قصة العصي الخمس

في قصة العصي الخمس تبحث عن مستقبل جديد، وكل عصا تجد دورها المناسب، مغامرة تعليمية وملهمة للأطفال عن التعاون والإبداع.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في بلدة بعيدة، كانت هناك خمس عصي لكل منها ميزاتها الخاصة. العصا الكبيرة كانت قوية ومساعدة، بينما العصا الهزيلة كانت غامضة. أما العصا الثالثة فكانت كسولة وغير محبوبة، والعصوان التوأمان كانتا مرحتين وترقصان معًا. قررت العصي السفر للبحث عن مستقبل جديد. في رحلتهم، ساعدت العصا الكبيرة رجلاً عجوزًا، بينما اكتشفت العصا الكسولة أنها تستطيع العزف، وأصبحت مزمارًا رائعًا. العصوان التوأمان أصبحا عصوين للطبل، بينما وجدت العصا الغامضة نفسها في يد ساحر وأصبحت جزءًا من عروضه السحرية. في نهاية المغامرة، وجدت كل عصا دورًا يناسبها وأسعدت به، محققة هدفها في العثور على مستقبل جديد مفعم بالأمل والفرح.

قصة العصي الخمس مكتوبة

كان في أحد البلدان البعيدة خمس عصي. الأولى كبيرة وقوية وتحب المساعدة، فلم تكن ترى أحداً يحتاج إلى عون إلا وأسرعت إليه. العصا الثانية كانت هزيلة وتحب الغموض. وكانت إذا رأت عملاً مضجراً أسرعت تعرض القيام به. وفجأة يكون العمل قد أُنجز دون أن يراها أحد تقوم به. وكانت العصي تحدق في ذهول، وتقول: “كيف فعلت ذلك؟” فتقف العصا الغامضة تبتسم دون أن تقول شيئاً. العصا الثالثة كانت تختلف عن العصوين الأوليين. فقد كانت نحيلة، جوفاء، كسولة وغير محبوبة. لم تكن تحب أن تقوم بنصيبها من العمل وكانت تتأفف من كل شيء.

العصوان الأخيرتان كانتا توأمين. وكانتا صغيرتين مرتبتين لطيفتين، تقومان بأعمالهما معاً، ولا تفترقان. تذهبان إلى عملهما راقصتين، وتعودان منه راقصتين أيضاً. قررت العصي يوماً أن ترتحل بحثاً عن مستقبل جديد. فاعترضت العصا الجوفاء الكسولة، لكنها كانت تعلم أنها إذا بقيت وحدها فستقوم بالأعمال كلها دون مساعدة أحد.

مغامرة العصي الخمس

ثم شجعتها العصا الكبيرة قائلة: “تعالي معنا، سأساعدك، ولن أتركك وحدك أبداً.” وهكذا انطلقت العصي الخمس في مغامرتها. دخلت العصي بلدة مجاورة، فرأت رجلاً عجوزاً متعباً يمشي ببطء وصعوبة. كان يسند ظهره بيد ويمد اليد الأخرى أمامه ليوازن نفسه بها. قفزت العصا الكبيرة إلى العجوز، قائلة: “دعني أساعدك!” ثم وضعت نفسها في يده الممدودة أمامه. هتف العجوز بارتياح: “يا الله! أنت ما أحتاج إليه!” ثم مشى معتمداً على العصا براحة واطمئنان.

العصي الأخرى تجد مهماتها

ودعت العصي الأربع الأخرى أختها الكبيرة وتابعت طريقها في البلدة. راحت العصا الجوفاء الكسولة تتأفف بعد أن تركتها أختها الكبيرة التي كانت تتكى عليها وتعتمد على مساعدتها. ثم فجأة أحست بيد تمسكها. خافت العصا الجوفاء كثيراً، لكن الرجل أمسكها برفق ووضع فمه عليها ونفخ فيها. فأصدرت صوتاً لطيفاً ليس فيه تأفف هذه المرة. قال الرجل: “ستكونين مزماراً رائعاً!” ثم عمل فيها بعض الفتحات، ونفخ ثانية. ضحكت العصا ضحكة سعادة رنانة، وقالت: “أحب أن صوتي قد امتلأ جمالاً وحناناً.”

اكتشاف العصا الجوفاء لمهارتها

أخذ الرجل يعزف على العصا التي أصبحت مزماراً رائعاً. عزف أغنيات رائعة وموسيقى راقصة بديعة، فاجتمع الناس حوله يغنون ويرقصون. رقصت العصوان التوأمان رقصاً سريعاً رشيقاً لم تعرفا مثيلاً له من قبل. رأى الفتى الطبال العصوين الراقصتين، فقال: “أنتما ما أحتاج إليه. لطالما فتشت عن مثلكما!” ثم تناولهما وراح يقرع طبله بطرفهما. ورقصت العصوان فوق الطبل بسعادة عامرة، ولم تريدا أن تتوقفا أبداً.

لقاء العصا الغامضة بالساحر

وبعد حين توقف الزمار والطبال للاستراحة، وبقي الناس حولهما ينتظرون. وفي تلك الأثناء مر في المكان رجل عجوز غريب الهيئة واللباس. التفت العجوز إلى الناس ودعاهم إلى رؤية ما سيقوم به من ألعاب. بدا على العصا الغامضة الاهتمام الشديد، فقد كان في ذلك الرجل شيء أثار انتباهها. قال الرجل، وهو يُري الناس كميه الواسعين ويديه: “أنظروا، ليس في كمي شيء، وليس في يدي شيء.” ثم رفع يده فجأة فإذا بها بيضة. ضج الشارع كله بالتصفيق والهتاف. لكن ما لم يلاحظه الناس أن الساحر نفسه كان أشد اندهاشاً منهم، فقد وجد في يده العصا الغامضة، دون أن يعرف كيف حدث ذلك.

العصي الخمس تجد مستقبلاً جديداً

كانت نظرات الدهشة والذهول التي ارتسمت في عيون الناس هي ما تُمتِّع العصا الغامضة دائماً، فامتلأت سعادة. لكن أكثر ما أسعدها نظرات الدهشة والذهول في عيني الساحر العجوز نفسه. فبقيت العصا طوال العرض مع العجوز تساعده. قام الاثنان معاً بإخراج الأرانب من طاقية، وتحويل البيض إلى عصافير، وتمزيق صحف الورق إلى قطع صغيرة ثم إعادتها إلى ما كانت عليه قبل أن تتمزق. بعد العرض، سأل الساحر العصا الغامضة أن تبقى معه وتساعده في الألعاب السحرية المثيرة، فقبلت.

ما كان أسعد العصي الخمس في الرحلة التي قامت بها للبحث عن مستقبل جديد! فها هي الآن عكازة، وقضيبا طبل، ومزمار، وعصا ساحر. لقد وجدت كل واحدة منها العمل الذي يسعدها.

معرض الصور (قصة العصي الخمس)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى