قصة إياد والتنين

تعرف على مغامرات إياد الشجاع والتنين لهباد في مملكة شومار، حيث تنتصر الصداقة والشجاعة على برد الشتاء ومكر الساحرات في قصة إياد والتنين.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في مملكة شومار، يعيش الملك بوشار مع شعبه الذي يعاني من برد الشتاء القارس بعد أن أهان الملك الساحرة وزي، التي بدورها ألقت تعويذة سرقت بها كل عيدان الكبريت من المملكة. بالرغم من محاولات الملك ومستشاريه لتوليد النار عن طريق الاحتكاك، باءت جهودهم بالفشل، واستمرت موجة البرد تضرب المملكة.

في أحد الأيام، سمع الطفل إياد صوتًا غريبًا في الغابة، واكتشف أنه تنين يبكي في حفرة. على الرغم من خوفه، شعر إياد بالشفقة تجاه التنين وساعده على الخروج من الحفرة باستخدام حبل مصنوع من النباتات. تبين أن التنين الصغير واسمه لهباد، قد ضاع عن طريقه وأصبح جريحًا بعد سقوطه في الحفرة. إياد ووالدته قاما بمعالجة جراح لهباد.

عرض التنين مساعدته على أهل المملكة بنفث لهب النار لإشعال المواقد. أخذ إياد التنين إلى قصر الملك، حيث أشعل لهباد النار في المدفأة الملكية، مما أعاد الدفء والفرح للمملكة. أصبح التنين لهباد بطلًا في مملكة شومار، حيث زار كل بيت وأشعل النار.

في النهاية، عادت الساحرة وزي إلى المملكة واعتذرت للملك بوشار. أقام الملك حفلاً كبيرًا احتفاء بعودتها، وكان إياد، لهباد ووزي ضيوف الشرف. عاش الجميع في سعادة ودفء بعد أن عاد السلام والنار إلى مملكة شومار.

قصة إياد والتنين مكتوبة

جلس الملك بوشار، ملك مملكة شومار، يرتجف فوق عرشه ويقول: هذا أمر لا يطاق الشتاء قارس، والتلج يملأ الأرض، وليس في المملكة كلها نار واحدة نستدفى بها. أكاد أتجمد بردًا!

وكان اللوم، فيما أصاب المملكة، يقع على الملك نفسه. فإنه أهان الساحرة وزي. لم تكن وزي ساحرة شريرة، بل إنها كثيرًا ما ساعدت الناس بتعاويذها. غير أنه كان قد أصابها منذ مدة ضعف في نظرها. وبينما كانت ذات يوم تهم بالطيران، أصابت عصاها السحرية البيت الزجاجي الذي يزرع فيه الملك نباتاته، فهشمته.

فغضب الملك غضبًا شديدًا، وأهانها وأمرها أن ترحل عن المملكة، هي وعصاها وقطتها، إلى غير رجعة. وكانت وزي مضطربة بعد حادثة التصادم، فلقة من أن يكون أصاب عصاها أو قطتها سوء. فلما طردها الملك، طارت بغضب شديد ورمت بتعويدة سألت فيها أن تخلو المملكة كلها من عيدان الكبريت. وهكذا طارت مع وزي ملايين عيدان الكبريت وبدت في الفضاء كأنها عاصفة هوجاء.

لم يتأثر أهالي المملكة أول الأمر. فقد كان الطقس لا يزال مقبولًا، وكانت النار لا تزال تشتعل في المواقد. ثم حدث بعد أيام أن هبت ريح هوجاء دخلت البيوت عبر المداخن والأبواب والشبابيك وأطفأت نيران المملكة كلها. وهنا بدأت المشكلة. لم يعد أحد قادرًا على أن يطبخ أو يسخن ماء. وسرعان ما ضاق ذرع الناس بالطعام البارد. ثم اشتد الشتاء قسوة، وتساقطت الثلوج وغطى الجليد الأرض فلجأ الناس إلى ثيابهم الصوفية القديمة يلبسونها وينسجون ثيابًا جديدة.

محاولات الملك

أعلن الملك بوشار عن دروس تعطى للراغبين في التغلب على البرد. فكان الناس يتجمهرون كل صباح أمام قصر الملك للقيام بالتمارين الرياضية. غير أن ذلك كله لم يفد. فأرسل الملك يستدعي مستشاريه ويسألهم النصح. ولكن ذلك لم يفد أيضًا. وأشار أحد المستشارين أن تولد النار عن طريق الاحتكاك، باستعمال عصوين جافتين ولكن تلك الطريقة، لسبب أو لآخر، لم تنفع. وكان أن استمرت موجة البرد دون أن يقدر أحد على التغلب عليها.

لقاء إياد بالتنين

ذات يوم، بينما كان أحد الأولاد، واسمه إياد، يتجول في الغابة بحثا عن شيء من الفاكهة، سمع صوتًا غريبًا. كان صوتًا أشبه بالأنين ممزوجًا بزئير حزين. خاف إياد وأراد أن يهرب، لكنه خشي أن يكون أحد محتاجًا إلى عون، فزحف بهدوء عبر الأجمات متبعًا الصوت. ارتفع صوت الأنين، فإذا إياد أمام حفرة كبيرة عميقة، وإذا في جوف الحفرة تنين يبكي. وما إن مد إياد رأسه يستطلع الأمر حتى علا نحيب التنين.

وسمعه يقول: «لن أخرج من هنا أبدًا! يا لحظي التعيس!»

أحس إياد بخوف، ولكنه أشفق على التنين وشعر أنه مخلوف مسالم. فتمتم قائلا: «أتريد مساعدة؟»

بدا أن التنين فوجئ بالصوت، فرفع رأسه وقال بخوف: «من يتكلم؟ أين أنت؟ أنا لست تنينًا مقدامًا، أرجوك لا تؤذني!»

زايل الخوف قلب إياد، فوقف وقال: «لا تخف، لن أؤذيك، بل إني سأساعدك».

قال التنين بامتنان: «أرجوك ساعدني، فقد ظننت أني وقعت في شرك، وأن أحدًا قد جاء ليحبسني في قفص».

فعاد إياد يطمئنه قائلا: «لا تخف إننا لا نحبس أحدا».

تابع التنين شكواه قائلا: «ضيعت طريقي، ورحت أتنقل من جبل إلى جبل، حتى وجدت نفسي هنا في هذه الحفرة». وهنا عاد التنين يبكي ويقول: «أريد أمي!»

فوجئ إياد بكلام التنين. ولكن أين العجب، فالتنانين أيضًا لها أمهات. ثم قال: «لابد أنك تنين فتي».

أجاب التنين، وهو لا يزال يشهق بالبكاء: «نعم أنا فتي. إن عمري تسع وتسعون سنة فقط».

راح إياد يفكر فيما يمكن أن يكون عليه سن والدة ذلك التنين الصغير الكبير، ويحاول أن يجد طريقة يخرج بها المخلوق الحبيس من الحفرة. خطرت له فكرة لامعة. جمع كمية كبيرة من النباتات المتسلقة ونسج منها حبلا طويلا متينا. ثم ربط أحد طرفي الحبل حول شجرة ورمى الطرف الآخر إلى التنين، وقال: «أمسك الحبل بقوة وتسلق».

إنقاذ التنين

أمسك التنين الحبل وراح يتسلقه حتى تمكن من الخلاص من الحفرة. وطفح وجهه بشرا، وهو يقول: «شكرا لك يا صديقي، شكرا لك!»

قدم الصبي الشجاع نفسه قائلا: «اسمي إياد».

رد التنين قائلا: «واسمي لهباد».

ضحك إياد من هذا التشابه في صوت الإسمين، ثم توقف إذ لاحظ أن التنين لهباد جريح. وعرف أن هذا الجرح ناجم عن وقوع التنين في الحفرة. قال إياد: «تعال معي أيها التنين اللطيف».

ثم مشى الإثنان في الغابة في اتجاه الكوخ الذي يعيش فيه الصبي. فوجئت والدة إياد أول الأمر برؤية التنين. ثم أسرعت وضمدت جرحه، وقالت: «أعتذر عن برودة البيت. فلقد أخذت إحدى الساحرات كل ما في مملكتنا من عيدان الكبريت».

قفز لهباد وأجاب بفرح قائلا: «أنا أساعدكم. تعلمين أن التنانين تنفث لهبا. ويسرني أن أرد لكم جميلكم».

أسرع إياد وأمه وأخذا التنين إلى المدفأة. فطلب منهما التنين الابتعاد، ثم همس في أذن إياد قائلا: «لا زلت مبتدئا، فأنا صغير كما تعلم». ثم أطلق صوتا هادرا خرج معه لهب قوي، وسرعان ما اشتعلت المدفأة بنار مستعرة.

رحلة إلى القصر

خطرت لإياد فكرة رائعة. وقال للتنين: «تعال معي إلى القصر، سنشعل مدفأة الملك».

سرعان ما وصلا إلى بلاط الملك بوشار، ملك مملكة شومار. فاستقبلهما الملك استقبالا حافلا وأمر رجاله أن يعدوا في ساحة القصر كومة هائلة من الحطب ليأتي الناس ويستدفئوا.

في تلك الليلة أقيمت الاحتفالات حول النار في ساحة القصر، وفي أرجاء المملكة كلها. وكان الجميع يغنون ويرقصون. وأصبح لهباد شخصية مشهورة في مملكة شومار لأنه زار كل بيت فيها وأشعل النار.

وداع لهباد

أخيرا كان على لهباد أن يعود إلى بلده وأمه. ودع أصدقاءه مؤكدا لإياد أنه سيعود إلى زيارته. وقبل أن ينطلق في رحلته رأى الجميع، فجأة، الساحرة وزي تصل على متن عصاها السحرية، ومن حولها تطير ملايين عيدان الكبريت التي كانت قد أخذتها معها حين رحلت.

حطت وزي في ساحة القصر وقالت للملك بوشار إنها لا تستطيع العيش خارج مملكة شومار. وبدا أن الملك كان سعيدا جدا بعودتها، فقد افتقدها وافتقد تعاويدها، خصوصا تلك التي كانت تتسبب في بعض المتاعب اللطيفة. فاعتذر لها عن إهانته إياها في ساعة غضب، وأقام وليمة كبرى احتفاء بعودتها. وكان إياد ولهباد، ووزي طبعا، ضيوف الشرف في تلك الحفلة.

معرض الصور (قصة إياد والتنين)

تحميل القصة PDF أو صور

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى