قصة شجرة الكنز
ملخص قصة شجرة الكنز
سرحان، الفتى الحالم المحب للبرية، كان يقضي وقته في حديقته بين الأشجار والأزهار، خصوصًا عند صنوبرته الحبيبة. في أحد الأيام غفا عند صنوبرته ورأى في حلمه جنية تخبره بأن هناك كنزًا مخبأً في الشجرة. نسي سرحان الحلم حين استيقظ، لكن ببغاء سمعته يكرر ما قالته الجنية، فطارت تنشر الخبر في القرية.
اجتمع أهل القرية وبدأوا يطاردون الببغاء لمعرفة مكان الكنز، لكن دون جدوى. سرحان حاول إخبارهم بأن الكنز في شجرته، لكن لم يصدقه أحد. استمر سرحان في محاولاته لاكتشاف باب الكنز السري في الشجرة، حتى قرر النوم تحت الشجرة لعل الحلم يكشف له المزيد.
وفي تلك الأثناء، انتظر أهل القرية عودة الببغاء، وتداولوا حول شجرة الكنز في اجتماع بالعمدة شيبان، لكن دون الوصول إلى قرار. عاد سرحان محبطًا بعدما تفرق أهل القرية بلا نتيجة.
في صباح أحد الأيام، بدأ العمدة شيبان بضرب الأشجار في حديقته بحثًا عن الكنز، مما أثار جنون أهل القرية الذين انطلقوا لضرب أشجارهم بالفؤوس أيضًا. والد سرحان هرع ليقطع الصنوبرة، لكن سرحان صاح وهو شبه نائم بأن الكنز في الحذاء.
سمعت الببغاء كلام سرحان وطارت تردده في القرية، مما دفع الناس لتفحص أحذيتهم بحيرة. أدرك أهل القرية أن الببغاء تردد ما تسمعه، وليس هناك كنز في الأحذية.
في النهاية، شعر سرحان بالحزن لأن حلمه بالكنز لم يتحقق، لكنه كان سعيدًا لأن شجرته لم تقطع. أدرك أهل القرية أنهم كادوا يدمرون أشجارهم بسبب حلم غير واقعي، وتعلموا احترام أحلام سرحان وعدم السخرية منه بعد ذلك.
هكذا انتهت القصة بأن الصداقة والطبيعة أهم من الجشع والكنوز المدفونة، وعاش سرحان وأهل القرية بسلام.
قصة شجرة الكنز مكتوبة
كان سرحان فتى حالما لطيفا يحب البرية ويقضي أكثر وقته يعتني بالأزهار والأشجار. كان في حديقة بيته صنوبرة تعود منذ صغره أن يتأرجح عليها، يجلس في ظلها، يحكي لها أخباره وينام عندها ساعات.
غفا سرحان يوما عند صنوبرته. حل وقت الغداء، فجاءت أمه ولمست كتفه لإيقاظه، فرأى في نومه عندئذ أن جنية تهزه وتقول له: “في الشجرة كنز!” فردد سرحان: “في الشجرة كنز!”
عندما أفاق سرحان من غفوته كان قد نسي حلمه. كان جائعا فأسرع يدخل بيته ويتناول طعامه. لكن ببغاء كانت فوق الشجرة سمعت ما ردده سرحان، فطارت فوق منازل القرية وأشجارها تردد: “في الشجرة كنز! في الشجرة كنز!”
الببغاء والقرية
لم يبق أحد في القرية إلا وسمع ما تردده تلك الببغاء. وظنوا كلهم أن في قريتهم كنزا. سرعان ما تجمع أهل القرية، رجالا ونساء وأولادا وراحوا يطاردون الببغاء ليسألوها عن الشجرة التي تخبئ الكنز. كانوا يطاردونها ويصيحون: “أين هو الكنز، أيتها الببغاء؟ في أي شجرة؟”
كانوا يجرون في الطرق وينزلقون فوق المنحدرات، ويقفزون فوق الحواجز وأسوار البيوت، ولا يقف في طريقهم شيء. حاولوا كثيرا، لكن الببغاء كانت لا تهدأ في مكان، وكلما اقتربوا منها تطير إلى سقف منزل آخر أو إلى شجرة أخرى.
سرحان والببغاء
شارك سرحان، الفتى الحالم اللطيف، أيضا في الجري. كان واثقا أنه يعرف شجرة الكنز. فقد تذكر ما رآه في الحلم، ورأى أن الببغاء التي يجري وراءها الناس تثبت أن ما رآه في الحلم صحيح.
كان سرحان يجري ليلاحق أولئك الذين يطاردون الببغاء. كان يصيح بهم، يمسك بثيابهم، يشدهم ويحاول أن يردهم، ويصرخ: “شجرة الكنز… إسمعوني… شجرة الكنز… إسمعوني…” كان يريد أن يقول لهم ألا يتعبوا أنفسهم. فشجرة الكنز هي شجرته التي يغفو عندها كل يوم. لكن ما التفت إليه أحد، كان أهل القرية كلهم لا يرون إلا الببغاء ولا يسمعون إلا صياح حناجرهم التي لم تهدأ إلا بعد أن اختفت الببغاء في الفضاء.
سرحان واكتشاف الكنز
ترك سرحان الناس وعاد إلى منزله. جلس عند صنوبرته يتأملها، يتلمسها، يدور حول جذعها وقال للشجرة، هامسا: “أيتها الشجرة اللطيفة، أين هو بابك السري الذي أدخل منه إلى الكنز المخبأ فيك؟”
لكن الشجرة لم تكشف له سرها. قال: “معك حق! علي أن أجد بابك السري بنفسي!” تفحص سرحان كل نقطة في الشجرة، تلمسها، دفعها، جذبها، أحاطها بذراعيه، نقرها بيديه، تسلق أغصانها، شد الأغصان يمينا ويسارا، إلى أعلى وإلى أسفل، ظنا منه أن باب الكنز يفتح بحركة سرية. لكن لم ينفتح فيها باب ولا شباك.
اجتماع أهل القرية
تداعى أهل القرية في المساء إلى اجتماع في منزل العمدة شيبان. كان العمدة رجلا صالحا صادقا، لكنه كان يحب المال كثيرا، ولا يحلم إلا بالمال. جاء أهل القرية كلهم إلى الاجتماع. كان فيهم أبو سرحان وأمه. كانوا جميعا يريدون أن يعرفوا شجرة الكنز. أخذوا يتحاورون ويتجادلون ويتصايحون، ثم اختصموا وكادوا أن يتعاركوا. قام شيبان يصيح فيهم: “إذا تماسكنا وتعاركنا لن نستفيد شيئا! أرى أن نؤجل هذا الحوار الآن، لعل الببغاء تعود إلينا يوما، وتكشف لنا عن شجرة الكنز، مثلما كشفت لنا عن سر وجوده!”
كان سرحان يختبئ وراء باب منزل العمدة شيبان، ينصت بخوف إلى الجدل والصياح والشجار. وعندما اقترح العمدة أن يؤجلوا الحوار إلى أن تعود الببغاء لعلها تكشف لهم مكان الكنز، هدأ خوفه قليلا. لكنه قال في نفسه: “لا يجوز أن أخفي عنهم الحقيقة فقد يعودون إلى الحوار والشجار!”
فتح سرحان باب منزل العمدة، واندفع إلى القاعة التي كان أهل القرية مجتمعين فيها، ووقف بين الناس وصاح: “أرجوكم لا تنتظروا الببغاء! الببغاء لا تعرف شيئا. أنا أعرف شجرة الكنز. إنها شجرتي التي أنام عندها!”
تفاعل أهل القرية مع سرحان
كان أهل القرية، كبارا وصغارا، يعرفون أن سرحان فتى حالم ولا يصدقونه. فضحك الجميع ضحكة عالية، وقال واحد منهم: “وكيف عرفت أن الكنز في شجرتك؟” قال سرحان بصوت عال: “رأيت ذلك في الحلم!” فعاد الناس يضحكون.
لاحظت أم سرحان أن ابنها أصبح قليل الكلام، نادرا ما يتحدث إليها أو إلى أبيه أو إلى أي من رفاقه.
سرحان وشجرة الكنز
كان سرحان في الواقع يقضي أكثر وقته عند الصنوبرة. كان ينام ليلا هناك، لعل باب الكنز السري ينكشف له في الحلم. ثم صار ينام هناك نهارا أيضا. فلا يمر أحد قرب المنزل إلا ويرى سرحان نائما عند الشجرة، أو أنه يحاول النوم. كانوا يبتسمون ويقولون: “سرحان، كعادته، يحلم!”
في أحد الأيام تجمع عدد من أولاد البلدة، من رفاق سرحان، أمام منزله وتسللوا إلى حديقته. كان سرحان كعادته نائما عند الشجرة. ركع فتى إلى جانبه وقال في أذنه بصوت جهير خفيض: “أنا الكنز! افتح عينيك، يا سرحان! أنا الكنز! افتح عينيك وخذني بين يديك!” هب سرحان من نومه، وتطلع حواليه يردد: “الكنز! الكنز!” لكنه لم يجد الكنز. وجد رفاقه الذين راحوا يصفقون ويضحكون ويهتفون ويهزجون قائلين: سرحان يحلم بالكنز لهو غني حين ينام فإذا استيقظ من نوم طار الكنز مع الأحلام
حيرة أهل القرية
لم يعد أحد في القرية يتحدث إلا عن شجرة الكنز. كانوا كلهم يراقبون رؤوس الأشجار وسطوح المنازل انتظارا للببغاء تحمل إليهم الجواب الصحيح. طال انتظارهم حتى لم يعودوا يطيقون الانتظار.
ذات يوم تجمع عدد من رجال القرية ونسائها في الساحة، وأخذوا يتشاورون بأصوات عالية. قال واحد منهم: “قد تأتي الببغاء، وقد لا تأتي!” وقال آخر: “وقد تأتي بعد سنين!” وقالت سيدة: “وقد تأتي ولا تكشف لنا عن شجرة الكنز!”
بحث العمدة شيبان عن الكنز
كان أشد أهل القرية شغفا بالكنز العمدة شيبان. كان واثقا أن الكنز في شجرة من شجرات منزله. فهو العمدة، وليس في القرية كلها رجل يقدر المال ويحبه كما يقدره هو ويحبه.
كان يقضي وقتا طويلا ينقر شجراته نقرا خفيفا، ويضرب جذوعها بكفيه، ويضع عليها أذنيه، تارة أذنه اليمنى وأخرى أذنه اليسرى. لكنه لم يلاحظ أن الأصوات التي تبعث بها أشجاره تختلف من شجرة إلى أخرى، أو تتميز بصوت يدل على الكنز.
لما لم يجد ما يميز شجراته، صار يغافل جيرانه، وينقر شجراتهم، ويضربها بكفيه، ويضع عليها أذنيه. وكان الناس يرونه يفعل ذلك فلا يفهمون شيئا.
تصرفات غريبة للعمدة شيبان
في أحد الأيام وقف رجل في ساحة القرية يصيح: “العمدة شيبان أصيب بالجنون، فقد رأيته يتنقل من دار إلى دار يحكي مع الأشجار!”
كان العمدة شيبان قد استكشف أشجار الحدائق كلها، باستثناء حديقة قصر ذي أسوار. لم تكن الأسوار العالية لتمنع شيبان من البحث عن شجرة الكنز. في مساء أحد الأيام تسلق شيبان سور القصر ونزل في الحديقة. لكن قبل أن يفحص أي شجرة، هاجمه كلبان أسودان كبيران. فجرى العمدة المسكين بكل قوته هاربا. كان صاحب القصر في تلك الأثناء قد عاد إلى منزله وفتح الباب الرئيسي. حين رأى شيبان الباب أمامه مفتوحا، أسرع يخرج منه راكضا، يلحق به الكلبان.
جرى صاحب القصر وراء الكلبين ليردهما عن شيبان. رأى أحد الناس شيبان يجري، ووراءه يجري الكلبان وصاحب القصر، فجرى هو أيضا. سرعان ما اشترك في المطاردة عدد كبير جدا من الناس، دون أن يعرفوا لماذا يركضون. لكن واحدا منهم قال فجأة: “لعل الببغاء عادت!” وقال آخر: “الببغاء عادت، والعمدة شيبان قد رآها!” وقال آخر: “الببغاء عادت، وقد دلت العمدة شيبان على شجرة الكنز!” وقال آخر: “لن ندعه أبدا يفوز بالكنز وحده.”
تمكن صاحب القصر أخيرا من رد كلبه عن العمدة المسكين. وسرعان ما عرف الناس ما حدث. وعادوا إلى منازلهم.
أخيرا، بدا واضحا لأهل القرية أنهم لن يعرفوا موضع الكنز إلا إذا قطع كل واحد منهم شجرات منزله.
الشجار على الكنز
في فجر أحد الأيام، هب العمدة شيبان من نومه. أمسك فأسا وجرى في الحديقة، يقفر من شجرة إلى أخرى، لا يعرف أين يبدأ. ظل يجري في الحديقة ساعة. أخيرا، رفع فأسه وضرب جذع شجرة كبيرة. سمع الجيران ضربة الفأس فهبوا إلى فؤوسهم، وأسرعوا إلى حدائقهم. وما هي إلا لحظات حتى كان أهل القرية كلهم يقفرون في حدائقهم من شجرة إلى شجرة حائرين بأي شجرة يبدأون. لم يكن أي منهم راغبا فعلا في قطع شجراته، لكن كان الواحد منهم إذا سمع فأس جاره، يسرع هو فيرفع فأسه ويضرب بها.
استيقاظ سرحان
استيقظ والدا سرحان أيضا على صوت الفؤوس، فأسرعا إلى الحديقة ليقطعا الصنوبرة. كان سرحان نائما عند الشجرة. لم يكن قد سمع، طوال ذلك الوقت، شيئا. وكان، كعادته، يحلم بالكنز. جرى أبوه صوب الصنوبرة، فداس يده الممتدة. فتألم سرحان من وقع حذاء أبيه، ووجد نفسه، وهو نائم، يصيح: “الكنز في الحذاء!” صاح به أبوه: “قم! علينا أن نجد الكنز قبل أن يجده غيرنا! قم، سنقطع الشجرة!” صاح سرحان، وهو لا يزال شبه نائم: “لا تقطع الشجرة، يا أبي! أرجوك لا تقطع الشجرة ليس في الشجرة كنز! الكنز في الحذاء! الكنز في الحذاء!”
كانت الببغاء قد عادت وحطت في ذلك الوقت على الصنوبرة، وسمعت سرحان يقول: “الكنز في الحذاء! الكنز في الحذاء!” طارت الببغاء في القرية، فوق الطرق والأشجار وسطوح المنازل، تردد: “الكنز في الحذاء! الكنز في الحذاء!” توقف أهل القرية كلهم عن ضرب أشجارهم بالفؤوس، ووقفوا يستمعون إلى ما تردده الببغاء، بحيرة شديدة. وكان كل واحد منهم يخلع حذاءه ويقلبه متعجبا مستغربا. سرعان ما أدركوا أن الببغاء تردد كلاما سمعته، مثلما أنها رددت من قبل كلاما سمعته.
نهاية البحث عن الكنز
أحس سرحان بحزن. فقد ذهب حلمه بالكنز، لكنه كان سعيدا أن الصنوبرة لم تقطع. أما أهل القرية، وفيهم العمدة شيبان، فقد أحسوا بالخجل. كادوا أن يقطعوا أشجار القرية كلها. منذ ذلك اليوم لم يعودوا يسخرون من سرحان، وأدركوا أنه ليس الحالم الوحيد في القرية.
مناقشة القصة
- ماذا رأى سرحان في نومه؟
- لم ظن أهل القرية أن في قريتهم كنزا؟
- لم راح أهل القرية يطاردون الببغاء؟
- لم شارك سرحان في الجري؟
- ما الطريقة التي رآها سرحان صالحة لينكشف له باب الشجرة السري؟
- كيف كانت نتيجة الاجتماع في بيت العمدة؟
- لم لم يصدق أهل القرية ما قاله لهم سرحان؟
- ما الذي جعل سرحان يحسب أنه وجد الكنز؟
- ما الذي بدا واضحا مما قاله الناس في ساحة القرية؟
- كيف كان شيبان يحاول أن يكتشف شجرة الكنز؟
- ماذا حدث لشيبان عندما دخل حديقة القصر المسور؟
- ماذا فعل أهل القرية عندما سمعوا شيبان يضرب أشجار حديقته بالفأس؟
- ماذا قال سرحان عندما داس والده يده الممتدة؟
- هل تعتقد أن سرحان كان يحب شجرة الصنوبر، ولماذا؟
- هل صدق الناس هذه المرة ما سمعوه من الببغاء، وكيف فسروا ما سمعوه؟
- لماذا أحس أهل القرية كلهم بالخجل؟
- لماذا تعتقد أن حلم سرحان كان طفوليا بريئا وأن حلم شيبان وأهل القرية كان جشعا خطرا؟
معرض الصور (قصة شجرة الكنز)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث