قصة ابن آوى والحمار

ملخص قصة ابن آوى والحمار
كان ابن آوى يسرق الفاكهة من بستان، فضربه البستاني بشدة، فقرر ابن آوى أن يهرب ويبحث عن مكان آمن. ذهب إلى صديق والده الذئب، واتفقا على خطة شريرة ليخدعا حمارًا مسكينًا ويأكلاه. وجد ابن آوى حمارًا بائسًا يعمل كثيرًا، ووعده بغابة جميلة وآمنة ليعيش فيها بسعادة وراحة. فرح الحمار المسكين وانطلق مع ابن آوى. لكن في الطريق، رأى الحمار الذئب فعرف الخدعة، ولكنه كان ذكيًا جدًا. تظاهر بأنه نسي أمواله وصديقه، وطلب العودة. وعند الطاحونة، نهق الحمار عاليًا فجاءت الكلاب وطاردت ابن آوى الشرير، وهكذا نجا الحمار وعاد لبيته سالمًا.
قصة ابن آوى والحمار مكتوبة
كان ابن آوى يسكن في جحر بجوار بستان كأنه قطعة من الجنة، به ما لذ وطاب من الثمار والأعناب، والفواكه والرطب. كان ابن آوى يدخل كل يوم إلى البستان من مجرى الماء، ليأكل ما يشاء من الثمار، ويعبث بالبستان كيفما شاء. تضرر البستاني من أفعال ابن آوى، وعجز عن صيده، فأخذ يراقب دخوله إلى أن رآه يدخل ليأكل الثمار، فتوجه إلى مجرى الماء وسده، وبدأ يهاجم ابن آوى، وضربه ضربًا شديدًا حتى ظن أنه مات، فتركه.
وبعد قليل عادت إلى ابن آوى أنفاسه وبدأ يفيق، وحملته أرجله المتعبة إلى جحره وهو غاية في الإعياء، فلزم جحره إلى أن عادت إليه صحته. فقال في نفسه: ليس في كل مرة تسلم الجرة، وعزم على هجر جحره إلى مكان آخر أكثر أمنًا. لكن إلى أين يذهب؟ بدأ يفكر إلى أن هداه تفكيره إلى ذئب في الجوار كان صديقًا لأبيه؛ فقرر أن يتوجه إليه.
خطة ابن آوى لاصطياد الحمار
رحل ابن آوى إلى الذئب صديق والده القديم، وحكى له ما جرى له من جاره صاحب البستان، فاستقبله الذئب استقبالًا حافلًا، خاصة عندما تذكر صداقته القديمة بوالده، وهدأ خوفه، وأزال همه. لكن الذئب لم يكن عنده شيء يقدمه له ليأكله، فقال لابن آوى: سأذهب لأصطاد شيئًا لتأكله.
فقال له ابن آوى:
- أنا أخاف الوحدة، فلا تتركني وحدي.
فقال الذئب:
- وما الحل إذن؟
فكر ابن آوى، ثم قال:
- لي حمار صاحبي يطيعني في كل ما أقول. سأذهب إليه وأخدعه، وآتي به إلى هنا، وتربطه بالجبال وتفعل به ما تشاء، فلو حولناه إلى طعام فسوف يكفينا أيامًا كثيرة.
اتفقا على الخطة. صعد الذئب إلى تل عال ليراقب، وذهب ابن آوى الغدار ليأتيه بالحمار.
لقاء الحمار البائس
ذهب ابن آوى وانتهى به الطريق إلى طاحونة في مرج صغير يقف فيه حمار يشعر بالبؤس والامتهان من شدة الحمل والعمل. سلم عليه ابن آوى، وسأله عن الأحوال، فرد عليه الحمار في أسف أن الأحوال لا تسر من شدة التعب، ومن المعاملة السيئة التي يلقاها من أصحاب العمل، وشدة الإهانة التي يتلقاها.
فقال ابن آوى:
- لماذا تتحمل كل هذا البؤس والشقاء والتعب والعناء، ومصاحبة البشر الذين يعاملونك أسوأ معاملة؟!
فأجاب الحمار في حزن:
- لو أنني أعرف مكانًا آخر أذهب إليه لذهبت.
فقال ابن آوى:
- إنني أعيش الآن في غابة أشجارها عالية، وظلالها وارفة، وثمارها كثيرة، وخيرها وفير يكفي الجميع ويفيض، وهي آمنة فليس بها وحوش، وأنا أعيش فيها في سرور. فإذا أردت أن تنعم بما أنعم به فتعال لتعيش معي، ستكون جاري نمرح معًا، ونعين بعضنا على أعباء الحياة.
فرح الحمار وقال لابن آوى:
- هيا بنا إلى هذه الجنة؛ لنبتعد بعيدًا عن شر البشر.
رحلة نحو الخطر
أسرع ابن آوى والحمار وهما في سعادة غامرة، أسرعا في السير والجري وهما يلعبان ويغنيان، ومن شدة فرح الحمار سبق ابن آوى في الطريق.
فقال له ابن آوى:
- إذا كنت تعبت من السير والجري، فتعال اركب على ظهري.
فشكره الحمار وقال له:
- اركب أنت على ظهري؛ فأنت صغير وأنا أتحمل أكثر منك.
فرح ابن آوى وركب على ظهر الحمار، والحمار يجري مسرعًا يغني من فرحته، وابن آوى على ظهره يوجهه ويرشده إلى الطريق.
حيلة الحمار لإنقاذ نفسه
في هذه الأثناء نظر الحمار إلى التل القريب، فرأى الذئب ينتظر قدومهما، فعرف أن ابن آوى اللئيم أوقعه في حيلة لينال منه. عندئذ وقع الحمار في الحيرة والهم، وعرف أنه ترك حياة الشقاء التي كان يحياها وجاء بأرجله إلى الموت المحقق، ولكنه فكر وفكر إلى أن أسعفته الحيلة. فتباطأ في سيره.
فقال له ابن آوى:
- لماذا تباطأت في سيرك؟ أسرع.
فقال الحمار:
- عندما اقتربنا من هذه الجنة، ورأيت الأشجار الوارفة والزهور الفواحة والفواكه النضرة والبلابل المغردة، تذكرت جاري الخروف الذي تركت عنده مالي وممتلكاتي وجئت معك. تذكرت هذا الصديق الوفي الذي تركته دون وداع. وفكرت الآن أن نرجع إليه لنحصل على مالي وممتلكاتي، وندعوه للمجيء إلى هنا؛ ليسعد معنا بهذا الخير الوفير.
نجاة الحمار وعودة ابن آوى خائبًا
فرح ابن آوى بفكرة الحمار التي ستجعل غنيمته هو والذئب تزيد، وقال:
- إذن هيا بنا نرجع لنستدعي صديقك الذي تركته وحيدًا دون وداع؛ ليسعد بصحبتنا وبخيرات الغابة.
رجعا مسرعين إلى الطاحونة، وعندما اقتربا من مدخلها، نهق الحمار في خوف وبصوت عال، مما جعل أصدقاءه الكلاب يخرجون إليه ليعرفوا ما الذي حدث له ولماذا هو خائف، فوجدوا ابن آوى بقرب الحمار؛ فهجموا عليه، ففر هاربًا يلوم نفسه على وقوعه في حيلة الحمار الذي فرح بنجاته وعودته إلى بيته سالمًا.
شارك برأيك
ما أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!