قصة الأسد والكهف
ملخص قصة الأسد والكهف
في يوم حار في الغابة، قرر الأسد الفتي سمبا زيارة ابن عمه سنغا الذي يعيش في الجانب الآخر من الغابة. انطلق سمبا مبكرًا من عرينه بعد الفجر، لكنه لم يتناول فطورًا مشبعًا بسبب عجلته. أثناء رحلته، انشغل بمطاردة فراشة زرقاء وضاع في جزء غير مألوف من الغابة.
وسط حرارة النهار الشديدة وصمت الغابة، شعر سمبا بالجوع والخوف ولكنه تذكر أنه ملك الغابة. زأر بصوت عالٍ، لكن الحيوانات اختبأت منه خوفًا. جال سمبا باحثًا عن طعام، حتى رأى كهفًا اعتقد أنه مكان مريح. دخل الكهف، وقرر انتظار صاحبه ليكون طعامه.
عاد ثعلب الذكي ثعلبّوط إلى الكهف، وأدرك فورًا وجود سمبا. استخدم ثعلبّوط خدعة، حيث نادى الكهف بسلام وترحيب. اضطر سمبا للرد معتقدًا أن الكهف مسحور، مما جعل ثعلبّوط يضحك ويهرب قائلًا إن الأسد الجائع يمكن أن يصدق أي شيء.
مع حلول الظلام، وشعور سمبا بالتعاسة والجوع، ظهرت ثلاث يراعات مضيئة وأرشدته إلى بيت ابن عمه سنغا. وصل سمبا أخيرًا لوجهته، حيث استقبله سنغا بوجبة شهية وأسمعه عن حكمته من الثعلب. أدرك سمبا أن الجوع يمكن أن يقود للحماقات وقرر ألا يغادر البيت دون تناول فطوره مجددًا.
قصة الأسد والكهف مكتوبة
كان جو الغابة في ساعات بعد الظهر حارًا لاهبًا. وكانت الشمس تصب أشعتها بغضب عبر أغصان الأشجار. ولم يكن يُسمع إلا أصوات تكسر الأوراق اليابسة تحت أقدام الحيوانات العابرة. احتمت حيوانات الغابة الصغيرة في مواضع ظليلة، ونامت حتى غروب الشمس. ولجأت الحيوانات الكبيرة إلى كهوف وتجاويف وقد أنهكها التعب والعطش.
نامت الغابة كلها. لم تعد الضفادع في بركها الجافة قادرة على النقيق، ولا كانت الجنادب تزمر بين الشجيرات. حتى الطيور سكنت وسكتت. لم يعد يُسمع إلا صوت مشية متمهلة على أرض الغابة. فقد كان الأسد الفتي سمبا في طريقه لزيارة ابن عمه سنغا. كان المشوار طويلًا، فسنغا كان يعيش في الطرف المقابل من الغابة.
انطلق سمبا من عرينه بعد الفجر، قالت له أمه، “تناول فطورًا مشبعًا يا بني، فالطريق طويل”. لكن سمبا كان في عجلة من أمره، فابتلع بسرعة لقمة أو لقمتين، ثم مضى في طريقه ينط مبتهجًا. كان جو الصباح منعشًا لطيفًا، تملأه روائح طيبة تنشرها الأزهار التي كانت قد بدأت تتفتح. نسي سمبا تمامًا أنه عليه أن يصل إلى الطرف الآخر من الغابة في وقت الغداء. كان يلتقي الكثير مما يحب أن يتوقف عنده ويتأمله، والعديد من الأصدقاء الذين يرغب في التحدث إليهم والسؤال عن حالهم، وكان يجد مغامرة جديدة عند كل منعطف وفي كل درب. لم يكن يستطيع أن يمر من هناك من غير أن يستطلع ذلك كله.
رأى سمبا فراشة زرقاء، فراح يطاردها. لم يستطع الإمساك بها. وبعد حين توقف لاهثًا، وتلفت حوله، وقال في نفسه، “أين أنا؟”
سمبا في الغابة
كانت الشمس فوق رأسه ترسل أشعتها القوية. أحس بألم في عينيه من تحديقه في السماء إذ كان يلاحق الفراشة الزرقاء. كانت الفراشة الزرقاء قد اختفت، ولم يعد لها حوله من أثر. جلس على كومة نباتات يستريح، لكنه سرعان ما هب واقفًا، فقد كانت تلك نباتات شائكة.
وجد سمبا نفسه في جزء لا يعرفه من الغابة، بعيدًا عن طريق بيت ابن عمه سنغا. كان جائعًا! يا ليتَه تناول طعام الفطور! لكنه لم يفعل، ولا يعرف متى يصل إلى بيت ابن عمه حيث ينتظره غداء شهي. فهو ضائع! كانت الغابة صامتة تمامًا في ظهيرة ذلك النهار اللهيب. أحس سمبا بقلبه يصغر. لم يكن أسدًا كبيرًا. بدت الأشجار من حوله عالية عابسة. ولم يجد كائنًا يسأله عن طريقه.
أخذ يصيح، “مرحبًا! هل من أحد هنا؟” لكنه لم يتلقَ جوابًا على ندائه. أحس سمبا بتعاسة بالغة، وقال في نفسه، “لم يعد في هذا العالم الواسع أحد غيري!” ظن أنه سيموت جوعًا في ذلك المكان، ولن يرى بعد اليوم أمه أو ابن عمه سنغا. وعلقت في عينيه دموع. لكن، على الرغم من الجوع والخوف، سمبا أسد، والأسود لا تستسلم بسهولة. تذكر في الوقت المناسب أنه وحش كبير كاسر، وأن الجميع يعرف أنه ملك الغابة!
نفض سمبا لبدته وزأر. وتردد صدى زئيره في أرجاء الغابة وأيقظ الحيوانات من غفوتها النهارية. همست الكائنات الصغيرة، “إنه أسد جائع!” وأسرعت تختبئ في الظلال. وتمتمت الحيوانات الكبيرة قائلة، “إنه أسد جائع!” ثم انزوت في كهوفها وتجاويفها حيث لا يتمكن الأسد الجائع من الوصول إليها. لم يعرف أي من الحيوانات أن ذلك الأسد فتي وأنه جائع جدًا وضائع.
بحث سمبا عن طعام
اضطرب سمبا عندما لم يتلقَ على زئيره جوابًا. لكنه سرعان ما حشد شجاعته وانتفض وربض وقال، “أنا في الغابة فارس، أنا صيد الفرائس!” ثم بدأ بحثه عن شيء يأكله. جال سمبا في الجوار يزمجر ويزمجر، فتسمعه الحيوانات وتهرب من طريقه. وكان يسمع معدته تقرقع فيزمجر أكثر. لم يجد سمبا فريسة واحدة يصطادها ويسكت بها جوعه. وكان فوق ذلك ضائعًا لا يعرف موضعه ولا كيف يتجه.
في تلك اللحظة رأى كهفًا. بدا له الكهف مريحًا ومنعشًا، ومناسبًا لحجم أسد متعب جائع. لعل في داخله حيوانًا نائمًا يصلح طعامًا له.
قفز سمبا بحماسة إلى داخل الكهف. كان الكهف خاليًا، لكن فراشًا من العشب الجاف في زاويته دل على أن الكهف منزل لحيوان وأن ذلك الحيوان لا بد عائد قريبًا.
خطة سمبا
قال سمبا في نفسه، “عندي وقت. سأخذ غفوة قصيرة، بينما يعود الحيوان صاحب هذا المكان، ويأتي بأقدامه إليّ وأتمتع بلحمه الشهي!”
كان سمبا حيوانًا فتيًا، وإلا كان أدرك أن الكهف هو بيت ثعلب. الثعالب أذكى حيوانات الغابة، وثعْلبوط، صاحب ذلك الكهف، أذكى الثعالب. كان ثعْلبوط في طريق العودة إلى البيت، إذ استلقى سمبا على الفراش العشبي الناعم ليغفو قليلاً.
سمع ثعْلبوط زئير أسد جائع، وهو يعرف أين يفتش أسد يجول في الغابة بحثًا عن فريسة في يوم حار وجاف.
لقاء سمبا وثعلب
تنحنح ثعْلبوط إذ اقترب من الكهف. فهب سمبا من غفوته وانزوى في العتمة، استعدادًا للانقضاض. صاح ثعْلبوط، “مرحبًا، يا كهف! أنا وصلت!”. كهف؟ تلفت سمبا حوله، فلم يجد أحدًا غيره في الكهف. لا يمكن أن يكون الزائر يخاطب الكهف نفسه، هل هذا ممكن؟ لكن يبدو أنه فعلاً يخاطب الكهف.
عاد ثعْلبوط ينادي، “يا كهف! هل أنت نائم، يا كهف؟ لمَ لا تجيبني؟” تحير سمبا. الكهف ليس إلا تجويفًا في الصخر. كيف يمكن أن يجيب حيوانًا يناديه من الخارج؟
عاد ثعْلبوط ينادي، وقد بدا في صوته غضب، “لا أسمع كلمة منك اليوم! إذا لم تكن سعيدًا برؤيتي، سأمضي! أعرف حين يكون وجودي غير مرغوب فيه”. شعر سمبا أن طعام غدائه يضيع من بين يديه. لعل الكهف مسحور فعلاً! ولعل الكهف المتكلم المسحور سكت اليوم عن الكلام!
خدعة ثعلب
لم يُرد سمبا أن يُضيع هذه الفرصة، فنادى قائلاً، “مرحبًا! ما أسعدني برؤيتك! كنت مشغولاً بإعداد طعام الغداء، تعالَ ادخل، أهلًا وسهلًا بك!” ضحك ثعْلبوط وانطلق مبتعدًا وهو يقول، “لا، أيها الأسد الجائع الصغير! لا بد أنك جائع جدًا حتى تصدق أن الكهف يتكلم!”
حل الشفق (حمرة تظهر في الأفق وقت الغروب) باكرًا في الغابة، واستطالت الظلال فترك سمبا الكهف. سيهبط الليل قريبًا وكان لا يزال بعيدًا عن بيت ابن عمه سنغا. كان جائعًا وحزينًا وضائعًا في العتمة، فماذا يفعل أسد صغير؟
سمع سمبا صوتًا رقيقًا يسأله، “أأنت ضائع، أيها الأسد الصغير؟” تلفت سمبا حوله، فلم يرَ إلا ثلاث نجمات تتراقص أمامه. انهمرت الدموع من عيني سمبا، وبدت لامعتين كلمعان النجمات المتراقصة أمامه. وسمع الصوت اللطيف مجددًا يقول، “أخبرنا أين تريد أن تذهب، وسندلك على الطريق”.
سأل سمبا وهو يشهق، “أأنتن نجمات؟ هل تعلمن أين بيت ابن عمي سنغا؟”
عودة سمبا للبيت
سمع سمبا صوت ضحكات لطيفة، وجاءه الصوت قائلاً، “نحن لسنا نجمات، نحن يراعات مضيئات! ونحن نعرف الطريق إلى بيت ابن عمك سنغا! اتبعنا!” طارت اليراعات المضيئات متراقصة، تتنقل بين الأشجار، وتتهادى فوق النباتات والأزهار، وتتجنب الأماكن الشائكة، والزوايا الحالكة، وتلتفت بين حين وآخر إلى الوراء لتطمئن على سمبا وتتأكد من أنه لا يزال يتبعها.
أخيرًا وصلت إلى فسحة في الغابة. هناك، ومن بعيد، رأى سمبا ابن عمه سنغا واقفًا ينتظر وقد أصابه قلق شديد. قالت اليراعات، “انظر، هذا هو سنغا! لقد وصلت، ولم تعد بحاجة إلينا. إلى اللقاء! إلى اللقاء!”، وطارت متراقصة واختفت بين الأشجار والظلال، قبل أن يتمكن سمبا من شكرها.
كان القمر يشع من بين الأشجار كأنه فانوس سمين أصفر، وكان سمبا متعبًا وجائعًا، لكنه كان مبتهجًا لأنه وجد أخيرًا بيت ابن عمه.
احتفال سمبا وسنغا
أخذ سنغا ابن عمه سمبا إلى ينبوع ماء صافٍ، فشرب سمبا وغسل جروح رجليه بالماء البارد. كان متلهفًا أن يروي لابن عمه أخبار مغامرته كلها، لكن سنغا قال، “العشاء أولاً!” العشاء! سال لعاب سمبا عندما سمع كلمة العشاء ورأى الوجبة الفاخرة التي كانت في انتظاره. أعد سنغا لابن عمه المفضل أطيب أنواع اللحم وأطراها.
عندما سمع سنغا حكاية الكهف المتكلم، قال، “الثعالب ذكية ماكرة، لكنها أيضًا حكيمة. ماذا قال ثعْلبوط وهو يهرب منك؟”
قال، “لا بد أنك جائع جدًا حتى تصدق أن الكهف يتكلم!” ضحك سنغا، وقال، “ثعْلبوط حكيم، فالجائع يرتكب حماقات ويصدق خرافات.”
إذ استلقى سمبا في الفراش سعيدًا وراضيًا، وعد نفسه ألا يترك البيت من غير تناول فطوره!
معرض الصور (قصة الأسد والكهف)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث