قصة الببغاء الوفي

استمتعوا بقصة الببغاء الوفي الملهمة عن ملك الببغاوات ووفائه لشجرته المحبوبة، وكيف قوبل هذا الوفاء بمكافأة غير متوقعة من ملك السحاب.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في يوم من الأيام، كان ملك السحاب، إندرا، قلقًا حول عدم رضا البشر. نصحته زوجته بمشاهدة ملك الببغاوات، الذي عاش على شجرة كبيرة يحبها كثيرًا. عندما أطلق إندرا عاصفة قوية، تسببت في سقوط أوراق الشجرة وثمارها، هاجرت الببغاوات إلا ملكهم. بقي الملك بجانب الشجرة، يأكل الفواكه المتساقطة، ثم عاش على ماء النهر. حتى عندما ضعف وكان على وشك الموت، رفض أن يترك الشجرة. متأثرًا بوفائه، تحول إندرا إلى بجعة واختبر الببغاء الذي تمنى عودة الحياة للشجرة. حقق إندرا الأمنية بعودة الشجرة إلى سابق عهدها، وأشاد بوفاء الببغاء العظيم.

قصة الببغاء الوفي مكتوبة

في أحد الأيام، كان ملك السحاب، إندرا، جالسًا على عرشه. كالعادة، كان يشتكي ويتذمر. قال لزوجته، “لا يرضى أحد بما يحصل عليه السكان تحتنا. لا يرضون بما يحصلون عليه. هم دائمًا يطلبون المزيد، ولا يقدرون صنيع أحد.”

قالت له زوجته إندرانى، “هذا غير صحيح! ألم ترَ ملك الببغاوات؟”

نظر إندرا من عرشه فوق السحاب ليعرف ما كان ملك الببغاوات يفعل.

على ضفاف نهر الغانج، حيث يتعرج النهر وينعطف، انتصبت شجرة بين جميلة. كانت شجرة عالية وقوية، ولم يكن في الجوار غيرها. في تلك الشجرة كان يعيش ملك الببغاوات وسربه الذي يتألف من ألف ببغاء.

كان ملك الببغاوات يحب تلك الشجرة حبًا شديدًا. فقد وُلد فيها وعاش حياته كلها عليها. لم يكن يأكل إلا من فاكهتها. ولم تكن طيور سربه تأكل أيضًا إلا من فاكهتها ولا تشرب إلا من ماء النهر الذي يجري من أمامها.

لم يترك ملك الببغاوات الشجرة العتيقة. وإذ سقطت عنها آخر أوراقها، قال لها، “لن أتركك أبدًا. آويتني عندما كنت صغيرًا، وأطعمَتِني، وكنت لي بينا طوال حياتي. لن أتركك أبدًا، الآن وقد هبت عليك ريح عاتية نزعت عنك يمارك وأوراقك.”

قال إندرا، “هذا هو إذن. فلنر ما إذا كان شكورًا فعلًا!” لوح ملك السحاب بيده فوق الشجرة العظيمة الجميلة، فأخذت تتساقط يمارها وأوراقها.

ذعر السرب

ذُعرت طيور السرب، وظلت ساعتين تصيح وترفرف وتدور. لكنها في آخر الأمر أحسَّت بالجوع، فطارت مع مجرى النهر حتى وصلت إلى شجرة تين أخرى، وجعلت من تلك الشجرة الجديدة بيتًا لها.

طيور السرب كلها فعلت ذلك، ما عدا طائرًا واحدًا. كان ذلك ملك الببغاوات.

لما لم يكن قد بقي على أغصان الشجرة ثمار، صار الببغاء يأكل من تلك التي سقطت تحتها على الأرض. وعندما نفدت هذه أيضًا، عاش على ماء النهر يشرب منه. وعندما صار ضعيفًا لا يقوى على الطيران، استند إلى جذع الشجرة، وتمتم قائلًا، “لن أتركك أبدًا. أنا معك في حلو الحياة ومرها!”

اختبار الشكر والوفاء

ذهل ملك السحاب، إندرا، وقال، “يا له من ببغاء شكور وفي! لكن، ترى إلى متى يبقى على قوله؟”

مرت الأيام. وازداد الببغاء ضعفًا. وجاء يوم عرف فيه أنه يوشك أن يموت، نظر إلى أغصان الشجرة العارية فوقه وقال، “لن أتركك، ولا حتى لإنقاذ نفسي من الموت.”

لم يصدق إندرا عينيه، وقال، “لا أكاد أصدق ما يفعل هذا الببغاء ولا ما يقول.” ثم حول نفسه إلى بجعة وطار هابطًا إلى شجرة التين.

قال، “مرحبًا، يا ببغاء! لماذا بقيت مع هذه الشجرة الميتة؟ الطيور دائمًا تهاجر الأشجار الميتة!”

أجاب الببغاء بصوت ضعيف، “أهلاً بك، يا بجعة! أنا أبقى مع هذه الشجرة لأنها أطعمَتْني دائمًا وكانت بيتًا لي. هل أتركها الآن وقد سقطت أوراقها وثمارها؟”

مبدأ الوفاء

قالت البجعة، “بالطبع. تموت الأشجار فتهاجرها الطيور. هذه هي طبيعة الأشياء. هل تريد أن تموت أنت أيضًا؟”

قال الببغاء، “لا، لا أريد أن أموت. لكني بقيتُ معها في الأيام الحلوة، فإذا هجرتها في الأيام المرة أكون أكثر المخلوقات جحودًا وقلة وفاء على ظهر هذه الأرض.”

تحقيق الأمنية

أشعت عينا البجعة ابتهاجًا، وقالت، “ما أجمل كلامك! إذا كان عندك أمنية واحدة تطلبها، ماذا تطلب؟”

قال الببغاء، “أطلب أن تدب الحياة مجددًا في هذه الشجرة، أن يجري الماء في جذعها، وأن تكسو أغصانها أوراق خضراء لامعة.”

إذ كانت الكلمات تخرج من منقاره الأحمر، سُمع قصف رعد مدوي. اختفت البجعة وظهر في مكانها إندرا، ملك السحاب. حاول الببغاء أن ينهض، لكن إندرا ربت على ريشه برفق، وقال له، “ابقَ الآن في مكانك!”

ثم أشار بيده إلى النهر، فارتفعت منه نافورة مياه، وأمطرت السماء على الشجرة مطرًا غزيرًا.

العودة إلى الحياة

في لمح البصر، عادت الشجرة قوية بهية، تكسو أغصانها أوراقًا خضراء وتدلى منها ثمار طيبة شهية.

تساقطت دموع الفرح من عيني الببغاء، وسأل، “كيف أشكرك يا سيدي، ملك السحاب؟”

قال إندرا بلطف، “لا داعي للشكر. اختبرتك ووجدت أنك تستحق الخير.” ثم اختفى في لمح البصر.

وقف الببغاء على الأغصان المورقة، وراح يمسحها بجناحيه بحب وحنان. تنهد وقال، “أنا سعيد جدًا لأني معك!” تمايلت الأغصان وبدا كأنها تهمس شيئًا في أذنه. وعندما غفا ليستريح، مال عليه غصن وغطاه بأوراقه.

نهاية القصة

فوق السحاب، كان إندرا سعيدًا أيضًا. قال، “أنا أعرف الآن أن سكان الأرض يمكن أن يكونوا شكورين أوفياء!”

معرض الصور (قصة الببغاء الوفي)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى