قصة قلب من ذهب
ملخص قصة قلب من ذهب
في إحدى القرى بأمريكا الشمالية، عاش شاب من الهنود الحمر يُدعى شارل وايت. رغم لون بشرته الداكن وشعره الخشن، كان قلبه مليئًا بالطيبة وحب الناس. درس شارل الطب وتخرج بتفوق، واختار أن يكرس حياته لعلاج الفقراء من قومه، مؤمنًا أن مهنته إنسانية أكثر من كونها مادية. كان يأخذ المال من الأغنياء لينفقه على الفقراء، حتى لُقِّب بـ”أبي الفقراء”.
ذات يوم، زارته سيدة عجوز تطلب مساعدته في علاج زوجها المريض الذي لا يستطيع الحضور إلى العيادة. وافق شارل على الفور وذهب معها إلى منزلها. عندما وصلا، استقبلهما ابنة السيدة، دورا، وهي فتاة جميلة ذات شعر ذهبي، كانت تحلم بأن تصبح طبيبة. شرحت السيدة للطبيب أن زوجها يعاني منذ أن فقد صفقة تجارية كبيرة، إذ غرقت سفينته المحملة بالقمح.
فحص شارل الرجل المريض وأدرك أن مرضه ليس جسديًا بل نفسيًا، حيث أثر الحزن العميق على صحته. قرر شارل أن يساعد الأسرة بطريقة غير متوقعة، فأعطى السيدة مبلغًا كبيرًا من المال لتشتري به صفقة قمح جديدة. قال لها إنه إذا ربحت الصفقة، يمكنها إعادة المال إليه.
ولم يكتفِ بذلك، بل وعد بأن يتكفل بجميع نفقات دراسة دورا حتى تحقق حلمها في أن تصبح طبيبة. شكر الرجل الله على هذه المساعدة وارتدى ملابسه فورًا للعودة إلى العمل. نجحت صفقة القمح وربح الرجل الكثير، مما ساعد الأسرة على الوقوف على أقدامها مرة أخرى.
في النهاية، تزوج شارل من دورا، رغم اعتراضات البعض على الزواج بسبب اختلاف لون البشرة. لكن شارل لم يهتم بالفوارق بين الناس، فقد كان يؤمن بأن القلب هو الذي يحكم، وليس المظهر. وهكذا عاشا معًا في سعادة، وعمل كلاهما على خدمة الناس بكل حب وإخلاص.
قصة قلب من ذهب مكتوبة
حدثت وقائع هذه القصة في إحدى المناطق بأمريكا الشمالية، وبطلها شاب أسمر اللون، خشن الشعر، كانت أمه من الهنود الحمر وهم أهل البلاد الأصليين. وهي من القصص التي تظهر أن قيمة الإنسان ليست بلونه ولا بأصله، ولكن بحسن عمله في هذه الدنيا.
ثلاث سفن
كان يوم الثالث من شهر أغسطس سنة 1492 من أهم الأيام في تاريخ البشرية.
في ذلك اليوم، كانت ترسو في ميناء “بالوس” بإسبانيا ثلاث سفن شراعية كبيرة. وكان ميناء “بالوس” في ذلك الوقت، من أهم موانئ إسبانيا، ويقع على الساحل الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة الإسبانية.
كان الميناء في ذلك اليوم التاريخي مليئًا بالناس الذين قدموا من جميع أنحاء إسبانيا، لمشاهدة إبحار السفن الثلاث. كما كانت حاضرة الملكة إيزابيلا وحاشيتها ووصيفاتها، ليكونوا في وداع السفن والستين بحارًا الذين تطوعوا للقيام برحلة بحرية تعد أخطر وأعظم رحلة في ذلك الوقت.
لماذا كان الاهتمام كبيرًا؟
لماذا اهتم الإسبانيون، وملكتهم إيزابيلا، بهذا الحدث؟
كانت السفن الثلاث قد أعدها كريستوف كولومبوس. وهو نفسه لم يكن يعلم أن رحلته ستصبح واحدة من أكبر الأحداث في تاريخ الإنسانية. كان هدفه الوصول إلى الهند بالاتجاه غربًا، لأنه كان مقتنعًا بأن الأرض كروية.
أهمية الرحلة
كانت الذهاب إلى الهند في ذلك الوقت ذا أهمية كبيرة. كان التجار الأوروبيون يتجهون شرقًا ويقطعون شهورًا طويلة للوصول إليها عن طريق البر. تعرضت القوافل التجارية دائمًا لهجمات قطاع الطرق والمخاطر الأخرى التي تهدد الرحلة.
كان التجار يحملون معهم منتجات أوروبية، مثل الأقمشة والحلي، ليبيعوها بأثمان باهظة في الهند. وفي المقابل، يشترون منتجات مثل العاج والبهارات وطيور الزينة بأبخس الأثمان، ليبيعوها في أوروبا بأعلى الأسعار.
تشجيع الملكة إيزابيلا
كانت الملكة إيزابيلا تتميز بالذكاء وسعة الاطلاع. حينما عرض كولومبوس عليها فكرة الوصول إلى الهند بالاتجاه غربًا، رحبت بها رغم المخاطر. إذ كانت ترى أن نجاح الرحلة سيجلب لإسبانيا ثروات هائلة من التجارة.
رحلة كولومبوس
تحملت الملكة جميع نفقات الرحلة، وبدأ كولومبوس في البحث عن بحارة يتمتعون بالشجاعة والخبرة لقبول هذه المغامرة الخطيرة.
تمكن كولومبوس من جمع أحد عشر بحارًا من أفضل البحارة وأكثرهم شجاعة. اللافت للنظر أن كولومبوس لم يكن مواطنًا إسبانيًا، بل كان من إيطاليا ونشأ في مدينة جنوى. لكن تحمس الملكة لهذه الرحلة، وتشجيعها وحسن معاملتها، جعلته يخلص لمهمته كأنه مواطن إسباني مخلص.
انطلقت السفن من ميناء “بالوس”، وظلت تمخر عباب المحيط لمدة شهرين كاملين. كان البحارة في تلك الفترة لا يرون سوى المياه التي تبدو بلا نهاية. أدرك كولومبوس أن طاقمه بدأ يشك في نجاح الرحلة، وظهرت عليهم علامات اليأس.
تحديات الرحلة
بذل كولومبوس كل جهده لرفع معنويات رجاله، وكان واثقًا بأنهم سيصلون إلى اليابسة عاجلًا أو آجلًا، ما دامت الأرض كروية. كل ما يحتاجونه هو الصبر.
لكن الوضع ازداد سوءًا عندما تعرضت السفن الثلاث لعاصفة هوجاء. جاهد كولومبوس ورجاله كالأبطال، وتمكنوا أخيرًا من النجاة من العاصفة. وبعد مدة، لمحوا اليابسة عن بعد، فعمّت الفرحة، وبدأوا يرقصون ويغنون ويعانق بعضهم بعضًا.
اعتقاد كولومبس
اعتقد كولومبس أنهم وصلوا إلى الهند، ولكنهم في الحقيقة كانوا قد وصلوا إلى سان سلفادور ثم كوبا ثم هايتي. ومن أجل ذلك سُمّيت هذه الجزر بجزر الهند الغربية.
تكررت رحلات كولومبس حتى اكتشف أمريكا الشمالية وما فيها من خيرات لا تكاد تقع تحت حصر.
مات كولومبس بعد ذلك وهو لا يعلم القدر الحقيقي لاكتشافه العظيم. لقد أطلقوا على أمريكا في ذلك الوقت اسم “الدنيا الجديدة”، لأنها كانت جديدة فعلاً، ولم يدخلها رجل أبيض واحد قبل كولومبس وبحارته الستين.
الهنود الحمر
ذاع خبر هذا الاكتشاف في كل بلدان أوروبا واهتمت به جميع الدول الأوروبية.
بدأ عدد كبير من الأوروبيين يهجرون أوطانهم الأصلية ليستوطنوا أمريكا. كان هدفهم الأساسي جمع المال بأية وسيلة.
بدأت حوادث الصراع الدامي بين هؤلاء المهاجرين وأهل أمريكا الشمالية الأصليين، الذين أطلقوا عليهم اسم “الهنود الحمر”. كان الصراع غير متكافئ، فالهنود الحمر كانوا في حالة متأخرة من الحضارة، وكانت أسلحتهم أضعف بكثير من أسلحة المهاجرين.
حياة الهنود الحمر
مع مرور السنوات، احتمى الهنود الحمر في الغابات النائية والأحراش، وفي بعض المناطق الجبلية الوعرة.
الهنود الحمر كانوا يتميزون بحدة الذكاء وسرعة الفهم. تمكن عدد منهم من الإحاطة بعلوم الرجل الأبيض، وصاروا يرسلون أبناءهم للدراسة في المدارس التي فتحها المهاجرون.
ولكن الأمريكيين الجدد، بدافع الغطرسة، وضعوا حدودًا بينهم وبين الهنود الحمر. كانت هذه الحدود تشبه إلى حد كبير ما كان متبعًا في الإمبراطورية الرومانية القديمة. لم يكن الرومان يعتبرون الأسرى من العبيد، كما لم يعتبر الأمريكيون البيض الأفارقة أو الآسيويين متساوين معهم، فحرموا الزواج منهم بشكل قاطع.
بذلك، بدأت الدنيا الجديدة تعرف لأول مرة في تاريخها التفرقة العنصرية البغيضة.
شارل وايت
تمكن عدد غير قليل من شباب الهنود الحمر من الالتحاق بالجامعات التي أنشأها الأمريكيون الجدد. كان من بينهم شاب اتخذ لنفسه اسم “شارل وايت”.
هذا الاسم غير هندي، إذ كان كثير من طلبة الجامعات الهنود يتخذون أسماء أوروبية لأن أسماؤهم الأصلية كانت طويلة ومعقدة، ويصعب على زملائهم الأوروبيين النطق بها.
درس شارل وايت الطب، وتخرج بتفوق، حيث كان ترتيبه الأول على جميع الطلبة من أوروبيين وهنود.
طموحات شارل وايت
كان شارل ابن أحد زعماء الهنود الحمر، وكان أبوه من الأثرياء، يملك أراضي واسعة وعدة قطعان من المواشي.
بعد تخرجه، رفض شارل العقود التي عُرضت عليه للعمل في المستشفيات الحكومية أو المؤسسات التي يملكها الرجال البيض. فضل أن يعمل مستقلاً، لأنه كان يعلم أن عددًا كبيرًا من الهنود الحمر يحتاجون إلى الرعاية الطبية، وكان الأغلبية منهم يعانون من الفقر الشديد.
الخرافات والعلاج التقليدي
من ناحية أخرى، كان الهنود الحمر يؤمنون بالكثير من الخرافات. فإذا اشتد المرض بأحدهم، اعتقدوا أن روحًا شريرة قد دخلت في جسده، ويعالجونه بناءً على هذا الاعتقاد.
كان السحرة هم الذين يشيرون على أهل المريض بنوع العلاج الذي يجب اتباعه. في بعض الأحيان، كانوا يوصون بضرب المريض ضربًا شديدًا، أو بحرق بعض أجزاء من جسمه لإخراج الروح الشريرة.
بطبيعة الحال، كانت نتيجة هذا العلاج أن تزداد حالة المريض سوءًا، ويموت في النهاية.
تكريس حياة شارل وايت
أراد شارل وايت أن يكرس حياته لخدمة الهنود الحمر، دون أن يهتم بالكسب المادي، لأنه كان يرى أن مهنة الطب هي مهنة إنسانية قبل أي شيء آخر.
كان يأخذ من الغني ليعطي الفقراء، وهكذا ذاع صيته وامتدت شهرته حتى أطلق عليه الناس لقب “أبي الفقراء”.
في علاجه للرجال والنساء البيض، كان يتناسى عداءهم ويعاملهم بروح طيبة وإنسانية، كما تملي عليه واجباته.
زيارة غير متوقعة
في أحد الأيام، زارته سيدة في العقد الخامس من عمرها. كانت قد هاجرت وزوجها من ألمانيا منذ عشرين عامًا، مثل كثيرين ممن اتخذوا من أمريكا وطنًا جديدًا لهم.
قالت السيدة: “إن زوجي مريض ولا يقوى على الحضور إلى هنا. فهل تسمح يا سيدي الطبيب بالذهاب معي لمعالجته؟”
وافق شارل وايت وذهب معها.
طبيب الرحمة
قبل أن يصلا إلى البيت، حدثته السيدة أن زوجها قد تعرض لخسارة فادحة بسبب غرق سفينة كانت محملة بالقمح، وهي صفقة تجارية له.
كان للسيدة وزوجها ابنة في السادسة عشرة من عمرها تدعى “دورا”. كانت الفتاة ذات شعر ذهبي ووجه جميل، لكن عليه مسحة من الحزن والبؤس.
كانت دورا تنتظر عودة أمها والطبيب بفارغ الصبر، وما إن لمحتهما حتى فتحت الباب لهما.
قالت الأم: “ابنتي دورا كانت تتمنى أن تكمل دراستها لتلتحق بكلية الطب.”
انحنى الطبيب قليلاً باحترام وقال: “تشرفت بمعرفتك يا عزيزتي.”
ثم قالت الأم لابنتها: “الدكتور شارل وايت أصر على أن يفحص والدك بنفسه، ورفض أن يأخذ مني أي أجر. لأنه يعتبر مهنة الطب مهنة إنسانية قبل أي شيء آخر.”
نظرت دورا إلى شارل بإعجاب شديد ثم قالت له بصوت خافت: “هذا كرم منك يا سيدي.”
فرد شارل قائلاً: “إني أقوم بواجبي، والقيام بالواجب لا يعتبر كرماً.”
علاج غير تقليدي
فحص شارل الرجل المريض فحصًا دقيقًا وألقى عليه العديد من الأسئلة، ثم هز رأسه ببطء وهو يفكر بعمق.
سألته السيدة بلهفة: “ماذا يا دكتور؟”
قال شارل: “أعتقد أن دواءه عندي.”
صاحت السيدة وهي لا تصدق: “حقًا؟ إنه لا يتناول شيئًا من الطعام، وإذا أجبرناه على الأكل، لا تلبث معدته أن تلفظ كل ما أكله.”
قال شارل: “أعتقد أنه سيتناول اليوم وجبة شهية لن تلفظها معدته، تعالي معي.”
سألته السيدة: “إلى أين؟”
فأجاب: “لكي أعطيك الدواء.”
دواء غير متوقع
أعطاها شارل مبلغًا كبيرًا من المال وقال: “إن زوجك، كما فهمت، رجل شريف وأمين، ولذلك كان تأثير الخسارة التي أصابته كبيرًا عليه. جسمه سليم، لكن حزنه وبؤسه بسبب الخسارة وتفكيره في مصيرك ومصير ابنته كانت السبب في انهياره العصبي. إن خير دواء له هو هذه النقود. خذيها واشتري بها صفقة قمح ثانية، وإذا ربحت أعيدي لي ما أعطيتك من مال.”
حب لا يعرف الفرق
أما ابنتك دورا، فسأتكفل بكافة نفقاتها حتى تتم دراستها في كلية الطب كما أخبرتني سابقًا.
عندما أخذ الرجل المريض المال، شكر الله على الفرج بعد الضيق، وقام فورًا وارتدى ثيابه.
ربحت صفقة القمح كثيرًا، وفي النهاية تزوج الطبيب شارل من دورا.
لم يعبأ شارل بالمعارضة ولا بالفوارق بين البيض والسود. ورغم كونه من الهنود الحمر ذوي البشرة السوداء، إلا أن قلبه كان من ذهب.
معرض الصور (قصة قلب من ذهب)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث