قصة الثور المطبل

في قصة الثور المطبل، اكتشف رحلة الحيوانات المثيرة بقيادة الأسد وشجاعة الثعلب، حيث واجهوا تحديات لا تصدق واكتشفوا الغذاء في مكان غير متوقع.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في زمن قديم، عانت الحيوانات من قلة المطر ونقص الغذاء. قرر الأسد، وهو قائد المجموعة، الخروج في رحلة بحث عن الطعام. اختارت الحيوانات أربعة طيور قوية للاستطلاع في الاتجاهات الأربعة، لكن جميع الطيور عادت بخبر أن الأرض جافة وخالية من الموارد.

اقترح الثعلب هبهاب بشجاعة الذهاب إلى ساحة المعركة المهجورة، حيث قد يجدون بقايا طعام. ورغم قلق البعض، قررت الحيوانات متابعة هبهاب إلى هناك. في الطريق، تردد صوت طبل ضخم، مما أخاف الحيوانات. تظاهر الأسد بالقوة، لكن هبهاب وحده واصل السير بشجاعة.

اكتشفت الحيوانات في النهاية أن الصوت المرعب كان لطبل حرب قديم، وأنه ليس هناك أي طعام. غمرت الحيوانات مشاعر الجوع والغضب، وشعرت بالخداع. لكن في تلك اللحظة، عادت الطيور من الجانب الآخر للتل محملة بالغذاء والماء. فرحت الحيوانات ونسيت خيبة أملها.

تذكرت الحيوانات فضل هبهاب، وأعادت البحث عنه لتشكره، فوجدته جالسًا وحيدًا. شكرته الحيوانات وأخذته معهم إلى الجهة الخصبة، حيث امتلأ قلبه بالفرح رغم جوعه.

قصة الثور المطبل مكتوبة

قبل زمن طويل، قبل اختراع الدراجات والطائرات، قررت الحيوانات أن تخرج في رحلة. لم يتساقط المطر سنين، وانقطع الغذاء وقل الماء، فجاعت الحيوانات وتعبت كثيرًا.

قال الأسد، “علينا أن نخرج إلى العالم ونفتش عن طعام.” ثم ضرب بذيله الأرض وبدأ يمشي. وأسرعت الحيوانات تمشي وراءه. صاح الفيل، “انتظروا! إلى أين نحن ذاهبون؟” لم يكن عند أحد جواب.

اختارت الحيوانات أربعة من أقوى الطيور لتنطلق في الاتجاهات الأربعة مستطلعة. مر يومان وليلتان والحيوانات تنتظر في موقع صخري عودة الطيور الأربعة. قال النمر، “سمعت أن في الغرب واديًا أخضر خصيبًا. علينا أن نتوجه إلى هناك.” صاح النسر العائد من الغرب، “جاف!” قال الغزال، “تعالوا نذهب إلى الشمال حيث تنمو أشجار التفاح.”

اتجاهات مختلفة

صاحت الحدأة العائدة من الشمال حاملة معها تفاحة ذابلة قاسية كحصاة، “جاف! هكذا هو تفاح الشمال الآن.” قال النمر، “نتوجه جنوبًا إذاً! العشب هناك طريّ والأبقار سمينة.” صاح الصقر العائد من الجنوب، وهو يسقط بعض الحشيش اليابس، “ما من أبقار هناك الآن، وهذا كل ما وجدت من عشب.”

صاح الكركي، “نتوجه شرقًا إذًا فهناك أسماك أستطيبها!” قال القطرس العائد من الشرق وهو يرمي سمكة صغيرة، “ليس في النهر ما يكفي من ماء الفرح سمك واحد!” حدقت الحيوانات في السمكة بقرف، إذ كانت قد ماتت قبل وقت طويل.

سأل الأسد، “أين تذهب إذًا؟” شق الثعلب هبهاب طريقه بين الحيوانات، ووقف على صخرة أمام الأسد وقال بشجاعة، “علينا أن نذهب إلى ساحة المعركة!” صاحت الحيوانات معًا، “ساحة المعركة!” زأر الأسد زأرة عنيفة وزمجر قائلاً، “اسكتوا اتركوا الثعلب هبهاب يتكلم!”

قال هبهاب، “شكرًا لك، يا سيدي. في ساحة المعركة لا يعيش أحد. لذا فإن ما كان فيها من طعام بقي فيها. تعالوا نذهب إلى هناك ونأكله!” سأل النسناس، “ماذا لو لم يكن هناك طعام؟ ماذا لو كانت ساحة المعركة جافة كسائر الأماكن الأخرى؟” هن الأسد كتفيه وقال، “على كل حال، إذا بقينا هنا نموت جوعًا!”

القرار والمغامرة

أحس الدب بقلق وقال، “لكن لم ير أحد منا من قبل ساحة معركة.”

أجاب هبهاب بحماسة، “الآن نراها! ليست أكثر من، إلى الأمام سر! إلى الوراء در، مثنى مثنى سر!” هكذا مشت الحيوانات بحماسة في طريقها إلى ساحة المعركة. سأل شبل صغير، “هل سنرى معركة دائرة؟” قالت له أمه، “اسكت!” في الواقع لم يكن أحد يعرف جوابًا على ذلك السؤال.

لكن المعركة كانت قد انتهت قبل زمن طويل. وكل ما بقي منها هناك أسلحة صدئة وطبول حرب قديم. كان لطبل الحرب القديم صوت هائل عميق عظيم. ومع أن الجنود كانوا قد تركوا ساحة المعركة منذ زمن بعيد فإن الطبل القديم كان لا يزال محافظًا على صوته العظيم.

كان يتدلى فوق الطبل غصن، فإذا هبت الريح تحرك الغصن وضرب وجه الطبل بووووووم! وانطلق صوت يصل صداه إلى مسافات بعيدة. وهذا ما حدث إذ كانت الحيوانات تقترب من ساحة المعركة. سمعت الحيوانات صوت الطبل. فخافت وارتدت إلى الوراء مذعورة. حتى الأسد خاف، لكنه تظاهر بغير ذلك. هبهاب وحده لم يخف وتابع سيره متباهيًا متبخترًا. في تلك اللحظة ارتفع صوت الطبل مرة ثانية. بوووووووم!

مواجهة الخطر

صاح الأسد، “ما هذا؟” قال الثعلب هبهاب، “هذا صوت ثور البوم بوم. ثور البوم بوم حيوان كبير سمين لا يأكل إلا أطيب الفواكه وألين العشب وأطراه.”

ارتفع صوت الطبل مجددًا، بووووووم! هذه المرة تقدمت الحيوانات بقدر أقل من الخوف. أخيرًا وصلت إلى ساحة المعركة. كانت ساحة واسعة خالية. كانت الأرض متشققة وجافة. وكانت أوراق الأشجار القصيفة تخشخش مع كل هبّة ريح. لم يكن في السماء حتى طائر واحد.

قال الدب بأسف، “هذا مكان جاف كعظم قديم.” لكن النمر أبدى حماسة وقال، “لا يزال هنا ثور البوم بوم. أين هو يا هبهاب؟” قال هبهاب بسرعة، “إنه وراء تلك الصخرة الكبيرة.” ثم هرول في اتجاه تلك الصخرة، ووراءه هرول الأسد والنمر.

قالت الحدأة، “سأطير إلى أعلى التل لأرى ما في الجانب الآخر منه.” صاح الصقر، “نذهب معك!” انطلق القطرس والبوم والحدأة والصقر في اللحظة التي هبّت فيها الريح وارتفع صوت الطبل مجددًا. بووووووووم!

اكتشاف الحقيقة

جمَدت الحيوانات مذعورة. كان الصوت عميقًا وعاليًا تردد صداه بين الصخور حتى بدا أن في الأرض زلزالًا. فكر الأسد في نفسه قائلًا، “لا بد أن ثور البوم بوم هذا حيوان ضخم ليصدر مثل هذا الصوت الرهيب.” وفكر النمر في نفسه قائلًا، “ربما كان لثور البوم هذا قرنان مرعبان كصوته المروع.” ووجدت الحيوانات نفسها تواصل سيرها حتى من دون أن ترغب في ذلك.

وقعت عينا الثعلب هبهاب على الطبل، فصاح، “أوه! ما أكبر بطن ثور البوم بوم!” في تلك اللحظة هبت الريح قوية. ضرب الغصن الطبل، فارتفع صوت الطبل هادرًا، وارتد الأسد إلى الوراء مذعورًا. ركض النمر وراءه وهو يصيح، “انتظرني!”

وقف هبهاب وحيدًا يواجه ثور البوم بوم. بووووووووم! هدَر الطبل. وغررررررر! زأر هبهاب. قال الأسد، “ينبغي أن ينال هبهاب اللقمة الأولى من الثور. فلو لا هو ما كنا وجدناه.” وافق النمر على كلام الأسد وقال، “هذا عدل.” وقال الدب، “يبدو أنه من الضخامة بحيث يشبعنا كلنا.”

هجوم

صاحت الحيوانات الأخرى، “استعد! اهجم! اضرب، يا هبهاب!” اندفع الثعلب هبهاب وبقفزة واحدة كان فوق الطبل. ضرب هبهاب بثقله وجه الطبل وانغرست مخالبه فيه، فانشق محدثًا صوتًا زيييييييق!

وقع هبهاب في جوف الطبل المظلم البارد! صاحت الحيوانات، “ثور البوم بوم ابتلع هبهاب!” لكن الأسد أراد أن يتأكد من ذلك، وكذلك النمر. فتقدما في اتجاه الطبل بحذر. هبت الريح مجددًا، لكن الطبل هذه المرة ظل صامتًا. تشجع الأسد والنمر وقفزا على ثور البوم بوم. وانشق الطبل تحت ثقلهما إلى شطرين. هناك كان هبهاب حيًا وسليمًا، لكنه يشعر بحرج شديد.

صاح الدب، “هذا ليس إلا طبل حرب قديم! رأيت مثله في المدينة. كيف يمكن أن تكون بمثل هذه السذاجة، يا هبهاب فتظن أن الطبل ثور البوم بوم؟” وصاحت الحيوانات كلها معًا، “وكيف يمكن أن نكون جميعًا بمثل هذه السذاجة فنصدق مثل هذه الحكاية الساذجة؟” فجأة أحست الحيوانات بجوع شديد.

زار الأسد. وزمجر النمر. وزعقت الحيوانات الأخرى غضبًا. أما الثعلب هبهاب فلم يعد يشعر بحماسة أو شجاعة. بل أحس ببرودة وضعف وسقطت من عينيه دموع وقال، “بدا لي ثورًا كبيرًا، من كان يظن أن هذا الجسم الضخم ليس إلا جوفًا فارغًا!” ثم ترك رفاقه الحيوانات ومشى وحيدًا.

في هذه اللحظة أطلقت الحدأة من الجانب الآخر للتل صفيرًا حادًا عاليًا! ثم وصل الصقر والبوم والقطرس. كان البوم يحمل تفاحة شهية، والقطرس يحمل زهرة نديّة، والصقر يحمل عشبة طريّة.

أخيرًا هاهو الماء!

الاستكشاف والفرحة

صاحت الحيوانات كلها صيحة فرح، ونسيت غضبها وجوعها وخيبة أملها. واندفعوا يتسابقون للوصول إلى الجانب الآخر من التل! ما كان أجمل مشهد العشب الأخضر والمياه المتدفقة. هز الفيل أقرب شجرة فتساقطت الثمار الشهية على العشب. أكلت الحيوانات وشربت وذهب الأسد والنمر يفتشان عن طعام لهما. وضحك الجميع كثيرًا من حكاية ثور البوم بوم.

لكن أين الثعلب هبهاب؟

زار الأسد، وقال، “ما كنا وصلنا إلى هذا المكان لولا أن قادنا هبهاب إلى ساحة المعركة!”

شعرت الحيوانات بالخجل. وانطلقت كلها تبحث عن الثعلب هبهاب، ووجدته أخيرًا يجلس وحيدًا إلى جانب نور البوم يوم المهشم! وكان جائعًا جدًا جدًا.

هتفت الحيوانات، “شكرًا لك، يا هبهاب! أنقذت حياتنا حين جئت بنا إلى ساحة المعركة.”

إذ مشى هبهاب مع رفاقه إلى الجانب الآخر من التل، كانت معدته لا تزال فارغة، لكن قلبه كان ممتلئًا بالفرح.

معرض الصور (قصة الثور المطبل)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى