قصة كاميليا

بجانب الغابة الخضراء يعيش رجل فقير مع زوجته في بيت صغير، وكان وراء البيت حديقة كبيرة فيها أزهار وأشجار جميلة يحيط بها سور مرتفع. ولم يكن أحد يجرؤ على الدخول إليها لأنها كانت ملكا لساحرة مخيفة.

وفي يوم من الأيام رأت الزوجة أعشاب الكاميليا التي تحبها مزروعة في الحديقة ورغبت أن تأكل شيئا منها ولما لم تستطع الحصول عليها مرضت. خاف الرجل على زوجته ووعدها بأن يحضر لها الأعشاب عند حلول الظلام.

أكلت المرأة أعشاب الكاميليا ولكنها رغبت في المزيد.

الصفقة مع الساحرة وولادة كاميليا

فذهب زوجها مرة أخرى إلى الحديقة وعندئذ ظهرت الساحرة أمامه غاضبة وقالت:

ماذا تفعل في حديقتي؟

شرح الرجل للساحرة رغبة زوجته المريضة في أكل هذه الأعشاب. فقالت له الساحرة:

يمكنك أن تأخذ من الأعشاب ما تشاء على أن تعطيني الطفلة التي ستلدها زوجتك.

كان الرجل خائفا من الساحرة فوافق على طلبها.

عندما ولدت الفتاة الصغيرة أخذتها الساحرة وأسمتها كاميليا.

سجن كاميليا في البرج

مرت الأيام وأصبحت كاميليا فتاة رائعة الجمال لها شعر ذهبي طويل جدا. وفي عيد ميلادها الثاني عشر حبستها الساحرة في برج عال ليس له درج ولا باب. وفي أعلى البرج نافذة صغيرة. وكانت الساحرة عندما تريد الصعود إلى كاميليا تنادي قائلة:

كاميليا أنزلي شعرك الطويل.

فترسل كاميليا ضفيرتها الطويلة لتتسلق عليها الساحرة إلى أعلى البرج.

وبعد بضع سنين مر بالغابة أمير ممتطيا حصانه فرأى البرج. وعندما اقترب منه سمع كاميليا تغني فأراد الصعود إلى الأعلى ليرى من هي صاحبة الصوت الجميل. لكنه لم يجد بابا. ومع ذلك صار يأتي إلى الغابة كل يوم ليسمع الغناء العذب. وفي أحد الأيام رأى الساحرة وهي تتسلق على ضفيرة كاميليا.

لقاء الأمير بكاميليا في البرج

جاء الأمير في اليوم التالي إلى البرج وصاح:

كاميليا. كاميليا أنزلي إلي شعرك الطويل.

أنزلت كاميليا شعرها فصعد إليها الأمير.

خافت كاميليا عندما رأت الأمير. لكنه كان لطيفا معها، وأخبرها أنه أصر على رؤيتها لأنه أعجب بغنائها، وطلب يدها للزواج فوافقت دون تردد.

تزوجت كاميليا الأمير، ولم تخبر الساحرة.

خطة كاميليا للهروب واكتشاف الساحرة

وفي يوم من الأيام قالت كاميليا:

أريد أن أذهب معك لكنني لا أعرف كيف أهبط من هنا. عندما تأتي في المرة القادمة أحضر لي خيوطا من الحرير لكي أصنع منها سلما. وعندما أنتهي من صنع السلم سأنزل وستحملني على حصانك.

لم تكن الساحرة تعلم شيئا عن زواج كاميليا. وفي أحد الأيام أخطأت كاميليا وذكرت الأمير.

غضبت الساحرة كثيرا حين علمت أن كاميليا تزوجت الأمير، فقصت شعرها وذهبت بها إلى مكان بعيد عاشت فيه حياة بائسة.

مكيدة الساحرة وفقدان الأمير لبصره

قامت الساحرة بتثبيت شعر كاميليا على نافذة البرج. وعندما أتى الأمير في المساء وصاح:

كاميليا، كاميليا أنزلي إلي شعرك الطويل.

أنزلت الساحرة الضفيرة الطويلة وصعق الأمير عندما وصل إلى النافذة ورأى وجه الساحرة الشريرة. قالت له الساحرة:

إذا أنت من يريد أخذ الفتاة، لكن العصفورة لم تعد في العش ولم تعد تغني. إنك لن ترى كاميليا مرة أخرى.

قفز الأمير يائسا من النافذة وسقط على الأشواك الحادة فاخترقت عينيه وأصابته بالعمى.

لقاء الحبيبين وعودة بصر الأمير

بدأ الأمير الأعمى يتجول في الأرض حزينا حتى وصل إلى المكان البعيد الذي تعيش فيه كاميليا. رأت كاميليا حبيبها الأمير فاحتضنته باكية، وبللت دموعها عيني الأمير فعاد إليه بصره.

عاد الأمير إلى قصره ومعه كاميليا، وعاشا فيه بقية حياتهما في سعادة وهناءة.