قصة هبنقة والمحتالان
ملخص قصة هبنقة والمحتالان
يحكى أن رجلًا بسيطًا وساذجًا يُدعى هبنقة كان يعيش مع زوجته من دخل بسيط، ومصدر رزقه الوحيد هو حمار يعمل به في نقل الأحمال. ذات يوم، صادف هبنقة محتالين قررا سرقة حماره. بحيلة خبيثة، استبدل أحد المحتالين نفسه بالحمار وأخبر هبنقة بقصة ملفقة عن كونه كان شابًا طائشًا مسخه الله حمارًا عقابًا له. صدق هبنقة القصة وأطلق سراح المحتال.
عاد هبنقة إلى بيته وحكى القصة لزوجته التي لم تشكك فيها. وبعد أيام من الحزن، طلبت منه زوجته البحث عن حمار جديد. توجه هبنقة إلى السوق حيث صادف حمارًا يشبه حماره السابق تمامًا. اكتشف أن الحمار هو نفسه حماره القديم بعد تفحصه بدقة، ولامه على عودته للكذب والخداع. رفض هبنقة شراء الحمار مرة أخرى وقرر البحث عن حياة أفضل دون الوقوع في نفس الحيل.
القصة تعكس مدى سذاجة هبنقة وسرعة تصديقه للأكاذيب، وتعلم الأطفال أهمية الحذر والذكاء في التعامل مع الآخرين.
قصة هبنقة والمحتالان مكتوبة
يحكى أن رجلاً فقير الحال ساذجًا اسمه هبنقة كان يعيش وزوجته من دخله البسيط، مكاريا. وكان حماره وسيلته ورأس ماله. وذات يوم كان هبنقة يجر حماره ساهماً حين التقاه محتالان كانا يترصدان فريسة سهلة. فقال أحدهما للآخر: أنظر! هذا الحمار الجميل هو صيدنا اليوم. فسأله الآخر: كيف، وصاحبه معه؟ فرد الأول بابتسامة خبيثة: اتبعني وسترى. وسار النصابان خلف هبنقة بهدوء حتى بلغا موقعًا خلا فيه الطريق من المارة. فتقدم المحتال الأول بخفة وحذر، وخلع الرسن من رأس الحمار ولفه حوله. وسار خلف هبنقة تاركًا الحمار في عهدة رفيقه. ولم ينتبه هبنقة المسكين إلى شيء مما جرى. ولما اطمأن المحتال المرسون إلى أن زميله والحمار قد تواريا بعيدًا عن الأنظار، خبط عقبيه بقوة وثبت في مكانه. وشد هبنقة الرسن معنفا الحمار الحرون، وقرر لحقه على متابعته. ولما لم ينجح شده وتعنيفه، تلفت خلفه ليستطلع الأمر. وجحظت عينا هبنقة وفغر فاه مذهولاً، وخاطب المرسون قائلاً: بحق السماء، من أنت؟.
ولم ينبس المحتال بنت شفة، بل وقف هادئا متظاهرا بالحزن والتوسل. ثم قال مستعطفًا: أيها السيد الطيب، أنا هو حمارك. ولعلك تجد صعوبة في تصديق ذلك، لكن لو تسمح لي بقليل من وقتك لشرحت لك كيف حدث لي هذا الأمر العجيب.
القصة الملفقة والمواجهة
لقد كنت فتى أهوج طائشا يخجل أهلي وذات مساء اندفعت عبر فناء بيتنا محتضنًا كيسا من الرمان، وفي أثري جار اشتد به الغضب، وكان هو صاحب شجرة الرمان. وراح الجار يشكوني إلى والدي بهياج وصخب، فثار حنق والدي علي مما اضطرني إلى التمادي في الكذب والإصرار على أن شخصا غريبا أعطاني كيس الرمان! وإمعانًا في تأكيد ادعائي دعوت أن يمسخني الله حمارًا إن لم أكن صادقًا. وهكذا كان! فأصبحت منذئذ ذلك الحمار الذي خدمك هذه السنين الطوال. ويبدو أن الله سبحانه وتعالى، بعظيم رحمته ولطفه، ارتأى أني قد عوقبت بما فيه الكفاية، فقرر في هذه اللحظة أن يعيدني إلى شكلي الآدمي.
وتأثر هبنقة الساذج بالغ التأثر بهذه القصة الملفقة. وتقدم برهبة المعتذر من المحتال المرسون، فحل الرسن عن رقبته وخلى سبيله. وانطلق هبنقة متباطئًا إلى بيته حزينًا ذاهلًا، تجول في خاطره أحداث هذا التحول العجيب – كيف سيشرحه لزوجته؟ ثم أنى له أن يكسب عيشه مكاريا بلا حمار؟.
وبلغ هبنقة البيت يجر رسنًا بلا حمار. فبادرته زوجته بالسؤال عما حدث للحمار، فأخبرها القصة كاملة. ولم تثر القصة شكوكا لدى الزوجة، التي حاولت التخفيف من وقع الحادث على زوجها. لقد طالما سمعت الناس يرددون أن الخطأة قد يعاقبون بمسخهم حيوانات تحمل أثقالا. وراحت الزوجة تتأسى على المسيخ المسكين قائلة: أتذكر يا هبنقة كيف كنت ترفسه وتضربه وتغفل عن إطعامه؟ وهل تذكر الأحمال التي كنت تنقل كاهله بها؟ حقًا لقد كانت معاناة المسكين كافية للتكفير عن خطاياه. فليسامحنا الله على ذلك! ولم تزد هذه الذكريات هبنقة إلا بوسا على بوسه.
العودة إلى الحياة العملية
ولازم هبنقة الفراش عدة أيام، وقد شغله الإعياء والغم عن التفكير بالشغل. وأخيرًا عيل صبر امرأته، فقالت له بانفعال لم تستطع إخفاءه: لبودك بالبيت طول النهار لن يوصلنا لغير الأسوأ. قم تدبر من يقرضك مالا لتشتري حمارًا آخر تعود به إلى عملك وسعيك! ليس هناك من سبيل آخر! فنهض المسكين سئمًا كليلًا، وخرج يطوف في أرجاء المدينة.
كان السوق يعج بالحركة حين وصل هبنقة. فمر عبر أزقة صفت على جوانبها الخضراوات والأفاويه (التوابل) ولفات القماش والأحذية حتى وصل إلى سوق الدواب. وكانت سوق الدواب تضم عددا كبيرا من الحمير من مختلف الأشكال والحجوم والأعمار. فراح هبنقة يتفرسها بعناية لانتقاء واحد منها لا تزال فيه بقية قدرة على العمل، ويكون سعره في حدود إمكاناته. وما كاد هبنقة يستقر على شراء حمار معين حتى اندفع رجل دونه صارخًا: هذا حماري! إنه هو بعينه! أين هو اللص الذي يحاول بيع حماري؟ فلأدقن عنقه!
وانسحب هبنقة بهدوء بعيدًا عن هذا الشغب وما قد يؤول إليه. وفجأة وقعت عيناه على حمار، كأنه حماره، بين مجموعة أخرى من الحمير ولم يصدق هبنقة عينيه لدهشته! فصار يدور حول الحمار ويتفحصه من كل جانب. إنه هو بلا ريب! هذه غرته البيضاء نازلة حتى أنفه، وهذه رقطته المعينية السوداء على صدره. وهذه دبرة ظهره الجرداء مكان البردعة الخشنة. وهذه أذنه القرطاء، وهذه عينه العوراء – إنه هو بعينه، لا مراء في ذلك!
المواجهة الأخيرة
فتراجع هبنقة قليلاً، وراح يحك رأسه حائرا فيما يجب عمله. وأخيرًا تقدم من الحمار، محاذرًا ألا يراه أحد، فوضع يده على عرفه ومال يهمس في أذنه: إذن لقد عدت إلى أحايلك ثانية، تسرق وتكذب، يا ملعون! كأنك لم تتعلم درسا ولا عبرة مما جرى لك سالفا. لقد نلت الآن ما تستحقه! أنا بدوري لن أعيد الغلطة وأشتريك ثانية، فلتكن جولتك هذه المرة مع سواي!
مناقشة القصة
- من هو هبنقة، وماذا قرر المحتالان أن يفعلا به؟
- ما القصة التي رواها المحتال لهبنقة؟
- هل صدق هبنقة رواية المحتال، وما كان موقف زوجته؟
- ماذا طلبت زوجة هبنقة منه؟
- ما كان موقف هبنقة حين رأى حماره في السوق؟
- اشرح، باختصار، رأيك بشخصيات القصة.
معرض الصور (قصة هبنقة والمحتالان)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث