب ما فيه من ماء على ملفات المعلم واوراقه.

سيطر الرعب على علي وتامر، فركضا خارج الفصل. وقف جاسر ساكنا، ولم يدر ماذا يفعل. حاول ان يمسح المائدة ليجففها بمنديله. كان يعرف ان معلم الفصل الاستاذ صلاح سيغضب بشدة، وبالمصادفة مر الاستاذ صلاح بالفصل، فراى ارضية الفصل في حال سيئة، والاشياء مبعثرة هنا وهناك. دخل الى الفصل، واستشاط غضبا عندما راى منضدته هكذا.

حادثة الاناء الزجاجي والكذبة الاولى

صاح الاستاذ صلاح: “من الذي فعل هذا؟”، والتفت نحو جاسر وقال: “هل تعرف من سبب هذه الفوضى؟”.

فكذب جاسر قائلا: “علي وتامر يا استاذي!”.

فقال الاستاذ صلاح في تشكك: “وما الذي تفعله هاهنا؟ المفترض ان تكون في الملعب خلال وقت الفسحة”.

فادعى جاسر كذبة اخرى وقال: “لقد اصيب كاحلي ليلة امس؛ ولهذا كنت استريح في الفصل، وقد رايت عليا وتامرا يكسران الاناء الزجاجي”.

عقب الاستاذ صلاح قائلا: “فهمت”.

قال هذا وخرج من الفصل.

واخذ جاسر يفكر متوترا: “ماذا سيفعل علي وتامر عندما يعرفان الامر؟ كان ينبغي الا اكذب على الاستاذ صلاح. لاشك ان عليا وتامرا سوف يتشاجران معي، وسيجلبان علي العار امام الاستاذ صلاح والطلاب الاخرين، وعندما يدرك الاستاذ صلاح الحقيقة سوف يتصل بوالدي بالتأكيد ويشكو لهما سلوكي السيئ”.

انكشاف الكذب والشعور بالندم

دق الجرس وانتهت الفسحة، وعاد جميع الطلاب الى الفصل وفيهم علي وتامر، ثم دخل معهم الاستاذ صلاح. بدا الغضب الشديد على كل من علي وتامر.

قال الاستاذ صلاح لجاسر: “انت كاذب. لقد اخبرني علي وتامر بالحقيقة. انه انت من كسر الاناء، وكذبت علي بشأن كاحلك المصاب، الم يكن الامر كذلك؟”.

لم يستطع جاسر ان ينظر الى عيني الاستاذ صلاح، وظل واقفا بلا حراك، ولم ينطق بكلمة واحدة.

وبعد قليل التفت جاسر نحو علي وتامر وقال لهما: “يا صديقي العزيزين. انا اسف جدا لسلوكي، كان يجب الا اتهمكما بما ارتكبته انا. ارجو معذرتكما”.

لم يستطع جاسر في ذلك اليوم ان يركز في دروسه، وراح طلاب فصله يتحدثون حول سلوكه السيئ.

وسمعهم مرة بعد اخرى يهمسون له، وهم يمشون الى جانبه: “كذاب! كذاب!”.

وشعر ببؤس شديد.

الاعتراف بالخطأ واستعادة الثقة

وحين دق الجرس الاخير الذي يعلن انتهاء اليوم الدراسي، مضى جاسر الى الاستاذ صلاح وقال له: “انا اسف لانني كذبت عليك. لن اكرر هذا الخطا مرة اخرى، انني اشعر بالخجل لسلوكي السيئ”.

قال هذا واحنى راسه في خجل.

نظر الاستاذ صلاح الى جاسر لبرهة من الوقت، وقال له: “انني سعيد لانك ادركت خطاك. انت فتى طيب، واتمنى الا تاتي بهذا النوع من الافعال في المستقبل”.

وسر علي وتامر كذلك عندما علما ان جاسرا قد اعترف بذنبه، امام الاستاذ صلاح. فذهبا الى جاسر وقالا له: “انت شخص نبيل حقا؛ ان من يعترف بخطئه لهو انسان عظيم، لنكن اصدقاء مخلصين منذ الان فصاعدا، هلم بنا! نلعب كرة القدم”.

وانطلق الاصدقاء الثلاثة نحو ملعب كرة القدم.

الحكمة

الكذبة عمرها قصير، وسرعان ما تنكشف، فتجلب للكاذب الخجل.