قصة أحلام والكنز

قصة أحلام والكنز هي حكاية وقصة عالمية مأخوذة عن التراث العالمي تعلم الصغار أهمية السعي لتحقيق الأحلام بالجهد بدلاً من انتظار الحظ.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في ضاحية هادئة من المدينة، كانت أحلام وزوجها يمتلكان فندقاً صغيراً يحمل اسم “فندق البجعة الصغيرة”، وشعاره طائر بجعة أبيض يبسط جناحيه فوق المدخل. بينما كان زوج أحلام قانعاً بحياتهما البسيطة، كانت أحلام تحلم بالغنى والترف. وفي أحد الأيام، نزل في الفندق سائح غني وأبدى ملاحظة عن الحديقة المهملة حول الفندق، مشيراً إلى أن العناية بها قد تجلب له ولغيره الزوار لفترات أطول.

تأثرت أحلام بكلام السائح، وفي تلك الليلة حلمت بأن طائر البجعة في شعار الفندق أصبح حقيقياً، وحملها إلى ساحة برج ساعة كبيرة حيث قابلت السائح مجدداً. أخبرها السائح في الحلم أن هناك كنزاً مخبأ في حديقة الفندق، ولن تجده إلا إذا اعتنت بها.

في اليوم التالي، أخبرت أحلام زوجها عن الحلم، وطلبت الإذن للذهاب إلى العاصمة للقاء السائح. رغم سخريته منها، وافق الزوج في النهاية. وصلت أحلام إلى العاصمة والتقت بالسائح الذي أخبرها أن الكنز ليس مادياً، ولكنه يكمن في تحويل الحديقة إلى مكان جميل يعج بالحياة.

عادت أحلام وزوجها إلى الفندق، وبدآ بالعمل على الحديقة، يقتلعان الأعشاب الضارة، ويزرعان الورود. وفي فصل الربيع، تحولت الحديقة إلى جنة خلابة، مما جذب السياح بشكل كبير، وامتلأت خزانة الفندق بالمال.

عاد السائح لزيارة الفندق، وسألت أحلام عن الكنز، فأشار إلى الحديقة الجميلة وقال إن الجمال الذي خلقاه بالعمل والجهد هو الكنز الحقيقي، وأن الأحلام تصبح واقعاً بالجد والاجتهاد.

قصة أحلام والكنز مكتوبة

في ضاحية من ضواحي المدينة، كانت أحلام وزوجها يملكان فندقا صغيرا.

وكان شعار الفندق رسما لطير صغير من طيور الإوز البيضاء يبسط جناحيه فوق واجهة المدخل، وقد رفعت فوق الرسم لافتة كتب عليها بخط جميل: «فندق البجعة الصغيرة».

وكان زوج أحلام قانعاً بعيشه، يستقبل في نزله صغار التجار المتجولين في قرى الريف، أو بعض السياح والمتنزهين، خصوصا في أيام العطل ومواسم الأعياد.

أما أحلام فكانت، على العكس من زوجها، غير راضية عن عيشها، تحلم بالأسفار والمال والجواهر، وحياة الترف، وكانت كلما وقعت عينها على رسم طير البجع تحت لافتة الفندق، أغمضت عينيها قائلة في نفسها:

– أنا لست أسعد حظا من هذا الطير. هو يبسط جناحيه وكأنه يهم بالطيران، ولا يطير. وأنا أحاول السعي إلى المال والرفاه، ولكني أبقى أسيرة هذا الفندق الصغير.

وكان يحيط بالفندق حديقة كبيرة، ولكنها مهملة، لا تلقى من أحلام وزوجها عناية ذات بال، فلا يسقيان شجرها، ولا يقلمان الغصون، فنبت في أرضها العشب البري، فصارت أشبه بالدغل يبعث منظرها الوحشة في النفس، فنفرت منها حتى صغار الطير.

سائح العاصمة

وذات يوم قصد الفندق سائح تنم ملامحه وثيابه على الغنى. وكان يتحدث بلطف، ويتصرف بأدب، فلما أبصر الحديقة الموحشة بدا على وجهه الاستياء، وقال لأحلام:

– حرام أن تهملي هذه الحديقة الكبيرة يا سيدتي.

– وما نفعها إذا صرفت وقتي في العناية بها، وأهملت شؤون الفندق؟

وأجاب الرجل بهدوء وثقة وهو يشير إلى أرجاء الحديقة:

– لو كانت هذه الحديقة مشذبه الغصون، منسقة الخطوط، تصدح في أرجائها العصافير، وتضوع العطور، لكنت بقيت أنا نفسي هنا أسبوعا واثنين، لا يوما واحدا، حتى لو تأخرت عن عملي في العاصمة.

وسألت أحلام وقد اهتزت مشاعرها لدى سماعها كلمة العاصمة.

فقالت:

– وما هو عملك في العاصمة يا سيدي؟

فرد مبتسما:

– أنا صاحب مصنع للساعات الكبيرة التي تتوسط أعالي الأبراج في ساحات المدن الكبيرة. وألذ الأوقات عندي دقات تلك الساعات منتصف الليل، وزقزقة العصافير بين الشجر عند طلوع الفجر.

وأثر كلامه في نفسها فسألت:

– هل أفهم من كلامك أنك لا تنام إلا بعد منتصف الليل؟ ولا تنهض من رقادك إلا مع الفجر؟

وأجاب السائح قائلا:

– أحيانا كثيرة، نعم. خصوصا متى ألم بي الأرق، فلا أستطيع إلى النوم سبيلا. إذاك أقصد الساحة الكبيرة في وسط العاصمة، وأدور حول برج الساحة الكبيرة حتى ترسل عند انتصاف الليل دفاتها الجميلة، اثنتي عشرة مرة، فأعود إلى بيتي، وأستسلم للرقاد حتى توقظني عصافير الفجر.

وقضى الرجل ليلته في فندق «البجعة الصغيرة»، فما سمع دقات ساعة كبيرة. وحين صحا من نومه مع بزوغ الفجر لم تشنف أذنيه أغاريد الطيور. وودع أحلام وزوجها، وانصرف.

وصرفت أحلام نهارها بطوله وهي تفكر في كلام هذا السائح العجيب، وفي الحديقة المتروكة من دون عناية حول الفندق، وبالساعات الكبيرة حتى أتاها النوم فأبصرت في منامها حلما غريبا.

حلم عجيب

تراءى لأحلام في الحلم أنها وقفت أمام مدخل الفندق تتأمل في رسم طير البجع الصغير، فإذا بالرسم يصبح حقيقة، وصارت البجعة كبيرة جدا، جناحاها أشبه بشراع سفينة، فتقترب من أحلام وتحملها على ظهرها وتعلو بها فتحلق في الجو وهي تشق الفضاء. وفي لمح البصر طوت البجعة جناحيها وحطت في وسط ساحة فسيحة أمام برج من الحجر المنحوت يتوسط أعلاه ساعة كبيرة. وفجأة يقترب من أحلام السائح الغريب نفسه ويسألها:

– سيدة أحلام، هل أتيت تستمعين إلى دقات الساعة الكبيرة عند انتصاف الليل؟

وأجابت المرأة لتوها:

– أتيت يا سيدي أسألك لماذا تريد مني أن أعتني بالحديقة حول الفندق؟

– الحديقة؟ آه، تذكرت. إسمعي يا سيدتي! إنك إذا اقتلعت من أرضها العشب البري، ونقبت ترابها، وقلمت أغصان الشجر، وزرعت الورد، فإنك حينذاك تعثرين على كنز عظيم، وتحصلين على الثروة والغنى فتحققين أحلامك.

وما إن ختم الرجل كلامه حتى راحت الساعة الكبيرة ترسل في ليل المدينة دقاتها الاثنتي عشرة. وفتحت أحلام عينيها فعرفت أنها كانت تبصر في نومها حلما مثيرا.

وغادرت غرفتها، وخرجت من الفندق فإذا الفجر يلوح من خلف الأفق. وأخذت تتجول في الحديقة المتشابكة الأغصان الحزينة الساكتة وقد هجرتها العصافير، وطغى عليها الشول والعوسج.

وراحت تتساءل: أين أعثر على الكنز المدفون؟ لا شك في أن السائح يعرف مكانه في الحديقة. وعلي أن أقصد العاصمة فأنتظره عند برج الساعة الكبيرة في ساحتها، أسأله مكان الكنز.

البحث عن الكنز

وحين أخبرت زوجها بما أبصرت في منامها، ضحك وقال:

– ألا تعلمين يا أحلام أن الأحلام خيالات وأوهام؟ أم أنك بدأت تفقدين عقلك؟

– وهل أنا مجنونة حتى أترك هذا الكنز العظيم مدفونا تحت التراب؟

وأضاف زوجها هازئاً:

– ما دمت على يقين من وجود الكنز فما عليك إلا أن تشمري فورا عن ساعديك وتبدئي بنقب تراب الحديقة بحثاً عنه.

– ولماذا لا أوفر على الوقت وأسأل صانع الساعات عن مكان الكنز؟

– هل تريدين أن يهزأ بك هذا السائح ويرسل بك إلى مستشفى الأمراض العقلية؟

– أرجوك دعني أذهب إلى العاصمة فأراه وأسأله.

وبقيت أحلام ترجو زوجها، وتلح عليه حتى مل من توسلاتها، وقال لها:

– اذهبي إلى المدينة وانتظري الرجل، وسواء أتى أو لم يأت فذلك العناء أفضل دواء لك حين يشفيك من الأحلام الباطلة.

ما إن سمعت أحلام هذا الكلام حتى شرعت تتأهب للسفر، فجهزت لنفسها زادا للطريق، ولبست أفخر أثوابها، وفي فجر اليوم التالي غادرت الفندق إلى العاصمة … هل صادفت السائح صانع الساعات؟

وصلت أحلام المدينة عند حلول الظلام. وراحت تسأل من تصادفه في طريقها: “أين وسط الساحة الكبيرة؟”. وظلت تسعى وتسأل حتى بلغت في آخر المطاف ساحة فيحاء تتوسطها ساعة كبيرة فوق برج قديم.

جلست أحلام على مقعد حجري قريب، وقد أنهكها التعب، وأغمضت عينيها تستريح. وكادت تستسلم للرقاد حين سمعت صونا لطيفا يناديها، ثم يسأل:

– ما تفعلين هنا يا سيدة الفندق؟ أعني فندق البجعة الصغيرة والحديقة المتروكة بغير عناية؟

وفتحت أحلام عينيها فأبصرت السائح يتفرس فيها مندهشا من وجودها هنا وقد حل الظلام. وهبت واقفة وقالت له:

– أرجوك يا سيدي أخبرني أين موضع الكنز في الحديقة؟

– أي كنز تعنين يا سيدتي؟

– أبصرتك أمس في نومي تقول لي إن في حديقة الفندق كنزاَ عظيماً.

– وهل تصدقين الأحلام يا سيدتي؟

– أرجوك لا تهزأ بي، ودلني على مكان الكنز.

شرط غريب

وبدا على الرجل التعجب والتردد معا. وراح يفكر، وهو خافض بصره نحو الأرض، ثم نظر إلى أحلام وكانت ما تزال تحدق إليه بعيون التوسل والرجاء، فأشفق عليها وقال:

– يا سيدتي، أنا مستعد أن أدلك على مكان الكنز، لكن، بشرط..

– هل تريد أن أتنازل عن نصف الكنز؟ أنا موافقة.

وابتسم الرجل بلطف، وقال:

– لا، لا. الشرط يا سيدتي أن تعودي إلى الفندق، وتعملي مع زوجك على اقتلاع الأعشاب البرية من أرض الحديقة، وتنقبي معه أرضها، وتقلمي أغصانها، وتزرعي الأرض بالورد على اختلاف أنواعه.

وهتفت أحلام مهللة:

– هذا ما سمعتك تقول في الحلم، يا سيدي.

وعلق الرجل على قولها بذكاء فقال:

– هل رأيت الآن أني لا أمزح؟ إني أعطي النصيحة الحسنة حتى في الأحلام. هيا ارجعي من حيث أتيت. ونفذي الشرط. وفي الربيع القادم سوف أقصد الفندق فإذا رأيت الحديقة وقد صارت جنة غناء، أورقت أشجارها، وصدحت أطيارها، وانبسطت ظلالها، أقول لك أين الكنز.

وراحت الساعة الكبيرة ترسل دقاتها في ليل المدينة.

وجلس الرجل يصغي إليها وكأنه يسبح في غمرة سمفونية تعزفها الملائكة. أما أحلام فقد تركته وانصرفت على رؤوس أصابعها.

وحين وصلت الفندق مع تباشير الصباح، أسرعت توقظ زوجها من رقاده، وأخبرته بما قال صانع الساعات. ونهض من فراشه، وراح الزوجان معا، منذ ذلك اليوم، ينقبان معا أرض الحديقة، ويقتلعان منها الأعشاب الضارة، ويقلمان الشجر، ويزرعان الورد من كل صنف ولون.

وما إن أطل الربيع حتى صارت الحديقة روضة زاهرة، عباقة بالطيوب، صادحة بزقزقات العصافير، وكل من يمر بها يعرج على الفندق ثم يخبر سواه بما رأى، فما مضت أيام حتى بدأ السياح يتوافدون زرافات ووحدانا إلى الفندق ينزلون فيه أياما طمعا في التنعم بجمال الحديقة. ونثر زوج أحلام موائد وكراسي بين الشجر وتحت الظلال الوارفة، فتهافت الناس إليها يأكلون مريئا ويشربون هنيئا، ويتسامرون. وما أفل الشهر حتى كانت خزانة الحديد في فندق «البجعة الصغيرة» قد امتلأت بالمال.

عودة السائح

وذات ليلة، وقد أوى نزلاء الفندق إلى غرفهم، قالت أحلام لزوجها:

– ما رأيك لو فتحنا خزانة الحديد وأحصينا المال؟

– طبعا، طبعا، هلمي..

وراح الزوجان يسحبان من الخزانة العامرة الأوراق النقدية، والنقود المعدنية، بين فضة وذهب ونحاس، ويحصيانها، ويكدسانها حتى صارت كومة، فصاحت أحلام:

– يا له من كنز عظيم، أصبحنا أغنياء، لا أصدق عيني.

وقال زوجها وقد ألم به الذهول:

– هل نحن في حلم أم في حقيقة؟

– أين الحلم؟ ألا ترى أن هذا المال الكثير جنيناه بعرق جبيننا؟ هل كان عملنا الشاق في الحديقة أحلاما؟ هل هؤلاء النزلاء في مخادعهم، وأولئك الزبائن في الحديقة يسمرون، هل هم كلهم أحلام بأحلام؟

– وهل الكنز في الحديقة حلم أيضا؟

– السائح لا يكذب، وقد يطل علينا بين يوم وآخر حتى يدلنا على الكنز المخبئ في أرض الحديقة.

وفي اليوم التالي أتى السائح. وأسرع نحو الحديقة يجيل الطرف بين مباهجها. والناس الجالسون إلى الموائد تحت ظلالها يتنادمون وهم يأكلون ويشربون. ولحقت به أحلام وقد استبد بها الفضول لمعرفة مكان الكنز، فعاجلته بالسؤال:

– أين موضع الكنز في الحديقة، يا سيدي؟

فأشار السائح بيديه إلى الشجر والورود والبشر من حوله، وقال بصوت عميق:

– هذا هو الكنز يا سيدتي. هذه الأشجار الباسقة الوارفة الظلال، وهذه الورود نافحه الطيب، والغصون يانعة الثمر، والطيور المغردة، وهؤلاء الناس الناعمون بجمال الحديقة لقاء ثمن يؤدونه شاكرين. هل تطلبين أجمل وأكبر من هذا الكنز؟ كان هذا الكنز حلما، جعلتماه، أنت وزوجك، حقيقة واقعة بالعرق والجهد. وما نفع الأحلام يا سيدتي إن لم يحولها الإنسان إلى واقع، بجده واجتهاده؟

معرض الصور (قصة أحلام والكنز)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى