قصة العنكبوت المشاغب وأولاده

انطلق في مغامرة مثيرة مع أنانسي وأولاده في قصة العنكبوت المشاغب وأولاده، حيث تتعلم الحيوانات دروسًا في التسامح والصدق والتعاون.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في بلاد شرم برم، كانت تنتظر الحيوانات موسم الألعاب الشرمبينية بشغف كبير. أبناء العنكبوت أنانسي كانوا متحمسين للمشاركة، لكن رفضت العائلات الأخرى ذلك خوفًا من خديعة أنانسي وأولاده.

أنانسي، الذي لم يتحمل رؤية حزن أولاده، ذهب للقاء الآباء الغاضبين. لكنهم أصروا على موقفهم وطالبوه بالبقاء خارج الملاعب. قرر أنانسي أن يكون صادقًا مع أولاده وأخبرهم عن حيله القديمة التي أغضبت جيرانه.

مع تأنيب الضمير، استمع أولاده إلى قصص حيله وضحكوا بتسامح. رغم ذلك، بقي أنانسي حزينًا لعدم مشاركتهم في الألعاب. في تلك اللحظة، سمع صوت استغاثة ووجد السيدة حية مصابة بسهم.

أنانسي وأولاده غزلوا حبلًا من خيوط العنكبوت وساعدوا السيدة حية بنزع السهم من ظهرها. شاهدت الحيوانات الأخرى الموقف واعترفت بفضل أنانسي وأولاده.

شكرته الحيوانات وسمحت لهم بالمشاركة في الألعاب. شارك الجميع في المباريات وأصبح أنانسي بطلاً باستخدام حيله لمساعدة الآخرين. نهاية القصة كانت مليئة بالسعادة والتسامح.

قصة العنكبوت المشاغب وأولاده مكتوبة

حل موسم الألعاب الشرمبينية التي تقام كل سنتين في بلاد شرم برم، ويتبارى فيها أبناء الحيوانات في مختلف أنواع الرياضات. كل من كان يعيش في تلك البلاد من حيوانات وأبنائها وبناتها كان يتطلع بشوق إلى بدء تلك الألعاب، مشاهدتها أو المشاركة في مبارياتها وسباقاتها المدهشة المثيرة.

في هذه السنة، كان أبناء وبنات العنكبوت أنانسي قد صاروا في مرحلة تمكّنهم من المشاركة في تلك الألعاب. وكانوا كلهم متحمسين جدًا لها. لكن السيد جراد والسيدة حية والسيد تمساح والسيد نمس قالوا إن أولادهم لن يشتركوا في تلك المباريات إذا اشترك أولاد أنانسي فيها.

حزن أولاد أنانسي كثيرًا. لم يفهموا لمَ لم تكن العائلات الأخرى ترغب في أن يشاركوا هم في المباريات. أرادوا أن يرى الجميع سرعتهم في الركض، وأن يلعبوا ويمرحوا كما يمرح ويلعب أبناء بلاد شرم برم كلهم. لذلك طلبوا من والدهم أنانسي أن يفعل شيئًا.

لقاء أنانسي مع الآباء الغاضبين

لم يكن أنانسي يحتمل أن يرى الحزن على وجوه أولاده. كان كل واحد منهم إذا تكلم بدا أشد حزنًا من أخيه الذي سبقه في الكلام أو من أخته التي سبقته. كان لا بد لأنانسي أن يفعل شيئًا، فقرر أن يذهب ليكلم الآباء الغاضبين.

في وقت متأخر جدًا من إحدى الليالي، ذهب أنانسي ليكلم السيد جراد والسيد تمساح والسيدة حية والسيد نمس أراد أن يعرف سبب قسوتهم على أولاده. لم يكن استقبال هؤلاء له لطيفًا. قالوا: “نحن نخشى أن يخدع أولادك أولادنا ويحتالوا عليهم، كما تخدعنا أنت وتحتال علينا!”

حاول أنانسي أن يقنع الآباء الغاضبين بتغيير رأيهم. لكن الآباء أصروا على موقفهم، وطالبوا من أنانسي وأولاده البقاء خارج الملاعب.

اعتراف أنانسي

في تلك الليلة، إذ كان أنانسي يمشي عائدًا إلى بيته، خطر له فكرة رائعة. قال في نفسه: “علي أن أكون صادقًا مع أولادي. إذا قلت لهم الحقيقة حول الأشياء التي قمت بها والتي أغضبت جيراني، فقد يفهمون ويسامحونني.”

جلس أنانسي تحت شجرة يستريح ويهدأ، عله يجد الشجاعة التي تمكنه من قول الحقيقة. هناك أنصت إلى صوت البوم، وراقب الخفافيش تطير ذاهبة وآيبة. لأول مرة في حياته، استمتع بالأصوات التي تطلقها حيوانات الليل. وشعر بأمان وسلام.

صباح الاعترافات

في صباح اليوم التالي، أعد أنانسي لأولاده مائدة طعام مميزة. أخبرهم ما حدث في الليلة السابقة، وشرح لهم، بخجل شديد، السبب الذي جعل الآباء الآخرين لا يرغبون في مشاركتهم في السباقات.

اعترف أنانسي بالحيل الماكرة التي كان يحتال بها على غيره من الحيوانات. أخبرهم كيف أنه ربط السيدة حية إلى خشبة. وأخبرهم كيف أنه تظاهر يومًا بالمرض واحتال على السيد جراد ليعطيه الجرذ عشاءه. وأخبرهم كيف أنه وعد السيد تمساح بالاهتمام ببيضه، ولما سقطت منه وتكسرت كلها ما عدا واحدة، كذب عليه وقال له إن طائرًا كبيرًا كسر تلك البيوض.

شعر أنانسي بتأنيب الضمير إذ كان يحكي لأولاده هذه الحكايات، حتى إنه لم يكن يجرؤ على النظر إلى وجوههم. لذلك لم يرَ نظرات التسامح التي ارتسمت على وجوه أولاده، ولا سمع الضحكات الخافتة التي كانوا يطلقونها وهو يحكي لهم أخبار حيله ومشاغباته.

لم تستطع أنيسة، أصغر أولاد أنانسي الثمانية، إبقاء ضحكاتها خافتة. فأخذت تضحك بصوت عال. سرعان ما أخذ إخوتها وأخواتها كلهم يضحكون معها بأعلى صوت. لم يفهم أنانسي لمَ يضحك أولاده، وزاده ضحكهم خجلًا.

خطة أنانسي الجريئة

فهم أولاده الآن السبب الذي يحرمهم من المشاركة في المباريات. فالآباء الآخرون يخشون أن يكونوا هم محتالين ماكرين كأبيهم. أسرع الأولاد إلى أبيهم واحتضنوه وطيبوا خاطره، وأملوا أن يكون قد تعلم درسه.

لكن أنانسي كان لا يزال حزينًا، فأولاده لا يستطيعون المشاركة في المباريات. في وقت لاحق من ذلك اليوم، تسلق سلّمًا نسجه من خيوطه وصعد إلى جزيرة الفضاء ليستنجد بخازن الحكايات.

فرح خازن الحكايات حين سمع أن أنانسي اعترف لأولاده بالحقيقة. لكنه قال له إن الذي يستطيع أن يغير رأي الحيوانات الأخرى هو أنانسي نفسه، ولا أحد سواه.

مواجهة الخطر

شكر أنانسي خازن الحكايات وعاد إلى بيته متمهلاً. فجأة سمع صوتًا ينادي مستغيثًا. ركض إلى مصدر الصوت. هناك وجد السيدة حية مستلقية على الأرض وقد اخترق سهم ظهرها!

في الحال، أطلق أنانسي صفرة طويلة حادة. وما هي إلا دقائق حتى كان أولاده الثمانية إلى جانبه. قال لهم، “علينا أن نساعد السيدة حية. أسرعوا، تمسكوا بغصن قوي وانسجوا قدر ما تستطيعون من خيوط. حياة السيدة حية تتوقف على مساعدتكم.”

تمسك كل من الأولاد بغصن وغزلوا من خيوط العنكبوت أكثر ما يمكن وبأسرع وقت ممكن. ما هي إلا دقائق حتى كانوا قد نسجوا من خيوط الحرير ما يكفي لعمل حبل متين.

إنقاذ السيدة حية

كلم الرجل العنكبوت السيدة حية قائلاً، “لا تخافي، نحن هنا لنساعدك. تمسكي بهذه الشجرة بقوة بينما تنزعين السهم من ظهرك.”

كانت السيدة حية خائفة. كانت تظن أن تلك إحدى حيل أنانسي. لكنها كانت متألمة جداً ففعلت ما طلبه منها، وتمسكت بالشجرة بكل ما عندها من قوة.

ربط أنانسي الحبل إلى طرف السهم ثم أمسك أولاده بالحبل، الواحد وراء الآخر. وعندما أعطى أنانسي إشارة البدء، شدوا كلهم دفعة واحدة بأقصى ما يستطيعون من قوة.

مساعدة أنانسي وأولاده

كانت السيدة حية تحاول أن تبدو شجاعة، لكنها كانت تصرخ متألمة في كل مرة ينشد فيها السهم متحركاً. ووصلت أصوات صراخ الحية إلى أنحاء الغابة، فأسرعت الحيوانات الأخرى كلها لترى ما يحدث.

خرج السهم من ظهر السيدة حية في اللحظة التي وصلت فيها الحيوانات الأخرى إلى هناك. في البداية، وقفت الحيوانات تراقب باندهاش، فقد كان أولاد أنانسي يلاطفون السيدة حية ويهمسون في أذنها بكلمات لطيفة مواسية.

تقدير الحيوانات الأخرى

كانت السيدة حية ضعيفة لكنها أخبرت الحيوانات الأخرى ما حدث. قالت إن صيادًا أصابها بسهمه عن طريق الخطأ. ثم شكرت أنانسي وأولاده، وقالت لهم إنه لولاهم لما كانت الآن على قيد الحياة. الحيوانات الأخرى كلها أيضًا كانت فخورة بما فعله أنانسي وأولاده.

اعتذرت الحيوانات الأخرى لما أبدته من قسوة تجاه أولاد أنانسي، وأسفت لذلك. قبل أنانسي اعتذارها بتواضع. وسرعت الحيوانات كلها تدعوه وتدعو أولاده رسمياً للمشاركة في الألعاب الشرمبينية. وفرح أنانسي وأولاده بذلك فرحاً عظيماً.

الألعاب الشرمبينية

شارك الجميع، هذه المرة، في مباريات بلاد شرم برم. لعبوا كلهم معاً وتشاركوا في الطعام الذي أعدوه. كانت المباريات بين الأولاد حماسية للغاية، ونال كل واحد منهم جائزة لمشاركته فيها، حتى أولئك الذين لم يكونوا من الفائزين. كانت دورة الألعاب تلك أعظم الدورات التي أُقيمت في بلاد شرم برم.

مسامحة أنانسي

هذه المرة لم يخدع أنانسي أحداً بل استخدم حيلته لمساعدة من كان بحاجة إلى مساعدة. سامحت حيوانات بلاد شرم برم كلها أنانسي، وصار الآن بطلاً.

معرض الصور (قصة العنكبوت المشاغب وأولاده)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى