قصة مهمات هرقل
ملخص قصة مهمات هرقل
في بلاد الإغريق القديمة، عاش البطل العظيم هرقل، الذي كانت قوته وشجاعته مضرب الأمثال. كان هرقل ابن زيوس، ملك الآلهة، والملكة الكميني. لكن زوجة زيوس، هيرا، كانت تكره هرقل منذ ولادته بسبب غيرتها الشديدة، وأرادت الانتقام منه.
عمهت هيرا إلى إيذاء هرقل منذ نعومة أظفاره، لكنها لم تستطع كسره. عندما كبر، أصبح هرقل بطلاً شجاعاً وأنقذ العديد من الأرواح. مع ذلك، استمرت هيرا في ملاحقته وأصابته بنوبة جنون جعلته يقتل عائلته دون وعي. فزع هرقل وقرر التكفير عن ذنبه بالذهاب إلى معبد أبولو في دلفي، حيث أخبرته الآلهة أنه يجب أن يخدم الملك يورستيوس لمدة اثني عشر عاماً.
كلف الملك يورستيوس هرقل باثنتي عشرة مهمة مستحيلة، على أمل أن يُهلك البطل فيها. أولى المهام كانت قتل أسد نيميا القوي، وقد نجح هرقل في ذلك وارتدى جلده كأسد دائم. مهمته التالية كانت قتال هيدرا في ليرنا، حيث تمكن بصعوبة من قتلها بمساعدة ابن أخيه إيوليوس.
تابع هرقل تنفيذ المهمات، حيث طارد أيل أرتيميس لمدة عام كامل وقتل الخنزير البري في جبل إريمانتوس. قام أيضاً بتنظيف إسطبلات أوجياس بتحويل مجرى نهر لغسل الفضلات المتراكمة. أغضب نجاح هرقل الملك يورستيوس، فأمره بإبادة الطيور الشريرة حول بحيرة ستيمفالوس، ثم أرسل هرقل ليوقف الثور الأبيض المجنون في جزيرة كريت، وترويضه.
في مهمته التالية، ذهب هرقل إلى تريس لجلب جياد الملك ديوميديس العجيبة، التي كانت تتغذى على لحوم البشر، وتمكن من استعادتها. واجه هرقل قبيلة الأمازونيات، واستعاد نطاق هيبوليتي الذهبي بعد معركة شرسة. ثم، كُلف بإحضار ماشية جيريون، العملاق ذي الأجسام الثلاثة، وقتل الكلب الوحشي أورتروس.
عندما طلب الملك يورستيوس من هرقل إحضار التفاح الذهبي من حديقة هيسبيريدس، خدع هرقل العملاق أطلس ليقطف التفاح بدلاً منه، قبل أن يعود به منتصراً. أخيراً، طلب الملك رؤية سيربيروس، الكلب حارس العالم السفلي. لم يكن هرقل خائفاً، فنزل إلى الكهف المظلم وقبض على سيربيروس بيديه، حتى اعترف يورستيوس بقوة البطل وأطلق سراحه.
بعد تحريره، استمر هرقل في مواجهة مغامرات ومحطات جديدة، ولكن اسمه بقي محفوراً في ذاكرة الشعوب، كبطل لا يُقهر بنجاحاته وشجاعته التي لا تضاهى.
قصة مهمات هرقل مكتوبة
هرقل أشهر أبطال بلاد الإغريق. وقد عرف بين الرومان باسم هيركيوليز. ولد هرقل في بلاد الإغريق لأبوين هما الملك أمفيتريون وزوجته الكميني. ويقال إن زيوس، ملك الآلهة، كان أباه الحقيقي. ملا قلب هيرا زوجة زيوس الغضب والغيرة لأن زبوس أحب الكميني، ودفعها هذا إلى كره هرقل. فجاءت من أوليمبوس وهرقل لا يزال طفلا، ووضعت بجانبه في مهده ثعبانين. لكن هرقل قبض بشدة على الثعبانين كل منهما في يد، وسرعان ما سحق المخلوقين المرعبين.
حين كبر هرقل أصبحت قوته العظيمة وشجاعته الفائقة مضرب الأمثال في جميع بلاد الإغريق. ثم تزوج، ووضعت زوجته أطفالا أحبهم حبا جما. بدا أن هيرا قد نسيت كراهيتها له. ولكن الآلهة الذين كانوا يعيشون على جبل أوليمبوس لم يكونوا ينسون أبدا حبهم للناس أو كرههم لهم. فكان أن وجهت هيرا في ذلك الوقت إلى هرقل ضربة قاسية.
الضربة القاضية لهرقل
ففي ذات ليلة بينما كان هرقل نائما في قصره ضربته بنوبة من الجنون. تراءى له وكأنه في حلم أن أعداءه يهجمون عليه. فأمسك بهراوته وأخذ يضرب بها من حوله حتى قضى عليهم جميعا. وحينما أفاق من نوبته تكشفت له الحقيقة المروعة، وهي أنه قد قتل زوجته وأطفاله، وليس أعداءه. فارتاع هرقل لما فعله غير مدرك أن ذلك كان عقوبة من هيرا.
ساءل نفسه كيف يمكن أن يكفر عن جرمه؟ فذهب إلى معبد أبولو في دلفي يطلب المغفرة. فناداه صوت من ظلمات المعبد قائلا: “لن تغفر لك خطيتك إلا إذا خدمت الملك يورستيوس اثني عشرة سنة. فافعل كل ما يطلبه منك”. فمثل هرقل أمام الملك يورستيوس قائلا: “لقد جئت لأخدمك اثني عشرة سنة. وإن مشيئة الآلهة أن أفعل كل ما تطلب”.
مهمات هرقل
كان يورستيوس ملكا جبارا وجشعا، وكره هرقل لأن قوته وشجاعته كانت مضرب المثل. بدا له أن الفرصة قد سنحت الآن للقضاء عليه. فقال له وهو يبتسم ابتسامة يشوبها التجهم: “إن واجبك الأول أن تصرع أسد نيميا”. وكانت مدينة نيميا على بعد مسافة قصيرة فقط من قصر الملك في مسينا. فذهب هرقل إلى عرين الأسد مسلحا بقوس وسهام وهراوة ثقيلة.
حينما رأى الأسد هرقل وثب عليه. تصدى هرقل للأسد وأصابه بجراح متعددة لكنه لم يستطع أن يقضي عليه. أخيرا تمكن من القضاء عليه حنقا، وصنع من جلده عباءة أنيقة ارتداها في معظم مغامراته الأخرى. عاد هرقل إلى يورستيوس، فدهش لرؤيته، ثم قال: “حسن جدا، إن مهمتك التالية أن تقتل الهيدرا في ليرنا، ذلك الثعبان المائي المرعب”.
الهيدرا المرعبة
أدرك هرقل خطورة هذا العمل، فاصطحب معه ابن أخيه الشاب الباسل إيوليوس. ذهب معه إلى مستنقع ليرنا. المترامي الأطراف. كان هرقل يعرف أن نفس الهيدرا قاتل. بحثا في أرجاء المستنقع والرعب يستولي عليهما، ثم برز الهيدرا من الماء وهو يفح فحيحا مروعا. ارتاع هرقل حينما رأى تسعة رؤوس ضخمة تتمايل فوق جسد الأفعوان المتلوي.
جرد هرقل سيفه وأطاح بأحد رؤوس الهيدرا، غير أن آخرين نموا في مكان الرأس المقطوع. عندئذ خطرت لإيوليوس فكرة ناجعة، فأخذ شعلة كبيرة متقدة وراح يحرق عنق كل رأس يقوم هرقل بقطعه. هكذا تمكنا من القضاء على الهيدرا. عنت لهرقل فكرة رائعة هي أن يغمس سهامه في دم الهيدرا السام قبل أن يعود إلى يورستيوس فقد يستفيد من ذلك فيما بعد.
مهمات إضافية
أرسل الملك حينذاك هرقل ليصيد أيل أرتيميس المقدس. كان لهذا الحيوان الرائع الجمال قرنان من الذهب. كان أيضا رعديدا جبانا، فاضطر هرقل أن يطارده عاما كاملا قبل أن يعود به أخيرا إلى سيده. كذلك كان على هرقل أن يحضر ليورستيوس خنزيرا بريا ضخما من جبل إريمانتوس. وبعد كفاح وحشي عاد هرقل إلى القصر حاملا الخنزير البري حيا فوق يده. فأخفى الملك المذعور نفسه في جرة كبيرة حتى أبعد هرقل الخنزير.
ثم أرسل الملك هرقل، وقد تملكه الغضب، ليساعد صديقه أوجياس. كان له قطيع كبير من الماشية. كان مزارعا مهملا، ولم ينظف قط حظائره التي تراكم فيها روث الماشية حتى أصبح أكواما عالية. فأمر هرقل بتنظيفها. كان البطل ذكيا ماهرا، فعمد إلى نهر قريب وحول مجراه حتى يتدفق ماؤه إلى الحظائر، يكتسح ما فيها من أقذار ويغسلها.
الطيور الشريرة
ختم هرقل مهمته الخامسة بدون مشقة. أغضب يورستيوس أن هرقل كان يتم مهماته بسهولة فائقة. فقال له: “اذهب إلى بحيرة ستيمفالوس، وأبِد الطيور الشريرة التي تكثر من التردد عليها.”
رحل هرقل مسلحا بقوسه ووجد البحيرة. كان يعرف أن سربا من الطيور يعيش في الأدغال بجانب البحيرة. طيور ذات مناقير ومخالب حديدية كانت تهاجم أحيانا المسافرين المنفردين وتمزقهم إربا. جال هرقل ببصره هنا وهناك لكنه لم يستطع أن يرى أثرا لها في أي مكان. وأخيرا نفد صبره. فصنع خشخيشة كبيرة من القطع الخشبية وراح يهزها بكل كفه. كان لدويها صدى عال حول بحيرة الجبل. انطلقت الطيور بالمئات صارخة ومحلقة في الجو. أخذ هرقل في الحال قوسه وراح يرمي سهاما متتالية إلى الفضاء. ظل يرمي طول النهار سيلا من السهام لا ينقطع. كانت الطيور تموت في الحال لأن أطراف السهام كانت قد غمست في دم الهيدرا.
الثور الأبيض المجنون
تقع جزيرة كريت العظيمة جنوب بلاد الإغريق. كان مينوس الذي يعبد بوسايدون إله البحر ملكا عليها. ذات يوم منح الإله مينوس ثورا أبيض جميلا وقال له: “خذ هذا هدية لك، لكن يجب أن تقدمه لي ثانية كضحية بعد زمن ليس بالطويل.” كان مينوس جشعا، فأغراه جمال الثور ورشاقته على أن يحتفظ به لنفسه. فضحى بثور أبيض آخر لبوسايدون ظانا بحماقته أنه يستطيع أن يخدع الآلهة.
غضب بوسايدون وضرب الثور بنوبة جنون فجال الثور في الجزيرة يدمر الممتلكات ويقتل الناس. أرسل يورستيوس هرقل ليوقف الثور. صمد هرقل حينما هاجمه الثور. استخدم قوته العملاقة ولي قرني الثور حتى طرحه أرضا وسرعان ما روضه. حينما أحضر هرقل الثور إلى الوطن حيا كان ذلك صدمة ثانية ليورستيوس.
جياد الملك ديوميديس العجيبة
أما مهمة هرقل التالية فاقتضت من هرقل أن يرحل إلى الطرف الآخر من بلاد الإغريق، إلى أرض تريس الشمالية. لأن يورستيوس طمع في أن يمتلك جياد الملك ديوميديس العجيبة. كانت هذه الأفراس تحاكي الريح سرعة. صاحبها ديوميديس كان رجلا فظا غليظ القلب يغذي جياده بلحوم ضيوفه.
وصل هرقل إلى تريس وصرع الحرس، وكان يستعد لإبعاد الجياد عندما وصل ديوميديس. انقض الملك على هرقل وحاول أن يقذفه إلى الأفراس. لكن هرقل رفع هراوته ووجه إلى ديوميديس ضربة قاضية أفقدته صوابه. لم يبد هرقل أي رحمة بأعدائه، فألقى ديوميديس إلى الجياد فالتهمته. ثم قاد هرقل الجياد عائدا إلى يورستيوس.
نطاق هيبوليتي الذهبي
كان للإغريق قصص كثيرة حول قبيلة محاربة تسمى قبيلة الأمازون. كانت مكونة من نساء، وتحكمها ملكة اسمها هيبوليتي. كان لها نطاق ذهبي أهدته لها الآلهة. أرسل هرقل ليحضر هذا النطاق. لما وصل إلى بلاد الأمازون اقترب من هيبوليتي وقال لها: “أرسلني الملك يورستيوس ملك مسينا لأطلب منك بسلام نطاقك الذهبي.”
أعجبت هيبوليتي بشجاعة هرقل ووافقت على أن تعطيه النطاق تجنبا للحرب. أغضب هذا هيرا، ملكة الآلهة. فتسببت في نشوب حرب رهيبة لم تصمد فيها قبيلة الأمازون أمام قوة هرقل. قتلت الكثيرات، وبينهن هيبوليتي. عاد هرقل بالنطاق إلى سيده الجشع وقلبه يكاد ينفطر حزنا.
ماشية جيريون
كانت مهمة هرقل العاشرة أن يعود بماشية جيريون. كان هذا العملاق يعيش في بلد بعيد غرب بلاد الإغريق ويمتلك قطيعا من الماشية الحمراء الجميلة. كان لجيريون ثلاثة أجسام ملتصلة من ناحية الوسط، وستة أذرع. كما كان لكلب حراسته أورتروس رأسان.
بدأ هرقل في جمع الماشية وثب عليه أورتروس نباحا واشتبك معه بشراسة. دفعه هرقل بشدة ووجه إلى الحيوان بهراوته ضربة قاضية. أسرع جيريون عند سماعه الصياح. ركب هرقل سهما في قوسه عندما رأى الوحش الثلاثي الجسد يقترب، وصوبه إليه بعناية. فانطلق السهم بهدوء نحو هدفه. انحرف جيريون إلى الجنب لينقذ نفسه لكن السهم اخترق أجساده الثلاثة، فسقط العملاق على الأرض. ساق هرقل الماشية إلى الوطن يكلل هامته بالفخار والنصر.
التفاح الذهبي وحديقة هيسبيريدس
غضب يورستيوس لنجاح هرقل مرة أخرى، وأمره أن يحضر التفاح الذهبي من حديقة هيسبيريدس في الطرف الغربي من العالم. كان يحرس التفاح تنين، وبالقرب من العملاق أطلس المكلف بأن يكون سندا للسماء حتى لا تسقط على الأرض. أطلق هرقل سهامه على التنين وأصابه، ثم طلب من أطلس أن يذهب إلى مكان التفاح ويقطفه له.
رفع هرقل السماء بينما كان أطلس يقطف التفاح. غير أن أطلس لم يرغب في العودة إلى عمله الأول. فقال لهرقل بدهاء: “انتظر هنا قليلا، وسوف أخذ التفاح إلى يورستيوس.” عرف هرقل أنه لن يعود أبدا، فقال: “حسن جدا، ولكن وزن السماء غاية في الثقل، فارفعها لحظة حتى أخلع جلد الأسد من على كتفي وأضع سيفي جانبا.” رفع أطلس السماء ثانية، وأخذ هرقل التفاح وجري ضاحكا ساخرا.
مواجهة كلب العالم السفلي
حين عاد هرقل بالتفاح الذهبي ارتبك يورستيوس، ولم يستطع أن يفكر إلا بمهمة واحدة أخيرة. فقال لهرقل: “أريد أن أرى سيربيروس، الكلب الحارس للعالم السفلي.” لم يكن يسمح لأي بني بشر حي أن يدخل العالم السفلي، وكان سيربيروس، الكلب ذو الرؤوس الثلاثة، مخلوقا شرسا ومرعبا. لم يكن هرقل بأي حال خائفا، فنزل إلى الكهف المظلم المؤدي إلى العالم السفلي. فلم يكد يراه الحرس حتى فروا جميعا.
ثم تحدى هاديس، ملك العالم السفلي، هرقل أن يقبض على سيربيروس بيديه المجرتين من السلاح. خاض البطل كفاحا وحشيا مع الكلب الذي هددت رؤوسه الثلاثة تمزيق هرقل إربا. تمكن هرقل أخيرا من جر الكلب إلى الملك يورستيوس. ارتعب الملك وتوسل إلى هرقل أن يعيد سيربيروس إلى هاديس فورا. قال له: “أنت حر، فلا توجد لدي مهمات أخرى.”
بهذا أتم هرقل ما كلف به من مهمات وتحديات، ورحل ليواجه مغامرات أخرى.
معرض الصور (قصة مهمات هرقل)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث