قصة فقدان السيطرة علي النفس

كان “حمدي” طالبًا في الصف السابع، وكان أخوه الصغير “سيف” يدرس في الصف الخامس، وأمهما امرأة ذات عقل وحكمة.

وذات يوم صنع حمدي نموذجًا صغيرًا لسفينة فضاء، وعرضه على سيف، وحينما حاول سيف أن يلمسه، قال له حمدي بنبرة شديدة: “لا تلمسه؛ فقد ينكسر”.

أجاب سيف: “كلا، لن أكسره. أرجوك دعني ألعب به لبعض الوقت”، لكن حمدي لم يصغ لرجاء أخيه.

سمعت والدتهما حديثهما من الغرفة المجاورة.

فنادت قائلة: “حمدي! دع أخاك يلعب به”.

قال حمدي: “حسنًا، سأفعل ما تريدين”.

غضب حمدي وتحويل السفينة إلى طاحونة

وبعد أن أعطى حمدي لأخيه نموذج سفينة الفضاء، خرج ليلعب الكريكيت مع أصدقائه.

وعندما عاد حمدي رأى أخاه يصنع طاحونة رياح. كان سيف قد فكك نموذج سفينة الفضاء الذي صنعه حمدي، وكان صديقه مجدي يساعده في تجميع الأجزاء إلى بعضها البعض لصنع طاحونة الرياح.

انفجر حمدي في نوبة من الغضب!

قال حمدي لأخيه في حدة: “أين سفينة الفضاء الخاصة بي؟”.

نظر حمدي إلى المنضدة، لم تعد سفينة الفضاء موجودة.

أجاب سيف مترددًا: “لقد صنعت طاحونة رياح من سفينة الفضاء”.

صاح حمدي: “كيف تجرؤ؟ لقد كسرت نموذجي لتصنع هذه الطاحونة البشعة؟!”.

جرى مجدي مبتعدًا في خوف.

صفع حمدي أخاه وقال له صارخًا: “إياك أن تلمس لعبي بعد ذلك أبدًا”.

أخذ سيف يبكي بكاءً عاليًا، ونظر نحو أخيه غاضبًا.

تدخل الأم ومواجهة حمدي لغضبه

كل من الشقيقين كان على وشك الانفجار، وعندما سمعت والدتهما صياحهما المرتفع دخلت إلى الغرفة مندفعة، وأبعدت الشقيقين عن بعضهما البعض، ووقفت بينهما بعد أن كانا على وشك أن يضرب أحدهما الآخر بعنف.

قالت لهما: “توقفا عن هذا، لماذا تتقاتلان؟”.

قال حمدي غاضبًا: “لن أدعه؛ لقد كسر أفضل نموذج لدي”.

قالت الأم لحمدي: “هذه ليست الطريقة المناسبة لتعامل أخاك الصغير. هذا لا يجوز؛ فعلى كل حال أنت أخوه الكبير”.

وعند سماع حمدي لكلمات أمه جرى إلى غرفة نومه، وأغلق الباب وراءه، وتدفقت الدموع على خديه، وألقى بنفسه على الفراش.

وبعد بعض الوقت، أتت والدة حمدي إلى هناك وجلست إلى جانبه، وقالت له: “ما المشكلة؟”.

صاح حمدي: “دعيني وشأني. أنت دائمًا تفضلين سيفًا علي”.

قالت الأم: “هذا غير صحيح. أعرف أن سيفًا قد ارتكب خطأ، ولكن كان يجب عليك ألا تفقد هدوءك هكذا”.

ظل حمدي راقدًا على فراشه، وكان يشتعل غضبًا.

وبعد برهة قصيرة نهض حمدي ليجلس على الفراش.

نصيحة الأم ومصالحة الأخوين

قالت له والدته: “يا بني الحبيب! لك كل الحق في توبيخ أخيك الصغير لسوء تصرفه، ولكن عليك أن تسيطر على غضبك وتشرح له الأمور بحنان الأخوة”.

فهم حمدي مقصد أمه، وأصبح هادئًا ولطيفًا، ومسح دموعه ونظر نحو أمه.

قال حمدي لأمه: “أنا في غاية الأسف لسوء سلوكي؛ لقد فقدت السيطرة على نفسي، كان يجب علي ألا أصفع أخي الصغير”.

قالت الأم: “حسنًا، يمكنك أن تصنع سفينة فضاء جديدة، ودائمًا تعايش في سلام مع أخيك الصغير، ولا تؤذه أبدًا في المستقبل”.

ذهب حمدي إلى سيف وقال له: “أنا آسف على تصرفي السيئ، هيا نصنع سفينة فضاء جديدة”.

شعر سيف بالسرور، وبعد بعض الوقت، كانا قد صنعا معًا سفينة فضاء جديدة.

الحكمة

غالبًا ما تنشأ المشاجرات التافهة بين الأشقاء أو الشقيقات في داخل الأسرة. يجب ألا يتشاجر الكبير مع الصغير حول توافه الأمور، لابد أن يشرح له الأمور في حنان الأخوة وعطفها.