قصة عازفو بريمن
ملخص قصة عازفو بريمن
في قرية صغيرة بالقرب من مدينة بريمن الألمانية، كان هناك حمار عجوز يخدم صاحبه لسنوات طويلة في حمل الأكياس الثقيلة، حتى بلغ به التعب ولم يعد قادراً على العمل. قرر الحمار الهرب إلى بريمن ليحقق حلمه في الانضمام لفرقة موسيقية. في طريقه، التقى بكلب طاعن في السن، وديك مهدد بالذبح، وقطة كسولة عجوزة؛ كانوا جميعاً يعانون من نفس المصير البائس، فاتفقوا على الذهاب معاً إلى بريمن لتشكيل فرقتهم الخاصة.
في طريقهم، وحين حلول المساء، اضطر الأصدقاء لقضاء الليل في غابة، حيث لمح الديك ضوءاً بعيداً. قادتهم خطواتهم إلى بيت يملكه لصوص يحتفلون بموائد مليئة بالطعام. قرر الأصدقاء الأربعة إخافة اللصوص بخطة ذكية، فصعدوا بعضهم فوق بعض، وبدأوا بإطلاق أصواتهم المختلفة: نهق الحمار، نبح الكلب، مواءت القطة، وصاح الديك، في صخب مدوٍ أرعب اللصوص، مما جعلهم يهربون من البيت ظانين أنه مسكون بالوحوش.
دخل الأصدقاء إلى البيت واستمتعوا بالطعام والدفء، وقرروا البقاء هناك للأبد. عندما حاول أحد اللصوص العودة لاستكشاف الأمر، هاجمته القطة والكلب، ثم رفسه الحمار وصاح الديك، مما زاد من رعبه وأخبر قائده بحكاية مرعبة عن “الوحوش” في البيت. وهكذا تخلص الأصدقاء من اللصوص نهائياً وقرروا العيش في سعادة وأمان في المنزل، دون أن يصلوا أبداً إلى مدينة بريمن، محققين حلمهم في العزف معاً بطريقتهم الخاصة.
قصة عازفو بريمن مكتوبة
في ألمانيا، مدينة كبيرة تُسمى بريمن. وبالقرب من بريمن، قرية صغيرة. وعاش في هذه القرية، منذ زمن طويل، رجل له حمار.
وكان الحمار يقوم بأعمال شاقة لعدد كبير جداً من السنين؛ فقد كان يحمل كل يوم أكياساً ثقيلة من الغلال لتُطحن دقيقاً. غير أنه لما كبر في السن، أصبحت أكياس الغلال ثقيلة إلى درجة لا يحتملها. عند ذلك، أخذ الرجل يفكر: لماذا يستمر في إطعام حمار ليست له قدرة كافية على العمل من أجله؟
عرف الحمار ما كان يفكر فيه الرجل، ولهذا قرر الهرب. أحب الحمار الموسيقى، وأراد أن يصبح عازفاً. وتأكد أن مدينة كبيرة مثل بريمن لا بد أن يكون لها فرقة موسيقية. وظن أنه ربما استطاع أن يكسب قوته بالانضمام إلى العازفين في الفرقة. ولهذا، بدأ رحلته إلى بريمن.
لقاء الحمار بالكلب
وقبل أن يقطع مسافة طويلة، رأى كلباً راقداً بجانب الطريق. وكان يبدو الكلب متعباً، وكان يلهث كما لو كان قد جرى سباقاً.
فسأله الحمار: “والآن أيها الكلب المسكين! ماذا حدث لك؟”
فأجاب الكلب: “آه! لقد بلغت من الكبر حداً لا أستطيع معه الصيد. وصاحبي يخطط لقتلي، ولهذا هربت. لكنني لا أعرف كيف أكسب قوتي.”
فسأله الحمار: “لماذا لا تنضم إلي؟ أنا أيضاً هربت من صاحبي، وعن قريب سأبلغ من الكبر حداً لا أستطيع معه أن أحمل الغلة، ولا يريد صاحبي أن يطعمني بعد ذلك. فأنا أفكر في الذهاب إلى بريمن لأصير أحد موسيقي المدينة. لماذا لا تأتي معي؟ سأعزف أنا على العود، ويمكنك أن تقرع الطبول.”
وافق الكلب، واتخذ كل منهما طريقه إلى بريمن.
لقاء الحمار والكلب بالقطة
وقبل أن يسيرا بعيداً، رأى الحمار والكلب قطة جالسة بجانب الطريق، وعلامات الألم والحزن تكسو وجهها.
فسألها الحمار: “والآن يا ذات الشوارب المسكينة، ماذا أصابك؟”
أجابت القطة: “آه! الآن وقد كبرت سني، فليست أسناني حادة، وأصبح من الصعب علي جداً أن أقبض على الفئران. وفي الحقيقة، أفضل أن أرقد أمام النار على أن أمسك الفئران. ولما كنت لا أستطيع بعد الآن أن أقبض على الفئران، تفكر صاحبتي في إغراقي، ولهذا هربت. غير أني لا أعرف كيف يمكنني أن أكسب قوتي.”
فسألها الحمار: “لماذا لا تصحبيننا؟ لقد هرب كل منا من صاحبه، ونعتزم الذهاب إلى بريمن لنصبح من موسيقي المدينة. ولا بد أنك اعتدت الغناء ليلاً. فلماذا لا تأتين معنا؟”
وافقت القطة، وبدأ ثلاثتهم رحلتهم في الطريق إلى بريمن.
لقاء الأصدقاء بالديك
ولم يمضِ زمن طويل حتى وصل المسافرون الثلاثة إلى فناء مزرعة، وكان هناك ديك عند مدخل الفناء يصيح بأعلى صوته.
فسأله الحمار: “والآن، أيها الديك المسكين! ماذا حصل لك؟ إن صياحك كان عالياً إلى درجة تصم أذني.”
فأجاب الديك: “آه! سوف يزورنا ضيوف لتناول الغداء يوم الجمعة، وتعتزم صاحبتي أن تقدم حساء دجاج، وسوف أُذبح غداً ليُصنع بي الحساء. ولهذا أنا أصيح بأعلى ما أستطيع وأنا لا أزال قادراً على الصياح.”
فأجاب الحمار: “لا تحزن، أيها الديك المسكين، فلا ضرورة لموتك الآن. لماذا لا ترافقنا؟ إننا ننوي الذهاب إلى بريمن لنصير من موسيقيي المدينة، ولك صوت جميل. ولهذا لابد أنك تستطيع مساعدتنا. فلماذا لا تصحبنا؟”
وافق الديك، وواصل الأربعة السير في الطريق إلى بريمن.
الليلة في الغابة
ولما لم يستطع المسافرون الأربعة أن يصلوا إلى مدينة بريمن في نفس ذلك اليوم، اتفقوا على قضاء الليلة في غابة. فرقد الحمار والكلب تحت شجرة، واستقرت القطة في الفروع السفلى للشجرة، وطار الديك إلى أعلى فرع في الشجرة حيث ظن أنه سيكون في أأمن مكان.
نظر الديك قبل أن يستسلم للنوم في كل اتجاه حوله، وظن أنه رأى على مسافة بعيدة منه ضوءاً ضئيلاً.
فنادى رفاقه قائلاً: “أظن أنني أستطيع أن أرى نوراً على بعد، فلابد أن هناك بيتاً ليس بعيداً جداً من هنا.”
فأجاب الحمار: “إذا كان الأمر كذلك، فلنذهب ونبحث عنه، لأنني غير مرتاح تماماً هنا.”
وقال الكلب: “وأنا سيكفيني قليل من العظام المكسوة ببعض اللحم.”
فبدأ الأصدقاء الأربعة رحلتهم إلى حيث الضوء الضئيل، وكلما اقتربوا منه صار أكبر وأكثر سطوعاً.
مواجهة اللصوص
وأخيراً، وصلوا إلى بيت يشع الضوء من إحدى نوافذه. ولما كان الحمار أطول الجميع، نظر إلى ما بداخل البيت من النافذة.
فسأله الديك: “ماذا ترى، أيها الحمار؟”
فأجابه الحمار: “ماذا أرى؟ أرى منضدة معدّة بأنواع شهية من الطعام والمرطبات، وبعض اللصوص يجلسون حولها يتمتعون بما عليها.”
وقال الديك: “يبدو أن ذلك هو نوع الأشياء التي نحتاج إليها.”
وقال الحمار: “آه! ليتنا نستطيع فقط أن نصل إلى ذلك الطعام.”
ثم فكر الأصدقاء الأربعة في الطريقة التي يرعبون بها اللصوص، وأخيراً اهتدوا إلى خطة.
فوضع الحمار حافريه الأمامين على حافة النافذة، وقفز الكلب إلى ظهر الحمار، وتسلقت القطة إلى ظهر الكلب، واعتلى الديك ظهر القطة. فعلوا كل هذا من غير أن يُسمع لهم صوت.
ثم أعطى الحمار الإشارة بتحريك رأسه، فبدأ الجميع يرفعون أصواتهم. نهق الحمار، ونبح الكلب، ومواءت القطة، وصاح الديك بأعلى صوته. إنك لم تسمع أبداً في حياتك مثل هذا الصوت المرعب.
وفي نفس الوقت، اندفع الأصدقاء الأربعة من النافذة مهشمين الزجاج. وما أشد الصياح الذي حدث نتيجة لهذا! فوثب اللصوص المذعورون وانطلقوا إلى الغابة.
وليمة بعد النجاح
ثم جلس الحمار، والكلب، والقطة، والديك حول المائدة، وأكلوا حتى امتلأت بطونهم. وبعد هذه الأكلة الفخمة، أطفأوا النور واستسلموا للنوم.
رقد الحمار على القش في فناء البيت، واستقر الكلب وراء الباب، وتمددت القطة بالقرب من النار، وطار الديك إلى العارضة قرب السقف. وكان الجميع متعبين لطول السير حتى إنهم استغرقوا سريعاً في النوم.
عودة اللصوص
وفي هذه الأثناء، كان اللصوص يراقبون من بعيد. فرأوا النور ينطفئ في البيت، وكل شيء بدا هادئاً في منتصف الليل. ثم بدأوا يتساءلون عن سبب الذعر الشديد الذي أصابهم.
فقال قائد اللصوص: “ما كان ينبغي لنا أن نفزع إلى هذا الحد الذي كاد يفقدنا صوابنا.” ثم أمر أحد اللصوص بالعودة إلى البيت ليرى ما بداخله.
مواجهة اللصوص مع الأصدقاء
انسل اللص إلى البيت بهدوء، فلم يسمع صوتاً، فذهب إلى المطبخ ليشعل شمعة. وفي الظلام، رأى عيني القطة تلمعان، فظنهما فحماً يتوهج في النار، فدفع شمعته نحو إحدى عينيها ليشعلها.
كرهت القطة هذا التصرف، فقفزت وأصدرت صوتاً كصوت الأفعى، ثم خدشت وجه اللص. فدُهش اللص بشدة وانطلق باتجاه الباب الخلفي، وهناك اصطدم بالكلب الذي وثب عليه وعضه في رجله.
وبينما كان يحاول الهروب في الفناء، رفسه الحمار رفسة قوية. وعندئذٍ أيقظ كل هذا الضجيج الديك، فنزل طائراً من العارضة وصاح بصوت مرتفع.
رعب اللصوص والهرب
ارتعب اللص وهرب مسرعاً عائداً إلى أصدقائه، فسأله قائد اللصوص: “ما الذي حدث لك؟”
فأجاب اللص المذعور: “يا للمصيبة! في البيت ساحرة بصقت عليّ وخدشت وجهي بمخالبها الطويلة. وهناك رجل خلف الباب طعنني بسكين في رجلي. وفي الفناء، وحش أسود ضربني وعضني، وعلى العارضة مخلوق كان يصيح، ‘أحضروا اللص هنا أمامي!’ فهربت بأسرع ما أستطيع.”
حياة جديدة للأصدقاء الأربعة
بعد هذه الحكاية المرعبة، لم يجرؤ اللصوص على الاقتراب من المنزل مرة أخرى. وقد ناسبت هذه الأجواء الأصدقاء الأربعة تماماً، فقرروا العيش معاً في المنزل بسعادة وأمان، ولم يصلوا أبداً إلى بريمن ليصيروا موسيقيي المدينة.
معرض الصور (قصة عازفو بريمن)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث