قصة الفئران التي تأكل الحديد
ملخص قصة الفئران التي تأكل الحديد
كان التاجر مسعود يعيش في بلد ساحر، ولكنه لم يكن موفقًا في عمله. اضطر إلى الاستدانة وترك بلده ليجرب حظه في مكان آخر. قرر أن يبيع ممتلكاته لسداد ديونه، ولكنه احتفظ بقضبان الحديد التي ورثها عن والده، آملًا أن يبني بها بيتًا يومًا ما. طلب من صديقه محرم أن يحتفظ له بالحديد حتى يعود.
سافر مسعود وتغير حظه تدريجيًا، وازدهرت أعماله حتى أصبح رجلًا غنيًا. بعد سنوات، قرر العودة إلى بلده ليؤسس تجارة جديدة هناك. عند عودته، رحب به الجميع باستثناء صديقه محرم، الذي زاره لاحقًا لطلب استعادة قضبان الحديد.
ادعى محرم أن الفئران أكلت الحديد، فشك مسعود في كلامه لكنه لم يعترض. بدلًا من ذلك، طلب من محرم إرسال ابنه شاكر معه ليعطيه هدية. عندما لم يعد شاكر، ذهب محرم إلى مسعود ليستفسر عنه، فأخبره مسعود أن صقرًا حمل شاكر وطار به. غضب محرم واتهم مسعود بالكذب، فاقترح مسعود الذهاب إلى القاضي.
أمام القاضي، روى محرم قصته ثم رد مسعود قائلاً إن كانت الفئران قادرة على أكل الحديد، فالصقر قادر على حمل الفتى. ضحك الناس من القصة الغريبة، وأمر القاضي محرم بإعادة الحديد إلى مسعود مقابل إعادة ابنه. عاد الحديد إلى مسعود، وعاد شاكر إلى أبيه، لكن صداقة مسعود ومحرم لم تعد كما كانت.
قصة الفئران التي تأكل الحديد مكتوبة
في قديم الزمان، وفي بلد ساحر فتان، كان يعيش تاجر يدعى مسعود. لم يكن مسعود موفقًا في عمله. في الواقع، لم يكن يكسب مالًا أبدًا. فصار يستدين. وبعد حين، لم يعد يجرؤ على أن يطل من باب داره لأن الدائنين كانوا دائمًا في انتظاره. أخيرًا قرر أن يترك بلده وأن يجرب حظه في بلد آخر.
كان هم مسعود قبل كل شيء أن يسدد ما عليه من دين. فباع منزله وكل ما عنده من متاع الدنيا، واستدعى الدائنين واعتذر منهم وأعاد إليهم ما استدانه منهم. وكان سعيدًا جدًا لأنه بقي معه شيء من المال ليحاول أن يبني به مستقبله حيث ينوي الرحيل. بقي شيء واحد لم يبعْه مسعود. فقد كان أبوه ينوي أن يبني بيتًا جديدًا كبيرًا. وكان قد اشترى لهذه الغاية قضبانًا وأعمدةً من حديد. لكنه توفي قبل أن يحقق حلمه. لم يرد مسعود أن يبيع الحديد، آملًا أن يعود يومًا فيحقق حلم أبيه وحلمه ببناء بيت جميل في بلده.
كان يعيش في مدينة مسعود صديق له يدعى محرم. ذهب مسعود يودع صديقه محرم، وفتح له قلبه، وقال له: سأغادر المدينة، يا محرم. سأترك بيتي وأهلي وأسافر إلى مكان بعيد، لعل حظي هناك يتغير. حزن محرم لما رأى من حزن على وجه صديقه، وقال له: «هل أستطيع أن أخدمك بشيء قبل أن تسافر، يا صديقي؟ أي شيء؟»
مهمة الحفاظ على الحديد
قال مسعود: «نعم، إن لي عندك رجاء. تعرف أن عندي قضبان حديد ورثتها عن والدي. هذه لا أريد أن أبيعها. هل لك أن تحتفظ بها عندك إلى أن أعود؟»
أسرع محرم يجيب بحماسة، طبعًا! عندي متسع لها. سأضعها في بيت المؤونة. سيكون حديدك في أمان، إلى حين عودتك سالمًا غانمًا، بإذن الله!
شكر مسعود صديقه محرم، وقال له: «أنت صديق مخلص، يا محرم! تعرف، عندما قل مالي تفرق الناس من حولي، ما عدا الدائنين. الصديق عند الضيق، يا محرم. عندها فقط نعرف الأصدقاء.»
قال محرم: «أتمنى لك يا صديقي أن تجد الخير حيث حللت، وأن تعود إلينا وقد ازدهرت أعمالك واغتنيت.» تأثر مسعود من كلام صديقه، وحين ودعه لم يستطع أن يمنع دمعته من أن تسيل على خده.
تنقل مسعود من مدينة إلى مدينة، يبحث عن عمل. وبمرور السنين، تغير حظه شيئًا فشيئًا. في بداية الأمر، أخذ يبيع الأقمشة متنقلًا من منزل إلى منزل. ثم جمع من المال ما يكفي لشراء دكان صغير. وبعد جهد عظيم، ازدهرت أعماله وتغير حاله، فاشترى دكانًا آخر وآخر حتى صار يملك سلسلة من المتاجر، وصار رجلًا غنيًا.
العودة إلى الوطن
لكن مسعود كان دائمًا يفكر في بلده الأول، ويشوق إليه، ويرغب في أن يحقق حلمه القديم وحلم والده. وذات يوم قرر أن يترك كل شيء ويعود إلى بلده ليؤسس تجارة هناك. وهكذا باع محاله وأعماله وحمل ماله، وتوجه إلى بلده.
كانت بلدته لا تزال كما تركها وكان الناس قد سمعوا أنه صار غنيًا، فتوافدوا عليه، من عرفوه منهم ومن لم يعرفوه، ورحبوا به ترحيبًا شديدًا. لكن شخصًا واحدًا كان مسعود يتشوق أن يراه، لم يكن بين الزائرين. ذلك كان محرم!
قرر مسعود بعد حين أن يقوم بزيارة صديقه محرم. وفي الواقع، رحب محرم بصديقه، وقدم له الحلوى، وظل طوال الوقت يتأمله، ويتمنى لو كانت حالته مثل حالته. كان وجه مسعود متوردًا، وكان بطنه منتفخًا، وكانت ملابسه فاخرة، وبدا واضحًا أن عنده مالًا كثيرًا.
استعادة الحديد
أخيرًا، وقف مسعود مودعًا صديقه، لكنه قبل أن يغادر المنزل قال: «يا محرم، أتذكر الحديد الذي تركته أمانة عندك؟ أود الآن أن أسترجعه. أريد أن أستخدمه في بناء منزلي الجديد.»
تلك كانت اللحظة التي كان محرم يرتعد خوفًا من وقوعها. ففي الوقت الذي كان فيه مسعود ينتقل من نجاح إلى نجاح، كانت أحوال محرم في تراجع مستمر. وقد اضطر إلى أن يستدين من أحد الدائنين مقدارًا كبيرًا من المال. مرت الأيام ولم يستطع أن يسدد دينه. وكان أن هدده الدائن برفع أمره إلى القاضي.
كان محرم واثقًا أن مسعود قد سافر ولن يعود. صار يقول في نفسه، مسعود لن يعود. والحديد مرمي في بيت المؤونة يشغل منه حيزًا كبيرًا، ويمنعني من الإفادة من منزلي على أكمل وجه. والحديد إذا طال عليه الزمان يصدأ ويهترئ، فلا يفيد منه مسعود ولا سواه. وقد أتعثر به أنا أو يتعثر به أحد من أفراد أسرتي، ويحدث ما لا تحمد عقباه. لعل الحل في أن أعطي الدائن حديد مسعود، فأخلص من الدائن ومن الحديد.» وهكذا كان أن وعد الدائن بالحديد، وكان يوشك أن يعطيه إياه عندما ظهر مسعود.
خطة محرّم الذكية
فجأة، خطرت لمحرم فكرة، فقال، وقد بدا على وجهه أسف بالغ: “حديدك؟ بالطبع أتذكره! أنا آسف جدًا يا مسعود، أكلته الفئران! ها، جمت بيت المؤونة وأكلته. وضعتُه في مكان آمن، ولكن أنت تعرف الفئران. حاولت أن أشتري لك حديدًا مثله، لكن لم أجد في السوق حديدًا كالذي تركته عندي. الحصول على حديدٍ ليس سهلاً هذه الأيام. آسف جدًا، يا صديقي!”
نظر مسعود إلى محرّم نظرة استغراب. عرف أن في الأمر شيئًا غريبًا. لكنه ابتسم ابتسامة عريضة وقال، “لا تشغل بالك! أعرف أن إبعاد الفئران عن بيت المؤونة صعب جدًا. لا شيء يدوم، لا شيء ولا حتى الحديد!”
أحس محرّم براحة بالغة، فابتسم هو أيضًا. عند الباب، التفت مسعود إلى محرّم، وقال له، “آه، كدت أنسى! جلبت لك هدية، لكنني نسيتها في بيتي! أرسل معي ابنك شاكر، فأعطيه إياها.”
اختفاء شاكر
أحس محرّم بالذنب. فقد كذب على صديقه كذبة كبيرة، وها هو صديقه يصدق كذبته، بل ها هو يخبره أنه جلب له هدية. على كل حال، أحب أن لا تضيع عليه الهدية، فأسرع يطلب من ابنه شاكر مرافقة مسعود إلى منزله.
لكن مسعود لم يعطِ شاكر هدية، بل قال له، “اسمع يا بني! والدك ضيع الأمانة، وسخر مني. سأبقيك في بيتي إلى أن أعرف ماذا فعل بالأمانة. لا تخش شيئًا! أنت ضيفي، وسأسعى إلى أن تكون إقامتك عندي مريحة.”
هبط الليل، ولم يكن شاكر قد عاد إلى منزله. قلق عليه محرّم وذهب إلى بيت مسعود. قال له، “أين ابني؟”
قال مسعود، وقد بدا على وجهه الحزن، “أنا آسف جدًا. في طريقنا إلى هنا انقض صقر من السماء وحمل شاكر وحلق به وطار وطار حتى غاب عن الأبصار. لم أستطع أن أمنعه، ولم أتيت أخبرك بنفسي آملاً أن يعيد الصقر ابنك. آسف جدًا، يا صديقي!”
غضب محرّم غضبًا شديدًا، وصاح، “صقر يحمل ولدًا عمره خمسة عشر عامًا! لم أسمع بمثل هذا الهراء في حياتي! أنت كاذب وغشاش!”
لم يبد على مسعود أنه انزعج أما محرّم فقد تابع صراخه واتهاماته. وسرعان ما تجمع الناس من حولهما.
المواجهة أمام القاضي
أخيرًا قال مسعود، “إذا كنت لا تصدقني، نذهب غدًا إلى القاضي. سنرى إن كان يصدقني.”
في صباح اليوم التالي ذهب مسعود ومحرّم إلى القاضي. ومعهما جاء حشد كبير من الناس ليعرفوا ما يحدث.
روى محرّم للقاضي روايته. كان صوته يهتز غضبًا. قال، “يا سيدي القاضي، هذا الرجل الذي كنت أحسبه صديقي، اختطف ابني. أرجوك اطلب منه أن يعيد ابني شاكر إلي في الحال! هذا رجل كاذب وغشاش!”
التفت القاضي إلى مسعود وقال له، “أهذا صحيح؟ هل كذبت عليه واختطفت ابنه؟”
“بالطبع لا، يا سيدي! قلت له الحقيقة. لقد انقض صقر من السماء وحمل الولد وطار وطار حتى اختفى عن الأبصار.”
قال القاضي، “هذا غير معقول! ما من صقر قادر على فعل ذلك!”
قال مسعود، “بالطبع معقول! إذا كانت الفئران قادرة على أن تأكل الحديد، فالصقر قادر على أن يحمل الفتى.”
حكم القاضي
نظر القاضي إلى مسعود متعجبًا، وقال له، “ما هذه الألغاز، يا رجل؟ احكِ كلامًا مفهومًا.”
روى مسعود للقاضي القصة كاملة. أنصت الناس للحكاية، وضحكوا كثيرًا جدًا، واحمر وجه محرّم خجلاً.
التفت القاضي إلى محرّم وقال له، “أعد إلى مسعود حديده، وهو يعيد إليك ابنك. وإياك أن تكذب مرة أخرى أو أن تغش أحدًا، لا أصحابك ولا غير أصحابك.”
أعاد محرّم الحديد الذي كان يخبئه في بيت المؤونة إلى مسعود. وأعاد مسعود الفتى إلى أبيه. عاد لكل صاحب حق حقه.
لكن، ماذا عن الصديقين؟ لم يعد أحدهما ينظر إلى الآخر كما كان ينظر من قبل، ولا عاد شعور أحدهما تجاه الآخر صافيًا كما كان.
معرض الصور (قصة الفئران التي تأكل الحديد)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث