قصة صراع الوحوش

جدول المحتويات

سامي طفل فضولي يحب استكشاف المجهول. في أحد الأيام، رأى صورة لحيوان غريب في مجلة، فذهب إلى والده ليسأله عنه. أخبره الأب أن هذا الحيوان هو الديناصور، كائن عاش في عصور ما قبل التاريخ ولكنه انقرض منذ زمن بعيد. سأل سامي والده عن معنى الانقراض، فأوضح له الأب أن ذلك يحدث عندما تتوقف الحيوانات عن التكاثر وتموت تدريجيًا حتى تنقرض تمامًا.

ثم سأل سامي عن حيوان آخر مخيف في المجلة، فأجابه الأب بأنه يشبه وحيد القرن، وهو حيوان لا يأكل اللحوم ولكنه شرس ويهاجم الإنسان إذا شعر بالخطر. أثار هذا الفضول لدى سامي الذي تساءل لماذا يقتل الإنسان وحيد القرن إذا لم يكن خطرًا عليه؟ أجابه الأب بأن البشر يصطادون وحيد القرن من أجل قرنه، حيث يُعتقد أن قرنه يبطل السموم ويستخدم لصنع التحف الغالية.

انتقل الحوار إلى صيد الأفيال، وسأل سامي عن سبب حظر صيدها. شرح الأب أن الفيلة تقتل فقط من أجل أنيابها العاجية، ولكن ذلك يؤدي إلى انقراضها، خاصة أن إناث الفيلة تلد فيلاً واحداً كل بضع سنوات.

في النهاية، أكّد الأب لسامي أن عقل الإنسان هو أقوى سلاح لديه، وهو ما ساعده في مواجهة الحيوانات الضخمة في العصور القديمة باستخدام الفخاخ والحيل الذكية.

قصة صراع الوحوش مكتوبة

رأى سامي في إحدى المجلات صورة حيوان غريب، هائل الجسم، له زعانف فوق ظهره تشبه زعانف السمكة، ولكنها أكبر منها حجمًا، ونظراته مخيفة وله مخالب حادة كأنها الخناجر.

اقترب سامي من والده وسأله:

– ما اسم هذا الحيوان يا والدي؟

تأمل والد سامي الصورة ثم قال له:

– اسمه الديناصور.

وسأله سامي:

– وأين يوجد هذا الحيوان المخيف؟

قال الأب:

– إن هذه الحيوانات لا توجد الآن.. كانت موجودة في العصور القديمة التي يسمونها عصور ما قبل التاريخ، وبعد ذلك انقرضت.

معنى الانقراض

سأل سامي أباه:

– ما معنى انقرضت يا والدي؟

قال أبوه:

– أي أن عددها صار يقل رويداً رويداً ويموت الكبار منها دون أن تلد، وبذلك لم يعد لها وجود على سطح الأرض.

وتأمل سامي صورة أخرى في المجلة لرجلين يهجم عليهما حيوان مخيف وسأل والده:

– وما اسم هذا الحيوان؟

قال أبوه:

– إنه يشبه الحيوان الذي نسميه الآن بوحيد القرن، ويطلقون عليه بالعامية اسم (الخرتيت) وبعضهم يسمونه الكركدن. ولكن وحيد القرن أصغر حجماً من هذا الحيوان الذي تراه في الصورة.

سلوك وحيد القرن

سأل سامي:

– وهل وحيد القرن يأكل الإنسان؟

قال أبوه:

– كلا.. إن وحيد القرن لا يأكل اللحم أبدًا، إنه يعيش على أكل الحشائش، مثله في ذلك مثل الفيل وفرس النهر.

وسأله سامي:

– إذا كان لا يأكل اللحم فلماذا يهاجم هذين الرجلين؟

قال الأب:

– إنه حيوان شرس وعنيف، ويهاجم الإنسان إذا ما رآه… وسلاح هذا الوحش قرنه الضخم، فهو يندفع نحو الإنسان بسرعة هائلة ويغرس قرنه فيه فيقضي عليه فورًا.

قال سامي:

– إنه حيوان شرير.. لماذا يقتل الإنسان إذا كان لا يستفاد شيئاً من قتله؟

قال الأب:

– إن كل حيوانات الغابة تخاف الإنسان لأنها تعلم بغريزتها أن الإنسان يؤذيها ويقتلها، فإما أن تهرب من طريقه، وإما أن تبادر هي بمهاجمته قبل أن يهاجمها.

قيمة وحيد القرن

سأل سامي أباه:

– وهل يأكل الإنسان لحم وحيد القرن؟

قال أبوه:

– كلا، لأن لحمه قاسٍ وجلده سميك جداً، ومذاق لحمه غير طيب.

سأل سامي:

– ولماذا يقتل الإنسان وحيد القرن ما دام لا يأكل لحمه؟

قال أبوه:

– كثيرون يصطادونه من أجل انتزاع قرنه…

سأل سامي:

– وماذا يفعلون بهذا القرن؟

أجاب الأب:

– هناك اعتقاد شائع بأنه ترياق للسم. يقولون إن بعض الثعابين تنفث سمومها أحيانًا في الماء لتقتل الأسماك. فإذا ماتت السمكة طفت على سطح الماء، فيبتلعها الثعبان. لذلك تمتنع الحيوانات عن الشرب من ذلك الماء حتى يأتي وحيد القرن ويغمس قرنه في الماء فيبطل مفعول السم ثم يشرب وينصرف. فتأتي الحيوانات من بعده وتشرب هي الأخرى.

حماية الحيوانات من الانقراض

قال سامي:

– إذن هناك فائدة من صيد وحيد القرن، والإنسان لا يقتله لمجرد القتل.

قال أبوه:

– إن قرنه أيضاً تصنع منه مقابض الخناجر أو بعض التحف الغالية الثمن. ولكن ذلك كله لا يبرر قتله، وإلا انقرض ذلك الحيوان. من أجل ذلك حرموا قتله في مناطق عديدة في العالم، كما حرموا أيضاً صيد الأفيال وقتلها.

لماذا حرموا صيد الأفيال؟

سأل سامي والده:
– ولماذا حرموا صيد الأفيال؟

أجاب الأب:
– إن الفيل رغم قوته الهائلة لا يبدأ أبداً بمهاجمة الإنسان ويهرب من طريقه. أما إذا طارده الإنسان، فإنه بطبيعة الحال يدافع عن نفسه. والإنسان يقتل الفيل من أجل الحصول على نابيه.

وسأله سامي:
– وماذا يفعل الإنسان بنابيه؟

قال الأب:
– ليحصل منهما على العاج. والعاج بلونه الأبيض الجميل وملمسه الناعم ومتانته يباع بثمن غالٍ. إذ تصنع منه التحف والتماثيل الصغيرة، كما تصنع منه أيضاً مقابض الخناجر والسكاكين وبعض أدوات المكتب الفاخرة وبعض الحلي التي تتزين بها النساء.

أضرار صيد الفيل

قال سامي:
– إذن هناك فائدة من صيد الفيل، فلماذا حرموا صيده؟

قال الأب:
– الفائدة يا سامي لا تتناسب مع الضرر. من غير المعقول أن يُقتل حيوان ضخم مثل الفيل لا لشيء سوى الحصول على نابيه، وتُترك جثته الضخمة لتتعفن وتنبعث منها الروائح الكريهة، فتفسد جو الغابة وتكون سببًا في انتشار الأمراض. هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى، فإن أنثى الفيل قليلة الولادة، فهي تلد كل عامين أو ثلاثة أعوام فيلاً واحداً فقط. فإذا أبيح قتل الأفيال لهواة الصيد، فإن الأفيال ستنقرض، كما انقرض حيوان الديناصور وغيره من الحيوانات. ولا سيما أن الأسلحة الحديثة التي اخترعها الإنسان يمكنها الآن أن تقضي بسهولة على أقوى الحيوانات من مسافات بعيدة، دون أن يتعرض الإنسان للخطر. وتوجد أنواع من بنادق الصيد تصيب الحيوان إصابة قاتلة وهو على بعد مئات الأمتار من الصياد.

عقل الإنسان سلاحه الأقوى

أمسك الأب بالمجلة وأشار إلى الصورة المرسومة ثم قال لابنه:
– انظر يا سامي، في العصور القديمة لم تكن البنادق قد اخترعت بعد، ولكن عقل الإنسان كان وما زال أعظم سلاح لديه. لقد هداه عقله في العصور القديمة إلى صنع الرماح والحراب. في هذه الصورة، يهاجم الإنسان الديناصور بالحربة، وفي الصورة الثانية يشترك رجلان في مهاجمة وحيد القرن؛ أحدهما يمسك خنجراً، والآخر فأساً. وفي صورة أخرى، يستعمل رجل حربة لصيد سمكة كبيرة، بينما يستعمل الآخر رمحاً ليصطاد الطيور الكبيرة.

سكت والد سامي قليلاً ثم قال:
– وكما قلت لك، عقل الإنسان هو أقوى سلاح يملكه. لقد أدرك الإنسان أن الأسد لا يمكنه تسلق الأشجار، فكان إذا أراد أن يرتاح وهو في منطقة تكثر فيها الأسود، يتسلق شجرة ويجلس على غصن غليظ. فتَمرّ الأسود من تحته وهو مطمئن، لعلمه بأنها لن تصل إليه.

مواجهة وحيد القرن

سأل سامي والده:
– هل يمكن لوحيد القرن أن يتسلق الأشجار؟

أجاب الأب:
– كلا، ولكن الإنسان يستخدم عقله إذا فاجأه وحيد القرن وهو أعزل من السلاح. إنه يعلم أن وحيد القرن عندما يندفع، فإنه يركض في خط مستقيم ولا ينحرف يمينًا أو يسارًا. كل هدفه أن يغرس قرنه في ضحيته. لذا، في هذه اللحظات الحرجة، على الإنسان أن يحكم عقله ويقف ثابتًا في مكانه. وعندما يقترب وحيد القرن بسرعة، ينحرف الإنسان فجأة، فيواصل وحيد القرن اندفاعه الأعمى، وقد يصطدم بشجرة، فينغرس قرنه فيها وينكسر، وربما يقتله ذلك.

كما يمكن للإنسان استخدام طريقة الفريسة الكاذبة.

طريقة الفريسة الكاذبة

سأل سامي:
– وما هي طريقة الفريسة الكاذبة؟

أجاب الأب:
– كان الإنسان إذا أراد أن يصطاد وحشًا من الوحوش التي تهدد حياته وحياة أسرته، يحفر حفرة عميقة في الأرض ويغطيها بالقش والأغصان الصغيرة. ثم يربط عند رأس الحفرة غزالًا أو عنزة. عندما يقترب الوحش ليفترسها، يقفز نحوها وتنهار الحفرة تحت ثقله، فيسقط فيها، وبذلك يسهل القضاء عليه.

سيطرة الإنسان على الحيوانات

قال سامي:
– إنها فكرة رائعة!

أجاب الأب:
– بالفعل. تمكن الإنسان دائماً بفضل عقله من السيطرة على الحيوانات. لقد سخر بعضها لخدمته، مثل الجياد والجمال والحمير، واستفاد من لحوم البعض الآخر، كالأبقار والأغنام وغيرها.

معرض الصور (قصة صراع الوحوش)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

المصدر
قصة صراع الوحوش - حكايات وأساطير للأولاد - منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر - بيروت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى