قصة نناقش المشكلات لحلها

كانت مروة جالسة امام جهاز التلفزيون، وكانت تفكر في والدها الذي تركهم منذ شهر ليعيش منفصلا عنهم. كانت تفتقد والدها بشدة، ولهذا كانت غاضبة منه.

عاد سمير، اخوها الكبير من المدرسة، فراى اخته غارقة في افكارها، فاقترب منها وجلس الى جانبها، وقال: “مرحبا! ماذا تشاهدين؟”

لم تشعر مروة بالرغبة في التحدث مع اي شخص.

قال سمير: “لماذا يبدو عليك الحزن؟”

وعندما لم ينل منها اي جواب تركها وذهب الى المطبخ. سمعته مروة يتحدث الى امهما بشانها.

نادت عليها امها: “مروة! احزمي ملابسك في حقيبة؛ فان والدك سياتي غدا لياخذك لقضاء عدة ايام بمنزله”.

اتت مروة الى امها وقالت: “لا اريد ان اذهب يا امي العزيزة!”

قالت امها: “لقد قضيت معه وقتا رائعا الشهر الماضي، فما هي المشكلة الان؟”

اجابت مروة بمزاج متعكر: “لا شيء، فلن تعرفي ما افكر فيه!”

قالت هذا، ثم صعدت الى الدور العلوي، فتبعها سمير.

مروة تعبر عن غضبها لسمير

قال سمير لمروة، بينما هي منشغلة بحزم ملابسها: “ما هي مشكلتك؟ لقد قضينا وقتا طيبا مع ابي الشهر الماضي، اليس كذلك؟”

فقالت مروة: “انني غاضبة من والدي، لماذا تركنا؟”

حاول سمير تهدئة مروة قائلا: “هذا الامر يحدث احيانا، وهو والدي انا ايضا، وانظري كيف اتعامل مع الامر ببساطة!”

قالت مروة: “انت عظيم؛ اما انا فلا”.

وفي اليوم التالي جاء والدهما لكي ياخذهما بصحبته، فلاحظ حالة مروة. قال الاب: “لندع مروة لتختار اي مكان نتناول فيه الطعام اليوم”.

ومسح راس مروة في رفق. اجابت مروة دون اهتمام: “لا اريد الذهاب الى اي مكان”.

وخلال اليوم لم يذهب غضب مروة او يهدا.

الأب يحاول التقرب من مروة

اصطحبهم والدهم الى الريف. كانت هناك حقول خضراء مترامية. وهبت نسمة رقيقة، واعطى الوالد كلا منهما طائرة ورقية على شكل تنين. وقال: “ساعلمكما كيف تطير الطائرة الورقية”.

قام والدهما بمساعدة سمير في تطيير طائرته الورقية، وسرعان ما اخذت الطائرة تحلق عاليا في السماء، في هذا الوقت تسللت مروة بعيدا عنهما دون ان يشعرا بها وهي تجر طائرتها على الارض.

ثم جلست بعد ان ابتعدت قليلا. اتى اليها والدها وجلس الى جانبها. قال لها: “انت غاضبة مني، اليس كذلك؟!”

فقالت مروة والدموع في عينيها: “نعم نعم”.

قال والدها: “اعرف انني جرحت مشاعرك عندما تركتك مع امك. انني احبك من اعماق قلبي، كما افتقدك انت وسميرا، لقد انفصلت عن امك نتيجة لظروف حتمية. ان علاقتي المتوترة بامك اثرت عليكما كثيرا، واعدك انني سوف احرص على رؤيتكما دائما كل عطلة اسبوعية”.

استمعت مروة الى والدها بانتباه ولما قاله، وشعرت بتحسن، ولم تعد غاضبة منه.

وفي المساء، جاء والد مروة اليها ليلقي عليها تحية المساء. قالت له: “اشكرك يا ابي العزيز: لقد قضيت معك اجازة اسبوعية جميلة”.

قال والد مروة: “نعم، لقد فهمت. كان علي ان اوضح لك الامور في وقت مبكر”.

الحكمة

شارك الاخرين في مشاعرك. تحدث الى شخص تثق به؛ فسوف ينزع عنك مخاوفك. ربما لا تتحسن الظروف المحيطة، ولكن يمكنك ان تتكيف معها.