قصة الاعتراف بالخطأ

كان “طارق” صبياً يتمتع بفضول كبير وشغف بقراءة قصص المغامرات. كان يعيش مع جده، وفي إحدى الليالي، تسلل خلسة إلى غرفة الخزانة، حيث كان جده يحتفظ بتحفه الثمينة التي لا تقدر بثمن. كان طارق يعلم جيداً أن جده لا يحب أن يلمس أحد مقتنياته النادرة.

دخل طارق الغرفة وصعد على أحد المقاعد، ثم تناول الصندوق الذي كان جده يضع فيه مجموعته المتنوعة من ساعات اليد التي جمعها من مختلف البلدان التي سافر إليها.

حادثة الساعة المكسورة

وبينما كان طارق ينزل من على المقعد، اصطدم مرفقه به، مما أدى إلى انزلاق الصندوق من بين يديه وسقوطه على الأرض. تبعثرت جميع الساعات على الأرض، والصدمة الكبرى التي واجهها طارق كانت رؤية زجاج الساعة المفضلة لدى جده وقد تهشم.

تملك الخوف طارق من ردة فعل جده عندما يعلم بأمر الزجاج المكسور، وبدأ يلتقط شظايا الزجاج المتناثرة.

أخذ طارق يفكر بعمق قائلاً لنفسه: “كيف سأخبر جدي بأن ساعته المفضلة قد انكسرت؟ سيغضب مني بالتأكيد، ولكن إذا لم أخبره، فربما لن يكتشف الأمر أبداً”.

ليلة الأرق وقرار الاعتراف بالخطأ

استبد القلق بقلب طارق، وأحس بدقات قلبه تتسارع بشدة. وضع الساعة المكسورة بعناية داخل الصندوق وأعاده إلى الرف. بعد ذلك، ذهب إلى فراشه محاولاً النوم، لكنه ظل يتقلب من جانب إلى آخر طوال الليل، ولم يستطع أن يغمض عينيه للحظة.

في صباح اليوم التالي، استيقظ طارق مبكراً، واستجمع كل شجاعته ليذهب ويعترف بخطئه لجده.

وعندما وصل إلى غرفة نوم جده، أخبره بكل ما حدث. أخذ الجد يفكر ويتأمل ملياً، ولم ينطق بكلمة واحدة لطارق في البداية، ثم اتجه نحو غرفة الخزانة. بقي طارق واقفاً في مكانه ورأسه منحنٍ، ينتظر ما سيقوله جده.

كلمات الجد المتسامحة

بعد أن عاد الجد من غرفة الخزانة، تحدث إلى طارق قائلاً: “لقد شعرت بغضب وتوتر شديدين عندما أخبرتني أنك كسرت ساعتي الثمينة. لقد أهدتني جدتك هذه الساعة في أول أيام زواجنا، ولكن لا داعي للقلق، فالزجاج هو فقط الذي انكسر، وسوف أقوم بتغييره”.

شعر طارق براحة كبيرة بعد سماع كلمات جده. وبعد مرور بعض الوقت، ذهب الجد إلى المطبخ وأحضر كوباً من الحليب وقدمه لطارق، وقال له: “لقد أظهرت شجاعة كبيرة عندما أخبرتني بشأن الساعة المكسورة. كنت تعلم أنني قد أوبخك على فعلتك هذه، أليس كذلك؟”.

حوار طارق واعترافه بالذنب

أجاب طارق: “كنت خائفاً في البداية، ولكنني لم أجرؤ على الكذب عليك. الحق يقال، كان علي ألا ألمس أشياءك دون إذنك”

فقال جده: “عندما كنت في نفس عمرك، كسرت آنية زهر ثمينة كانت خاصة بأمي، وشعرت بخوف شديد بعد ارتكاب هذا الخطأ، لكنني ذهبت واعترفت به. لقد قالت لي إنها كانت تعلم بالأمر بالفعل”.

وعند سماعه هذه القصة، ضحك طارق من أعماق قلبه.

الحكمة

من الشجاعة أن تعترف بخطئك، ربما تخشى التوبيخ، لكن الاعتراف يجعلك أقوى.