قصة كذبة بيضاء

ملخص قصة كذبة بيضاء
تبدأ حكاية نور عندما قالت لأمها كذبة صغيرة، معتقدة أنها “بيضاء” ولن تضر أحدا، لتتجنب مشكلة. لكن الكذب سهل الأمور على نور، فبدأت تستخدمه كثيرا لتهرب من واجباتها المدرسية أو لتحصل على ما تريد، فكذبت على معلمتها وصديقتها وأخيها. تحولت حياتها إلى سلسلة من الأكاذيب الصغيرة التي كبرت معها يوما بعد يوم، حتى قالت كذبة كبيرة لتغيب عن المدرسة.
هنا شعرت نور بقلق وخوف شديدين، وبدأت الأكاذيب تطاردها وتشعرها بالذنب وثقل كبير على صدرها. لم تعد تستطيع التنفس براحة. عندما واجهها والداها الحقيقة بعد اتصال من معلمتها، لم تستطع نور أن تخفي شيئا واعترفت بكل أكاذيبها بدموع غزيرة. شرح لها والداها بحكمة أن الكذب كله سيء ومؤذ، وأنه يدمر الثقة. كان عليها أن تصلح خطأها بأن تخبر كل من كذبت عليهم بالحقيقة وتعتذر بصدق. بعد أن فعلت ذلك، شعرت نور براحة لا توصف، وكأن حملا ثقيلا قد زال عن كتفيها. تعلمت الدرس وقررت ألا تكذب أبدا مرة أخرى، وأن الصدق هو الأجمل دائما.
قصة كذبة بيضاء مكتوبة
لا أعرف لماذا… لكن عندما سألتني أمي قبل أن أذهب إلى المدرسة ذات صباح: «هل نظفت أسنانك يا نور؟» قلت لها: «نعم يا أمي».
في الحقيقة، أنا لم أنظف أسناني لكنني لم أكن أريد أن توبخني أمي. هي كذبة بيضاء لن تؤذي أحدا، وعندما أعود من المدرسة سوف أنظف أسناني.
ليس من عادتي الكذب. أمي وأبي يقولان لي دائما إن الكذب عادة سيئة وإن حبل الكذب قصير، والكذاب لا يصدقه أحد حتى عندما يقول الحقيقة. لكني أيضا سمعت صديقتي تتكلم عن نوعين من الكذب: الكذبة البيضاء والكذبة السوداء. الأولى كذبة صغيرة لا تؤذي أحدا، وهي تشبه المزاح. أما الثانية، أي الكذبة السوداء، فهي سيئة جدا وهي كذبة كبيرة.
الكذبة الأولى ومفهوم الكذب
ابتدأ الأمر في الليلة السابقة عندما كنت أرغب بشدة مشاهدة برنامجي المفضل على التلفزيون، ولم أكن قد أنهيت واجباتي المدرسية. كذبت كذبة بيضاء على أمي مدعية أنني أنهيت كل فروضي كي تسمح لي بالمشاهدة. عندما صدقتني، فرحت وقلت في نفسي: «هذه كذبة بيضاء صغيرة، وسوف أنهي دروسي قبل أن أنام». لكن النعاس تغلب علي ولم أستطع أن أقوم بذلك.
في المدرسة عندما سألتني المعلمة لماذا لم أنجز فروضي في البيت، فكرت قليلا وكذبت كذبة بيضاء أخرى: «البارحة كانت أمي مريضة وتأخر أبي في العودة إلى المنزل، فاضطررت للاهتمام بأمي طوال الوقت، لذلك لم يكن عندي وقت لإنهاء واجباتي المدرسية».
فأجابت المعلمة: «حسنًا يا نور، أتمنى أن تتحسن حال والدتك، لكن لن أسمح أن يتكرر هذا الأمر بعد اليوم».
التهرب من الواجب والكذب على الصديقة
في الملعب سألتني صديقتي سلام إن كان بإمكانها أن تأتي إلى منزلنا حتى نلعب سويا بعد الانتهاء من الفروض المنزلية. في الحقيقة كنت قد طلبت من هنا أن تأتي لزيارتي. هنا صديقتي المفضلة وأردت اليوم أن ألعب معها فقط. إذا قلت الحقيقة لسلام سوف أجرح شعورها، لذلك أخبرتها أن لدي موعدا مع طبيب الأسنان، واقترحت عليها أن تأتي لزيارتي غدا. صدقتني سلام ولم تشك بشيء.
كم أنا ذكية أفكر بالحلول سريعا، لا أضر أحدا وأحل المشاكل بخفة ودهاء. واستمرت سلسلة الأكاذيب البيضاء طوال أسبوع، أكاذيب صغيرة كان الهدف منها عدم جرح شعور صديقة، أو التهرب من أعمال مزعجة، إلى ما هناك من أمور صغيرة لا تؤذي أحدا حسب رأيي وتعود بالمنفعة عليّ.
سلسلة الأكاذيب البيضاء الصغيرة
مثلا، عندما قلت لأخي إنني بحاجة لاستعمال الكمبيوتر الخاص به لتنفيذ مشروع مدرسي طلبته مني المعلمة، كنت في الحقيقة أريد أن ألعب فقط. أو عندما طلبت من أمي أن تأخذني إلى بيت هنا ورفضت، قلت لها إن لدينا فرضا ويجب أن نقوم به سوية. أو عندما رحت أدعي في حافلة المدرسة أنني لا أستطيع التنفس حتى أجلس قرب النافذة…
في آخر يوم من الأسبوع المدرسي لم أرغب في الذهاب إلى المدرسة، فلفقت كذبة لم تكن صغيرة هذه المرة بل كبيرة، لكن برأيي إنها كذبة بيضاء أيضا. عندما استيقظت من النوم بدأت أسعل وقلت لأمي إنني أشعر بدوار، وبعدم القدرة على الوقوف أو الحركة. انشغل بال أمي وطلبت مني أن أبقى في السرير وأرتاح.
الكذبة الكبيرة والشعور بالذنب
حسنا لقد أصبحت محترفة بالكذب الأبيض، لكن أحسست بشعور مزعج عندما رأيت أمي حزينة وبالها مشغول عليّ وتقوم بكل شيء لكي تؤمن لي الراحة.
بعد قليل رنّ جرس الهاتف، وسمعت أمي وهي تتكلم، لكني لم أفهم ماذا كانت تقول، ثم ساد صمت وسكون. شعرت وكأن غرفتي تضيق بي، وكأن كل الأكاذيب التي لفقتها في هذا الأسبوع راحت تحاصرني وتمنع عني الهواء. خبأت رأسي تحت الوسادة وحاولت أن أنام…
بعد قليل عادت الأكاذيب تطاردني، وشعرت بالذنب أكثر. ماذا لو علمت أمي أنني كنت أكذب عليها؟ وماذا لو علمت معلمتي أو أخي أو سلام أو مسؤولة الحافلة المدرسية بأنني كذبت عليهم؟؟ ماذا لو فضح أمري؟؟
المواجهة والاعتراف بالحقيقة
وبينما كنت أدور في دوامة من الأسئلة دخل عليّ أمي وأبي.
نادتني أمي: «نور…!!». كان في صوتها عتب وغضب وبعض التعجب.
ثم ناداني أبي مرة أخرى، وكنت ما زلت مخبئة رأسي تحت الوسادة، لكن أمي رفعت الوسادة وقالت: «انهضي من السرير، يجب أن نتكلم… عظيم تبدين بحالة جيدة، لم تعودي تشعرين بالدوار والتعب؟؟؟».
من شدة خوفي لم أستطع الكلام وأومأت فقط برأسي.
ثم سألني أبي: «لقد اتصلت معلمتك لتطمئن عليك وعلى والدتك المريضة. هل حقا قلت لمعلمتك أن أمك مريضة لكي تتتهربي من العقاب؟».
خفت أن أفتح فمي فتخرج كذبة بيضاء أو سوداء أو حتى ربما ملونة هذه المرة، لذلك أومأت برأسي فقط.
انهمرت الدموع من عيني وقلت وأنا أبكي: «حسنا يا أمي أنا كذبت عليك وعلى المعلمة وعلى أخي وعلى أصدقائي، لا أعرف لماذا كان من السهل عليّ أن أكذب بدل أن أقول الحقيقة، لكني لم أقل ولا كذبة واحدة سوداء، كلها كانت بيضاء، يعني كذبة صغيرة. أنا حقا آسفة ولن أكذب بعد اليوم… هل تسامحاني؟».
درس الوالدين وعواقب الكذب
حاول أبي أن يخفي ابتسامته، ثم نظر إليّ وقال:
«الكذب يا ابنتي هو كذب، فما من كذبة بيضاء ولا سوداء. الكذب الصغير أو الكبير يؤذي صاحبه ومن حوله. الكذبة الصغيرة تصبح كبيرة ويصبح من الصعب حلها. الإنسان الذي يكذب يخسر ثقة أصدقائه وعائلته، والكذبة سواء كانت بيضاء أو سوداء هي في النهاية كذبة، وهي عادة سيئة. ما قمت به كان خطأ ويجب أن تعاقبي عليه».
ثم قالت أمي: «لكن بما أنك قلت الحقيقة ولم تكذبي هذه المرة سوف يكون عقابك خفيفًا. وأول ما يجب أن تقومي به هو أن تخبري الحقيقة لكل شخص كذبت عليه وأن تعتذري منه. وبعد ذلك سوف نفكر بعقاب مناسب».
يوم أخبرت الحقيقة لكل شخص كذبت عليه واعتذرت منه، شعرت أن الهواء قد أصبح عليلاً وأنني لم أعد أحمل عبئًا ثقيلاً، ولم أعد خائفة من أن ينفضح أمري. من الآن وصاعدًا سوف أقول الحقيقة بكلام جميل ملون بدل الكذب بالأبيض والأسود.
شارك برأيك
ما أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!