قصة فارس السحاب

تروي قصة فارس السحاب مغامرة خليل الصغيرة في السماء، حيث يواجه تحديات كبيرة ويتعلم قيمة التعاون والشجاعة لتحقيق طموحاته.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في مدينة قديمة وساحرة، عاش فتى صغير يدعى خليل، تميز بحبه للألعاب التي تحلق به إلى السماء. بينما كان أقرانه يلعبون بالحجارة والتراب، كان خليل يحلم بالتحليق على ظهر نسر أو الطيران مع السحاب.

ذات ليلة، وبينما كان خليل يتأمل جمال الليل من فراشه، تسللت سحابة خضراء محمرة إلى غرفته ورفعته معها إلى السماء. هناك، عرف خليل أنه كان مقدرًا له أن يرافق السحابة الخضراء في مغامرة فريدة لرؤية العالم من الأعلى.

خلال رحلتهما، التقى خليل بأشخاص غريبين، مثل الغزال الذي كان يجمع شعر تيوس الجبل، والصباغ الذي يصبغ الخيوط بألوان قوس قزح، والحائك الذي ينسج تلك الخيوط في وادي العناكب. كل واحد من هؤلاء كان له دور في صنع البساط الطائر الذي حلموا به جميعًا.

لكن، وبينما كانت رحلتهم تتقدم، واجه خليل العديد من التحديات. حيث كان عليه أن يجمع شعر التيوس بنفسه عندما حاول الغزال الغش، وأن يجد صدفة قوس قزح النادرة في البحر بمساعدة الصباغ. كما تعلم من الناسك أن يطير على البساط الطائر في كهف الرياح الأربع.

في تلك الرحلة، حاول الناسك التخلص من خليل، ولكن الرياح القوية أعادت خليل إلى السحابة الخضراء التي حملته وأنقذته. وفي نهاية المطاف، اجتمع الإخوة الأربعة حول البساط الطائر، وتنافسوا على ملكيته، كلٌ يدعي أنه يستحقه أكثر من الآخر. لكن البساط كان له إرادة خاصة، فارتفع وطار بعيدًا عنهم جميعًا.

أثناء طيرانه، دخل البساط في سحابة خضراء حيث كان خليل يحلق ويرى العالم. لوح خليل للسحابة بيديه وابتسمت له. عاد خليل على البساط الطائر إلى منزله، ورغم اشتياقه لبيته، لم يعرف كيف يهبط به. ولكنه عاد إلى غرفته بأمان عبر النافذة، وأحس برغبة في النوم بعد أن بدا له أن رحلته استغرقت شهورًا. استيقظ في الصباح ليجد كل شيء على حاله، وتساءل إن كان ما رآه حلمًا. ولكن عندما رأى البساط الملون معلقًا على جدار غرفته، عرف أن مغامرته كانت حقيقية.

وهكذا، انتهت مغامرة خليل العجيبة، وهو يحمل في قلبه ذكريات لا تُنسى عن رحلاته في السماء وصداقة السحابة الخضراء، ليدرك أن الأحلام يمكن أن تصبح حقيقة، حتى وإن بدت في البداية مجرد خيالات بعيدة.

قصة فارس السحاب مكتوبة

منذ زمن غير بعيد كان يعيش في مدينة قديمة ساحرة فتى صادق طموح اسمه خليل. كان خليل، عندما بدأت هذه الحكاية، في العاشرة من عمره. وكان كغيره من الأولاد يحب اللعب، ويحب أن يلهو مع رفاقه. لكنه لم يكن يلعب معهم، ولا كانوا هم يلعبون معه.

كان خليل يرى ألعاب رفاقه صبيانية، ويحلم دائما بألعاب تعلو به وتطير. فبينما كان رفاقه يلهون بالحصى والتراب، كان هو يتسلق الأغصان العالية ويعلق عليها أراجيحه. وبينما كانوا يتسابقون على ظهور الحمير، كان هو يريد أن يركب ظهر نسر أو يطير مع سحابة.

خليل وأحلامه

كان خليل ينصت إلى همس الريح وحكايات الشجر، ويتأمل قطرات الندى وعتمة الشباب وأشكال السحاب، ويشعر أنها كلها تقول له أشياء، وتعده بأشياء، لا تقولها لأحد سواه، ولا تعدها أحدا سواه. أوى خليل يوما إلى فراشه، وأخذ يتأمل جر الليل الساكن. وكان ضوء القمر يتسلل إلى غرفته من خلال الضباب فيترك فيها نورا خافتا تقطعه الظلال. وبدا له جب الليل الشبابي كهفا مسحورا لا حدود له.

وبينما هو في هذا الجو العالم رأى نور النهار يملأ سريره، فعجب كيف يطلع النهار فجأة وهو لم ينم بعد. ثم رأى سحابة خضراء محمرة تتسلل عبر شباكه وتعل في سريره، فتحيله وترتفع شباكه.

أراد أن يقول شيئا، لكنه كان ذاهلا، فلم ينطق بحرف. ورأى السحابة تخرج من الشباك وترتفع به بمهابة وجلال وفي مكان عال جدا، أعلى من قمم الجبال، توقفت السحابة.

السحابة الخضراء

جلس خليل فوق السحابة لا يصدق ما يحدث لم يكن خائفا، لكنه كان حائرا لا يعرف كيف يتصرف. وزاد في حيرته سكون عظيم أحاط به من كل جانب وكأنما هو في عالم صامت. فجأة سمع صوتا غريبا أشبه بصوت الصدى يقول: “أخيرا جنت!”

تلفت خليل حوله فلم ير أحدا، فازداد حيرة. ثم سمع الصوت يقول: “قلت، أخيرا جئت! ألا تسمع؟”

قال خليل: “أسمع، ولكن لا أرى!”

قال الصوت: “أنا السحابة الخضراء، أتركبني ولا تعرفني؟ أنتم الناس لا ترون إلا ما هو ظاهر.”

تمتم خليل: “السحابة الخضراء!”

قال الصوت: “نعم! وأنا في انتظارك منذ ألف عام!”

قال خليل: “بم تهذين، أيتها السحابة المجنونة؟ عمري كله عشر سنوات!”

ضحكت السحابة الخضراء ضحكة عالية، وراحت تهتز، فاصطدمت بسحابة مجاورة، وتحول ضحكها إلى رعد قاصف. ثم قالت: “أنا في انتظارك منذ ألف عام من أعوامنا نحن! قد تعيش هنا عاما كاملا ولا يكون قد مر من زمنكم في الأرض لحظة واحدة!”

رؤية العالم من فوق

بدا لخليل أن السحابة مجنونة فعلا، لكنه قال: “أيتها السحابة، لم حملتني وعلوت بي؟”

قالت السحابة: “أريد أن أريك العالم أريدك أن تراه من فوق! تمسك بي!” وانطلقت تنساب في أعالي الفضاء بجلال كما تنساب سفينة في بحر هادئ.

سأل خليل: “وهل أرى العالم من فوق غير ما أراه من تحت؟”

ضحكت السحابة الخضراء ثانية، وقالت: “انظر إلى هؤلاء الناس، كيف تراهم؟”

نظر خليل وهو متعلق بظهر السحابة إلى الناس فرآهم صغارا، يكاد الواحد منهم أن يكون في حجم دمية.

طارت السحابة فوق البر والبحر ساعات. ثم قالت: “سنحط فوق سفح الجبلين!” التفت خليل إلى حيث توجهت، فرأى جبلين عاليين يصل بينهما سفح موصول أشبه ببساط معلق.

اقتربت السحابة من سفح الجبلين فرأى خليل رجلا يجري فوق المهاوي الصخرية ويقفز من مكان إلى مكان. ثم توقف الرجل فقد حطت السحابة فوق الصخور وحجبت عنه الرؤية. وفجأة وجد نفسه أمام خليل.

قال خليل: “لماذا تجري بين هذه الصخور العالية، يا سيدي؟ قد تسقط وتهلك!”

قال الرجل: “أجري وراء تيوس الجبل. فأنا أنسج خيوط البساط الطائر! ولا يصلح لهذا البساط إلا شعر تيوس الجبل!”

قال خليل: “وماذا تفعل بالخيوط التي تغزلها، يا سيدي؟”

قال الرجل: “أحملها إلى أخي الصباغ في ملتقى البحرين! إنه محظوظ! ليس عليه إلا أن يلون الخيوط!”

ظل الغزال

ظل الغزال أياما يحاول أن يجمع شعرا من تيوس الجبل، لكنه لم يفز إلا بالقليل. فعزم على أن يغزل بدلا عن ذلك خيوطا من شعر المعرى. وفي فجر أحد الأيام رآه خليل يسوق أمامه بضع عنرات ويشرع في جز شعرها. التفت خليل إلى السحابة، وقال: سمعت الرجل يقول إنه لا يصلح للبساط الطائر إلا شعر تيوس الجبل! قالت السحابة: “هذا ما سمعته أنا أيضا. لكن يبدو أن الغزال يكره العمل الشاق، فاستسهل أن يغش أخاه!”

خليل ومساعدة السحابة

قال خليل: “لكن البساط لن يطير إذا كان فيه غش! سأطارد أنا التيوس وأجمع شعرها! هل تساعدينني على ذلك؟” ترددت السحابة الخضراء لحظة، ثم حملت الفتى وطارت به إلى بقعة عالية من سفح الجبلين. وهناك رأى خليل عددا من التيوس. اقترب منها فلم تهرب. وضع يديه على قرونها ولاطفها، ثم أخذ يجر شعرها. وبدت التيوس راضية، فقد كانت قد تعبت من كسوتها القديمة وتوشك أن تسقطها لينمو لها كسوة جديدة.

تسلل خليل ليلا إلى كوخ الغزال، واستبدل شعر التيوس بشعر المعزى. وفي صباح اليوم التالي شرع الرجل يغزل شعر التيوس وهو يظنه شعر عنراته. وعندما أتم غزله، قال متأففا: “الآن تبدأ الرحلة الشاقة إلى أخي الصباغ في ملتقى البحرين!” أسرع خليل يقول: “تعال معنا، نحن نطير بك!” بدا الضيق على السحابة، وكأنها تقول: “أنت لا تعرف الناس!” لكنها لم تقل شيئا. ثم حملت الغزال والفتى وطارت بهما زمنا طويلا جدا.

وصول إلى ملتقى البحرين

اقتربت السحابة من شاطئ ساحر، فأدرك خليل أنه وصل إلى ملتقى البحرين. فقد رأى أمواج الشاطئ تتقلب بين اللونين الأزرق والأخضر. فهو يراها حينا زرقاء بلون السماء، ويراها حينا آخر خضراء بلون الزمرد. فإذا أشعت الشمس فوقها اهتزت صفحتها بلالى مضيئة تبهر البصر.

كان الأخ الصباغ ينتظر على الشاطئ عابسا. وعندما حطت السحابة اقترب من أخيه، وصاح به: “أخيرا وصلت! أنا أنتظرك منذ سنوات!”

رحلة البحث عن الألوان

استيقظ خليل في فجر اليوم التالي، وأسرع إلى الصباغ يوقظه ليبدأ عمله. تأفف الصباغ، وقال: “أبدأ عملي عند مغيب الشمس، فإني أتبع ممر الضوء الوردي الذي ترسمه الشمس فوق البحر. هناك أجد صدفة قوس قزح التي ألون بها الخيوط!” أسرع خليل يقول: “تعال معنا! نحن نطير بك!”

ذلك اليوم طارت السحابة الخضراء فوق ممر الضوء الوردي زمنا طويلا جدا، حتى بدا لخليل أن ذلك الممر لا نهاية له. أخيرا حطت فوق ماء البحر. ونزل الصباغ وخليل إلى الماء يبحثان عن صدفة قوس قزح. ظلا أياما يبحثان دون أن يجدا شيئا. وبينما كانا يوما يستعدان للعودة إلى الشاطئ لمح خليل خلف بعض الصخور صدفة تتألق بألوان عجيبة، فأدرك أنها الصدفة التي يبحث عنها.

لقاء السمكة

حمل خليل الصدفة وأسرع صوب السحابة الخضراء. لكن قبل أن ترتفع السحابة قفزت من الماء سمكة رائعة تحمل ألوان قوس قزح. قالت: “أرجوك، أعد لي صدفة قوس قزح، فإني ألون بها صغاري! إذا أعدتها لي أعطيتك أجمل لؤلؤة في البحر!”

مد الصباغ يده إلى صدفة قوس قزح يريد أن يرميها إلى السمكة. لكن الفتى تمسك بها، وقال: “أنسيت البساط الطائر؟” ثم التفت إلى السمكة، وقال لها: “سنلون خيوط البساط الطائر ونعيد الصدفة إليك!” طارت السحابة الخضراء إلى الشاطئ وهناك لون خليل والصباغ خيوط البساط كلها بألوان قوس قزح. ثم عاد خليل إلى البحر مرة أخرى ورمى الصدفة في الماء.

حمل الصباغ الخيوط، وقال: “الآن آخذ هذه الخيوط إلى أخي الحائك في وادي العناكب. إنه محظوظ! ليس عليه إلا أن ينسج الخيوط!” ثم قال متأففا: “لكن الوادي بعيد جدا!” أسرع خليل يقول: “نحن نطير بك!” ركب خليل والصباغ ظهر السحابة وطارا زمنا طويلا. ثم أشرفت السحابة على واد رمادي أغبر تملأه الكهوف المهجورة، فأدرك خليل أن ذاك هو وادي العناكب. وحطت السحابة عند خيمة منسوجة من خيوط العنكبوت.

وادي العناكب

خرج الأخ الحائك من تلك الخيمة، وصاح بأخيه: “أخيرا وصلت! أنا أنتظرك منذ سنوات!” كان على خليل، في تلك الليلة، أن ينام في خيمة العنكبوت. وعندما هبط الليل لم يعرف خليل النوم، فقد كان يشعر بالرهبة، فإنه لم يكن قد نام من قبل في خيمة عنكبوت. فجأة رأى الحائك يقوم من فراشه، ويحمل الخيوط الملونة، ويتسلل خارجا من الخيمة. فقام من فراشه هو أيضا، لكنه كان يخاف أن يتعثر، فينفضح أمره. وكان يعجب كيف يمشي الحائك بيسر، وكأنما الدنيا أمامه نهار.

دخل الحائك كهفا عظيما، ورآه خليل يخاطب عنكبوتا ضخما بصوت خفيض، فلم يفهم شيئا. لكنه سمع العنكبوت يقول بصوت أجش: “اذهب إلى أخي، العنكبوت الأكبر!”

مشى الحائك بين صخور الوادي وقتا طويلا جدا. ووقف أخيرا أمام كهف أسود ضخم. وكان خليل طوال ذلك الوقت يتبعه، وقد تعودت عيناه الظلام. كان في الكهف عنكبوت أسود ضخم جدا ذو ثماني عيون. خاطب الحائك العنكبوت الأكبر، فحمل العنكبوت الخيوط الملونة ودخل نفقا طويلا واختفى في الظلام.

رأى الحائك في صدر الكهف شيئا يلمع، اقترب منه فإذا هو عنكبوت ذهبي صغير ذو ثماني عيون ماسية. تلفت حوله، ثم مد يده وانتزعه من الصخر ودسه في جيبه. رآه خليل يفعل ذلك فأصابه الذعر.

تحذير العنكبوت الأكبر

في تلك اللحظة سدت فتحة الكهف بنسيج عنكبوتي فولاذي. فخاف الحائك خوفا شديدا، وأسرع يعيد العنكبوت الذهبي إلى مكانه. وبعد حين أطل العنكبوت الأكبر من النفق، ومعه بساط منسوج بدوائر وخطوط وأزهار وأطيار، كلها تشع بألوان قوس قزح البهيجة. قال العنكبوت الأكبر: “خذ البساط، وارحل! ارحل، ولا تعد إلينا أبدا!”

في صباح اليوم التالي، قال الحائك: “علي الآن أن أحمل هذا البساط إلى أخي الناسك في كهف الرياح الأربع. إن أخي محظوظ! ليس عليه إلا أن يحمل البساط إلى ملتقى الرياح!” ثم قال متأففا: “ولكن ملتقى الرياح بعيد جدا!” أسرع خليل يقول: “نحن نطير بك!”

رحلة إلى كهف الرياح الأربع

ركب خليل والحائك ظهر السحابة، فطارت زمنا طويلا جدا. وحطت أخيرا عند كهف جبلي خفي، تعصف في بابه الرياح وتصفر وتعول. وخرج الناسك من ذلك الكهف، وصاح بأخيه: “أخيرا وصلت! أنا أنتظرك منذ سنوات!” ثم رأى الفتى، فلمعت عيناه ببريق خبيث، ومال ناحية أخيه الحائك وهمس في أذنه شيئا.

حمل الناسك البساط ودخل هو وخليل كهفا لا نهاية لفضائه. وبدا كأن رياح الأرض كلها قد تجمعت هناك وراحت تتشابك وتتدافع وتصيح وتنوح. ولم يكن خليل قادرا على أن يمسك نفسه، فكان يقع ويصدم من حوله الجدران والصخور. وبدا له أن ذلك الكهف لا آخر له.

إتمام المهمة

فجأة تلاشت الأصوات كلها، وخيم في كهف الرياح سكون تام. قال الناسك: “هنا تلتقي الرياح الأربع!” ثم بسط البساط على الأرض وركبه هو وخليل. دار البساط حول نفسه دورات ثم علا وانساب في فضاء الكهف كما تنساب الريح.

كانت السحابة الخضراء بباب كهف الرياح تنتظر. وكان الحائك يفكر في طريقة لإبعادها عنه. فطلب منها أن تحمله إلى منزله في وادي العناكب. تذكرت السحابة أن الحائك خرج من وادي العناكب مطرودا. فساورها الشك، وارتفعت به فوق الأرض لكنها توقفت في مكانها العالي ولم تطر. طلب الحائك من السحابة أن تطير، فلم تفعل فغضب غضبا شديدا، وخبطها بقدمه خبطة قوية. زعقت السحابة به بصوت راعد قائلة: “أتظنني حمارا؟ تركبني وتضربني!” ثم قذفت به في الهواء، فطار ووقع فوق بعض الأشجار وهو يتوجع.

خرج الناسك بالبساط من فتحة الكهف، وحلق في الفضاء وراح يرتفع ويرتفع. كان يريد أن يتخلص من خليل، ووجد أن تلك فرصته. فاستدار ووقف وراءه ودفعه بيديه الاثنتين دفعة قوية. سقط خليل في الفضاء وراح يهوي ويهوي، وسمعت السحابة صراخه، فعجلت إليه، لكنها كانت تخاف أن تصل متأخرة. في هذه اللحظة هبت ريح قوية جرفته نحوها، فحملته وطارت به.

اختلاف الإخوة

اجتمع الإخوة الأربعة، الغزال والصباغ والحائك والناسك، حول البساط الطائر. قال الغزال: “هذا البساط لي، فهو لا يطير إلا بالخيوط التي جمعتها!” وقال الصباغ: “بل هو لي، فهو لا يطير إلا بالألوان التي استخرجتها!” وقال الحائك: “بل هو لي، فهو لا يطير إلا بالنسج الذي نسجته!” وقال الناسك: “بل هو لي، فهو لا يطير إلا بالرياح التي سعيت إليها.”

اختصم الإخوة وتصايحوا وتماسكوا وتشابكوا. وظلوا على خصامهم أياما وأياما. وبينما كانوا ذات يوم يتشاجرون، ارتفع البساط الطائر وطار. فمن صفة البساط الطائر أن يرتفع ويطير، وكذلك صفة السحاب وطموح الشباب.

ظل البساط الطائر يطير أياما، ودخل مرة في سحابة. أتعرف أي سحابة كانت تلك؟ أتعرف من كان عليها؟ كانت تلك السحابة الخضراء، وكان خليل لا يزال عليها يحلق ويرى العالم. خرج خليل من السحابة راكبا على البساط الطائر، فلوح للسحابة بيديه، ورآها تبتسم له.

العودة إلى المنزل

مر خليل على بساطه الطائر فوق منزله، فأحس بشوق شديد إلى بيته وسريره. لكنه لم يعرف كيف يهبط بالبساط. فاقترب من حافته وراح يصيح ويمد جسده صوب منزله ويلوح بيديه. فجأة انزلق وراح يهوي في الفضاء. وقبل أن يصل إلى الأرض وجد نفسه مرة ثانية فوق البساط الطائر الذي كان لاحقه. دخل خليل غرفته من الشباك الذي خرج منه، وأحس برغبة في النوم، بعد أن بدا له أن رحلته استغرقت شهورا. فصعد إلى سريره ونام.

استيقظ صباحا، فعجب كيف أن كل شيء حوله كان لا يزال على حاله. ثم تذكر ما سمعه من السحابة من أنه قد يعيش في عالم السحاب عاما كاملا، ولا يكون قد مر من عمر الأرض لحظة واحدة. لكنه فرك عينيه، وقال: “أيكون ما رأيته كله حلما من الأحلام؟” نزل من سريره ومشى إلى القاعة المجاورة. وهناك وقف مطمئنا سعيدا، فقد رأى البساط ذا الألوان الساحرة والنسج العجيب معلقا على الجدار.

معرض الصور (قصة فارس السحاب)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى