قصة ويجيء يوم آخر

إنه صباح يوم جميل ومشرق، العصافير تزقزق والفراشات تطير، تتسلل الشمس بخيوطها الذهبية إلى نوافذ البيت الهانئ.

يستيقظ الأهل بنشاط، ويستيقظ منير ونور بحيوية وفرح. يتسابقان إلى الحمام الواقع بين غرفتيهما، وعندما يصلان إلى قرب المغسلة المزدوجة، يغسل منير وجهه بالماء والصابون ويغمض عينيه جيدًا. يضع شيئًا من معجون الأسنان على فرشاة أسنانه ويفرك أسنانه أفقياً وعمودياً، ثم لا ينسى إقفال غطاء المعجون بإحكام.

تفعل نور الشيء ذاته، تغسل وجهها بالماء والصابون، تضع شيئًا من معجون الأسنان على فرشاتها، وتفرك أسنانها أفقياً وعمودياً. ثم تغلق غطاء المعجون بإحكام.

الإفطار مع العائلة

يذهب الاثنان إلى المطبخ، حيث يلقيان تحية الصباح على والديهما، اللذين ينهمكان في تحضير طعام الإفطار. يصب الوالد الحليب لمنير ونور، والعصير له ولزوجته. بينما تضع الوالدة البيض في أطباق أفراد العائلة.

يشرب منير الحليب، ويأكل قطعة صغيرة من منقوشة الجبن مع بعض العسل والزبدة، ثم ينتهي من تناول طعامه شاكرًا والديه على الطعام اللذيذ. بدورها، تشرب نور الحليب، وتأكل قطعة من منقوشة الزعتر مع بعض المربى والزبدة، ثم تنهي طعامها وتشكر والديها.

يسرع الاثنان إلى الحمام، يفركان أسنانهما، يغسلان وجهيهما وأيديهما بالماء والصابون، يجفف كل منهما وجهه بمنشفته الخاصة، ويسرحان شعرهما قبل أن يذهبا إلى غرفتيهما.

الاستعداد للمدرسة

يسرّح منير شعره الأسود القصير الأملس، يرتب سريره، ويعلق ثياب نومه، ثم يذهب لانتظار حافلة المدرسة. تفعل نور الشيء ذاته، تسرّح شعرها الأشقر الطويل المجعد، وترتب سريرها، وتعلق ثياب نومها، ثم تذهب لانتظار الحافلة.

يصل الطفلان إلى المدرسة، فيسرعان مع رفاقهما إلى ساحة المدرسة ليلعبوا قليلًا قبل أن يدق الجرس إيذانًا بالاصطفاف.

بداية اليوم الدراسي

يدق الجرس، فيصطف منير مع أصدقائه وصديقاته في صف طويل، ثم ينشد النشيد الوطني، ويصفق مع زملائه. كذلك تفعل نور، تصطف مع زميلاتها وأصدقائها، تنشد النشيد الوطني، ثم تصفق مع الجميع.

تدخل المعلمة إلى صف منير، فيقف هو وزملاؤه لإلقاء تحية الصباح، ويقولون بصوت عالٍ: “صباح الخير”، فترد معلمتهم: “صباح الخير”. وفي صف نور، يحدث الشيء ذاته عند دخول الأستاذ.

يقدم منير فروض الحساب للمعلمة، ويسألها عن الدرس الجديد، فتباشر في شرحه، بينما يستمع منير بانتباه. عند انتهاء الحصة، تعين المعلمة الواجبات الجديدة على التلاميذ.

تقدم نور فروض العلوم لأستاذها، وتسأله عن الدرس الجديد، فيبدأ بشرحه، فتنصت نور جيدًا. وعند انتهاء الحصة، يحدد الأستاذ الواجبات الجديدة للتلاميذ.

وهكذا يستمر الدوام حتى الساعة الثالثة بعد الظهر، حيث يكون الولدان قد درسا ولعبا وأتما جزءًا من فروضهما.

العودة إلى المنزل والاستعداد للدراسة

يرجع منير ونور إلى البيت فيلقيان تحية المساء على والديهما ويغسلان وجهيهما وأيديهما جيدًا بالماء والصابون قبل الجلوس إلى مائدة الغداء.

تجلس العائلة حول مائدة الطعام ويتحدث الجميع عما فعلوه وصادفوه من حوادث طريفة خلال اليوم، ولكن باختصار.

ينظر منير إلى الطاولة فيجد طبقه المفضل يتصدرها، فيضحك ويقول: “آه، ما ألذ الملوخية باللحم!” يأكل منير أيضًا بعض السلطة وبعض ثمار الكرز والمشمش، فهذه الأطعمة مفيدة.

تنظر نور إلى الطاولة فتجد طبقها المفضل يتصدرها أيضًا، فتضحك وتقول: “آه، ما أطيب المعكرونة بالدجاج!” تأكل نور أيضًا بعض السلطة وبعض ثمار الخوخ والتوت لأن هذه الأطعمة مفيدة. يشكر الجميع الوالدة على الطعام اللذيذ ويحمدون الله على نعمته.

أوقات الترفيه والاستحمام

يذهب منير ونور إلى الحمام لينظف كل منهما أسنانه ويغسل يديه، ثم يستعدان للدرس. يفضل منير أن يلعب لنصف ساعة فقط على شاشة الحاسوب، ثم يرسل بواسطته الرسائل المختصرة إلى أصدقائه وأقاربه في الخارج.

تفضل نور أن تشاهد الرسوم المتحركة لربع ساعة فقط، وتتمرن على دراجتها الرياضية الثابتة ربع ساعة أخرى، ثم تستحم وتدرس.

يحتج منير على أن أخته نور تملأ الأرض بفيضان من الماء ولا تفكر في الآخرين إذا ما أرادوا استعمال الحمام بعدها. يغضب منير على نور قليلاً.

تحتج نور بأن أخاها منير يسبقها ويرش عليها المياه عندما تستحم، وأنه لا يفكر في الآخرين إذا ما أرادوا استعمال مياه الحمام. تغضب نور من منير قليلاً.

تحسم الوالدة الأمر وتقول: “اليوم تستحمين أنتِ أولًا، وفي اليوم التالي يستحم منير أولًا. لا تسرفي يا نور في استعمال الماء، ولا تستعمل أنت يا منير كل الماء الدافئ.”

يسكت الولدان ويذهب كل منهما إلى غرفته. يضع منير الموسيقى، ويجفف جسمه، ويرتدي ملابسه استعدادًا للدرس. وكذلك تفعل نور.

وقت الدراسة والعشاء

يجلس منير إلى طاولته ويبدأ بالدرس. تجلس نور إلى طاولتها وتبدأ بالدرس.

تحضر الوالدة بعض البسكويت والشاي للولدين، فيدرس الاثنان لساعتين، ثم يستريحان لنصف ساعة، يعود بعدها كل منهما إلى غرفته ليكمل واجباته المدرسية.

في هذا الوقت تكون الوالدة قد حضرت طعام العشاء، ولم يبق إلا أن توضع الأطباق والملاعق والشوك والسكاكين على المائدة.

تساعد نور والدتها بوضع الأطباق والملاعق والشوك والسكاكين على المائدة، ويطلب منير المشروبات الغازية، لكن والده يمنعه ويقول له إن الحليب أفضل منها.

يضحك منير ويقول موافقًا: “إن المشروبات الغازية مضرة وتسبب نفخة في البطن.” أما نور فتقطب وجهها وتقول: “إن المشروبات الغازية ليست مضرة ولا تسبب نفخة في البطن. ومنير إنما يقول هذا ليغيظني.”

ينهي الوالد والوالدة الخلاف بين الشقيقين، ثم يخبر الوالد بعض النكات، فيضحك الجميع. وعند الانتهاء من تناول الطعام يساعد الجميع الوالدة بوضع الأطباق المتسخة في المجلى وبوضع الطعام في الثلاجة.

الاستعداد للنوم

يذهب منير إلى الحمام فيفرك أسنانه ويغسل فمه ويديه. تذهب نور إلى الحمام بعده فتفرك أسنانها وتغسل فمها ويديها.

يطلب منير من نور مغادرة الحمام لأنه يريد استعماله. تذهب نور إلى غرفتها وهي تقول: “لا تسرف في استعمال المياه.”

يضحك منير ويقول: “إنها تحافظ على الماء من أجل البيئة.”

فتقول نور: “يجب أن تفعل مثلي، فأولادنا سيكونون بحاجة إلى الماء عندما يأتون إلى هذه الدنيا.”

يزعج منير أخته بقوله لها: “ومن المسكين الذي سيتزوجك؟”

تغضب نور وتقول له: “سيكون أكبر منك وأفضل.”

العائلة السعيدة

يأتي الوالد ويقول بصوت هادئ: “انتهينا الآن. أنت يا منير انتبه جيدًا ولا تسرف في استعمال الماء. وأنت يا نور لا ترشي رذاذ المعطر كل دقيقة في غرفتك، فيتلوث الجو.”

وتأتي الوالدة وتقبل منيرًا ونورًا وتلقي عليهما تحية المساء.

وهكذا يمضي يوم، ثم يجيء آخر، في حياة طفلين سعيدين في عائلة سعيدة، واحدة من آلاف العائلات التي تشكل أساس الوطن وتبني مستقبله الزاهر والمشرق.