قصة علاء الدين والمصباح السحري
ملخص قصة علاء الدين والمصباح السحري
في قديم الزمان، كان خياط فقير يدعى مصطفى يعيش مع ابنه علاء الدين في بلاد الصين. تمنى مصطفى أن يعلمه ابنه الخياطة، لكنه كان مولعًا باللعب فقط. مرض مصطفى وتوفي، تاركًا زوجته تعمل وحدها لتعيل الأسرة. جاء ساحر متنكر في هيئة عم علاء الدين وأقنعه بمساعدتهم، حيث أخذه في مغامرة للحصول على مصباح سحري من كهف مخفي.
نزل علاء الدين إلى بئر مظلمة، ووجد المصباح محاطا بجواهر نفيسة وجمع ما استطاع منها. عندما طلب الساحر المصباح، رفض علاء الدين إعطاءه إياه قبل أن يخرج من البئر. غضب الساحر وحبس علاء الدين في البئر. بفضل خاتم سحري، استدعى علاء الدين خادم الخاتم الذي أنقذه وأعاده إلى بيته.
بدأت حياة جديدة لعلاء الدين وأمه، حيث لبي خادم المصباح جميع طلباتهما. وقع علاء الدين في حب أميرة وعزم على الزواج منها. بعد عدة تحديات ومواقف، وافق الملك على زواجهما. بفضل خادم المصباح، بنى علاء الدين بيتا جميلا قرب قصر الملك ليعيش فيه مع الأميرة.
لكن الساحر الشرير عاد بخطة للاستيلاء على المصباح. تنكر كبائع مصابيح يقايض المصابيح الجديدة بالعتيقة. أسرت الأميرة المصباح واستبدلته. استغل الساحر الفرصة ويتخذ خادم المصباح الذي حمل البيت وكل ما فيه إلى مكان بعيد في إفريقيا.
عندما اكتشف الملك والملكة اختفاء البيت، عاد علاء الدين وأدرك الأمر، واستدعى خادم الخاتم للوصول إلى مكان البيت. بمساعدة الأميرة، وضعت في كأس الساحر مشروبا ليجعله يسقط ميتا. بعد موت الساحر، استعادت المصباح البلاط وطلب من خادم المصباح إعادة البيت إلى مكانه الأصلي.
عاد بيت علاء الدين إلى موضعه الأصلي، واستقبلت الأسرة والملكة والأميرة وعاشوا جميعا في سعادة وسرور مدى الحياة.
قصة علاء الدين والمصباح السحري مكتوبة
في قديم الزمان، كان يعيش في بلاد الصين خياط فقير جدا اسمه: مصطفى. وكان لهذا الخياط ولد اسمه: علاء الدين. وقد رغب مصطفى أن يتعلم ابنه أصول الخياطة وصنع الملابس، حتى يعاونه في مهنته.
حياة علاء الدين
ولكن علاء الدين لم يتعلم إلا اللعب فقط وما لبث أبوه أن مرض مرضا شديدا، ثم مات. فكان على أم علاء الدين المسكينة أن تنهض بالعمل كله. قالت لابنها: “أتمنى لو أنك تساعدني قليلا من حين إلى آخر”. ولكنه لم يعر كلامها أدنى اهتمام.
وفي ذات يوم بينما كان علاء الدين يلعب في الشارع، اقترب منه رجل، وكلمه قائلا: “هل تعرف مصطفى الخياط؟” قال علاء الدين: “إنه والدي. ولكنه توفي. هل تعرفه؟” قال الرجل: “كيف لا أعرفه؟ إنه أخي”. قال علاء الدين: “إذا، يجب أن تكون أنت عمي”. أجاب الرجل: “نعم، أنا عمك. والآن وقد وجدتك فإن علي أن أمد يد العون لك ولوالدتك”.
ثم أردف عم علاء الدين قائلا: “هذه بعض النقود. عدها لأمك، وأبلغها أنني سأقوم بزيارتها في أقرب فرصة”.
وفي اليوم التالي، شاهد علاء الدين الرجل مرة ثانية، فأبلغه هذا أنه سيأتي لتناول طعام العشاء معه ومع والدته في تلك الليلة، وأعطاه مبلغا آخر من النقود لشراء بعض أطايب الطعام من أجل العشاء. وأخذ علاء الدين الدراهم، وأسرع بها إلى أمه في البيت.
زيارة العم
ولما قدم الرجل إلى دارهم قالت أم علاء الدين: “لم أكن أعلم أن لزوجي أخا ولا أذكر أنه حدثني عنك في يوم من الأيام”. ولم يكن الرجل في الحقيقة عما لعلاء الدين، وإنما كان ساحرا. قال الساحر: “لقد غادرت البيت منذ زمن بعيد. وبما أني قد عدت الآن فإني أريد أن أساعدكما أنتما الاثنين”.
ثم التفت إلى علاء الدين فسأله قائلا: “ماذا تعمل أنت؟” أجابت أم علاء الدين: “إنه لا يعمل شيئا. بل يقضي وقته كله في اللعب مع الأولاد طوال النهار”. قال العم الساحر: “لقد آن الأوان لكي تقوم بعمل ما. هل ترغب في أن أشتري لك حانوتا تديره وتعمل فيه؟” قال علاء الدين: “نعم، أرغب في ذلك كثيرا”.
وفي صباح اليوم التالي أخذ الساحر علاء الدين معه إلى السوق لشراء بعض الحاجات قائلا: “سأبتاع لك أولا بعض الثياب الجديدة يا علاء الدين”. وارتدى علاء الدين ثيابه الجديدة، وفرح بها فرحا شديدا هو وأمه.
النزهة والحديقة
وفي اليوم التالي، ذهب في نزهة مع الساحر، فشاهدا الدور الجميلة، تحيط بها الحدائق الجميلة. وقد أعجبت علاء الدين، فوعده الساحر بأن يشتري له مثلها ذات يوم. وأردف قائلا: “ولكن دعنا نجلس الآن لنستريح قليلا، ونتناول شيئا من الطعام، فقد مشينا طويلا”. وكان لدى الساحر صرة ملأى بالفطائر والحلوى.
فأكل منها علاء الدين ما استطاع أن يأكل. ثم قال له الساحر: “أريد الآن أن نرى أجمل حديقة بين هذه الحدائق جميعا، قبل أن تعود إلى البيت”.
قال علاء الدين: “وهل تبعد كثيرا؟ فما أظن أنني قادر على أن أمشي أكثر مما مشيت”. قال الساحر: “سنصل إليها في دقائق”. وهكذا واصلا سيرهما فترة من الزمن، ثم صاح الساحر: “قف. هذا المكان هو الذي نقصده”.
قال علاء الدين، وهو ينظر إلى ما حوله: “ولكني لا أرى أية حديقة”. أجاب الساحر: “سترها في الحال ولكن لا بد أن توقد نارا قبل كل شيء. هيا، اجمع لي بعض العيدان اليابسة”. وأشعل الساحر النار ورمى عليها شيئا من جيبه، فارتفع منها دخان أسود.
الصخرة الغامضة
ولم تمض لحظة حتى شاهد علاء الدين صخرة كبيرة تحت قدميه، تتوسطها حلقة مربوطة بها. قال الساحر: “هيا، شد هذه الحلقة يا علاء الدين”. وشد علاء الدين الحلقة بكلتا يديه وتزحزحت الصخرة من مكانها، وإذا هي ليست سوى غطاء لبئر عميقة تحتها. كانت الظلمة حالكة داخل البئر، فلم يرق هذا المنظر لعلاء الدين.
ولكن الساحر صاح به قائلا: “يجب أن تنزل إلى البئر”. فسأله علاء الدين: “وهل ستتبعني أنت؟” قال الساحر: “كلا، كلا، يجب ألا ينزل أحد سواك ولكنك إذا نفذت كل ما أقوله لك، فإنك ستصبح غنيا جدا”. قال علاء الدين: “حسنا، سأنفذ كل ما تأمرني به، فماذا تريد أن أفعل الآن؟” أجاب الساحر: “إذا نزلت في هذه البئر فإنك ستجد بابا افتحه. وامض في طريقك. بعد ذلك، ستجد أمامك كهفا واسعا جدا، وستجد في الكهف عددا من الصناديق الملأى بالنقود، فلا تمسسها، ولا تأخذ شيئا منها”.
وسأل علاء الدين: “كيف يمكن أن أكون غنيا إذا لم آخذ شيئا منها؟” أجاب الساحر بغضب: “نفذ ما أقوله لك. يجب أن تواصل السير حتى تصل إلى كهف ثان، ثم إلى كهف ثالث، وهناك ستجد صناديق ملأى بالذهب والفضة ولكن حذار أن تأخذ شيئا منها”.
الحديقة والمصباح
وعندما تخرج من الكهف الأخير فإنك سترى أمامك حديقة رائعة. وفي نهاية الحديقة، ستجد منضدة عليها مصباح. كل ما أريده منك أن تحمل ذلك المصباح وتأتى به لي. وأردف الساحر قائلا: “تستطيع أن تتناول ما شئت من تلك الحديقة”. ثم خلع من إصبعه خاتما، وقدمه إلى علاء الدين قائلا: “هذا الخاتم يمكن أن ينفعك إذا ما احتجت إلى مساعدة. والآن، امض في طريقك”.
ونزل علاء الدين في تلك البئر المظلمة، ومضى في العتمة يهبط، ثم يهبط إلى أسفل، كان كل شيء هناك كما قال الساحر بالضبط. ورأى أمامه الكهف، وصناديق النقود فيه، ولكنه لم يأخذ شيئا منها. وفي الكهف الثاني، كانت صناديق الذهب والفضة كما حدثه عمه تماما، ولم يمس شيئا منها.
ثم إنه مضى في طريقه حتى اجتاز الباب الذي يفضي إلى الحديقة. وهنا رأى المصباح، فأخذه، ثم ألقى نظرة على ما حوله، فماذا رأى؟ على كل شجرة من تلك الأشجار رأى أشياء كأنها نيران صغيرة تتوهج. ولم تكن في الحقيقة سوى جواهر نفيسة، باهرة الأضواء، جواهر من كل الألوان: فيها الحمراء، والزرقاء، والخضراء، والذهبية، والبيضاء. كان عددها هائلا.
العودة إلى الساحر
ووضع المصباح جانبا، ثم اقترب من تلك الجواهر وأخذ منها كل ما استطاع حمله. وبقي الكثير من الجواهر معلقا على الأغصان في الحديقة. قال علاء الدين في نفسه: “سأعود مرة ثانية في يوم من الأيام، أما الآن، فعلى أن آخذ هذا المصباح إلى عمي”.
وهكذا غادر علاء الدين الحديقة، وعاد أدراجه من حيث أتى. ولما وصل إلى فتحة البئر، رأى الساحر في انتظاره هناك. فناداه قائلا: “ساعدني على الخروج من هذه البئر أرجوك”. قال الساحر: “أعطني المصباح الذي تحمله أولا وعندها يمكنك أن تستخدم كلتا يديك وتخرج”. أجاب علاء الدين: “كلا، لن أعطيك المصباح إلا عندما أخرج”.
وحين رأى الساحر أن علاء الدين لن يسمح له بأن يحصل على المصباح أولا، غضب غضبا شديدا. وسرعان ما تناول شيئا من جيبه، وألقاه مرة ثانية على النار، وهمهم ببضع كلمات سحرية؛ فتحركت الصخرة على الفور، وعادت إلى مكانها، وغطت فتحة البئر. وأصبح علاء الدين محبوسا تحتها، فلم يتمكن من الخروج. وأخذ يصيح: “يا عمي، يا عمي سأعطيك المصباح في الحال إذا أعنتني على الخروج من هنا…”. ولكن الساحر كان قد اختفى.
الصراخ والتوسل
ولما وجد علاء الدين أن صراخه لن ينفعه في شيء، حاول أن يعود إلى الحديقة، ولكن باب الحديقة كان مقفلا، ولم يستطع أن يفتحه. جلس على الأرض وحيدا في العتمة، يبكي، والجو باردا رطبا من حوله. طوال ثلاثة أيام لم يذق طعاما ولا شرابا. قال في نفسه: “وددت لو أن لدي شعلة من نار أتدفأ بها”، وفرك يديه من البرد. وفي أثناء ذلك، فرك الخاتم الذي أعطاه إياه الساحر. ودمدم صوت في تلك الظلمة قائلا: “ماذا تريد؟ أنا خادم هذا الخاتم، كلما فركته بيدك حضرت في الحال، ونفذت كل ما تطلب”.
هتف علاء الدين متوسلا: “خذني إلى بيتنا، أرجوك”. وما كاد يتم كلامه حتى وجد نفسه في البيت. صاحت أمه: “هأنتذا هنا أخيرا. كنت أظن أني قد فقدتك إلى الأبد”. أسرعت فقدمت له شيئا من الطعام والشراب، ثم تركته يذهب إلى فراشه وينام.
في اليوم التالي قالت له: “لم يبق في بيتنا شيء من الطعام نفتات به، فيجب علي أن أشتغل لأحصل على بعض النقود”. قاطعها علاء الدين قائلا: “إنني جائع، لا أستطيع الانتظار. سأذهب إلى الحانوت، وأبحث عن رجل أعرفه هناك، وأطلب إليه أن يشتري مني هذا المصباح”.
كشف سر المصباح
قالت أمه: “ولكن هذا المصباح يبدو عتيقا جدا. دعني أمسحه وأجلوه قليلا، وسأجعله يبدو كأنه جديد، وعندها سيكون ثمنه أغلى”. تناولت المصباح، ولم تكد تدعكه حتى انطلقت سحابة من الدخان الأسود، وانتصب أمامها رجل غريب الهيئة. انحنى الرجل، وخاطبها قائلا: “أنا خادم المصباح”.
قفزت أم علاء الدين مذعورة، وسقط المصباح من يدها. قال لها ابنها، وهو يلتقط المصباح من الأرض: “لا تخافي يا أمي، ليس هناك ما يفزع”. أردف الرجل ذو الهيئة الغريبة قائلا: “هذا المصباح الذي تمسكين به هو مصباح سحري، كلما فركه أحد حضرت في الحال، وحققت له كل ما يطلبه”.
كان علاء الدين وأمه جائعين جوعا شديدا، فلم يتذكرا سوى الطعام والشراب. قال علاء الدين: “نرجوك أن تحضر لنا شيئا نأكله”. وما كاد خادم المصباح يصفق بيديه حتى انتصبت مائدة شهية أمام الصبي وأمه. كانت المائدة عامرة بكل صنف من أصناف الطعام الفاخر الذي يخطر بالبال، وكانت الأكواب والصحون كلها من الذهب. ولم يلبث خادم المصباح أن توارى، تاركا علاء الدين وأمه ينعمان بالوليمة الفاخرة ويستمتعان بها.
اللجوء إلى المصباح
ولما فرغ علاء الدين وأمه من الطعام قال: “سأخذ هذه الصحون إلى الحانوت وسأبيعها، وما أشك أن ثمنها سيكفينا مؤونة العيش فترة طويلة من الوقت”. وهكذا عاش الصبي وأمه مدة من الزمن في رغد وسعادة. كان لديهما كل ما يرغبان ويشتهيان.
ثم أتى عليهما وقت استنفدا فيه كل ما يملكان من نقود، فقال علاء الدين في نفسه: “يجب أن ألجأ إلى المصباح، فأدعكه مرة ثانية”. فرك مصباحه، فانتصب خادم المصباح، وأعطاه كل ما احتاج إليه هو وأمه. وهكذا كانا يفعلان كلما ضاق بهما العيش، يفركان المصباح، فيحقق لهما خادم المصباح كل ما يطلبان.
سر السعادة
وسارت الأمور على هذا المنوال طوال ثلاث سنوات أو أربع. في هذه الأثناء، نما علاء الدين واشتد عوده، وأصبح شابا وسيما جميل الخلق والخلق.
بينما كان علاء الدين يتمشى في الشارع ذات يوم، شاهد أميرة على ظهر جوادها تمر من هناك. وما كاد يراها حتى وقع في حبها. لقد كانت أجمل فتاة شاهدها في حياته. عاد إلى أمه وقال: “أريد أن أتزوج الأميرة”. أجابت الأم: “ولكن لا بد من موافقة الملك. الجواهر التي لدينا يمكن أن نقدمها هدية بهذه المناسبة”.
طلب الزواج من الملك
أخذت الأم صرة ملأى بالجواهر النفيسة، وقدمتها للملك قائلة: “ابني يحب الأميرة يا مولاي. وقد بعث إليكم بهذه الهدية”. هتف الملك قائلا: “يالها من جواهر مدهشة! ينبغي أن يكون ابنك رجلا من علية القوم”.
وقد وافق الملك على أن يتزوج علاء الدين الأميرة، وأعطى وعدا قاطعا بهذا الشأن. عادت أم علاء الدين بسرعة إلى البيت لتبشر ابنها بالأخبار السارة. ولكن رجلا غنيا جدا سمع هذه الأنباء، فأسرع إلى الملك قائلا: “ابني سيعطيك من المال أكثر مما يعطيك أي إنسان آخر إذا سمحت له أن يتزوج ابنتك”. في اليوم التالي، أخبر الناس أن الأميرة ستتزوج ابن الرجل الغني. ما كاد علاء الدين يسمع هذا الخبر حتى هرع إلى المصباح ودعكه بيده، فخرج خادم المصباح، بغضب.
انتقام علاء الدين
قال له علاء الدين: “احضر لي الأميرة، وابن الرجل الغني، في الحال”. وفي الحال، أتى بهما الخادم الأمين، فوضع ابن الغني في غرفة مظلمة؛ وخاطب علاء الدين الأميرة قائلا: “لا تخافي؛ لقد أتيت بك إلى هنا لأخبرك أن والدك قد وعد وعدا قاطعا بأن تتزوجيني”. وشرح للأميرة مقدار حبه لها، وتعلقه بها. ثم عاد خادم المصباح بالأميرة، وابن الغني مرة ثانية إلى قصر الملك.
هذه الحادثة أنزلت الرعب في قلب ابن الغني. فقال لوالده وللملك: “لقد غيرت رأي. إنني لا أريد الزواج من الأميرة بعد الآن”. رجع الخادم، ليقص على علاء الدين ما حدث. عندئذ، قال علاء الدين للخادم: “هيا أحضر لي عددا كبيرا من أكياس الذهب والجواهر الثمينة، وذهب بعض الخدم ليحملوها إلى الملك. في الطريق إلى القصر، ستوزع أمي النقود على الناس جميعا”.
الموكب الذهبي
وانطلق الموكب: علاء الدين، وأمه، والخدم، إلى قصر الملك. كان الناس يتراكضون وراءهم، طوال الطريق، ليأخذوا النقود التي كانت أمه تنثرها يمينا وشمالا. وما كاد الملك ينظر إلى ما في الأكياس من ذهب وجواهر براقة، حتى هتف قائلا: “لم أشاهد في يوم من الأيام جواهر مدهشة كهذه”. قالت أم علاء الدين: “والآن، هل تأذن للأميرة بأن تتزوج ابني؟” أجاب الملك: “نعم، قولي لابنك يحضر إلينا في الحال”.
وقبل أن يذهب علاء الدين لمقابلة الملك، فرك المصباح، وقال للخادم: “هين لي ثيابا جديدة مصنوعة من أفضل نسيج على وجه الأرض، وحصانا أبيض من أجود الخيول”. حين اعتلى علاء الدين ظهر الحصان، بدا كأنه أمير حقا. وما كادت الأميرة تراه حتى وقعت في حبه على الفور.
الاستعداد للزواج
قال علاء الدين: “قبل أن أتزوج الأميرة يجب أن يكون لي بيت آخذها إليه، فأين ترغبون أن يكون هذا البيت ؟ “أجاب الملك: “يمكنك أن تبني بيتا قريبا من القصر، فإن الملكة تحب أن تعيش ابنتها إلى جوارها”. قال علاء الدين: “سيكون ما تريدون “. عاد علاء الدين إلى البيت، تعمره السعادة. في تلك الليلة، فرك المصباح، وقال للخادم: “ابن لي أجمل بيت شاهده إنسان حتى الآن. يجب أن تفرشه بأجمل الأسرة، والكراسي، والمناضد، وتزينه بأروع الصور الفنية، ولاتنس أن تضع أزهارا جميلة في كل الغرف”.
انصرف الخادم على الفور لينفذ كل ما طلبه علاء الدين. في صبيحة اليوم التالي، أقيم البيت في المكان المحدد، وكان أجمل بكثير من قصر الملك نفسه. كل ما يحتويه كان من الأشياء النمينة النادرة. وهكذا تزوج علاء الدين الأميرة، وذهبا معا ليعيشا في مسكنهما الجديد.
الساحر يعود
مرت سنة أو سنتان والعروسان الشابان في أحسن حال. في ذات يوم، عاد الساحر. ولما وجد أن علاء الدين ما يزال على قيد الحياة، وأنه قد أصبح أميرا، امتلأ صدره غيظا، وقال في نفسه: “ينبغي أن يكون قد حصل على ذلك كله بفضل المصباح السحري معه. فلا بد أن أستعيده منه بأي ثمن “. فكّر الساحر طويلا طويلا… وفجأة خطرت له فكرة بارعة؛ فذهب إلى أحد الحوانيت، واشترى عدة مصابيح جديدة، وأخذ يطوف في الشوارع مناديا.
قال: “من يستبدل مصابيح جديدة بمصابيح عتيقة؟” ولما سمعت ربات البيوت نداء الساحر خرجن مسرعات من بيوتهن، لكي يدفعن إليه بمصابيحهن العتيقة، ويأخذن بدلا منها مصابيح جديدة. كن مسرورات جدا بتلك الصفقة. في هذه الأثناء، خرجت إحدى مرافقات الأميرة لكي تسأل عن سبب تلك الضجة التي تسمع في الخارج.
تسليم المصباح
لم تلبث أن عادت مسرعة، وأطلعت سيدتها على ما يجري. قالت الأميرة في نفسها: “عند علاء الدين مصباح عتيق في حجرة نومه، وسيكون مسرورا بالتأكيد إذا ما حصل على مصباح جديد بدلا منه”. لم تكن الأميرة تدري أنه مصباح سحري، لذلك لم تتردد في تسليمه للساحر لقاء واحد جديد. وسرعان ما فر الساحر إلى حيث لا يستطيع أحد أن يراه، ودعكه دعكة فانتصب الخادم، وأمره الساحر قائلا: “خذ بيت علاء الدين، وكل ما يحتويه، وانقله بعيدا بعيدا من هنا. خذه إلى إفريقيا”.
نفذ الخادم الأمر. وأصبح القصر وكل ما يحتويه بعيدا في إفريقيا.
غضب الملك
ولما أشرقت الشمس في صبيحة اليوم التالي، تطلع الملك والملكة فلم يشاهدا أثرا لبيت علاء الدين في جوارهما. وراحا يتساءلان: “أين يمكن أن يكون يا ترى؟” لم يستطع أحد أن يجيب عن سؤالهما واحتارا ماذا يفعلان؟ والحق أنه لم يكن في مقدورهما أن يفعلا شيئا.
صرخ الملك غاضبا: “أين علاء الدين؟ اقبضوا عليه في الحال وأتوني به”. وانطلق رجال الملك في كل ناحية يبحثون عن علاء الدين. وأخيرا وجدوه فأنزلوه عن ظهر جواده، واقتادوه إلى الملك.
صاح الملك: “أين الأميرة؟” أجاب علاء الدين: “إنها في البيت”. سأل الملك: “ولكن أين بيتك؟” قال علاء الدين مستغربا: “ماذا تعني؟” لاحظ علاء الدين بعدئذ أن بيته غير موجود في مكانه ولا أثر له هناك. صاح الملك مرة أخرى: “أعد الأميرة وإلا كان جزاؤك الموت”.
خطة علاء الدين
خرج علاء الدين مسرعا ليحضر مصباحه، ولكنه لم يستطع أن يعثر عليه، لأن بيته لم يعد له من أثر. جلس حزينا يفكر وتذكر خاتمه السحري. ففركه بيده، وأمر خادم الخاتم أن يأخذه إلى الأميرة. ما هي إلا لحظة حتى كان علاء الدين في بيته مع الأميرة.
قصت عليه الأميرة قصة العجوز بائع المصابيح وكيف استبدلت بالمصباح العتيق مصباحا جديدا. عندئذ قال علاء الدين: “هذا الرجل يدعي أنه عمي، ولكنه ليس في الحقيقة إلا ساحرا شريرا. ويجب أن أستعيد المصباح منه بأسرع ما يمكن”. ثم ناول الأميرة حقا صغيرا، وقال لها: “في هذه الليلة، عليك أن تدعي الساحر إلى العشاء، وفي غفلة منه أفرغي هذا الحق في كأسه. ولكن احذري أن تضعي شيئا منه في كأسك أنت”.
نهاية الساحر
جاء الساحر إلى العشاء، ونفذت الأميرة ما قال لها علاء الدين. ولما شرب الساحر من كأسه، سقط ميتا، ووقع المصباح على الأرض. التقطه علاء الدين ودعكه دعكة. وما كاد خادم المصباح يظهر حتى هتف قائلا: “أعد بيتنا وما فيه على الفور إلى حيث كان من قبل”.
في صباح اليوم التالي، أطل الملك من شرفة قصره، فكاد يطير سرورا برؤية بيت علاء الدين وقد عاد إلى موضعه كما كان سابقا. ثم التفت إلى الملكة، وهو أشد التأثر، قائلا: “أنظري، لقد عادت الأميرة وعاد علاء الدين”. انطلقوا جميعا بأقصى سرعة، وركضت الأميرة لمقابلتهم، وصاحت: “أنا سعيدة جدا بعودتي إليكم. هيا بنا نذهب للقائهما في الحال”.
نهاية سعيدة
قالت الأميرة: “لقد خطفني ساحر شرير، وأنقذني منه زوجي العزيز الذي أحبه حبا شديدا، وينبغي أن تحبوه أنتم أيضا”. وعد الملك والملكة بتحقيق طلب الأميرة، وعاشوا جميعا في رغد وسعادة مدى الحياة.
معرض الصور (قصة علاء الدين والمصباح السحري)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث