قصة لعبة التمساح
ملخص قصة لعبة التمساح
في إحدى ضفاف النهر، كان يعيش تمساح ضخم وسلطعون صغير، وقررا أن يصبحا صديقين. التمساح، الذي تخشاه جميع الحيوانات، كان يشعر بالوحدة، فاقترح على السلطعون أن يصلا إلى الثعلب، الذي كان يخاف الاقتراب من النهر بسبب وجود التمساح، ليخبره أن المياه آمنة. وافق السلطعون، لكنه نصح التمساح بالحذر، لأن الثعلب معروف بمكره.
خطرت للتمساح فكرة ذكية للإيقاع بالثعلب، فأخبر السلطعون أنه سيتظاهر بالموت، وعلى السلطعون أن يضع الأزهار وأوراق الأشجار على جسده، ليظهر وكأنه ميت. ظن التمساح أن الثعلب سيصدق الخدعة ويقترب ليشرب، فيتمكن من التهامه. السلطعون، الذي لم يكن يحب الثعلب، وافق على الخطة، ونفذها بإتقان.
ولكن الثعلب الماكر لم ينخدع بالخدعة، بل كان يراقب كل شيء من بعيد. حين اقترب السلطعون ليخبر الثعلب بأن التمساح مات، لم يصدقه الثعلب، فذهب بحذر إلى ضفة النهر وراح يراقب التمساح. لاحظ الثعلب أن ذيل التمساح لا يتحرك، فأخبر السلطعون بصوت عالٍ أن التماسيح عادة تحرك ذيلها بعد الموت. صدق التمساح هذه الكلمات وبدأ بتحريك ذيله، مما كشف حقيقته.
فرّ الثعلب مسرعاً وهو يضحك، بينما انفجر التمساح غضباً على السلطعون لعدم إتمامه الخطة بنجاح. رد السلطعون بأن الغباء ليس غباءه، بل غباء التمساح نفسه. حاول التمساح ضرب السلطعون بذيله، لكن الأخير هرب بمهارة.
منذ ذلك اليوم، ظل التمساح ينتظر فرصة للإمساك بالثعلب، لكن الثعلب الذكي كان يشرب من النهر كلما استغرق التمساح في النوم، مؤكداً أن الحكمة دائماً تغلب القوة.
قصة لعبة التمساح مكتوبة
كان على ضفة أحد الأنهار تمساح وسلطعون ينعمان بدفء الشمس فيما هما يتمرغان في أوحال ضفة النهر. قال التمساح للسلطعون:
– ما رأيك يا سلطعون أن نعقد صداقة فيما بيننا، فتكون أنت صديقي وأكون أنا صديقك؟
أجاب السلطعون:
– نحن أصدقاء، ولا مانع عندي أن نعقدها مرة أخرى يا حامي حمى النهر.
أكد التمساح ذلك بقوله:
– للحقيقة، يا سلطعون، أنت المخلوق الوحيد الذي لا يخاف مني، أنا التمساح، بينما بقية الحيوانات تخاف أن ترد النهر لتشرب لئلا أفاجئها وألتهمها.
قال السلطعون:
– أنا للحقيقة أخاف منك، يا تمساح التماسيح، ولكن الله حماني بأن جعل لي جسماً من العظم، وأنت لا تحب العظم، فلذلك لن تؤذيني.
ضحك التمساح وأكد له أنه قال الحقيقة، ثم ذكر له أن خوف الحيوانات منه جعلها لا تأتي إلى الماء. لذلك، اقترح التمساح على السلطعون أن يقوم بمهمة. قال السلطعون: ما هي؟
أجابه التمساح:
– أريد منك أن تذهب إلى الثعلب، فقد كان المسكين يعوي وهو عطشان. قل له إن التمساح يرحب به، فليأت إلى هذا المكان ويشرب من نهري كلما أراد.
لقاء السلطعون والثعلب
أوضح له السلطعون أن الثعلب لا يمكن أن يأتي لأنه يخاف التمساح. قال التمساح:
– أنا أعرف أنني أخيف، وحين أغضب أفتح فكي وأغلقهما كحجر الطاحون ويبدأ ذنبي يخبط الماء. ولكني اليوم غير غاضب، فلا خوف مني. هيا، اذهب إلى الثعلب، ذكره بأنه عطشان. وسأبقى هنا لأخذ قسطاً من الراحة بقيلولة تمتد حتى العشاء، وعندئذ آمل أن يكون الثعلب قد حضر وارتوى وعاد أدراجه.
قام السلطعون بما طُلب منه، فوجد الثعلب يجلس خلف صخرة يلتهم طيراً اصطاده. قال للثعلب:
– يا له من طعام يفرض عليك العطش فرضاً.
سعل الثعلب وسأله لماذا يقول هذا القول. كان السلطعون صريحاً جداً معه، فأخبره أن التمساح أوفده خصيصاً ليقول إنه يرحب به ليشرب من النهر كلما شعر بالعطش، وخاصة بعد وجبة عارمة كهذه.
سعل الثعلب أكثر وقال:
– الواقع أن السبب للسعال يعود إلى الريش الذي دخل فمي.
قال السلطعون:
– أرأيت يا صاحبي؟ كدت تختنق، فلماذا لا تذهب إلى النهر وتشرب؟
أشار الثعلب له أنه إن ذهب أكله التمساح. عارضه السلطعون قائلاً:
– أنت مخطئ يا صاحبي، فأنا عشت عند ضفة النهر مع التمساح لمدة طويلة جداً، ومع ذلك لم يأكلني.
رفض الثعلب لعروض التمساح
قال الثعلب:
– التمساح، يا سلطعون، لا يحب الصدف الحجري القائم فوق جسمك. عد إلى صديقك التمساح وبلغه سلامي، وقل له أنني لست عطشان، ويمكنه أن يشرب مياه النهر الموحلة بكاملها.
– لا، لا… هذا كلام ليس لائقاً ليذكر أمام التمساح.
قال السلطعون ذلك واندفع إلى التمساح ليقول له:
– من يستطيع أن يخدع الثعلب؟ إنه المخادع الأول في الدنيا! الثعلب عنيد وماكر.
هز التمساح رأسه وهو يقول:
– نعم، هذه هي الحقيقة. لقد انعدمت الثقة والمحبة في العالم. يجب أن أفكر في أشياء أخرى بحيث يتاح للشعب المسكين أن يشرب من نهري ويقضي على عطشه.
خطة التمساح الماكرة
أطبق التمساح جفنيه الثقيلين على عينيه، وهدأ وكأنه قطعة من خشب مرمية عند الضفة، إلا أنه لم يكن نائماً، بل كان يفكر ويتأمل. فجأة، فتح فكيه وتكلم:
– عندي فكرة يا صديقي السلطعون، ولكن عليك أن تساعدني لأحقق برنامج أعمالي. سأترك النهر وأذهب إلى الضفة. هناك سأستلقي تحت شجرة وأزعم أنني مت.
شهق السلطعون وقال:
– تموت يا سيدي!! بعد الشر عنك يا سيد التماسيح.
– دعني أكمل أولاً… سأزعم أنني ميت، فتذهب وتحضر الأزهار وأوراق الأشجار وتنثرها فوق جسدي. وتبدأ بالبكاء والتأسف على صفاتي وأخلاقي وكأنك حزين حقاً من أجلي. وعندها سيأتي الثعلب ليشرب من النهر، فآكله.
تلفظ التمساح بتلك العبارات وهو يأمل بصيد شهي. ولم يكن السلطعون يحب الثعلب كثيراً. في الحقيقة، لم يكن يحب أحداً غير نفسه، ولذلك رغب في مساعدة التمساح لتحقيق فكرته. قال:
– يجب أن أحذرك مرة أخرى يا سيدي التمساح، الثعلب ماكر مخادع. ولو لم يكن كذلك، لفقد حياته منذ زمن بعيد.
أجاب التمساح:
– لا عليك… اذهب أنت وافعل ما طلبته منك. غطني بالأزهار وأنثر أوراق الأشجار فوقي. هناك كومة من أوراق الأشجار حمراء اللون، أحضرها وأنثرها فوقي.
خرج التمساح من النهر وذهب إلى شجرة حيث استلقى وأغمض عينيه. فنثر السلطعون فوقه الأزهار والأوراق. وأقبل الذباب يحوم حوله وكأنه جيفة. ومع ذلك لم يحرك ساكناً، فهو تمساح، والتمساح معروف عنه أنه كسول بليد خامل.
مواجهة الثعلب الذكي
توجه السلطعون بعد ذلك يبحث عن الثعلب، فوجده في الحال، لأن الثعلب ذاته كان يتفرج على العملية ويضحك في أعماق نفسه. وما أن شاهد الثعلب السلطعون يتوجه صوبه حتى قال له:
– ما جاء بك يا سلطعون النحس إلى هنا؟ لماذا ابتعدت عن النهر؟
أجاب السلطعون:
– جئت أحمل إليك أحلى الأخبار. أصبح بإمكانك الآن أن تذهب إلى النهر وتشرب.
سأل الثعلب:
– لماذا يا سلطعون؟
أجاب:
– لأن هذا النهار حار…
وقاطعه الثعلب:
– ولكنني لا أريد أن أشرب.
قال السلطعون مندهشاً:
– أما زلت تخاف؟
فأجاب الثعلب:
– طبعاً، هل نسيت التمساح؟
هنا تذكر السلطعون وقال:
– آآ… التمساح… إنني جئت خصيصاً من أجل هذا السبب ونسيت. لقد جئت لأخبرك أن التمساح المسكين قد أعطاك عمره. مات، يا حسرتي عليه.
ابتسم الثعلب وراح يغني:
– ترالالا… ترالالا.. يا له من مسكين.. هل حقاً مات التمساح يا سلطعون؟
فأكد له السلطعون ذلك.
قال الثعلب:
– عجيبة… أنا لم أر تمساحاً ميتاً قبلاً. كنت أشاهده مستلقياً على الضفة دون حراك، ولكنه ما أن يشعر بحركتي حتى يهب ويحاول أن يلتقطني بين فكيه.
أجاب السلطعون:
– فهمت ما تقول، ولكن التمساح اليوم مات حقاً. إنه مثل قطعة من الخشب مطروحة تحت شجرة. وقد وضعت بيدي الأزهار فوق جثمانه الغالي ليكون وداعي له عظيماً وتكريمي له لائقاً. ولكن ما العمل يا صاحبي؟! الذباب بدأ يحط عليه ويأكل جسمه.
حيلة الثعلب الذكية
بكى السلطعون حين وصل إلى هذا الحد من الحديث، وتظاهر بالحزن والبكاء. فقال الثعلب:
– هذا جميل جداً منك. أعني جميل أن تضع الأزهار عليه. كم أحب أن أفعل فعلك. سأذهب لأشرب من النهر على ذكراه، لأنني لن أراه بعد الآن. يا حسرتي عليك يا تمساح التماسيح.
وتظاهر الثعلب بالبكاء، فقال السلطعون:
– يا حسرة عليك يا تمساح… حتى الثعلب بكى عليك!!
توجه الثعلب إلى النهر وفي أعقابه السلطعون. وكان الثعلب منتبهاً وحذراً لكل حركة وبادرة. وشاهد التمساح ساكناً، وما أن وصل السلطعون إلى الثعلب حتى قال له بدهاء وبصوت مرتفع:
– أسمع يا سلطعون… الغريب أن ذيل التمساح لا يتحرك مع أنني أعرف أن التمساح حين يموت يحرك ذيله.
دهش السلطعون وقال:
– أحقاً ما تقول؟
فأجابه الثعلب:
– طبعاً، ولذلك فأنا لا أعتقد أن تمساحك قد مات. سأذهب من هنا حفاظاً على نفسي.
وحين سمع التمساح هذا الكلام، صدق لغبائه ما قاله الثعلب، فبدأ يحرك ذيله، فطار الذباب. عندها قال الثعلب وهو يجري بعيداً كالريح:
– أرأيت … إنه غير ميت!!
مواجهة بين التمساح والسلطعون
فقال التمساح غاضباً:
– ما أغباك يا سلطعون! لم تحسن تدبير الأمور.
أجابه السلطعون:
– أنا الغبي يا حضرة التمساح؟! هل أنا الذي حركت ذيلي أم أنت يا أغبى الأغبياء؟
قال التمساح بغضب:
– أتقول إنني غبي؟ خذها إذاً ضربة من ذنبي!
هرب السلطعون بسرعة ونجا بنفسه، تاركاً التمساح وحده عند ضفة النهر، يعيش ويحلم بصيد سمين. في هذه الأثناء، كان الثعلب يراقب التمساح. فما أن يراه مستلقياً للنوم حتى يهرع إلى الضفة ويشرب الماء حتى يرتوي.
ومرة فتح التمساح عينيه وقال:
– من يشرب من نهري… الثعلب؟ سأريك.
التحدي الأخير
قال له الثعلب متفاخراً:
– نعم، أنا الثعلب. الحق بي إن استطعت أيها التمساح!
وانطلق الثعلب كالسهم المارق، بينما كان التمساح ينظر إليه مشدوهاً ويقول:
– لا بد أن تقع بين فكي في يوم من الأيام، سواء كنت حياً أو ميتاً.
فأجابه الثعلب من بعيد:
– الحياة كلها مخاطر، ولا ينجو فيها إلا الحكيم!
معرض الصور (قصة لعبة التمساح)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث