قصة التنين المشع

تتبع قصة التنين المشع رحلة التنين تنور من الخجل إلى اكتشاف موهبته الفريدة في إشعاع الألوان، موجهةً رسالة عن الثقة بالنفس والمثابرة.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

تدور قصة التنين المشع حول التنين الصغير تنور، الذي يعيش في مملكة تنينارا ويشعر بالخجل لأنه لا يستطيع نفث اللهب كبقية التنانين. تنور كان رمادي اللون وصغير الحجم، وحينما حان وقت المسابقة السنوية لاختيار التنانين التي ستحرس القلاع، لم يكن واثقاً من قدراته. في اليوم المشهود، تقدمت التنانين واحداً تلو الآخر وأبهرت الملك والنبلاء بنفثها للهب بألوان مختلفة، حتى جاء دور تنور.

في البداية، لم يستطع تنور نفث اللهب سوى بحلقة ضعيفة من الدخان، مما أثار ضحك الحضور. لكن بفضل تشجيع الفتاة الصغيرة سمارة، حصل على فرصة أخرى. عندما أخذ تنور نفساً عميقاً وأطلق تنهدة طويلة، تفاجأ الجميع بأن جسده توهج بألوان رائعة وأضواء براقة. هذا العرض المذهل جعل الملك يثني عليه بشدة رغم عدم منحه الجائزة الأولى.

في النهاية، اختارت سمارة تنور ليكون حارس قلعة والدها. أصبح تنور مشعاً بألوانه الجميلة، يجذب الزوار من كل أنحاء المملكة لرؤيته. القصة تعلم الأطفال قيمة المثابرة وعدم الاستسلام رغم التحديات، وتبرز أهمية الثقة بالنفس والقبول من الآخرين.

قصة التنين المشع مكتوبة

قال التنين الخطير تنارو، وكان رئيس مدرسة التنانين: “والآن، لينفث كل واحد نفتة طويلة بطيئة، كما سأفعل أنا الآن.” راقب التنين الفتي تنور والده الخطير تنارو، وهو ينفت نفتة طويلة بطيئة من منخريه الواسعين شعلتان مستعرتان طويلتان. لفت سحب الدخان أسوار القلعة التي كان يجري عندها الدرس الأول في إطلاق اللهب للتنانين الفتيّة. نفت تنور نفتة طويلة بطيئة فلم يخرج من منخريه إلا حلقة ضعيفة واحدة من الدخان. لم يصدر عنه حتى ولا شرارة واحدة. أما سائر التنانين الفتيّة فقد راحت تطلق الشرر ألواناً، وامتدت ألسنة اللهب الحمراء والزرقاء والخضراء والصفراء والبرتقالية تتراقص في ساحة القلعة.

محاولة تنور ونتائجها

أحس تنور بالخجل وانسحب إلى الحديقة، وسمع أباه تنارو يخاطب تلاميذه قائلاً: “غداً سيختار الملك والنبلاء التنانين الفتيّة التي ستحرس بوابات القلاع… أحسنت يا شعلان! أكثر من اللهب وقلل من الدخان.” تنهد تنور بحزن وقال في نفسه: “لن يرغب أحد في أن أكون حارساً عند بوابة قلعته.” كان رمادي اللون صغير الجسم، وكم كان يتمنى لو كان لونه أخضر كلون صديقه شعلان، أو أسود وذهبياً كلون أبيه تنارو. وكان الملك ونبلاؤه في مملكة تنينارا يحتفظون بتنانين تقف عند بوابات القلاع، لا لإخافة الناس بل للترحيب بهم. وكان يقام في كل عام مباراة لاختيار أفضل التنانين الفتيّة القاذفة للهب. يحتفظ الملك بالفائز الأول، ثم يأخذ كل من النبلاء التنين الذي يقع عليه اختياره. قالت تنارا لابنها تنور: “أعرف أنك صغير الجسم، ولا تقذف لهباً، لكن أريدك أن تبدو نظيفاً براق الجسم…” ثم راحت تفرك حراشفه واحدة واحدة حتى بدا التنين الصغير يتألق تألقاً.

استعدادات المسابقة

كانت التنانين المتبارية في تلك السنة خمسة. جلس الملك والنبلاء والنبيلات يراقبون. فأحس تنارو بأهميته في ذلك اليوم المشهود، وأخذ يخاطب التنانين بوقار وجلال. قال لابنه تنور: “أنت الأصغر جسماً، فكن في آخر الصف.” أشعت الشمس على حراشف التنانين الفتيّة، وعلى الرايات الملونة التي كانت ترفرف فوق جوانب الميدان. ثم بدأت المباراة، وكان شعلان أول المتبارين. أطلق لهباً أزرق قوياً بدا وكأنه قوس من نار. فصاح الملك: “هذا التنين لي! لم أر مثيلاً له من قبل. سأخذه حتى ولو لم يكن الفائز.” ثم جاء دور التنين الثاني، فأطلق لهباً ذهبياً، بدا وكأنه البرق. وسرعان ما وقع اختيار أحد النبلاء عليه. وأطلق التنين الثالث، وكان أزرق اللون، نافورة من اللهب الأخضر. فاختاره أحد النبلاء أيضاً.

أداء التنانين ونجاح تنور

وأطلق التنين الرابع لهباً أحمر طويلاً كاد يصيب النبلاء والنبيلات. اختارت إحدى النبيلات ذلك التنين. قال تنور في نفسه: “اختيرت التنانين كلها، وسيجد حتى غير الفائز منها مكاناً يحرسه.” دفع تنارو ابنه إلى الأمام قائلاً: “الآن دورك.” تقدم تنور خائفاً مرتبكاً، وداس وهو يخطو ذنبه، فأحس بالحرج الشديد.

صاحت إحدى السيدات: “إنه تنين صغير جداً لا فائدة من مشاهدته.” لكن فتاة صغيرة قالت: “إنه لطيف جداً!” فأحس تنور بشيء من الشجاعة، وأخذ نفساً عميقاً، كما علمه أبوه، ونفخ نفخة طويلة بطيئة. لم يخرج من منخري تنور إلا حلقة ضعيفة من الدخان. ساد صمت قصير. ثم بدأ أحد المشاهدين يضحك. وسرعان ما غلب الضحك على الناس. حتى الملك نفسه ارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة.

لكن صوتاً ارتفع فوق ضحكات الناس يقول: “لا تضحكوا عليه، فإنه حاول جهده!” وكان ذلك صوت الفتاة الصغيرة نفسها التي قالت إنه لطيف. وكان اسمها سمارة. قالت سمارة للملك: “أرجوك أعطه فرصة أخرى!” خفض تنور رأسه، وأحس أن حراشفه تشتعل خجلاً ثم تنهد تنهدة عميقة طويلة، فرأى أضواء ملونة تتراقص أمام عينيه. توقف الضحك فجأة، وساد صمت.

تحول تنور إلى تنين مشع

أطلق تنور وسط السكون تنهدة أخرى أعمق من سابقتها وأطول. وما إن فعل ذلك حتى توهج جسده كله بنور مشع. تألق الهواء من حوله بأنوار من كل الألوان. راحت الأنوار حوله تتراقص وتتحول ألواناً وأشكالاً في جمال أخاذ. شهق الجميع شهقات اندهاش وفرح، وصاحوا يطلبون من تنور المزيد.

فتح التنين الرمادي الصغير عينيه اللامعتين ورفع رأسه إلى الناس. أطلق تنهدة سعادة في الوجوه السعيدة التي كانت تنظر إليه، فازداد جسده تألقاً وبريقاً. مالت سمارة إلى والدها قائلة: “أرجوك يا أبي، هل لي أن آخذه معي إلى البيت؟” أجاب والدها وهو ينظر إليها: “علينا أن نرى أولاً إن كان الملك يريده.”

قرار الملك بشأن تنور

قال والد سمارة: “أرجو ألا تحزني إذا فاز. الفائز، كما تعلمين، من نصيب الملك.” وقفت سمارة تراقب الحكام يتشاورون في منح الجائزة. كانت تريد أن يكون تنور الفائز، لكنها كانت في الوقت نفسه تخاف أن تخسره إذا هو فاز. أخيراً وقف الملك ليعلن اسم الفائز، فالتفت الجميع إليه. قال: “الفائز في مباراة هذا العام هو التنين شعلان. لم نر أبداً مثيلاً لهبّه.” صفّق الجمهور طويلاً حين علق الملك ميدالية حول عنق شعلان، مع أن الكثيرين كانوا ينتظرون أن يكون تنور الفائز.

تابع الملك كلامه قائلاً: “لقد قدم لنا تنور عرضاً مذهلاً. أنا واثق أن كل واحد منا يحب أن يكون تنور عند بوابة قلعته. ولكنا لم نمنحه الجائزة، لأننا نمنحها للتنين الذي يتفوق في قذف اللهب. آمل ألا يزعجه قرارنا. إن مملكة تنينارا فخورة بأن خرج منها أول تنين مشع.” شدت سمارة كم والدها، فأسرع والدها يبدي بأعلى صوته رغبته في اختيار تنور. كثيرون غيره رغبوا في تنور، لكن سمارة سبقتهم كلهم، فأخذت تنينها المشع وخرجت.

تأثير تنور في المملكة

أخذ الناس يتوافدون من بقاع مملكة تنينارا ليشاهدوا حارس قلعة والد سمارة. كانت الألوان الرائعة تتراقص عالياً، وتتبدل وتتلون أشكالاً. كان مشهد التنين المشع مثيراً وبخاصة في الليل، فقد كان يبدو مشعاً من رأسه إلى ذيله. لم يكن أحد يرغب في العودة إلى البيت قبل ذهاب تنور إلى النوم. مرت الأيام وكبرت سمارة فتزوجت أميراً من أمراء تلك البلاد. اشترك تنور بحفل العرس، فقدم عرضاً مذهلاً للألوان التي كانت تتراقص بأشكال فاتنة لم يشهد الناس مثيلاً لها من قبل.

تتألق السماء في بلاد الشمال الجليدية بأضواء براقة أحياناً. يسمّي الناس هناك تلك الأضواء بالراقصات المرحات. لكن لعلها، نقول لعلها، أضواء تنور الذي يحرس منزل سمارة في بلد بعيد بعيد.

معرض الصور (قصة التنين المشع)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى