قصة سر السهم الثاني

هل ترغب في قراءة قصة شجاعة تلامس القلب؟ اكتشف سر السهم الثاني وكيف تغلب وليم تل على الملك الظالم بطريقة مدهشة وغير متوقعة.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في قديم الزمان، عاش في سويسرا ملك ظالم يُدعى جرسلر. كان يفرض على الناس تحية قبعته التي وضعها على عمود عالٍ في مدخل المدينة، ويعاقب من يرفض الانحناء لها بوحشية. في إحدى الأيام، دخل وليم تل، الرجل الشجاع وأمهر الرماة في سويسرا، إلى المدينة مع ابنه الصغير شارل. حين وصل وليم إلى العمود، رفض الانحناء لقبعة الملك قائلاً: “لن أنحني إلا لله!”.

سمع الجنود كلامه ونقلوا الخبر للملك جرسلر. غضب الملك غضبًا شديدًا وقرر أن يعاقب وليم تل بشكل قاسٍ ليكون عبرة للآخرين. أمر الملك بإحضار وليم وابنه إلى القصر، وأعد خطة شريرة ليُرعبهما. كان الملك يعلم بمهارة وليم تل في الرماية، لذا أمر بأن توضع تفاحة على رأس شارل، ويجب على وليم تل أن يصيبها بسهم واحد. إذا نجح، سيُعفى عنه، أما إذا أخطأ وأصاب ابنه، فسيكون ذلك عقابًا له.

ارتجفت يد وليم تل من الخوف، لكنه لم يكن أمامه خيار آخر. بينما كان يستعد لرمي السهم، تشجع شارل وقال لوالده: “أنت أبرع الرماة، لا تخف، الله لن يخذلنا!”. انطلق السهم بسرعة، وبدقة مذهلة أصاب التفاحة وطارت بعيدًا، مما جعل الناس يهتفون ويشكرون الله على سلامة الطفل.

لكن وليم تل لم يكتفِ بذلك. أظهر للملك سهمًا ثانيًا كان قد أخفاه، وقال: “هذا السهم كان موجهًا لقلبك لو أصيب ابني بمكروه”. خاف الملك من غضب الناس وقرر ألا يعاقب وليم تل، لكن الأحداث لم تنتهِ هنا.

أصبح وليم تل بطلاً في عيون الشعب، وبدأ الناس يثورون ضد ظلم الملك. قاد وليم ثورة كبيرة ضد الملك جرسلر، وانضم إليه حتى بعض جنود الملك. في نهاية المطاف، هاجموا قصر الملك، وكان وليم تل هو الذي أطلق سهمه الثاني مباشرة إلى قلب الملك الظالم، لينتهي حكمه القاسي ويعيش الشعب السويسري بسلام وحرية.

وهكذا، بفضل شجاعة وليم تل وذكائه، تحررت سويسرا من الظلم، وأصبح وليم رمزًا للحرية والعدل.

قصة سر السهم الثاني مكتوبة

إنها قصة تروي ما عاناه الشعب السويسري في عهد ملك من الملوك الظالمين، وبطل هذه القصة رجل شجاع وابنه، وكان هو الآخر طفلاً شجاعاً، عظيم الثقة بأبيه.

تنعم سويسرا حالياً بقدر كبير من الرخاء والاستقرار، والمعروف عن الشعب السويسري أنه شعب مسالم، يرحب بالغرباء ويكرمهم، ما دام هؤلاء الغرباء مسالمين ولا يعكرون صفو الأمن. والمعروف أنه توجد في سويسرا أعظم البنوك والمصارف في العالم أجمع، وذلك بفضل الاستقرار والسلام الذي تتمتع به البلاد، الأمر الذي يشجع أصحاب الثروات على الاستثمار في بنوك هذه الدولة الآمنة.

حياد سويسرا وأحداث تاريخية

إن سويسرا دولة محايدة، وجميع دول العالم تحترم هذا الحياد، ولذلك لم تشارك سويسرا في أي حروب وظلت ملتزمة بحيادها بشكل صارم. ولكن، مر الشعب السويسري بفترة من الخوف والقلق في تاريخه، حيث عاشوا في تلك الفترة بدون الاستقرار والطمأنينة. وكان السبب في ذلك يرجع إلى ملك حاكم في ذلك الوقت والذي كان يلقب نفسه بـ “جرسلر العظيم”.

لم يكن هذا الملك عظيماً بطبيعة الحال، فالإنسان العظيم لا يُسمي نفسه بالعظمة، بل يكون متواضعاً ونبيلاً، يعامل الناس بلطف ويعطف على ضعفائهم. كان هذا الملك طاغيةً من بين أقسى الطغاة الذين عرفهم تاريخ سويسرا. كان يتجول الملك جرسلر مع فرسانه في الطرقات، وكان يفرض على كل فرد من الشعب الوقوف وتحية الملك. وفي حالة تراخي أحد أو عدم وقوفه لتحية الملك، كان يأمر فرسانه بالقبض عليه، ونزع سترته، وجلده بالسياط في الطريق العام.

ممارسات الملك الطاغية

كانت جنوده تهاجم القرى السويسرية وتستولي على المواشي والدواجن والمنتجات باعتبارها جزءاً من تحصيل الضرائب المستحقة للملك الظالم. كان الملك ينفق أموالاً طائلة على جنوده، لأنهم كانوا أداة إرهاب يسيطر بها على البلاد.

كان يعيش في إحدى قرى سويسرا الجبلية رجل يدعى “وليم تل”. وكان وليم تل كشأن سكان الجبال، شهماً كريم النفس كما كان شجاعاً لا يهاب أحداً إلا الله. وعرف وليم تل في جميع القرى المجاورة بأنه كان صياداً ماهراً، وكان أبرع من يرمي بالسهام. كان يمكنه أن يصيب بسهمه الطائر الذي يطير بسرعة في السماء مهما كان هذا الطائر صغيراً.

وليم تل وابنه شارل

وفي يوم من الأيام ذهب وليم تل إلى المدينة مع ابنه الصغير شارل. كان شارل في السابعة من عمره. ولكنه كان طفلاً شديد الذكاء، يحب والده حباً جماً ويطيعه طاعة عمياء. وكان شارل رغم صغر سنه يحسن ركوب الخيل كما كان يحسن الرمي بالسهام.

كان الملك الظالم جرسلر قد أقام عموداً عالياً عند مدخل المدينة، ووضع قبعته على قمة ذلك العمود. وأصدر أوامره الصارمة، التي تحتم على كل إنسان يدخل المدينة، ويمر أمام العمود، أن يخلع قبعته، وينحني في احترام لقبعة الملك. ووضع الملك جماعة من جنوده، على مقربة من ذلك العمود، لمراقبة تنفيذ الأوامر التي أصدرها، بالانحناء لقبعته.

المواجهة بين وليم تل والجنود

وصل وليم تل وابنه شارل إلى مدخل المدينة، ورأى كل من يمر أمام العمود يرفع قبعته عن رأسه، ثم ينحني لقبعة الملك. وسأله ابنه: “لماذا يفعلون ذلك يا والدي؟”

قال وليم تل: “لست أدري يا بني، لعلها قبعة أحد القديسين.”

وسمعه واحد من جنود الملك، فتقدم نحوه وقال له في غضب شديد: “إنها ليست قبعة أحد القديسين أيها الريفي الجاهل، إنها قبعة الملك العظيم جرسلر.”

واحتدم الغضب بوليم تل، حينما سمع الجندي يسبه، فأمسك بقوسه الذي لا يفارقه، وتأخر بضع خطوات إلى الخلف، ثم أخرج سهماً ووضعه في القوس وصاح في الجندي: “لماذا تسبني؟ إني لم أفعل شيئاً أستحق عليه هذه الألفاظ القذرة التي تلفظت بها الآن.”

مواجهة جديدة مع جنود الملك

وتجمهر بعض الناس، وعرفه رجل منهم فقال للجندي: “إنه وليم تل أمهر رماة السهم في سويسرا، ما الذي حدث؟”

قال الجندي مشيراً إلى قبعة الملك: “يقول إنها قبعة أحد القديسين.”

وصرخ فيه وليم تل: “قبعة من إذن بحق السماء؟!”

قال الجندي: “إنها قبعة الملك العظيم جرسلر.”

وضحك وليم تل ضحكة ساخرة وقال: “أيهما أفضل؟ القديس أم الملك جرسلر؟ ولماذا ينحني الناس إذن؟”

قال له الجندي: “إنها أوامر الملك العظيم جرسلر! يجب أن ينحني كل من يمر من أمام هذا العمود احترامًا وخضوعًا لقبعة الملك.”

وأطلق وليم تل ضحكة أخرى ساخرة، وهز رأسه ببطء ثم أمسك بيد ابنه ليبتعد عن العمود.

تحدي وليم تل لأوامر الملك

ولكن الجندي اعترض طريقه وقال له: “يجب أن تنحني وترفع قبعتك عن رأسك.”

وصرخ فيه وليم تل: “كلا! لن أفعل ذلك! كيف أنحني لقبعة رجل مثلي؟ إني أنحني فقط لله.”

وقال له الجندي مهددًا: “حسنًا، سأرفع أمرك إلى الملك العظيم جرسلر وسوف تندم على ذلك ندمًا مريرًا.”

وأراد زملاء الجندي أن يلقوا القبض على وليم تل وابنه، ولكنهم خافوا من غضب الناس الذين كانوا قد تجمهروا وأبدوا استحسانًا لتصرف وليم تل.

وذهب وليم تل مع ابنه شارل ليشتري ما كان يريد شراءه من المدينة.

خطة الملك جرسلر

ولما علم الملك الطاغية بما حدث، قال في غضب لمن حوله:

“هل يوجد في الرعية من له الجرأة على مثل هذا العمل الوقح؟ لا بد من إنزال عقوبة رادعة بهذا الرجل، ليكون عبرة لغيره، لأننا لو تركناه وشأنه استهان بي الناس، ولم ينحنوا بعد ذلك لقبعتي.”

وأرسل الملك جرسلر بعض جنوده إلى قرية وليم تل، وأمرهم بسرعة إحضاره إلى القصر مع ابنه شارل.

كان الملك قد وضع خطة رهيبة للانتقام من وليم تل لكي يرعب الناس.

لقد قيل للملك إن وليم تل كان أبرع رام بالقوس والسهم في سويسرا بأكملها، وعلى هذا الأساس وضع الملك خطته الرهيبة.

وليم تل وابنه في مواجهة الملك

لم يعجب وليم تل حين أخبره الجنود بأن الملك أمر بإحضاره. كان يتوقع ذلك بطبيعة الحال. ولكنه عجب أشد العجب حين علم أنه يطلب كذلك إحضار طفله شارل.

وسألهم وليم تل: “ولكن لماذا يريد الطفل؟”

قال كبير الجنود: “هذه أوامر الملك جرسلر العظيم، ويجب أن تعلم أن أوامر الملك لا تقبل المناقشة بأية حال من الأحوال.”

وكان الطفل شارل يسمع ما يدور بين والده وجنود الملك من حوار، فقال لأبيه بشجاعة: “لا بد أن أذهب معك يا والدي، كيف أتركك تذهب وحدك إلى هذا الملك الظالم وأظل أنا هنا وحدي لا أدري ماذا يحدث لك.”

وابتسم وليم تل، وربت بيده على رأس ابنه الصغير، وتأهب للذهاب مع الجنود.

أوامر الملك الغريبة

وقبل أن يغادر داره قال له كبير الجنود: “إن الملك يأمرك بأن تحضر معك قوسك وسهم واحد فقط…”

ونظر إليه وليم تل في استغراب وسأله: “لماذا لا أحضر معي إلا سهمًا واحدًا؟”

وصاح فيه كبير الجنود: “ألم أخبرك من قبل: أن الأوامر التي يصدرها الملك العظيم جرسلر لا تقبل المناقشة بأي حال من الأحوال!”

وابتسم وليم تل في استخفاف، وأحضر قوسه ووضع سهمًا واحدًا في جعبة السهام.

واتجه الجنود بوليم تل وابنه شارل إلى المدينة. كان وليم تل طوال الوقت يفكر تفكيرًا عميقًا فيما سوف يفعله معه الملك. ولماذا أراد إحضار صغيره شارل؟

اجتماع الشعب في الساحة الكبيرة

وصل الجنود بالرجل وابنه إلى المدينة. كان الملك جرسلر قد أصدر أوامره بحشد أكبر عدد من الناس في الساحة الكبيرة التي تتوسط المدينة.

وجلس الملك على منصة عالية، ومن حوله بعض رجاله. وكان الملك يمسك بتفاحة صغيرة حمراء ينقلها من يد إلى أخرى.

وعجب الناس من هذه التفاحة!

خطة الملك الرهيبة

كانت تكمن في هذه التفاحة خطة الملك الرهيبة للانتقام من وليم تل.

أوقف الجنود الرجل وابنه أمام المنصة التي كان يعتليها الملك. وقال له الملك:

“لقد علمت بما فعلت، كان في استطاعتي أن أصدر عليك حكمي بالإعدام، ولكني أعلم أن الأمر الذي جعلك تمتلئ بالغرور، وترفض الانحناء لقبعتي عند مدخل المدينة هو ادعاؤك بأنك أمهر الرماة بالقوس والسهم في سويسرا بأكملها، لذلك أصدرت عليك الحكم التالي:”

وسكت الملك قليلاً. وخيم السكون على جماهير الناس المحتشدين في الساحة وهم يرهفون أسماعهم للحكم الذي سيصدره الملك الظالم على ذلك الرجل الشجاع.

قال الملك: “لقد طلبت منك إحضار ابنك معك، لأنه هو الآخر رغم صغره يتحدى جبروتي. هل ترى هذه التفاحة الحمراء التي في يدي؟”

قال وليم تل: “نعم أراها طبعاً.”

قال الملك: “سيقف ابنك هناك، على بعد ثلاثين خطوة منك، وستوضع التفاحة الحمراء فوق رأسه، وعليك يا أمهر الرماة في سويسرا أن تصيب التفاحة بضربة سهم واحدة، فإن أصبتها نجوت، وإن أصبت ابنك فقتلته بيدك، كان ذلك عقاباً رادعاً لك ولأمثالك.”

واستنكر الناس هذا الحكم الظالم. واضطرب وليم تل اضطراباً شديداً. كانت له مقدرة عظيمة في الرمي بالسهم، ولكن إصابة تفاحة فوق رأس ابنه غير إصابة طائر يطير في السماء.

وليم تل في موقف حاسم

وقال وليم تل للملك: “هل بلغت بك القسوة إلى الدرجة التي تأمرني فيها بقتل ابني بيدي؟”

وصرخ الملك غاضباً: “أوامري لا تقبل المناقشة! إما أن تفعل ذلك أو أصدر أمري الآن بقتل ابنك أمام عينيك.”

وإذ ذاك أمسك الطفل شارل بيد أبيه التي كانت ترتجف وقال له: “والدي الحبيب! إنك أبرع رماة السهم في البلاد كلها! لا تخف! سأقف ثابتاً وسيصيب سهمك التفاحة ولن يصيبني بأذى لأن الله لا يكون أبداً مع الظالمين.”

وقبل الطفل الشجاع يد أبيه المرتجفة، فأحس الأب باطمئنان غريب. وذهب الطفل ووقف على بعد ثلاثين خطوة من الموضع الذي كان يقف فيه أبوه.

وشد الرجل قوسه!

وتعلقت أنفاس الناس جميعاً به وبالنتيجة الرهيبة. ووضع أحد الجنود التفاحة الحمراء على رأس الطفل الذي كان يقف في ثبات عجيب وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة هادئة.

اللحظة الحاسمة

وانطلق السهم في قوة. وأصاب التفاحة وطار بها!

واندفع الطفل إلى أبيه، ليرمي بنفسه بين ذراعيه والناس يهللون ويهتفون، ويرفعون أيديهم إلى السماء شكراً لله.

وتقدم وليم تل من منصة الملك وقال له: “لقد أمرتني أن أحضر سهماً واحداً فقط، ولكني أحضرت سهمين اثنين.”

وأخرج وليم تل السهم الثاني وأراه للملك الذي سأله: “ولماذا أحضرت هذا السهم الثاني؟”

قال وليم تل: “لقد توقعت منك شراً حين أمرت بإحضار ابني، وقلت: إنه لو أصيب بمكروه، فهذا السهم الثاني سيستقر في قلبك أنت أيها الملك الظالم.”

نهاية الملك الظالم

كان الملك على وشك أن يصدر الأمر بالقبض عليه، ولكنه خاف من غضب الناس.

منذ ذلك اليوم أصبح وليم تل بطلاً وطنياً، أحبه الناس حباً عظيماً. وتشجع الشعب السويسري بعد ذلك وابتدأ الناس يثورون على ظلم الملك جرسلر.

وأخيراً قاد وليم تل ثورة شعبية كبيرة، وانضم عدد من جنود الملك إلى الشعب. وهاجموا قصر الملك، وكان وليم تل هو الذي صوب سهمه الثاني إلى صدر الملك الظالم فاخترق قلبه القاسي وخلص منه البلاد.

لقد قتل الملك بنفس السهم الثاني الذي كان يخفيه وليم تل لمثل ذلك الموقف البطولي الخالد.

معرض الصور (قصة سر السهم الثاني)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

المصدر
قصة سر السهم الثاني - حكايات وأساطير للأولاد - منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر - بيروت

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى