قصة العطلة السعيدة

في قصة العطلة السعيدة نتعرف من خلال الطفل هشام علي أهمية استثمار وقت العطلة في القراءة والاطلاع والاستفادة من وقت الفراغ.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

تبدأ القصة مع السيد سالم الذي يتحدث إلى زوجته عن اقتراب العطلة الصيفية، ويرى في ذلك فرصة لأطفالهما للاستمتاع بالطبيعة والقيام برحلات ونزهات بعيدة عن جدران المنزل. تشاركه زوجته الحماس، وتذكر هواية جمع الأزهار من الحقول كوسيلة لتعزيز حب الطبيعة لدى الأطفال.

في يوم من الأيام، تأخذ الأم أطفالها إلى الجبال والحقول، حيث يقضون يومًا ممتعًا في جمع الأزهار واستنشاق الهواء النقي. بعد أسبوع، يقترح الأب رحلة جديدة إلى شاطئ البحر، حيث يقوم بتعليم أطفاله السباحة. هشام، الابن الأكبر، يخشى من التعرض للشمس بسبب تجربة سابقة، لكن الأب يشرح له أهمية الوقاية وشرب الماء لتجنب الحرارة.

بعد السباحة والشعور بالجوع، يتناول الجميع وجبة لذيذة على الشاطئ، ثم يأخذون قسطًا من الراحة تحت مظلة كبيرة. بعد الظهر، يوجه الأب ابنه هشام نحو أهمية القراءة خلال العطلة، مشيرًا إلى الكتب التي أحضرها عن الحيوانات، الطيور، والقصص المسلية.

ينتهي الأمر بهشام يقرأ قصة مشوقة ويجمع إخوته حوله ليقص عليهم قصة “النعامة وفراخها الصغار”، مما يعزز لديهم حب القراءة والمشاركة. القصة تبرز أهمية الطبيعة، التعلم، والقراءة بطريقة مبهجة ومليئة بالمرح.

قصة العطلة السعيدة مكتوبة

قال السيد سالم لزوجته:
“فصل الصيف يقترب بسرعة، وقد أصبح على الأبواب، وقريباً ستمنح إدارة المدرسة لتلامذتها العطلة الصيفية، وسنجد أبناءنا في المنزل لا يبرحونه. وإن بقاءهم دوماً في البيت يسبب مشاكل كثيرة لهم ولنا.

إن العطلة المدرسية فرصة طيبة لكي يستمتع أطفالنا بجمال الطبيعة، ويقوموا بنزهات ورحلات تقوي أجسامهم وتنشط عقولهم وتزيد من معلوماتهم. وتبعدهم عما يمكن أن يحدثوه فيما لو ظلوا في البيت لا يبرحونه.”

قالت زوجته:
“هذا صحيح. كما أن جمع الأزهار من الحقول والبراري هواية جميلة، ورياضة مفيدة. وتوجد أنواع مختلفة من الزهور التي تنبت في البراري كالبنفسج والخزامى، وهي زهور ذكية الرائحة وجميلة المنظر، وكذلك الزنبق الذي يضربون به الأمثال في الصفاء والنقاء.”

الحذر عند قطف الأزهار

قال الزوج:
“نعم، ولكن يجب علينا أن نلفت نظر الأطفال وهم يقطفون الزهور أو يقتربون منها أن يحترسوا لأن النحل يحوم حول هذه الزهور ليحط عليها ويمتص رحيقها لكي تحول النحلة هذا الرحيق إلى عسل، وهذه إحدى معجزات الله سبحانه وتعالى.”

وفي صباح أحد الأيام أيقظت الأم أولادها باكرًا وقالت لهم:
“ستذهبون إلى الجبل وستقضون طول النهار هناك.” فرح الأولاد بهذا النبأ وسرهم أن ينطلقوا متنقلين بين الحقول والبساتين عوضًا عن أن يمكثوا كالسجناء بين جدران المنزل.

ذهبت الأم مع أطفالها إلى الحقول والبراري لجمع مختلف أنواع الأزهار، وقضى الجميع يومًا سعيدًا. وعندما اقتربت الشمس من المغيب عاد الجميع إلى المدينة، وفي المنزل بدأوا في وضع الزهور في المزهريات وتنسيقها حسب ألوانها وأشكالها. واستمروا على هذا الحال لفترة أسبوع كامل.

الرحلة إلى شاطئ البحر

وبعد أن مضى الأسبوع، جمع الأب أولاده وقال لهم:
“في الأسبوع الماضي قمتم برحلة إلى الحقول والبراري. أما اليوم، فإنكم ستذهبون إلى شاطئ البحر حيث تسبحون وتعرضون أجسامكم لحرارة الشمس المفيدة.”

وقال الطفل هشام:
“أخشى، يا والدي، إن أظهرت جسمي لحرارة الشمس أن أصاب بالتهابات مؤلمة كما حدث في العام الماضي.”

قال الأب:
“لا ترتكب يا هشام نفس الخطأ الذي ارتكبته في العام الماضي، ولا تعرض جسمك للشمس مدة طويلة، ويفضل أن تشرب كمية موفورة من الماء قبل أن تعرض جسمك لحرارة الشمس.”

فوائد شرب الماء قبل التعرض للشمس

سأله هشام:
“وما فائدة شرب الماء قبل السباحة يا أبي؟”
فأجابه أبوه:
“لأن الجسم إذا ازدادت حرارته بفعل أشعة الشمس، يفرز مسامه العرق الذي يتبخر فيلطف حرارة الجسم، وبذلك لا يصاب الجسم بالالتهابات التي تسببها زيادة الحرارة.”

قال هشام:
“حسناً يا والدي، سأفعل ذلك.”

أهمية الرياضة لصحة الأطفال

نظرت الأم إلى سائر الأطفال وقالت لهم:
“إن الرياضة لازمة لتنشيط أجسامكم وتقوية عضلاتكم. وهي تنظم الدورة الدموية وتفتح الشهية لتناول الطعام.”

وأضاف الأب:
“نعم، إن الطفل الصحيح الجسم يكون دائماً واثقاً من نفسه، ويساعده ذلك على مواصلة واجباته المدرسية. ولذلك قالوا إن العقل السليم في الجسم السليم.”

تعلم السباحة وأهمية الرياضة

وهنا قالت الأم:
“إن السباحة رياضة مفيدة وضرورية، فكم من إنسان مات غرقًا لأنه لم يتعلم السباحة. لذلك سيدربكم أبوكم على السباحة في كل مرة تذهبون فيها إلى شاطئ البحر.”
ورحب الأطفال بذلك.

وقال أبوهم:
“ستقومون أيضًا ببعض التمرينات الرياضية ويحسن أن يشترك معكم أطفال آخرون حتى يشجع بعضكم بعضًا… بشرط أن تعتبروا هؤلاء الأطفال الذين سيشتركون معكم كأنهم إخوة أو رفاق مدرسة فتعاملوهم بكل لطف وأدب.”

وفي اليوم التالي، ذهب الأطفال إلى شاطئ البحر واستمتعوا بالهواء النقي وأشعة الشمس الدافئة. دربهم أبوهم على السباحة، الواحد تلو الآخر، بأن يضع أحدهم فوق يديه ويطلب منه أن يحرك برجليه ويديه، ويمسكه ويتركه آنا حتى يستطيع العوم بنفسه.

النشاط والاستمتاع بالطعام بعد السباحة

ولما خرجوا من البحر، أحسوا جميعًا بالجوع الشديد، وذلك لأن رياضة السباحة نشطت دورتهم الدموية وفتحت شهيتهم لتناول الطعام. بسطوا فوق الرمال قطعة كبيرة من المشمع، وضعوا عليها ما جلبوه معهم من الطعام مثل البيض المسلوق، الجبن، الزيتون، والكثير من الفاكهة. تحلقوا حول المائدة وراحوا يأكلون بشهية.
وبعد تناول الطعام، اضطجعوا تحت مظلة كبيرة وناموا فترة من الزمن.

أهمية القراءة خلال العطلة

وقال الأب لابنه هشام بعد الظهر:
“يا هشام، يجب أن تخصص أثناء عطلتك المدرسية وقتًا للقراءة والاطلاع.”

وسكت الأب قليلاً عندما لاحظ علامات التفكير بادية على محيا ولده ثم قال:
“ليس من الضروري أن تقرأ كتبًا مدرسية كل الوقت الذي تحدده للمطالعة، فأنت في عطلة الآن. بإمكانك أن تقرأ كتبًا مسلية ومفيدة أيضًا لتزيد من معلوماتك العامة وتكون متفوقًا على رفقائك بهذه المعلومات.”

اقتراحات الأب للقراءة

وسأله هشام:
“معلومات مثل ماذا يا والدي؟”
فأجاب الأب:
“لقد أحضرت لك ولإخوتك بعض الكتب المسلية عن الطيور، الحيوانات، أنواع الأسماك المختلفة، وأنواع الزهور. كما أحضرت لكم بعض القصص والحكايات والأساطير.”

قال هشام فرحًا:
“أين هذه الكتب يا والدي؟”
فأجاب الوالد:
“سأجعل كل واحد منكم يختار منها ما يشاء قراءته. ويحسن أن تقرأ على مقربة من نافذة حجرتك وتسمح بتجديد هواء الغرفة دائمًا حتى يظل عقلك نشطًا، لأن استنشاق الهواء الفاسد يسبب للعقل الخمول والكسل. ونافذة حجرتك تطل على منظر جميل يمكنك بين آونة وأخرى أن تريح عينيك من القراءة لتتأمل المنظر الجميل.”

اختيار هشام للقراءة

ثم قال سالم لابنه هشام:
“ما الذي تختاره أنت يا هشام؟”
فأجاب هشام:
“سأقرأ بعض القصص، ومتى عثرت على قصة جميلة سأجمع إخوتي الصغار وأقصها عليهم.”
فقال له أبوه:
“حسنًا ما تفعل.”

وراح هشام يقرأ القصص حتى قرأ قصة عجيبة، فجمع إخوته وقال لهم:
“تعالوا أقص عليكم هذه القصة العجيبة.”
تحلق إخوته حوله، فقال لهم:
“إن القصة التي سأقصها عليكم قرأتها في إحدى القصص الممتعة المسلية واسمها: ‘النعامة وفراخها الصغار’.”

معرض الصور (قصة العطلة السعيدة)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

المصدر
قصة العطلة السعيدة - حكايات وأساطير للأولاد - منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر - بيروت

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى