قصة القاق وجرة الماء
ملخص قصة القاق وجرة الماء
في بلدة صغيرة مغطاة بالغبار، كانت تعيش فتاة صغيرة اسمها سميرة مع جدتها. كل يوم كانت سميرة تمر عبر الميدان الرئيسي متوجهة إلى مدرستها، متمنية أن تعمل الساعة الكبيرة في البرج القديم لتساعدها على عدم التأخر. لكن الساعة كانت متوقفة منذ سنوات عديدة، ولا أحد يهتم بإصلاحها.
في أحد الأيام، وصل إلى البلدة ساعاتي وفتح متجرًا لبيع الساعات، مما جعل الجميع يشترون ساعات شخصية وتجاهلوا الساعة الكبيرة في الميدان. لكن سميرة ظلت تتمنى أن تعمل الساعة مرة أخرى.
كان في قمة البرج قاق، طائر اسمه قاقاتو، الذي أصبح صديقًا لسميرة دون أن تعلم. في كل صباح، كان قاقاتو يصيح “قاق!” عندما يرى سميرة، مما يرسم البسمة على وجهها.
مع بداية فصل الصيف وغياب الأطفال عن البلدة بسبب الإجازة، شعر قاقاتو بالحزن لعدم رؤية سميرة. قررت سميرة وضع جرة ماء أمام منزلها لمساعدة العاملين في الحر الشديد، ولاحظت أن قاقاتو كان يقترب من الجرة ليشرب. أعجبت بفكرته الذكية عندما أسقط الحجارة في الجرة ليرتفع مستوى الماء ويستطيع الشرب.
ألهمت فكرة قاقاتو سميرة، فذهبت إلى الساعاتي وطلبت منه إصلاح الساعة الكبيرة. وافق الساعاتي، وبجهودهما المشركة، عادت الساعة للعمل، مما أسعد الجميع في البلدة. أصبح قاقاتو يعتني بالساعة وينظفها بريشه، وأخذ المفتاح من سميرة مرة في الأسبوع لتشغيل الساعة.
وبفضل هذه الجهود، لم تتأخر سميرة عن المدرسة مرة أخرى، وظلت صداقتها مع قاقاتو تزداد يومًا بعد يوم.
قصة القاق وجرة الماء مكتوبة
في بلدة صغيرة كثيرة الغبار، كانت فتاة صغيرة اسمها سميرة تعيش مع جدتها. كانت سميرة فتاة لطيفة قمورة، لكنها كانت تتأخر دائمًا عن مدرستها. للوصول إلى المدرسة، كان عليها أن تمر كل يوم في الميدان الرئيسي، وأن تقطع البلدة من أولها إلى آخرها.
في الميدان كان يوجد برج ساعة. كان لون البرج في الماضي أحمر زاهيًا، لكن مع الوقت بهت لونه وعلاه الغبار، ولم تكن ساعته قد دارت منذ سنوات، فقد توقفت عند الساعة التاسعة والنصف. وسرعان ما غشي وجهها الزجاجي وعلت عقاربها شبكات العنكبوت.
الأمنيات والأحلام
كل يوم، كانت سميرة تتوقف عند الساعة وتحدق فيها لحظة، وتقول: “لو كانت هذه الساعة شغالة، لما تأخرت عن مدرستي أبدًا!” لم يكن بإمكان سميرة أبدًا أن تعرف الوقت، فلم يكن في بيت جدتها العجوز التي تعيش معها ساعة، لا كبيرة ولا صغيرة. عندما كانت جدتها صغيرة، لم يكن عند أحد من أهل البلدة ساعة. من يحتاج إلى ساعة بوجود الساعة الكبيرة التي تعلن عن الوقت في كل ساعة بدقاتها العالية الصداحة؟
ثم، في أحد الأيام، صمتت الساعة. وصل إلى البلدة ساعاتي وفتح محلًا لبيع الساعات. وتوافد الناس على دكان ذلك الساعاتي يشترون ساعات كبيرة وصغيرة، إلا جدة سميرة. وسرعان ما نسي الناس ساعة الميدان. لم ينظف زجاجها أحد، ولا اهتم أحد بمسح نسيج العنكبوت عن عقاربها، ولم يفرك جدرانها أحد. لكن سميرة كانت تتمنى أن تعمل الساعة مجددًا. وكانت في كل صباح تقف أمام الساعة وتخاطبها قائلة: “آه، لمَ لا تعملين؟”
صديق جديد: قاقاتو
وكان الجواب يأتيها كل صباح. يأتيها من قاق يقف على قمة البرج وينظر إليها من فوق ويصيح: “قاق! قاق!” كان القاق، واسمه قاقاتو، يعيش وحيدًا في عش قريب وراء الساعة. كانت الطيور الأخرى من عائلته قد تركت أعشاشها وطارت إلى أماكن بعيدة. أما هو فلم يكن بعد قادرًا على الطيران الطويل، فبقي في عشه قريبًا من الساعة. استمر قاقاتو يتدرب على الطيران، فينزل إلى السوق ويعود منه. ويطير إلى أشجار قريبة وإلى محطة الأوتوبيسات، أو محطة القطارات. لكن أحب الأماكن إليه كان قمة الساعة. فقد كان يحب أن يجثم هناك ويراقب العالم من حوله، يتحرك ويتغير، ويتقدم ويتأخر.
حياة سميرة اليومية
في الثامنة من صباح كل يوم، كانت الطرق تمتلئ بالأطفال في طريقهم إلى المدرسة. كان قاقاتو في هذا الوقت ينط ويطير ويصيح. ما كان أشد رغبته في أن يذهب إلى المدرسة مع الأطفال الصغار، وأن يشاركهم في اللعب، ويتبادل معهم الأحاديث والأسرار. غير أن الأطفال لم يكونوا لطفاء معه دائمًا. كانوا أحيانًا يصيحون بوجهه ليبتعد عنهم، أو يرشقونه بالحجارة، فيحزن.
لكن حزن قاقاتو لم يكن يومًا يدوم طويلاً. ذلك أنه بعد أن يرن جرس المدرسة بقليل، كان يرى سميرة تمر في الطريق مسرعة وقد تأخرت عن مدرستها. لكن مهما كانت سميرة متأخرة، فإنها كانت دائمًا تتوقف أمام برج الساعة وترفع رأسها لتنظر إليها.
صيف لا ينسى
كان قاقاتو يصيح: “قاق!” فتزول نظرة القلق التي كانت تعلو وجه سميرة، وتتحول إلى ابتسامة عريضة، وترفع يدها ملوحة للقاق ببهجة. ثم تجري راكضة طوال الطريق إلى المدرسة، ويدفع نفسها عبر البوابة الكبيرة، قبل لحظات من إقفالها. كانت سميرة أعز أصدقاء قاقاتو، مع أنها لم تكن تعرف ذلك.
غياب الأطفال
ثم جاء فصل الصيف. كانت السماء زرقاء خالية من الغيوم، وكان الجو حارًا ورطبًا. صباح يوم السبت، تطلع قاقاتو حوله، فلم ير في شوارع البلدة أطفالًا. كانت المدرسة صامتة وخالية. ولم تمر سميرة من هناك مسرعة ولا توقفت عند برج الساعة. كانت الإجازة المدرسية الصيفية قد بدأت. لكن قاقاتو لم يكن يعرف ذلك. انتظر طوال الأسبوع بقلق، فلم يأت الأطفال، ولم تأتِ سميرة. وأحس قاقاتو بحزن شديد.
جرة الماء وعطش قاقاتو
في الطقس الحار، كانت سميرة وجدتها تبقيان معظم الوقت داخل المنزل. في وقت مبكر من صباح أحد الأيام، ملأت الجدة جرة ماء ووضعتها خارج بوابة المنزل، وقالت: “هذه لأولئك الذين يعملون في الخارج ويعطشون. بإمكاننا أن نظل داخل منازلنا، حيث الظل، لكن على بعض الناس أن يعملوا في الخارج طوال النهار.”
أعجبت سميرة بالفكرة. وبعد ذلك، صارت في كل صباح تملأ الجرة وتضعها خارج البوابة، ثم تجلس وراء الشباك تقرأ كتابًا. وسرعان ما اكتشفت أن الناس كانوا فعلاً يتوقفون ليشربوا.
في أحد الأيام، تذكر قاقاتو ما قالته له أمه يومًا، “لا فائدة من الحزن، عليك أن تفعل شيئًا حيال ما يحزنك!” وقرر أن يطير في أرجاء البلدة الصغيرة ليبحث عن سميرة.
البحث عن سميرة
كان النهار حارًا جدًا، وكثر الذين يشربون من جرة سميرة. وعند الظهيرة، كانت الجرة قد أوشكت على أن تفرغ. طار قاقاتو فوق السوق، وطار فوق الشوارع ذهابًا وإيابًا. ثم طار فوق المنازل البيضاء النظيفة. تُرى أي بيت هو بيت سميرة؟
ظل يطير ساعات إلى أن أنهكه التعب والعطش. كان حلقه جافًا. حاول أن ينادي سميرة ويقول، “قاق قاق!” فلم يكد هو أن يسمع صوته. تشوق إلى موقعه الظليل عند برج الساعة. هل يتوقف عن بحثه ويعود إلى بيته؟
الماء والذكاء
في تلك الأثناء، لمح جرة ماء! نسي قاقاتو همومه، وأسرع يهبط فرحًا إلى الجرة وأدخل منقاره فيها. بدت الجرة فارغة! فشعر قاقاتو بضيق شديد. تدلى جناحاه، وجرجر ذيله بحزن. لم يُلاحظ الفتاة الصغيرة التي كانت تجلس وراء شباك المنزل، والتي كانت تراقبه باهتمام شديد. تلك كانت سميرة.
كان قاقاتو يوشك أن يترك الجرة ويطير عائدًا إلى عشه، لكنه سمع صوتًا في داخله يقول له، “هل أنت واثق من أن الجرة فارغة كلها، يا قاقاتو؟” بدا على وجه قاقاتو التفكير، وقال في نفسه، “لعل في الجرة قليلاً من الماء، قليلاً ولكن يكفي أن يروي فاقًا شديد العطش.”
الحجارة والماء
كان للجرة عنق طويل ضيق. نظر قاقاتو في داخلها، كان باطنها معتمًا وفارغًا. لكنه أراد أن يستوثق من ذلك. التقط بمنقاره حصاة صغيرة وألقاها في الجرة. سمع صوتًا. “يُلْبْ! سپلاش!” إذا في الجرة ماء! رمى حصاة أخرى ليتأكد. “يَلْب! سپلاش!” تحمس قاقاتو تحمسًا شديدًا، وراح يصفق بجناحيه ويقاقي بصوت أجش. مع أن الماء كان لا يزال بعيد الوصول، فإنه لن يتراجع الآن!
تحقيق الهدف
أسقط قاقاتو حصاة أخرى في الجرة، وأخرى، وأخرى. “پلب سپلاش!” كان صوت الماء يقترب ويزداد وضوحًا مع كل حصاة يُسقطها. لا بد أن الماء الآن صار قريبًا جدًا. “پِلُپ! سپلاش!” مدد قاقاتو منقاره في عنق الجرة، وأحس به يمس شيئًا رطبًا! أسقط حصاة أخرى. “پِلُپ! سپلاش!” لمعت أمام عينيه في عنق الجرة بركة ماء. غطس قاقاتو منقاره في البركة وشرب حتى تعب. آه، ما أطيب الماء!
لقاء سميرة
إذ أخذ قاقاتو يقاقي بفرح، سمع أحدًا يصفق بيديه. نظر إلى مصدر الصوت مستغربًا. وأمامه رأى سميرة! طار قاقاتو فوق البوابة ووقف على عتبة الشباك. ابتسمت سميرة وابتسم قاقاتو. قالت سميرة، “مرحبا!” وقال قاقاتو، “قاق!” هتفت سميرة بفرح، “أنت قاق برج الساعة!” قال قاقاتو، “قاق!” قالت سميرة، “أنت قاق ذكي جدًا. لم تستسلم وتتراجع عندما ظننت أن الجرة فارغة. واصلت إسقاط الحصى إلى أن ارتفع الماء في قاع الجرة إلى عنقها! ليتني أستطيع أن أعمل مثلك عملًا ذكيًا!” قال قاقاتو، “تستطيعين! تستطيعين!”
إصلاح الساعة
قالت سميرة: “هل تظن أن بإمكاني أن أجعل الساعة تعمل مجددًا؟” رد قاقاتو، “قاق! قاق!” وذلك ما فعلته سميرة! ذهبت إلى الساعاتي وروت له حكاية تأخرها عن المدرسة كل يوم، وسبب ذلك التأخير. وقالت، “إذا أصلحت الساعة الكبيرة، فلن يتأخر أحد عن المدرسة.” في اليوم التالي، تسلق الساعاتي برج الساعة وفتح صندوقها الزجاجي، ووضع نظارته وبدأ يعمل. كان يحمل معه نوابض جديدة ولوالب وعجلات. انتزع القطع القديمة الصدئة وركب في موضعها قطعًا جديدة لامعة. سرعان ما دارت العجلات، وتحركت العقارب، وسمع الناس ساعتهم القديمة المهملة تطن بصوت رنان يصل إلى كل مكان.
سعادة البلدة
كان الكثيرون في ذلك اليوم الحار ينعمون بغفوة القيلولة. فهبوا من غفوتهم مندهشين. ماذا حدث لهذه الساعة؟ وسمع قاقاتو الساعة تطن، فطار فرحًا حولها يغني، “قاق! قاق! قاق!” ويضبط إيقاعه مع طناتها. ضحك الساعاتي، وقال له، “ستكون الذي يضبط الوقت، يا قاقاتو، وستكون سميرة حاملة المفتاح!”
منذ ذلك اليوم، كان قاقاتو يعتني بالساعة، ويزيل الغبار عن صندوقها الزجاجي بريش ذيله. وكان يأخذ مفتاح الساعة من سميرة مرة في الأسبوع ليلف نابضها!
ولم تتأخر سميرة عن المدرسة بعد ذلك اليوم أبدًا!
معرض الصور (قصة القاق وجرة الماء)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث