قصة قلعة الرمال

اقرأ قصة قلعة الرمال الملهمة. تعلم من سمير كيف تغلب على الإحباط وحقق النجاح بالصبر والمثابرة. قصة تربوية للأطفال عن الإصرار.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

كان سمير يحب اللعب بالرمال كثيراً. في يوم من الأيام، ذهب مع أسرته إلى الشاطئ، وشاهد بائع الآيس كريم يصنع أشكالا جميلة، فألهمته الفكرة ليصنع قلعة رملية. حاول سمير أن يقلد البائع، فملأ دلواً بالرمال وقلبه، لكن القلعة انهارت وتحولت إلى كومة من الرمل المتناثر. حاول سمير مراراً وفشل في كل مرة، فشعر بخيبة أمل كبيرة وبدأ يبكي بحرقة. اقترب منه جده الرحيم، وحكى له قصة الغراب العطشان الذي لم ييأس وبحث عن طريقة ليشرب. من هذه القصة، تعلم سمير درساً مهماً عن الإصرار. فكر سمير بذكاء، وتذكر أن الرمال تحتاج إلى ماء لتتماسك. خلط الرمال بالماء، وضعها في الدلو، وضغطها جيدا. هذه المرة، نجحت المحاولة وظهرت قلعة رملية رائعة. تعلم سمير أن الفشل ليس النهاية، وأن التفكير والمحاولة هما طريق النجاح.

قصة قلعة الرمال مكتوبة

كان سمير غلاما صغيرا، ذهب ذات مرة إلى منزل أحد أصدقائه، وعندما عاد كان مبتلا تماما، فرأته أمه وسألته عما بلل جسمه وملابسه. فابتسم سمير قائلا: “أمي العزيزة لقد ذهبت الى منزل هاني ولعبنا في حمام السباحة ثم أخذنا حماما بعد هذا”.

كانت أمه تعرف حبه الشديد للعب في الماء وكذلك اللعب بالرمال. وهكذا أعدت أمه رحلة ليذهب إلى شاطئ البحر، واستعد جميع أفراد الأسرة ليذهبوا معا، أخذ جد سمير مقعده معه؛ لأنه لا يستطيع الجلوس على الأرض. وأخذ سمير معه دلوا وجاروفا ليلعب بالرمال، وسرعان ما وصلوا إلى شاطئ البحر.

كان جميع أفراد الأسرة يستمتعون بالتنزه على شاطئ البحر، بينما أخذ الجد يقرأ الصحيفة. استمتعوا بأكل البيتزا التي كانت تباع على الشاطئ. كما استمتعوا بنسيم البحر اللطيف.

رأى سمير بائع آيس كريم يعد الآيس كريم بالبرتقال، فانفتحت شهيته وأحب أن يتناول بعضا منه، فذهب إلى البائع ووقف هناك. تناول البائع بعضا من الآيس كريم بالملعقة وملأ به كوبا، وضغطه جيدا في الكوب، ثم قلب الكوب على وجهه، ثم نزع الكوب فظل الآيس كريم له شكل الكوب. ثم صب بعض عصير البرتقال عليه، وأعطاه للزبون. حصل سمير أيضا على قطعته، وكانت لذيذة جدا.

محاولات بناء قلعة رملية وفشل أولي

قرر سمير أن يصنع قلعة بنفس الطريقة. ملأ الدلو بالرمال عن آخره ثم قلبه ببطء. كان يتوقع أن يرى كومة الرمال لها شكل الدلو، لكنها لم تكن كذلك. بعد أن أفرغ سمير الدلو سقطت الرمال على الأرض في صوت ارتطام، ولم تظهر قلعة الرمال بالشكل الذي تخيله، فأصيب بخيبة الأمل والإحباط.

حاول سمير مرة بعد أخرى ولكنه فشل، فأخذ يصيح: “سحقا! سحقا! لن ينجح الأمر”. لم يكن يفهم الخطأ الذي وقع فيه. فكر قائلا لنفسه: “لقد كان بائع الآيس كريم يقوم بالأمر بنفس الطريقة، ولكن لماذا كان يحصل هو على شكل صحيح تماما؟”.

وراح سمير يضرب قدميه بكومة الرمال المتناثرة، وألقى بالدلو جانبا وأخذ يبكي ويبكي. كان جميع أفراد الأسرة بعيدا عنه، فلم ينتبهوا لمشكلته.

أما جده فكان يجلس قريبا على مقعده، وعندما سمع بكاءه، وضع صحيفته جانبا واقترب منه وقال له: “سمير! لماذا تبدو غاضبا هكذا؟ ما الأمر؟”. ولأن جده كان مستغرقا تماما في قراءة الصحيفة، فلم يكن منتبها، فلم يعرف مشكلة سمير.

وحين سأله جده عن مشكلته، ارتفع صوت بكاء سمير أكثر.

وعندما لم يستطع الجد أن يوقفه عن البكاء، قدم له قطعة من الشوكولاتة وسأله عن مشكلته، فأخبره سمير بكل شيء بالتفصيل.

الشعور بالفشل وفقدان الأمل

قال سمير: “لا أستطيع أن أبني قلعة من الرمال. أريد أن أقوم بهذا، ولكن أظن أنني لا أستطيع؛ فأنا فاشل جدا جدا”. فقد سمير كل أمل وشعر بالخيبة.

ابتسم جده، وقال له لكي يغير ما بنفسه من إحباط: “سأحكي لك حكاية الغراب العطشان الذي أخذ يحاول ويحاول حتى نجح، ولكن أرجو منك أن تتوقف عن البكاء”.

ثم أخذ الجد يحكي له حكاية الغراب العطشان جدا، الذي احتاج إلى الماء فبحث هنا وهناك، وأخيرا وجده في إبريق، لكن الماء كان في قاع الإبريق، ولم يكن الغراب قادرا على الوصول إليه، لكنه لم يستسلم لليأس، وفكر في حيلة، التقط بعض الحصوات وراح يسقطها داخل الإبريق واحدة بعد الأخرى.

ارتفع مستوى المياه، فشرب الغراب وارتوى ثم طار.

ثم قال له جده وهو يخفف عنه: “ومثل هذا الغراب، مررت أنت أيضا بوقت صعب، ولكن لا تفقد الأمل والإصرار. حاول مرة ثانية واكتشف سبب عدم قدرتك على القيام بما تريد”.

الإصرار والمحاولة مرة أخرى

كان سمير قد توقف عن البكاء عند ذلك، ثم قال لجده: “نعم سأحاول مرة ثانية”.

فقال الجد لسمير: “ماذا يمكنك عمله الآن؟”.

فبدأ سمير يفكر. استخدم عقله، وفجأة وردت صورة إلى عقله بسرعة. تذكر كيف كانت أمه تمزج الماء في الدقيق عند عجنه.

صاح سمير بفرح: “نعم! نعم!”.

نظر إلى الرمال ثم إلى البحر، وتناول الدلو ثم قال: “سوف أبني قلعة الرمال”. وجرى نحو البحر ليحضر الماء في دلوه.

أصبح الجد الآن واثقا أن سميرا سوف يكون قادرا على بناء قلعة الرمال.

النجاح وفرحة سمير

غمس سمير دلوه في البحر وأخذ فيه الماء. أحضر ماء البحر وخلطه بالرمال الجافة. وعندما أصبحت الرمال المبتلة مثل العجين وضعها داخل الدلو بمساعدة الجاروف. ضغطها داخل الدلو بقوة بنفس الطريقة التي قام بها في السابق، ومثلما كان يفعل بائع الآيس كريم أيضا.

ثم قلب الدلو على وجهه بسرعة، وسأل نفسه: “هل سينجح الأمر الآن؟ هل ستأخذ الرمال الشكل الصحيح؟”.

وأحس بقلبه يدق بقوة، وسحب الدلو ببطء شديد وفي حرص.

صاح سمير في سعادة بعد أن رأى شكل الدلو على الرمال: “لقد نجحت”.

وراح يصيح ويتهلل فرحا وهو يقول: “لم تتناثر الرمال في هذه المرة كما حدث سابقا”.

نادى جده وعرض عليه قلعة الرمال، واستطاع أن يفهم أن الاجتهاد في العمل هو سر النجاح.

الحكمة

في بعض الأحيان لا تجري الأمور كما نرغب، وقد نشعر بالإحباط أو الغضب. فبدلا من أن ننزعج، لابد أن نكون هادئين ونفكر بشكل إيجابي.

معرض الصور (قصة قلعة الرمال)

تحميل الحكاية

شارك برأيك

ما أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى